العدد 3664 بتاريخ 17-09-2012م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


انطلاق أعمال مؤتمر عاشوراء السابع بحضور رجال دين ومثقفين ومهتمين

الغريفي: يجب إبعاد التوظيف السياسي لموسم عاشوراء عن الانفلات والمزاجات

السنابس - علي الموسوي

قال السيدعبدالله الغريفي إن شكل التوظيف السياسي لموسم عاشوراء، يجب ألا يبقى منفلتاً وخاضعاً لأذهان العوام، وللمزاجات، «بل يجب أن تحكمه رؤية فقهية بصيرة جداً، وقراءة موضوعية كفوءة، وقرار يملك الشرعية ويملك درجة عالية من الحكمة والنزاهة»، معتبراً أن «هذا ما يحمي موسم عاشوراء من أي توظيفٍ يصادر هويته، وينحرف بأهدافه، ويبتعد به عن مساراته، ويسقطه في أسر الأهواء والمزاجات، ويدفع به في متاهات الخلاف والصراع».

وأكد الغريفي أن «من صميم أهداف ومسئوليات عاشوراء التعاطي مع قضايا وهموم الأمة، وإلا انفصلت عن حركة الواقع، وتخلت عن أهدافها ومسئولياتها الكبرى».

جاء ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها الغريفي في افتتاح أعمال مؤتمر عاشوراء السابع، وذلك مساء يوم أمس الأول (الأحد)، بمأتم السنابس، بحضور رجال دين ومثقفين وشعراء ورواديد. وحمل شعار مؤتمر عاشوراء هذا العام «عاشوراء... والإصلاح السياسي».

وأشار الغريفي إلى أن هناك إشكالية تقول: إن زج الموسم العاشورائي في الشأن السياسي له منتجاته الخطيرة والضارة بهذا الموسم، وأوضح في رده هذه الإشكالية «كون هذا الزج إقصاءً للموسم عن قضية عاشوراء، وعن مأساة عاشوراء، ومفردات عاشوراء، فكم في تغيب الحدث العاشورائي التاريخي من خطر كبير على هذا الموسم، الذي يجب أن يبقى متجذراً في وعي ووجدان وحركة الأجيال».

وأضاف «كون هذا الإقحام يضع الموسم في مواجهةٍ دائمةٍ مع أنظمة الحكم السياسية، ما يعرضه إلى الضغط والمصادرة». وتابع «كون هذا التعاطي السياسي ينتج صراعات وخلافات في الواقع العاشورائي، بحجم ما هي الصراعات والخلافات في الواقع السياسي».

وفي حديثه عن عنوان مؤتمر عاشوراء، رأى أن هذا العنوان يبرز افتراضين، الأول: أن تعني «الثورة الحسينية» نفسها، الثاني: أن تعني «الموسم والمراسم والشعائر». وبين أنه «وفق أحد هذين الافتراضين تتحدد وجهة المعالجات والمقاربات والمداخلات في هذا المؤتمر، وفي الوقت ذاته يجب أن أؤكد وجود تزاوجٍ متجذر بين «عاشوراء الثورة» و «عاشوراء الشعائر»، فقيمة الشعائر بمقدار ما تعبر عن أهداف «الثورة الحسينية».

وأوضح الغريفي أنه «في ضوء الافتراض الأول تواجهنا مجموعة تساؤلاتٍ فرضتها التفسيرات المتعددة، والتي أنتجتها القراءات المختلفة لثورة عاشوراء، فيما هو المنتج السياسي لهذه الثورة (الهدف المركزي). ولتحديد هذا الهدف لابد أن يتناسب الهدف مع حجم التضحية بدم الإمام الحسين (ع)، لا خيار آخر إلا هذه التضحية، وأن تكون ثورة عاشوراء قد نجحت في إنجاز هذا الهدف».

من جانبه، تحدث رجل الدين الشيخ إبراهيم الصفا الستري عن الركائز الأساسية في الحراك السياسي لثورة الإمام الحسين (ع)، مبيناً أن الركيزة الأولى هي تحديد أيديولوجية الحراك السياسي، إذ إن «كل حركة سياسية، وكل حزب، أو تيار، أو حكومة لابد لها من أيديولوجية تتحكم في تحركها، وهي تمثل العقيدة السياسية للحزب أو الحكومة، وهي عبارة عن مجموعة من المبادئ العقائدية، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ويستعان في تطبيقها بالترغيب أو الإكراه، كما أن الحراك السياسي يتلون بحسب الأيديولوجية التي ينتمي اليها، هي أساس العمل السياسي، وأساس تنفيذه وشرعيته».

وأضاف «أما الركيزة الثانية: فهي تحديد الهدف الذي قامت من اجله ثورة عاشوراء، فكل حراك سياسي لم تحدد أهدافه حراك متخبط، يسير نحو الفشل ويصنعه بيديه، من هنا نجد أن الحراك الحسيني حراك واعٍ، محدد الأهداف من لحظة انطلاق الثورة».

أما عن الركيزة الثالثة، فذكر الستري أنها «تحديد أدوات ووسائل المطالبة»، وهي «مبدأ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، تطبيق سيرة جده وأبيه في نهضته السياسية، اعتماد الحق معيارًا لحراكه السياسي، السلمية والصبر، وعدم البدء بالقتال».

وأضاف «الركيزة الرابعة: أخلاقيات الحراك السياسي، فلقد أسس الحراك السياسي للإمام الحسين (ع) مجموعة من القيم والأخلاقيات السياسية المنسجمة مع الأيديولوجية الإسلامية، والقيم الإلهية التي تنطلق من صميم الشريعة السمحاء، وقد أشار إلى بعضها في قوله: (وإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا، ولا مفسدًا ولا ظالمًا)».

وأوصى الستري في ورقة العمل التي عنونها بـ «عاشوراء وأخلاقيات العمل السياسي»، بأن «تقام حلقات عمل نقاشية متعددة في القرى والمآتم على هامش المجالس الحسينية، تناقش الأبعاد السياسية لثورة الحسين (ع)، وترفد بفرق العمل، والمتخصصين، وتغطى إعلاميًا».

ودعا إلى «تبني مشروع إعلانات ونشرات باسم «من قيم الحسين السياسية»، ولاسيما نحن نعيش في وضع سياسي يفتقر إلى الوعي السياسي الأصيل، إلى جانب تأسيس لجنة متخصصة في كتابة الأبحاث الحسينية، ويتم دعمها من المجلس».

هذا، وقدم رجل الدين الشيخ إبراهيم الأنصاري ورقة عمل عنونها بـ «عاشوراء منهج إصلاح وتغيير»، ركز فيها على المنهج الإصلاحي للإمام الحسين والأئمة المعصومين (ع).



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 1 | ماذا يعني الانفلات و المزاجات ؟؟؟ 12:43 ص مثل ماذا ؟؟؟؟؟ رد على تعليق
زائر 2 | الانفلات و المزارات 1:17 ص المواسم العاشورائ لابد ان يعطي ثورة الامام الحسين معناه الحقيقي في التعاطي مع الظلم وكيفية معالجة الامور لا ان يصبح عاشور موسم من اوله الى آخره ذات طابع سياسي بحت ونسأل الله التوفيق للجميع رد على تعليق