قاسم: الإصلاح حل جذري ينهي أزمات الأوطان ويورث الأمن والاستقرار...القطان: علينا أخذ العبرة من أحداث أقضت مضاجع الأمة وأفزعت القلوب
الوسط - محرر الشئون المحلية
اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم أن الإصلاح ينهي أزمات الأوطان، ويورث الأمن والاستقرار، «ولا يشك شاك في أن الإصلاح خير وأن البديل عنه شر».
وقال قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) إن: «الإصلاح أخذ بالأمور صوب الحق والاقتراب بالأوضاع من حد العدل، وخيره ما حقق العدل وصدق به الحق. ولايشك شاك في أن الإصلاح خير وأن البديل عنه شر».
وأوضح أن «الإصلاح على المستوى السياسي والمستويات الأخرى فيما يتعلق بالشأن العام ينهي أزمات الأوطان، يبني مجتمعاً قوياً، يورث أمناً واستقراراً وسلاماً، يتقدم بمستوى البلدان والشعوب والأمم، يتيح للطاقات الصالحة أنْ تتجه لمصلحة الإنسان».
ورأى أن «رفض الإصلاح وغلق الباب في وجهه وإفشال محاولاته، اختيار لأنْ تبقى الأوضاع على ما تعانيه من فسادٍ وتفرزه من إفسادٍ. ليس ذلك فحسب، إنما الإعراض عن الإصلاح والإبقاء على الفساد يطيح بكل أمل ويقتل كل فرصةٍ للتدارك وتشقى به كل نفس وتغرق بلواه كل ربوع الوطن».
وأضاف «ما غاب الإصلاح أو تأخر وما خفتت الأصوات المنادية به إلا امتد الفساد واستوعب مساحةً أكبر وزاد تجذره، وشق على المتسلقين في أجوائه ومن يتراءى لهم الانتفاع باستمراره أنْ يخف أو يتراجع، ومن أجل هذه الحماية يكثر القتل في أصحاب الصوت الإصلاحي والمطاردة والإخافة والتشريد والتهجير والسجن والعقوبات العنيفة وألوان العذاب والتنكيل كما هي العادة في كل الدنيا الظالمة».
وتابع «في ذلك تمزيق المجتمعات، وإنهاك الأوطان، والزج بها في أتون الفتن، ووضعها على طريق الهلاك، والسلوك بها مسالك الفناء، وإنْ عاشت لا تعيش إلا ضعيفةً واهنة، مخوفةً قلقة، متخلفةً مستضعفة، تقيم في جنباتها الشكوك والأحقاد والبغضاء التي تمزق أشلاء المجتمعات».
وأشار إلى أن «هذا شر وأي شر، لا ينبغي أنْ ترتكبه سياسة ولا يمكن أنْ يشير به عقل أو دين أو ضمير».
ودعا قاسم إلى رحمة هذا الوطن، قائلاً «ارحموا هذا الوطن، جنبوه هذا الشر، لا تعرضوه لكل هذا السوء، انأوا به عن الدمار. اطلبوا له الخير والأمن والصلاح والبناء والمودة والائتلاف».
وتحدث عن وثيقة اللاعنف التي أصدرتها الجمعيات السياسية الست المعارضة، مبيناً «الجمعيات السياسية المعارضة عرضت رؤيتها الإصلاحية وأعلنت عنها، والحكومة صامتة ولو عن كلمةٍ واحدةٍ في الإصلاح».
وذكر أن «الجمعيات السياسية المعارضة أعلنت عن مبادئها المعتمدة في رفض العنف من كل الجهات ومختلف صوره، مع تكرر هذا الرفض منها من غيرها من العلماء ورموزٍ سياسيةٍ متعددة، والإجراءات العنيفة ولغة التوعد والتهديد والتصعيد مازالت هي اللغة السائدة من الجانب الرسمي، ومثلها لغة العقوبة الجماعية كما في حالتيْ العكْر والمهزة».
وقال: «الإصلاح الذي يمثل حلاً جذرياً هو حق للشعب وضرورة أساس لصالح الوطن وواجب على السلطة ومحقق كذلك لمصلحتها».
وفي سياق خطبته، تطرق إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، إلى ما يجري في قطاع غزة. واعتبر أن «السفك المستهتر للدم الفلسطيني والتهديد المتغطرس باكتساح غزة من قبل العدو الإسرائيلي، يمثل تحدياً سافراً وامتحاناً جديداً للإرادة العربية على المستوى الرسمي كما هو على المستوى الشعبي بالدرجة الثانية، للغيرة، للشجاعة، للصدق، للحقانية، للاعتزاز بالهوية، للإخلاص للأمة، لاستقلالية الموقف، لحرية الإرادة وعدم الارتهان بإرادة الخارج من قبل هذه الدولة أو تلك من الدول العربية».
وتساءل «هل سيجد الشعب العربي من حكوماته شيئاً مما اعتاده من شجاعتها وبسالتها في قمع حركاته، وتقليم أظافره وشيئاً من المواجهة الجادة لإسرائيل؟، أو أنه لنْ يسمع إلا فرقعاتٍ صوتية وعن مواقف عمليةٍ على خلاف ذلك وستكون إرادة الكثير من الحكومات العربية من إرادة الخارج التي تقف دائماً في مناصرةٍ لإسرائيل؟».
لقطان يدعو لأخذ العبرة من أحداث أقضت مضاجع الأمة وأفزعت القلوب
من جانبه، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إلى أخذ العبرة والعظة مما مر بالأمة الإسلامية في العام الفائت، «من أحداث جسام، أقضت المضاجع، وأفزعت القلوب».
وقال القطان، في خطبته أمس الجمعة (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) إن «العام الهجري الماضي رحل بما فيه من أفراح وأتراح، وإن هذا الرحيل ليترك في النفوس الأسى والحسرة والحزن، ويدفع إلى أخذ العبرة والعظة، الأسى على زمن انقضى في غير طاعة الله، وابتغاء مرضاته، والحزن على فراق أحبة مضوا بين طيات السنين، والتحفوا القبور، وانقطع بهم ما كانوا يؤملونه، وغدوا أثراً بعد عين، استلوا من بيننا دون اختيار، ومضوا إلى الله الواحد القهار، وإن في الله عزاءً من كل مصيبة، وجبراناً من كل نقيصة، وخلفاً من كل فائت».
وتساءل «فكم مر بالأسماع ما نزل بإخوانكم في فلسطين وسورية وأراكان وغيرهم؟ على يد أعدائهم، من الظلم والقسوة، ومن التخريب والتدمير والقتل، والتشريد والتهجير، والإبعاد وسفك الدماء، وغير ذلك، فتألم له المسلمون جميعاً؛ إذ كانوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكم مر على الأسماع والأنظار من أخبار المجاعات المخيفة، والأمراض الغريبة، والزلازل العنيفة والفيضانات والأعاصير الجامحة المروعة؟ مما فيه تخويف وتنبيه للخلق على ضعفهم أمام قدرة الله وقوته، وافتقارهم إلى رحمة خالقهم القادر على كل شيء».
وأضاف «كم مر بالأمة الإسلامية في خلال العام الراحل من ظروف حرجة كانت مخبر الصدق والإيمان، ومحكاً للعزائم الثابتة؟ كل ذلك -أيها المؤمنون- مما يجب أن نأخذ منه العبر، وهو مما يدعو إلى الرجوع إلى الله تعالى، والتعلق به، والتمسك بدينه، والاهتداء بشرعه، لعل الله العلي القدير أن يبدل المسلمين بدلاً من الخوف أمناً، ومن البؤس والشدائد والمحن رخاءً وعزة ونصراً، ومن الأعوام العصيبة أعواماً تشرق باليمن والبركات، والخير العميم، واعلم يا أخي المسلم: إن المؤمن قوّام على نفسه يحاسبها».
وأكد القطان على أن «محاسبة النفس أمر ضروري لا بد منه؛ لأن السائر إلى الدار الآخرة يسلك طريقاً لا توقّف فيها، ويركب عجلة تدور دائماً وأبداً، وليس بإرادته ولا مقدوره أن يوقفها أو يقلّل من حركتها، وهو في سيره في تلك الطريق بين أمرين لا ثالث لهما، وخيارين لا يملك غيرهما، إما أن يسرع في سيره ويجد في شأنه، فلعله أن يصل في أول الركب، فينجو من الآفات، ويفوز مع الفائزين، ويد الله مع الجماعة، وإما أن يتباطأ ويتثاقل في حركته، وتتجاذبه السبل يمنة ويسرة، فيوشك أن لا يصل إلى مراده، وإن وصل وصل متأخّراً، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصي».