العدد 3577 بتاريخ 22-06-2012م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: الإصلاح يعالج النزاع والمصالحة مطلوبة لاستقرار المجتمعات... المحمود: الاحتكام لصناديق الاقتراع في العمل السياسي يحفظ الأنفس والأعراض والأموال

الوسط - محرر الشئون المحلية

المصلون في جامع أحمد الفاتح عقب انتهاء صلاة الجمعة

قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم إن: «المُصَالَحَة مطلوبةٌ بدرجةٍ عاليةٍ لاستقرار المجتمعات وإنهاء المُصادَمَات والتفرّغ للسّيْرِ في طريق البناء الصالح، ولكن ما من صلحٍ إلا وهُوَ يحمل في أحشائه بذرة فشله وأسبابَ تجدُّدِ الصّراعِ، وتفاقمه بِقَدْر ما يحمل في داخله من ميلٍ عن الحقّ وتثبيتٍ للباطل».

ورأى قاسم، في خطبته أمس الجمعة (22 يونيو/ حزيران 2012) أن هناك فرقاً «بين صُلحٍ لإنهاء مشكلة آنيّةٍ محدودةٍ تتعلّق بحقٍّ في مالٍ أو قصاصٍ وما إلى ذلك، وبين صلحٍ يتعلّقُ بمسار الحياة العامّة لمجتمعٍ من المجتمعات يتّصل بكلّ ما هُوَ دُنياً وبكلّ ما هُوَ دين ويتردّد الأمر فيه بين أن يأخذ بالحقّ أو الباطل، إمّا أن يؤسّس للعدل أو الظلم، إمّا أن يُثبِّت مبدأ الإنصاف أو الإجحاف، إمّا أن يعترف بكرامة الجميع وإنسانيّة الجميع وحريّة الجميع ويلتزم منهج الحياةِ الصّحيح وإمّا أن يبخس طرفاً حقّه في الإنسانيّة والكرامة والحريّة والحقوق الوطنيّة الثابتة لمصالحِ تَسيُّدِ السُّلطة وطاغوتيّتها».

وأضاف «إذا كان الصلح في صورته الأولى قابلاً للتنازل الشخصيّ من طرفٍ أو أكثر عمّا له في ذمّة الآخر من غير سحقٍ للحقّ والعدل وفي ذلك إنهاءٌ للمشكلة وسدٌ لباب الفتنة، فإنّ الصُلْحَ في صورته الثانية لا يصحّ بأيّ حالٍ من الأحوال أن يكونَ اعترافاً بالباطل وترسيخاً له وجعله هُوَ الصحيح والأصل وهُوَ القاعدة التي ينطلق منها مسارُ الحياة».

وأشار إلى أنه «بين آونةٍ وأخرى ولغرضٍ وآخر يُثارُ الحديث عن الإصلاح أو المُصَالَحَة والحديث هنا ليس عن قيمة هذا النّوع من الإثارة وجديّته ومتى يظهر ومتى يختفي ويُسْتَبدلُ عنه بلغةٍ أخرى على طرف النّقيض».

وتساءل: «أيّهما يؤسّس للآخر ويُنتجه؟، أيّهما التّابع وأيّهما المتبوع؟ لا شكّ أنّ الإصلاحَ يُفضِي للصلح ويُنهي الخلاف ويقضي على التوتّرات ويعالج النّزاع من الأساس، الإصلاحُ حقٌّ وفي الحقّ الحياة والإصلاح عدلٌ والبناء في العدل. أمّا المُصَالَحَة فإن كانت تحت رؤوس الحِراب وضغط الفتك وتغليب الباطل على الحقّ فهي نوعٌ من أنواع الإكراه الذي يعني مشكلةً لا صيغةً للحلّ ولا طريقاً يُفضي إليه».

وتحدث قاسم في خطته عن أنظمة الحكم، مبيناً أنها تنقسم إلى نوعَيْن «أنظمةٌ لا ترى إلا وجودها ولا تفكّر إلا في بقائها ولا تستهدف إلا مصلحتها وهي مستعدةٌ لأنْ تضيّق على شعبها، أن تُفْقِرَ من ترى أن تُفْقِرَ، أن تُرعبَ من تُريد أن ترعب، أن تُجهّلَ من تختار أن تجهّل، أن تقتُلَ من تشتهي أن تقتل».

وتابع «وقدرة الحكومات من ناحية امتلاك القوّة العسكريّة والأجهزة التنفيذيّة الكافية والمال المطلوب لكلّ هذه الإجراءات متوفّرة وبغزارة، وإذا احتاج الأمر إلى صبغةٍ قانونيّةٍ شكليّة أمْكَنَ جدّاً أن تُوجَد المؤسسة التشريعيّة الطيّعة التي تقدّم قوانينَ حسب الطلب وعلى مستوى مطاعمِ الوجبات السريعة، قوانين تحمي كلّ ما يتصّل بنظام الحكم وكلّ مسئوليه من المُساءلة والمُحاسَبة وأيّ كلمة نقد، أمّا الشَّعب فعليه أن يبقى مكشوف الظهر عُرضةً لنَقِمَةِ القانون الظالم وأصوات العذاب القاسي مُحَاسباً حتّى على صرخة التوجّعِ والاستغاثة».

وأضاف «أمّا النوع الآخر فلا يرى نفسه إلا وكيلاً عن الشَّعب، خادماً له، مسئوليّته الأُولى الحفاظ على مصالح المحكومين، الارتفاع بمستوى الإنسان ومستوى الوطن، لا يرى له أمناً خارج أمن الشَّعب ولا مصلحةً تُغاير مصلحته أو قيمةً لوجوده من غير تحقيق أهداف شعبه. والأوطان الصالحة التي تحظى بهذا النّوع من الأنظمة تعيش حالة الانسجام وتتفرّغ كلّ الطاقات فيها للبناء الصالح وتكون متعاونةً من أجل قضيّة الأمن المُشْترَكِ والمصالحِ المتحدة والأهدافِ الكريمة».

وفي سياق الخطبة، انتقد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز طريقة التعامل مع الأطباء في البحرين، موضحاً أن «الأطبّاء المُخلصين الشُّرفاء الذين أخلصوا في وظيفتهم وتحمّلوا أمانتها بصدقٍ وكفاءة»، منوهاً في الوقت ذاته إلى ما جاء في محاضر جلسات المحاكمة لـ «مجموعة الواحد والعشرين من المشايخ والرموز السياسيّة فمأساتهم تجرح كلّ قلبٍ حيّ وتُدمي الضمير... قراءةُ ما نُشِر من تصريحاتهم أمام المحكمة عمّا جرى لهم من ألوان التعذيب الجسديّ والنفسيّ والانتهاكات (...) وأعمالٍ مهينةٍ تحطّ من كرامة الإنسان».

وأضاف «ما كان للسِّجن أن يدخله أحدٌ من أبناء الشَّعب مدّة الحراك الشَّعبيّ كلّه باسم مناهضة السُّلطة ومحاولة إسقاطها لو التزم الحُكم بما يقرّره الميثاق وحتّى الدُّستور المُختلَفُ عليه وما يدّعيه الحكم نفسه من حريّة التعبير السياسيّ، ولو لم يكن لأَخْذِ الاعتراف في التوقيف والتحقيق تحت العذاب وجودٌ واعتبارٌ يسوق إلى المحاكمة وإصدارِ الأحكام القاسية... كلّنا نطالب بإطلاق سراح السُّجناء من أبناء الحراك الشَّعبيّ; لأنّهم سجناء رأيٍ لا غير، ونطالب بمقاضاة مُعذّبيهم ومنتهكي حقوق الإنسان الذين مارسوا في حقّهم ألوان التعذيب القاسي وتجاوزوا كلّ الحدود في التعامل المُهين مع دينهم وكرامتهم وإنسانيّتهم ووطنيّتهم».


المحمود: الاحتكام لصناديق الاقتراع في العمل السياسي يحفظ الأنفس والأعراض والأموال

من جانبه ، رأى إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود، أن الاحتكام لصناديق الاقتراع يحفظ الأنفس والأعراض والأموال، مؤكداً «نحن بحاجة إلى أن نستن بتلك السنة الحسنة من العمل السياسي في الدول المتقدمة لما فيه من خير كثير للدول والشعوب».

وقال المحمود في خطبته أمس (الجمعة)، وتحت عنوان: التفرقة بين الخلاف الفكري والعمل السياسي في الدول المتقدمة، «إذا قارنا بين ما نراه في بلادنا العربية والإسلامية مع ما يدور في الدول المتقدمة، فإننا نرى العراك الفكري في الدول المتقدمة على أشده، إلا أن العمل السياسي يقوم على التسليم بحكم صناديق الاقتراع وترك المجال لمن يصل إلى الحكم للتجربة، فإن نجح استمر الناس في تأييده وإن فشل غيّروه في الانتخابات التالية، فقد وجدوا في هذه السياسة أفضل السبل لحفظ الأنفس والأعراض والأموال والمحافظة على قواهم السياسية والاقتصادية والعسكرية وعلى تقدمهم العلمي دون أن يتعرضوا للانقلابات العسكرية أو التسلط الدكتاتوري المستبد، رائدهم في هذه السياسة أن الخسارة المؤقتة خلال فترة حكم بعض القوى خير من الخسارة المستمرة». وتحت عنوان»الهجوم على القوى الإسلامية والحكم عليها بالفشل مقدما»، ذكر «تدور في هذه الأيام بعد تغيير بعض أنظمة الحكم في بعض البلاد العربية حرب إعلامية كبيرة بين أنصار القوى السياسية التي لعبت أدوارا كثيرة خلال العقود الماضية سواء كانت من القوى الإسلامية أم من غيرها من القوى، وتستخدم في هذه الحرب الإعلامية كل الأساليب الطيبة والخبيثة».

وأضاف «ومن أبرز ما تهاجم بها القوى السياسية الإسلامية الحكم عليها بالفشل في إدارة الحكم والدولة قبل أن تحكم، وهذه الحرب هي جزء من الثقافة التي عاشتها شعوبنا وقوانا السياسية في الشرق الأوسط، والتي أريد لها أن تتعمق لدينا كقضية مبدئية لا تقبل النقاش وهي ثقافة اللدد في الخصومة أي شدتها».

وأشار إلى أن «أجيالنا في الدول العربية والإسلامية عاشت حربا طاحنة بين الفريقين فلم يستقر لها قرار وضاعت أوقات الأمة وثرواتها وطاقاتها فكل من وصل إلى الحكم أذاق من خالفه في الرأي الذلة والمهانة».

وتحدث المحمود عن المخاطر التي تواجه الأمة الإسلامية، معتبراً أن «واجب أبناء الأمة العربية والإسلامية، اليقظة التامة بما يدور علينا وحولنا وحول أمتنا من مخططات، وعدم الانشغال بما يفرق الصفوف ويمزق اللحمة الوطنية والدينية، وعدم الاغترار بما نسمع من صداقات الدول والتحالفات معها، فهذه الدول سرعان ما تنقض علينا وتنقلب على عقبيها إذا رأت ما يخدم خططها البعيدة والقريبة، وعدم تشتيت الجهود وافتعال المعارك الجانبية بين المجموعات والجماعات فليس هذا وقتها فالخطر عام وكبير، وديننا وأوطاننا ولغتنا وقوميتنا العربية في خطر فلا نجعل للشيطان علينا سبيلا ولا نساعد أعداءنا بمزيد من التمزق والتحارب».

وفي سياق خطبته، علق إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين على قرار وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو، بشأن وقف أعمال لجنة التحقيق في تجاوزات غرفة تجارة وصناعة البحرين. وقال: «نرجو أن يكون قرار وزير التجارة والصناعة بإيقاف عمل لجنة التحقيق التي شكلتها غرفة التجارة والصناعة، عندما خرجت اللجنة عن إطار عملها واستخدمتها لتحقيق مصالح طائفية خاصة، أن لا يكون مجرد قرار وقتي، بل نريده أن يكون سياسة تتبعها جميع الوزارات وزارة العدل ووزارة التنمية الاجتماعية وغيرها من الوزارات عندما يستغل العاملون في أية منظمة من المنظمات الأهلية تلك المنظمات لأغراض تضر الوطن والمواطنين».


العصفور: الفرقة والصراع يؤديان إلى زوال الشعوب

من جهته، قال إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور: «لابد من الاعتبار والاتعاظ من حياة الأمم والشعوب السالفة، والأقوام البائدة من دول وحضارات سادت واستمرت قرونا وأعصاراً متمادية وأقاموا الصروح والعمران والحياة الفارهة، كالفراعنة وقوم عاد وثمود وغيرهم ممن ذكرهم الله في القرآن، كيف بادت وانقرضت وانتهت».

وذكر العصفور، في خطبته أمس الجمعة أن «هناك عوامل وأسباباً للنهوض والاستمرار والبقاء، ولها أسباب للسقوط والانقراض جراء الانحراف عن سنن الله والتجاوز إلى الفساد والطغيان والشهوات، فالمدنيات الكبرى والحضارات العظيمة تهاوت وتلاشت لأنها لم تستطع أن تحافظ على وجودها نتيجة الانحرافات والطغيان الذي نخر أركانها، وافقدها قوام استمراريتها وديمومتها، والمجتمعات الإسلامية والأمة تواجه اليوم تحديات كبرى وأخطرها هو الاستدراج لمطبات الفرقة والاحتراب والصراع الطائفي والعرقي، ونشر الكراهية والتفرقة على أساس الانتماء والهوية وهو ما يؤدي إلى كوارث مدمرة وفوضى عارمة». وأوضح أن «كل ما في الوجود فهو إلى زوال وله نهاية ينتهي إليها (كل شيء هالك إلا وجهه) فالموجودات من جمادات وغيرها من الأجرام والكواكب والمجرات ونظام كوني هائل وان كان له أمد طويل وممتد إلا أن له نهاية محددة (وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) وهذه النهاية في علم الله سبحانه».

وأضاف «ولكن اقتضت حكمة الله تعالى أن جعل للإنسان أجلين ووقتين كما نصت الآيات القرآنية (ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) فالأجل الذي يعبر عنه بالمحتوم غير قابل للتبديل والتغيير، بخلاف الأجل الآخر المسمى بالأجل المعلق (الأجل الاخترامي)، الذي يخضع للزيادة والنقصان متى ما تحققت القابلية والاستعداد وهذا يرجع لعوامل وشرائط معينة وارتفاع موانع محددة، سواء كانت من جهة طبيعية مباشرة أو نتيجة أعمال وأفعال ثبت من جهة دينية تأثيرها».

وبيّن أن «في ذلك كما دلت النصوص الشرعية على تأثير الدعاء والصدقة وصلة الرحم وأعمال الخير والبر في زيادة العمر وإطالته، ولعل هذا المعنى يفسر لنا وجه الحكمة من جعل الأجلين للإنسان، فإن ذلك يشكل دافعا وحافزا ولمزيد من الحركة والنشاط، والعمل لتحقيق الاشتراطات طبيعية أو معنوية.

وتابع «لو افترضنا أن الله تعالى قدر لإنسان في الأجل الاخترامي أن يعيش ستين سنة، إلا إذا وصل رحمه أو عمل أعمالا من شأنها إطالة العمر، فيكون عمره تسعين سنة كما جاء عن النبي (ص) أن الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الأعمار) وكذلك تأثير المعاصي والذنوب عكسيا في تقصير العمر كما ورد (من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال ومن يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار)، وهذا القانون الإلهي وهو الأجل كما يجري على الأفراد، يجري أيضا على الأمم والجماعات كما في قوله تعالى (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)، فان للأمم والجماعات كالأفراد موت وحياة وبقاء وفناء».

وذكر أن «القرآن يخاطبنا بأنكم كأمة وجماعة كغيركم من سائر الأمم، يجري عليكم ما جرى عليهم وتخضعون لهذه السنن والموازين والنواميس بلا فرق وبلا استثناء، فكل جماعة لها وجودها وكيانها الاجتماعي، تخضع لهذه السنن من الحياة والموت والسعادة والشقاء، والضعف والقوة والشيخوخة، والبقاء والفناء».


القطان: أولياء الأمور مطالبون بتحذير أبنائهم من أعمال العنف واستهداف الأرواح

من جهة أخرى، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أولياء أمور الشباب إلى «ضرورة العناية بأبنائهم وتحصينِهم والاهتمام بهم، وتوجيههم وتقديم النصح والإرشاد لهم وتحذيرهم من المحرضين، ومن عواقب وخطورة القيام بأي أعمال عنف أو إرهاب تستهدف أرواح المواطنين والمقيمين أو تستهدف الممتلكات العامة والخاصة»، مضيفاً «لاسيّما في أوقات الإجازات، بعدما أفرَزت الأحداث الأخيرة انخداعَ بعض شباب المجتمع بأفكار منحرفةٍ، وتصرفات متطرفة، تفسد عقولَهم وتخِلّ بأمن بلادِهم، ممَّا يؤكّد ضرورةَ استثمار أوقاتِ الشّباب وملءِ وقت فراغهم بالبرامج النّافعة التي تعود عليهم وعلى مجتمعِهم ووطنهم بالنّفع في أمور دينهم ودنياهم». وقال القطان، في خطبته أمس الجمعة (22 يونيو/ حزيران 2012)، إن على أولياء الأمور تحذير أبنائهم من «مجالسة أصحابِ الأفكار المتطرفة أو السّفر إلى بقاع مشبوهة، عمِّقوا فيهم مفاهيمَ الولاء لدينهم ووطنهم ومواطنيهم والتّلاحم مع ولاة أمورهم، وأن يكونوا أعيُناً ساهرةً لحِفظ أمن بلادهم، رائدُ الجميع ذلك الإخلاص والصفاءُ وعُمق الولاء وصِدق الانتماء، وقبل ذلك وبعدَه عونُ الله وتوفيقه وفضله وتسديده، وحينئذ يسعَد الشباب ويُسعِدون، ويصلُحون ويصلِحون، ويحقِّقون لمجتمعِهم ووطنهم وأمّتهم ما إليه ترنو وإليه يصبون، وسنصِل وإيّاهم إلى موردٍ من الرّيّ لا غُصَصَ فيه بإذن الله، وصمامٍ من الأمان لا خوفَ معه بتوفيق الله».

وفي حديثه عن الوقت والفراغ لدى الشباب، رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، أن على الأسرة والمجتمع مسئولية علاج ظاهرة ضياع وقت الشباب وفراغهم، واصفاً قتل الوقت بأنه «جريمة»، وسبب للمشكلات الأخلاقية في المجتمع.

وأوضح أن المسئولية تقع أيضاً على «أهل التوجيه والتربية، وحملة الأقلام وأرباب الفكر، والمسئولين عن قنوات التثقيف والتوجيه والإعلام في إعداد كل ما من شأنه شغل فراغ أبناء المسلمين بما يعود عليهم بالنفع العظيم والخير العميم في أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم». وقال إن: «جريمة قتل الوقت وتبذيره من أخطر الجرائم وأشدها فتكاً بالأفراد والمجتمعات، فهو وراء كل مشكلة، وسبب كل معضلة، وخلف تورط كثير من الناس في المشكلات والأخلاقيات وغيرها، مما يتطلب من المسلمين جميعاً الإعداد والتخطيط والعمل لهذه القضية المهمة تشخيصاً وعلاجاً؛ لأن ضرر أصحابها ليس على أنفسهم فحسب وإنما على مجتمعهم بأسره».

وذكر أن «فرص استغلال الوقت كثيرة بحمد الله، فينبغي على الشباب من البنين والبنات أن يحرصوا على الفرص الشرعية والمباحة، ويجتنبوا استغلال أوقاتهم في المحرمات والمشتبهات، وإن أنفس ما حفظت فيه الأوقات تلاوة كتاب الله عز وجل وحفظ ما تيسر منه، وهذه بحمد الله مراكز تحفيظ القرآن الكريم، ودورات تجويده وتعليمه (للبنين والبنات) منتشرة في أرجاء هذه البلاد المباركة، التي تدعمها وترعاها وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، وهي فرصة لإلحاق الأبناء والبنات بها».



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 1 | فاطمه 2:37 ص ياشيخ عسيى قاسم كلامك على العين والراس الله يحفضك وخليك ان شاء الله ويبعد عنك الشر والضر ويحميك من العدوان .

سير كل الشعب وياك . رد على تعليق
زائر 10 | صناديق الاقتراع 5:54 ص مثل ما قال شيخ اللمحمود صناديق الاقتراع هي الفاصل رد على تعليق