القطان: الخصام والنزاع والشقاق تقطع الخير عن الناس
قاسم: متمسكون بالسلمية في المطالبة بالإصلاح السياسي في البحرين
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم: «لا علاقة للحراك السياسيّ الإصلاحي في البحرين من حيث الاستمرار بتقلّبات السَّاحة العربية ومآلات حركاتها وثوراتها، فالحراك هنا مستمر رغم كلّ شيء، انتصر هذا أو ذاك، لم ينتصر هذا أو ذاك، نجحت هذه الثورة أو لم تنجح، نعم فالحراك هنا مستمر رغم كل شيء وملتزم بمساره السلمي مهما كانت التقلبات».
واعتبر قاسم، في خطبته أمس الجمعة (10 أغسطس/ آب 2012) أن «الحراك المطلبي السياسي الإصلاحي في البحرين لم ينتظر بداياتِ التحرك في تونس، التي انطلقت منها الحراكات والثورات العربيَّةُ الأخيرة; وإن كان قد تفاعل معها واستمدَّ منها. وعندما تصاعد أسلوب الرد الشعبي في بعض السَّاحات العربيّة على عنف الدولة، بقي العلماء والرموز السياسية هنا يعلنونَ ويُصرونَ على الالتزام بالأسلوب السلميّ، ومازالوا كذلك».
وأضاف أن «الشعب هنا لن يرفعَ يده عن مطالبه الإصلاحيَّةِ العادلة الكافِيَة، ولا عن سلميةِ الحراك من غير أن يربط شيئاً من هذين الأمرين بمآلاتِ ما يحدثُ خارج البحرين من ثوراتٍ وتحركات».
وتابع «ليسَ للشعب إلا خيار واحد، وليس أمامه أكثر من خيار حسبما تحتمه الضرورة، ما يوافقهُ الحقّ ومصلحة الوطن ولغة العقل، ويدعو إليه الدين والضمير، الخيار الذي لا بديل له هو الاستمرار في المطالبة بالإصلاح القادر على أن يقدم حلاً ناهضاً، يتكفل بإنهاء الأزمة وبصيرورة الأوضاع قابلةً للاستقرار والعيش المريح لجميع مكوّنات الوطن إلى مدى طويل بدل تعرّضِ الوطن إلى ضربات زلزاليّة متوالية بفواصلَ زمنيّة قصيرة في ظلّ حياة قائمة على اختلال الموازين تُلغِي قيمةَ الشعبِ وتديرُ ظهرها لإرادته».
وأردف قائلاً: «وإذا كانت الدولة مقتنعة بقيمة الشعبِ، واختيار خط حياته ولون سياسته ومؤسسات حكمه; فعليها الاستجابة للمطالبِ الإصلاحيّة العادلةِ الكافية، وألا تكلّفَ الوطنَ الكثيرَ لحسابِ تعطيل الحلّ، وتتوقّفَ عن هذا الإسراف في الظلم، والتَّمادي في معاداة الشعب واستفزازه، والعملِ على تصعيد الأمور وتراكم الأزمات واستفحالها».
القطان: الخصام والنزاع والمماراة تقطع الخير عن الناس
قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إن «الخصام والنزاع والشقاق والمماراة تقطع الخير عن عامة الناس»، داعياً إلى استغلال العشر الأواخر من شهر رمضان بالدعاء والتقرب إلى الله، وخصوصاً ليلة القدر وإلى أن «نتسامح ونتعاطف ونتراحم ونتكاتف، ونتآخى ونتآلف، ليعمنا الله برحمته ورأفته، ويمن علينا من بركات هذا الشهر العظيم، وهذه الليلة المباركة».
وذكر القطان، في خطبته أمس الجمعة (10 أغسطس/ آب 2012)، أن ليلة القدر هي «الليلة التي من حرم خيرَها فقد حُرِم، فكيف لا نجِدُّ في طلبها؟! ولا سيما أنّ الله تعالى أخفى موعدَها وسَتَر عن عبادِه زمانَها ليرَى جِدَّهم في عبادته، وتذلُّلهم بين يديه. وأرجح الأقوالِ فيها أنها في الوترِ من العَشر الأواخر، وأنها تتنقّل، وأرجَى أوتارِ العَشر عند الجمهور ليلة سبعٍ وعشرين».
وأضاف «إنها ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، خفيَ تعيينها اختباراً وابتلاءً؛ ليتبين العاملون وينكشف المقصِّرون، ومن حرص على شيء جدّ في طلبِه وهان عليه ما يلقى من عظيم تعبه. إنها ليلةٌ تجري فيها أقلامُ القضاء بِإسعاد السعداء وشقاء الأشقياء، ولا يهلِك على الله إلا هالك».
ودعا القطان إلى اغتنام ما تبقى من أيام هذا الشهر ولياليه، بالمسارعة إلى طاعة الله ومرضاته، والتعرض لنفحاته وألطافه، «فربما أدركت العبد نفحةٌ من نفحات ربه، فارتقى بسببها إلى درجات المقربين، وكان في عداد أولياء الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
وحذر من «الذنوب والمعاصي، والانقياد للأهواء والشهوات، وإضاعة الأوقات باللهو والغفلة والباطل مما يصدّ عن ذكر الله وطاعته، ويستجلب سخطه ومقته، فتندموا على تفريطكم عند لقاء ربكم، ولات ساعة مندم».
وتابع «احذروا رحمكم الله موانع إجابة الدعاء ومنها أكل الحرام وكسبه، واقتراف الذنوب والمعاصي، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وعدم الإخلاص في الدعاء. وأن يدعو الإنسان وقلبه غافل لاه، أو أن يدعو الله بإثم أو قطيعة رحم، كل هذه الأمور تمنع قبول الدعاء وإجابته فاحذروا منها».
ووصف القطان «هذا زمن الربح، وفي هذه الليالي المباركة تقضى الحوائج، فعلِّقوا حوائجكم بالله العظيم وحده، فالدعاء من أجلِّ العبادات وأشرفها، والله لا يخيب من دعاه».
وقال: «عليكم بالدعاء في هذه الليالي المباركة، الدعاء لأنفسكم وأهليكم وأزواجكم ووالديكم وأولادكم وذرياتكم وولاة أموركم، الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة، والدعاء لبلادكم وبلاد المسلمين بالحفظ من الفتن والحروب والكروب والمحن، والدعاء للمسلمين جميعاً بالهداية، وأن ينصرهم الله على من عاداهم، وأن ينصر المظلومين المضطهدين في كل مكان، وأن يقوي قلوب المجاهدين في سبيله، ويرزقهم القوة والنشاط والثبات، ويذل أعداءهم الطغاة، وهذا أقل ما نقدمه من النصرة الواجبة لإخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها».
مطر: فضل وبركة ليلة القدر خارج علم ودراية البشر
قال إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر: «لن نستطيع أن نحصي فضل وبركة ليلة القدر، لأن ذلك خارج عن علم ودراية وإدراك البشر. فهي ليلة عظيمة مباركة ذات مكانة وقدر وشرف، من مطلعها إلى دخول الفجر، وهي سلام وطمأنينة يكثر فيها تنزّل الملائكة حتى يفوق عددهم عدد حصى الأرض».
وأضاف، في خطبته يوم أمس الجمعة، «بلوغ ليلة القدر نعمة عظمى وفرصة كبرى للعمل الصالح، والاستزادة من العبادة والخير، وها نحن نعايش بعض هذه الفتن التي أطلت برأسها، ولننظر من حولنا إلى كثرة الفوضى والقلاقل والقتل والتكفير واستباحة الدماء، والاعتداء على الأعراض».
وذكر أن «العبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر، فمن وُفق لقيام ليلة القدر لعام واحد فكأنما عبد الله عشرات ومئات السنين، فهي فرصة لاستدراك ما فات من أعمارنا، وذلك بتحويل دقائق وساعات من العبادة إلى عشرات بل مئات السنين من الطاعة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».
وأوضح بعض المسائل والأحكام المتعلقة بإحياء ليلة القدر، وقال: «إحياء الليل يكون بكل أنواع العبادة كالقيام والاعتكاف، والدعاء وتلاوة القرآن، والذكر والتوبة، والاستغفار والبر، والإحسان والصلة والزيارة، فالحذر من تضييع هذه العشر وإماتتها وقتلها بالذنوب والمعاصي».
واعتبر أن هناك «فرقا بين من يحيي ليالي العشر بالعبادة وطاعة الرحمن، وبين من يقتلها ويميتها باتباع الهوى وطاعة الشيطان، باللغو واللهو والغفلة والعبث، أو الغدر والخديعة والمكر، وإيذاء العباد والفوضى والتخريب في البلاد».
وتابع «فإحياء الليل بالطاعات، ثواب وحسنات وبركات وخيرات، وأما إماتة الليل فحرمان وخسارة وندم وأوزار وحسرات».
ورأى أن «الموظفين في أعمالهم ووظائفهم في هذه الليالي، هم يحيون الليل في طاعة وتأدية واجب، والجنود ورجال الأمن في وظائفهم وحراستهم للثغور وحفظهم للأمن ورباطهم، هم في طاعة ويحيون الليل بتأدية واجب، والأطباء والممرضون الذين يسهرون على راحة المرضى وعلاجهم فهؤلاء في طاعة وإحياء الليل».
وبيّن أنه «لا يجوز للعمال والموظفين السهر باسم العبادة والقيام، إذا كان يترتب على ذلك تكاسلهم وتأخرهم عن الدوام الرسمي، ويؤثر سلبا على أدائهم لواجبهم تجاه أعمالهم ومتطلبات وظائفهم وإتقانها. كما لا يجوز هذا السهر الذي يضيّع على الإنسان الفرائض كالفجر أو الظهر والعصر، فلا يصليها بسبب النوم إلا بعد خروج وقتها».
وفي سياق خطبته، دعا إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، أئمة المساجد والقائمين عليها «أن يتقوا الله في الناس ويرحموهم من أصوات مكبرات الصوت العالية أثناء صلاة القيام في ساعات الليل المتأخرة، فإن ذلك يسبب إيذاءً وخاصة لكبار السن والمرضى والأطفال والموظفين الذين عندهم دوام».
عيد: العنف مدانٌ بكل أشكاله ومهما كانت أهدافه
قال إمام وخطيب جامع كرزكان الشيخ عيسى عيد إن «العنف مدان بكل أشكاله وبلا تردد، ولا نريد أن نبرر للعنف مهما كانت أهدافه ومهما كانت جهته».
وذكر عيد، في خطبته أمس الجمعة، أن «هذه الأيام كثرت وتكررت عبر اللقاءات الخاصة والعامة، الأصوات الرسمية المنادية بنبذ العنف، كشرط لعملية الحوار، أو كأرضية لحل الأوضاع القائمة»، متسائلاً «لا ندري أي عنف يقصدون؟ هل هو العنف الرسمي؟ المستخدم فيه كثير من الأسلحة المحرمة دوليا، والغازات الخانقة، وغيرها، أم هو عنف الشارع المتمثل في حرق بعض الإطارات، واستعمال المولوتوف، الذي جاء كردة فعل على أعمال العنف ضد المواطنين الأبرياء».
وأوضح «يجب أن نحدد من الذي بدأ باستخدام العنف، استمرت الأحداث لأكثر من سنة، بسليمة تامة، حتى لم تحرق ورقة واحدة في الشوارع، وكان شعار التحرك هو التزام السلمية، والمحافظة عليها، وكانت النداءات المتكررة من الرموز جمعيا هي وجوب المحافظة على السير السلمي للحركة، وكانت وسائل الإعلام الداخلية وغيرها، حاضرة وشاهدة على سلمية الحركة».
وأشار إلى أنه «عندما تقوم النيابة العامة باستجواب 15 عنصرا من عناصر رجال الأمن، من الذين اتهموا بتعذيب الأطباء بشتى أنواع التعذيب والإهانة، فان هذا الأمر له عدة دلالات، منها أن هذا يعتبر دليلا على حصول حالات تعذيب للمعتقلين من قبل رجال الأمن، ولا يكون ذلك مقتصرا على تعذيب الأطباء بل يشمل كل المعتقلين السياسيين أطباء وغيرهم».
وأضاف «ان هذا يعتبر دليلا واضحا على بطلان كل التهم الموجهة للأطباء...، فإنها انتزعت منهم تحت التعذيب، فيلزم من ذلك براءتهم من كل التهم التي وجهت إليهم».