العدد 2479 بتاريخ 20-06-2009م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: الغرب يريد للإسلام ديمقراطية الخضوع لسياساته

قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) بمسجد الإمام الصادق (ع) بالدراز إن الغرب يريد للعالم الإسلامي ديمقراطية تتناسب مع تطلعاته ومصالحه وهي ديمقراطية الخضوع لسياساته.

وعرج قاسم على الانتخابات الإيرانية قائلا: «كانت الانتخابات الإيرانية منذ البدء محل الاهتمام العالمي وخصوصا على مستوى الإعلام الغربي وعلى مستوى ساسته الكبار، وكانت محل الإعجاب على مستوى الإقبال والكثافة، وإذا تابعت الإعلام قبل بدء العملية الانتخابية، وقبل فرز النتائج لم تقف على ملاحظات جذرية في الإعلام الغربي ولم يكن هناك احتمال فوز تيار أو فكر على آخر. هذا هو موقف السياسة والإعلام الغربيين وما يتبعهما من إعلام وسياسة أخرى قبل بدء العملية وحال بدئها وقبل إفراز النتائج».

ولفت إلى أن هذا الموقف المتريث والإيجابي أيضا، كان له سببه هو حكمته وغايته، فإن جاءت النتيجة متوافقة للمشتهى الغربي كانت في حكم السياسة والإعلام الغربيين حكما نزيها لأن الخيار الإيراني مع توجه جديد وضد توجه استمرت عليه الثورة، وإذا جاءت النتيجة على العكس أمكن فتح أبواب التشكيك في العملية الانتخابية.

وبين أن المرشحين الذين لم يشكوا أثناء العملية الانتخابية من مخالفات ملحوظة، وحين انقلبت النتائج وجاءت على عكس ما يشتهيه الغرب جاء كلام جديد ودور إعلامي وسياسي غربيان ليفجر الوضع في إيران ويشيران بالدعم والمناصرة لكل من كان في نفسه أن يناهض الثورة والدولة.

وقال: «هنا يأتي دور الممنوع الغربي والتدخل السياسي في الشئون الداخلية ليكون الحلال الطيب المباح، ويبدأ التحريض على الحرب وإلهاب حال المناهضة للحكم وخصوصا في ركيزته الأولى الولي الفقيه».

ونوه إلى أن «الفارق الهائل في الأصوات بين المرشحين الرئيسين وخلو العملية الانتخابية من تسجيل سلبيات ملحوظة، وعدم تسجيل الإعلام المتابع والراصد لذلك، يحسر الخلل لو كان في عملية فرز الأصوات في بعض مواردها، وهذا على تصديق أن تكون المغالطة بهذا المستوى وهو بعيد جدّا إنما يستوجب إعادة فرز الأصوات في الموارد التي يأتي فيها احتمال الخرق مقبولا. ولاحظ الهجمة على الديمقراطية في إيران،ولماذا،هي علاقة صديق بصديق أو عدو بعدو والغرب دائما يقف عدوا في وجه الإسلام والإسلاميين الصدَّق».

وأشار قاسم إلى أن «الديمقراطية التي يريدها الغرب للبلاد الإسلامية، ديمقراطية تأصل وجوده في الأمة والتبعية الشاملة له، وأي بلد يطالب بالديمقراطية من أجل تحرره فإن الغرب يقف عدوّا له في هذه المطالبة لا معينا ولا محايدا(...) يقولون على الإسلاميين إنهم ينقلبون على الديمقراطية، والمنقلب على الديمقراطية هو الغرب وأتباع الغرب كما في تجربة الجزائر والعراق وإيران، أما حزب الله الذي يمثل خطاّ إسلاميّا ناصعا فإنه وقف من نتائج العملية الانتخابية موقفا شريفا وسلم بالديمقراطية إلى الطرف الآخر، وهذا الحزب لم يتمرد على النتائج الديمقراطية والحكومات التابعة إلى الغرب تمردت مرة ومرات أخرى على الديمقراطية حين جاءت النتائج للإسلاميين».

وانتقل قاسم إلى الحديث عن خطاب أوباما للعالم الإسلامي وشخصيته، مشيرا إلى أن «أوباما واحد من الناس له طموحاته الشخصية وتفكيره شأنه شأن الآخرين. وأوباما في بعده العام شخصية أميركا والأمين الأول على سياستها التي ترى في إسرائيل حليفها الأم رعاية لما ترى في مصالحها. أوباما العقلية الأميركية عقلية تقدس المنفعة وتتخذ حتى من القيم الأخلاقية مركبا في الطريق إليها إذا اقتضى الأمر ذلك، والمشاعر كلها تتمحور حول هذه العقلية العامة حول المنفعة، وأوباما حتى لو فرض في بعده الشخصي أنه ميال إلى السلم، لا يفرض فيه أن فلسفته في الحياة فلسفة سماوية وأنه رسول من رسل المحبة والسلام، أو أنه أتى المنطقة منسلخا من الفلسفة النفعية ومتنكرا لمقتضيات التمثيل الرسمي للسياسة الأميركية».

وختم بالقول: «إن جاء الخطاب للعالم الإسلامي بلهجة جديدة فيها دغدغة للعواطف، ولكن الأهداف تأتي من منطلق الهدف العام المحافظ على المصلحة الإسرائيلية وإن كان فيها ظلم الآخر وسحقه. في المسألة الإسرائيلية الفلسطينية لا يمكن أن يصل الحل إلا بمخرج تكون فيه إسرائيل الرابح الكبير».



أضف تعليق