قاسم: استهداف الموسم العاشورائي استفزاز للمسلمين ومعاداة للمراسم الحسينية... والقطان: استشهاد الحسين على أيدي الطغاة حدث مؤلم للقلوب
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، إن استهداف الموسم العاشورائي، يعد استفزازاً لمشاعر المسلمين، ومعاداة للمراسم الحسينية، مؤكداً أن الإمام الحسين (ع) «استشهد ليبقى ويذكر ويكون محل نظر الأجيال ومحط أملها ويدوم ويأخذ موقعه في الصدارة، يقود هذه الأمة على طريق ربها ويأخذ بها إلى هدايات السماء ومنهجها المنقذ ويصحح إرادتها وينقذها من محاولات الوأد ويثير في داخلها شوق الحرية والاعتزاز بالكرامة ويخلصها من الصبر السلبي على الظلم والتخلف وأسر الذل ومن هزيمة النفس في طريق الحق ومن استحواذ النفس على صاحبها بالباطل ويحميها من الاستجابة للمغالطة في الفهم والتضليل ومن تسلل أي فهم مزور للإسلام إلى عقليتها ونفسيتها وواقعها العملي».
وأوضح قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) أن «الشيء المؤسف الذي لابد من شجبه واستنكاره من جميع المسلمين وأهل الضمائر والعقلاء في هذا الوطن، ما جرى من استهداف واضح وإساءة صارخة لإحياء هذا الموسم العاشورائي في البحرين، وتضييق فوق ما كان للحرية الدينية واستفزاز لمشاعر الضمير المسلم ومعاداة من قبل الجهة الرسمية للمراسم الحسينية، وكلمات منقولة عن الإمام الحسين عليه السلام وشعارات من شعاراته وما يذكر بمأساته ويمثل مظهراً من مظاهر التحزن على مصرعه الشريف ومصرع الكرام من أهل بيته وأنصاره كعلم أسود ينصب هنا أو هناك ولو في واجهة مأتم».
وأشار إلى أنه «استدعي خطباء ونادبون ومنشدون ورؤساء مآتم، وجرى التحقيق والمحاسبة لشعار من شعارات الإمام الحسين عليه السلام المنقولة عنه، لآية قرآنية تلاها خطيبٌ، لعلم أسود تكفل شخصٌ بنصبه، ووصل الأمر إلى حد الاعتقال كما في حالة السيدكامل الهاشمي».
واعتبر أن «هذه لغة عملية أصرح من اللغة اللفظية في الحجر على الحق الديني، على الحرية الدينية، على حق مقرر على مستوى الميثاق وحتى على مستوى الدستور المختلف عليه، على حق أثبته التاريخ العملي الطويل الشاخص على هذه الأرض».
وأضاف أن «هذه مواجهة صريحة لشعيرة إحياء عاشوراء، التي هي محل اعتقاد مذهبي ثابت لمكون رئيسي من أبناء هذا الشعب الكريم».
وبيّن أن «المواجهة الشرسة لإحياء هذا الموسم بدأت قبل أن تظهر مواكب العزاء إلى الشارع، وفي بدايات الموسم، وكل هذه المواجهة ولا جديد هذا العام في إحياء عاشوراء ولا خروج فيه على المألوف في الموضوع ولا استفزاز من قبل الشعب».
وتابع «ألا يقنع هذا التعسف في التعامل في مسألة الحقوق والحرية الدينية، كل دولة من الدول التي تنادي بالحرية وتنادي بحق الشعوب وكل مؤسسة من هذه المؤسسات - ألا يقنع هذا الجميع ؟ - بضرورة الإصلاح الجدي والعاجل؟».
وقال قاسم: «صار على الشعب في نظر الناحية الرسمية أن لابد من التفكير في إحياء من مستوىً مقبول غير مزعج لها، وحتى يكون كذلك حسبما تشير إليه الموضوعات التي ذكر أن التحقيق جرى بشأنها أن يتحدث عن حسين آخر غير الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في إيمانه بالله وحاكمية الله وألوهيته وحده وفي إبائه وعزته وفدائيته وتضحيته، وعن شعارات على خلاف شعارات ثورته، ولابد أن يبحث عن قرآن آخر كذلك غير هذا القرآن المعروف عند المسلمين والذي لا قرآن لنا جميعاً غيره، عن قرآن خال من مثل قوله تبارك وتعالى: «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون» (هود: 113).
وأكد قاسم أن «كل هذه الأمور المستفزة لا ربط لها مطلقاً بالعلاقة بين الطائفتين الكريمتين في هذا البلد، وما يجب أن تكون عليه من احترام متبادل، ورعاية لحق المسلم على أخيه المسلم وتعاون بينهما في سبيل الله وصالح المجتمع والإنسانية».
القطان: استشهاد الحسين على أيدي الطغاة حدث مؤلم للقلوب
من جانبه، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن: «من الأحداث المؤلمة المحزنة للقلوب التي وقعت في شهر الله المحرم، استشهاد الحسين بن علي، رضي الله تعالى عنه وعن أبيه وعن آله الطيبين الطاهرين، وكان ذلك في يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة 61 من الهجرة على أيدي الظالمين من الطغاة البغاة في كربلاء».
وذكر القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، أن «أبا عبدالله الحسين هو أبو الشهداء وريحانة رسول الله في الدنيا، وسيد شباب أهل الجنة يوم القيامة، وهو الذي قال فيه سيد الخلق محمد (ص): (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط)، أي هو كأمَّةٍ صالحة من الأمم، فله عظيم القدر في الدنيا، وعظيم الأجر في الآخرة».
واستشهد القطان بقول لابن تيمية، وهو «لا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب؛ وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله». وقال في موضع آخر: «وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً».
ورأى أن «حب العترة الطاهرة من آل بيت النبوة، والوقوف على ذكرى الحسين وآل البيت رضوان الله تعالى عليهم، يكون في التأسي والاقتداء بهم في مقاومة الباطل، وإنكار المنكر، والدعوة إلى الإصلاح، والثبات على الحق. التأسي بآل البيت يجب أن يكون كما كان بين القرابة والصحابة من التراحم والمحبة والتآخي والتواد، والتناصح والتواصل، وحب الخير لجميع المسلمين، والبعد عن الشر والحقد والبغضاء، والتعاون على البر والتقوى، والحرص على الوحدة الإسلامية، ووحدة الكلمة والصف والمجتمع والأمة».
وأضاف: «نحن اليوم كأمة إسلامية واحدة، على اختلاف مذاهبنا وطوائفنا، نواجه أعداءً كثيرين للإسلام والمسلمين، ونواجه خصوماً عديدين، يتربصون بنا فتكاً، وبمقدراتنا ومقدساتنا سلباً ونهباً، والواجب يقتضي أن نجعل من عاشوراء، مناسبة لوحدة الأمة والوطن وإبعادها عن التوظيف السياسي، وتأكيد التلاحم بين أبناء الأمة والوطن الواحد والابتعاد عن إثارة الفتن والمحن، ونجعلها محطة للتخطيط والعمل لمستقبل أكثر اتحاداً وتآلفاً وتعاوناً وتكاتفاً وإصلاحاً، من أجل عزة وكرامة ورفعة هذه الأمة، وأوطان المسلمين».
وتحدث القطان في خطبته عن «عدة قضايا مهمة، جديرة بالتنبيه والإشادة، وحرية بالتذكير والإفادة»، مشيراً إلى أن من هذه الوقفات «حدث لا كالأحداث، حدث غيّر مجرى التاريخ، حدث يحمل في طياته معاني الشجاعة والتضحية والصبر والفداء، والعزة والقوة والإخاء، والتوكل على الله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، ذلكم هو حدث الهجرة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تحية، ذلكم الحدث الذي جعله الله سبحانه وتعالى طريقاً للنصر والعزة والكرامة».
وذكر أن من دروس وثمراث الهجرة النبوية «ترسيخ مبدأ الأخوة الإسلامية والوحدة الإيمانية»، متسائلاً: «ما هي آخر الأنباء في أرضنا المباركة فلسطين المسلمة، وفي غزة المجاهدة؟ وفي قدسنا السليب وأقصانا الحبيب؟ ما هي أخبار إخوانكم هناك الذين يتعرضون في كل وقت وحين للقتل والقصف بالقنابل والصواريخ والطائرات، بوحشية وهمجية من قبل الصهاينة المعتدين... وأين هم المسلمون عن نصرتهم على أعدائهم الطغاة البغاة الذين تكالبوا عليهم من كل مكان؟».
واعتبر أن «من أبرز ما يصور معاني الهجرة، الأخذ بتعاليم الإسلام التي جاء بها صاحب الهجرة (ص)، والتجافي عن الهبوط إلى مستنقعات المعاصي والآثام، وهذه هجرة لا يعذر مسلم في تركها، وإن من أكبر ما يترجم عناية الأمة بالهجرة النبوية، هو التمسك بمنهج صاحب الهجرة (ص)، والتزام سنته وهديه، وأطر النفوس على الهجرة في كل صورها ومعانيها، إما بمعناها الشرعي الخاص، بالانتقال إلى حيث العزة والمنعة وإقامة الدين، أو بمعناها العام بهجر المعاصي بكل أنواعها».
وقال إن من الأحداث في شهر محرم، والتي فيها «درس بليغ على نصرة أولياء الله، وانتقام الله من أعدائه مهما تطاولوا وتجبروا وتغطرسوا، إنه حدث قديم، لكنه بمغزاه متجدد عبر الأمصار والأعصار، إنه يوم انتصار نبي الله وكليمه موسى عليه السلام، وهلاك فرعون الطاغية، وكم في هذه القصة من الدروس والعبر، والعظات والفكر للدعاة إلى الله في كل زمان ومكان».