الحوار... وتحريض الشيخ عيسى قاسم!
بعد أن تعدّدت قنوات الشد والجذب، ولاحظنا الناس تبتعد عن الحوار وتدخل مضمار الشتم والسب والتجريح، فإننا لا نجد الحوار على الخريطة المتّفق عليها كما توقّعنا ذلك، وعليه نتساءل: أين «هو» الحوار من ذلك كلّه؟
إن من سمات رقي الأمم هو الاتّفاق والمصالحة والتصالح، وكائنٌ من كان لا يجب أن يرفض محاور تفيده كمَحاور الحوار الحالية، فالمطالب التي تريدها المعارضة هي ذاتها بنسبة 80 في المئة من المطالب التي تريدها الجمعيات الأخرى، فهل هناك مشكلة في التوافق عليها؟
كما ذكرنا في مقالات سابقة، لا نريد حكومة منتخبة ولكننا نطالب بمجلس كامل الصلاحيات، كالمجلس الوطني السبعيني، المعروف عنه بأنّه سيّد قراراته، ولديه الحق في التشريع لا في رفع القوانين «برغبة»، وهذا ما سيرجع الحقوق وسيتصدّى للفساد!
وللأسف هناك من «يلف ويدور» على مبدأ الحوار الوطني، فقد يكون هو نفسه لا يعرف معنى الحوار الوطني، ولكنّه يعرف بأنّه يجب عليه الاعتراض على أي أمور تُعرض في داخله من قبل المعارضة، وكيف لا وهي نفسها المعارضة التي أقحمت الشارع في مواجهات واشتباكات! وقد تناسى البعض ذلك التذمّر الذي بلعوه كلّ يوم على مدى سنين في دفع الديون والأقساط و»الأبيال»، وأصبح نسياً منسياً.
نحن لا نريد إلاّ التوافق بمحاور حوار حقيقية تُهدّئ الأوضاع في الوطن، وما آل إليه في الفترة الأخيرة من تصعيد وتطوّر ملحوظ، فإنّه من المآسي التي كنّا نحاول التصدي لها، فإلى الآن الجميع يخسر!
قيل لنا بأنّ الشيخ عيسى قاسم «محرّض كبير»، وتساءل آخرون: لماذا لا نتكلّم عنه عندما نفتح موضوع المحرّضين، وأنا أطالب كلّ حرّ أبي لديه أدلة تثبت تحريض الشيخ قاسم للشارع البحريني أن يعرضها علينا جميعاً، وأن يحوّل الشيخ إلى القضاء، فلا يُعقل بأنّنا أفضل من نيابتنا العامة أو قضائنا العادل الذي لم يوجّه للشيخ أية تهمة بعد!
أوَ من المعقول أنّ هناك أجندات لا تعلمها النيابة العامة ويعلمها صغار الناس بمن فيهم الأصدقاء والأحباب؟ أم أنّه ليس هناك دليل على التحريض؟!
فنحن عندما نكتب عن أشخاص يجب علينا تلمّس الدليل من خلال تعامل الشخصية وتعاطيها في المجتمع، فالشخصية التي تقبض ثمن ما تقول، فإنّها شخصية محرّضة لا يصدّقها المجتمع، وأما الشخصية التي أثبتت عكس ذلك، فإنّ البعض يعوّل على أنّها من أذناب هذه الدولة أو تلك! والمقصود واضح ونستطيع إيضاحه أكثر إن لم يفهمه البعض.
إنّ شراء الذمم هي أصعب تجارة تمر على البشرية، وقذف الناس هي أسهل تجارة مستهلكة من أجل ضرب المرسل وليس الرسالة، فلنترك عنّا المرسل ولنتوجّه إلى الرسالة التي يقول فحواها «الحوار ثم الحوار ثم الحوار»! فهل وضحت الرسالة؟!
تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات؟!
تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال (على قولة المعاودة)؟