العدد 3563 بتاريخ 08-06-2012م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: محاكمة «أمل» بداية لمحاكمة جمعيات تدافع عن الحقوق...المحمود: الحل الدائم للقضايا السياسية والدينية أهم مبادئ حل الأزمة

الوسط - محرر الشئون المحلية

المصلون عقب أدائهم صلاة الجمعة في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي

رأى خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (8 يونيو/ حزيران 2012) أن «محاكمة جمعيّة العمل الإسلامي (أمل) بداية طريقٍ لمحاكمة جمعيّاتٍ أخرى مماثلة أخذت على نفسها الدفاع الصُلْب عن حقوق الشعب»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في إطار «هدم مساجد وتهديد أخرى بالإغلاق، وجرجرة جمعيات سياسية للمحاكمة وسحب الترخيص».

وانتقد قاسم ما أسماه بـ «تغييب الديمقراطيّة، ولا سلطة إلا السلطة التنفيذيّة ولا كلمة إلا لها، ولا رأي إلا رأيها، ولا إرادة تزاحم إرادتها، والحقّ ما تراه، وهي المعقِّبة على حكم غيرها ولا معقِّب على حُكمها، وعلى كلّ المساجد التي لا توافق هواها أن تسكت وعلى كلّ الجمعيّات الحرّة أن تخرس وعلى كلّ الأصوات الجاهرة بالحقّ أن تتوارى، وإلا فالإلغاء والغلق والمحاكمة والعقوبة المشدّدة».

وتحت عنوان: «قانون الطوارئ المصري»، قال قاسم: «حكمَ هذا القانون مِصر ثلاثينَ عاماً، متيحاً لكلّ أنواع الجرائم التي ترى السلطة فيها خدمتها وثراءها الماديّ وتأمين وجودها والإفساد الذي تستعين به على إرعاب المجتمع والإيقاع بمن تريد الإيقاع به من أبنائه أن تتحرّك بكلّ حريّةٍ لتؤدي أغراضها الخبيثة ولكلِّ أنواع الاغتيال والقتل المُستهدِفة لها أن تُنفّذَ بيُسر، وبهذا القانون امتلأت السجون المِصريّة من السُّجناء السياسيّين المعارضين للسلطة وأُزهقت أرواح ونُفّذَت أحكامٌ بالإعدام الظالم; ليأمن السلطان هناك وينامَ قرير العين مُطمئناً على ملكه وإن اشتكى من ملكه الملايين، وبه عُذّبَ من عُذّبَ ونُكّلَ بالأبرياء تنكيلاً، وربّى هذا القانونَ أفواجاً من المجرمين في خدمة السلطة صار الإجرامُ جلدهم الذي لا ينسلخون منه، وتنفّذ هذه الأفواجُ الجرائمَ المُخطَّط لها من السلطة لتدخل السجون على يدها بزعم العدل وضبط الأمر والسيطرة على الأوضاع ما أنتج الخوفَ اليوم عند البعض حتّى من الحياديّين بأن تتفشّى الجريمةُ وينتشر الرّعب في مصر بسبب هذه الأفواج بعد أن ألغِيَ قانون الطوارئ».


المحمود: الحل الدائم للقضايا السياسية والدينية من أهم مبادئ الخروج من الأزمة

من جانبه، رأى إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود أنه لابد من الوصول إلى حل دائم ببحث جميع القضايا السياسية والدينية والاجتماعية، «فالحل الجزئي لا يؤدي إلا إلى حل جزئي مؤقت»، معتبراً أن ذلك من أهم مبادئ الخروج من الأزمة في البحرين.

وتحدث المحمود، في خطبته أمس الجمعة، عن «مجموعة من المبادئ التي تحكم إنهاء الأزمة لمصلحة الجميع»، موضحاً أنه «لابد لكل مشكلة من حل، وكلما كان الحل سريعا كانت استفادت الأطراف أكثر. تلك مقدمات لا يختلف عليها، وإذا أبت بعض الأطراف القبول بالحلول المطروحة فالخسارة عليها تكون أكثر وخاصة بعد أن تتضح كثير من الأمور التي كانت خافية».

وبيّن المحمود أن «قيادات الأمة من الدينيين والسياسيين ورؤساء الجماعات والحكماء والعقلاء والجماعات من جميع الأطراف مطالبون بأخذ زمام المبادرة والعمل على الإصلاح».

وأكد ضرورة «إيقاف جميع أعمال العنف وإدانتها لتهيئة الأجواء التي تشجع الناس على التحرك لإنهاء الأزمة، والمحافظة على انتمائنا العربي والإسلامي في هذا الوطن أصل ثابت لا نتزحزح عنه ولا تفريط فيه. فقد اتضحت المخططات التي تريد أن تلحقنا بغير انتمائنا العربي والإسلامي»، مشيراً إلى أن «السياسة لا دين لها ولا مذهب لها ولا أخلاق لها، وبعض الأنظمة التي تدعي الإسلامية يقاسي منها أهلها من المسلمين ومن العرب الأصليين الذين ينتمون إلى تلك الأرض أسوأ المعاملة حتى في حقوقهم الدينية وتميز بينهم على أساس انتمائهم العرقي».

ونوّه «نعلم أن لكل حل ثمن يدفعه كل طرف، ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون الثمن على حساب الوطن والمواطنين وعلى حساب الأمن والأمان»، مشدداً على مبدأ «تطبيق القانون من غير تمييز ضد أي طرف أولا على حساب طرف آخر، وألا تقدم مكافأة للظالمين الذين قاموا بأعمال التخريب والتآمر على الوطن والمواطنين ولمن بث الحقد والكراهية في النفوس، ونحن ضد أن يعاقب المواطن على إبداء رأيه السياسي».

وأضاف «لابد أن تعترف كل الأطراف ببعضها البعض على أساس المشاركة في الوطن، لتنتهي الأزمة ويتشاركون جميعا في الوصول إلى الحل، أما أن تصر بعض الأطراف على أنهم هم المعنيون وحدهم بمستقبل البحرين، وأنهم هم الشعب وأن غيرهم ليس له هذه الصفة أو محاولة التمييز بين المواطنين على أساس المذهب فهؤلاء أصلاء وأولئك دخلاء، فذلك هو الاستكبار على بقية الأطراف، وهذا الاستكبار يوضح المقاصد بأنهم يريدون دولة دينية مفصلة على مقاييسهم».

وقال المحمود: «نريد أن يكون الحل بأيدينا لا بأيدي غيرنا، ولذلك لا نريد أن يتدخل بيننا أحد من القوى الخارجية، أيا كان انتماؤها، قريبة منا أو بعيدة عنا»، منوّها الى «اننا نرى رأي العين بعض القوى الخارجية تساند المعتدين على الوطن والمواطنين وهؤلاء يعتمدون على مساندتهم لهم للاستمرار في إبقاء الأزمة».

وذكر «اتضحت من خلال الأزمات التي مرت ببلداننا العربية والإسلامية أن بعض القوى الخارجية لها مخطط لتفريق أهل الإسلام وتمزيقهم وإيقاع التناحر بينهم، واللوم لا يقع على أعداء الأمة إذا عملوا لتنفيذ مخططاتهم، ولكن يقع اللوم على من يعمل معهم من المنتمين للأمة لتحقيق مآربهم الخاصة على حساب الأمة. وما أمر العراق الشقيق عنا ببعيد، ورغم مرور ما يقرب من عشر سنوات فإنهم لم يستطيعوا أن يستقروا، وأن يأمنوا على أنفسهم وعلى أوطانهم ومُزقوا شر ممزق بأيدي تلك القوى الخارجية التي تدخلت بدعوى مساعدتهم على الحل».

ولفت إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين إلى أن «من المهم الوصول إلى ضمانات لعدم العودة لمثل هذا التأزيم بعد كل فترة من الفترات كما هدد بعض الأطراف بها، وذلك لمصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال القادمة من أبناء هذا الوطن».


العصفور: التشدد والتعصب ينتجان إلغاء الآخر وعدم الاعتراف به

على صعيد متصل، قال إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور إن حالة التشدد والتعصب تنتج إلغاء الآخر، وتسخيفه وعدم الاعتراف به، مؤكداً ضرورة الانفتاح على الآخر والتعرف على وجهات النظر المختلفة، فهو «أمر غاية الأهمية»

وأشار العصفور، في خطبته أمس (الجمعة) إلى أن «من الضروري للإنسان الواعي أن تكون نظرته للقضايا والواقع بصورة شاملة ومستوعبة، وليست أحادية ناقصة ومحدودة، فإن الانغلاق على الذات وضيق الأفق وعدم التعرف على أفكار ورؤى الآخرين، يدفع بالإنسان إلى النظرة المتشددة. فإن التشدد والتعصب منشأهما واحد ومن جملة أسبابهما ضيق الأفق والانغلاق على الذات، والسطحية وضعف الثقافة ومحدودية المعرفة وهو ما ينتج عادة إلغاء الاخر وتسخيفه وعدم الاعتراف به».

ورأى أن «الإنسان المنغلق محدود التفكير، يتصور دائما أنه يملك الحقيقة كاملة، وان الآخرين ليسوا على شيء، كما انه يحمل تصورا واعتقادا بأنه كلما كان الإنسان متشدداً كان أكثر إخلاصا وصدقا وتمسكا بالمبادئ والقيم، واقرب من غيره إلى الحقيقة والدين وهذه رؤية مجانبة للصواب».

وأوضح «طبيعي أن الإنسان يعمل بوظيفته طبقا للرؤية التي يتوصل إليها، والقناعات التي يعتقد بها من خلال ما يظهر له من الأدلة والنصوص، بما يعتبره حجة بينه وبين الله، وعلى كل حال فإن رؤيته وقناعاته تحتمل المطابقة للواقع وللرؤية الشرعية، وقد لا تكون كذلك، وكل رؤية ونظرية قابلة للنقاش وتخضع للمراجعة، مادامت تنطلق من منطلقات شرعية وطبق الضوابط المتسالم والمتعارف عليها». واعتبر العصفور أن «من الأمور الضرورية جدا فيما يرتبط ببناء الشخصية، هو أن يفكر الإنسان في صلاح نفسه، ويعمل على تطويرها والارتقاء بها، ومن ذلك أن يفكر في عيوب ذاته، ونواقص نفسه، ويشتغل بإصلاحها ولا يشتغل بعيوب ونواقص غيره، كما أرشدت إلى ذلك الروايات الكثيرة، كالحديث الشريف (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس - انفع الأشياء للمرء سبقه الناس الى عيب نفسه)».

وأضاف «هي مسألة مهمة جداً، حتى لا يغفل المرء عن نفسه، ويصل إلى مرحلة من تضخم الذات والأنا، بحيث لا يرى إلا نفسه ويعتقد بانه هو فقط من يمثل الصلاح والاستقامة والتقوى، وان الآخرين ليسوا على شيء وهو ما ينشأ من حالة الكبر والعجب بالذات».

ونوّه العصفور الى ان «من المهم أن يحسن (المرء) الظن بالآخرين وألا يتسرع في الحكم عليهم، وعلى مواقفهم وأفعالهم، وأن يكون منصفا في نظره وتقييمه للأشخاص والمواقف، ولا نعتقد بأن مثل هذه الأمور والتصورات بسيطة وهامشية، بل هي في غاية الأهمية لما لها من علاقة وارتباط بمجمل العلاقات والنشاطات البينية والاجتماعية».

وأضاف «كما ان من المهم أيضا، أن تسود روح التواصل وعدم القطيعة ولا نغفل دور المناصحة والمشاورة، فإن التواصل والاستماع إلى الآخر والاقتراب منه والتعرف على ما عنده، هو من شأنه أن يرفع الغموض وسوء الفهم والضبابية في الرؤية».


القطان: الذنوب والمعاصي سبب ذل الشعوب وآلامها ومصائبها

وفي سياق آخر، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن «الذنوب والمعاصي سبب لذل الشعوب وهوانها، والمصائب والفتن التي تحل عليها»، معتبراً أن «ما نزل بالأمم والشعوب من ذل وهوان، وآلام وعقوبات وفتن ومصائب وحروب، وزلازل وسيول وفيضانات وأعاصير، تهلك الحرث والنسل في بعض الجهات، وجدب وجفاف وكثرة المجاعات وانتشار الأوبئة والأمراض الغريبة في كثير من المجتمعات، وما سُلط الأشرار على الأخيار، وسيطر الفجار، وتسلط الأعداء، وغلت الأسعار، ونزعت البركات، وشحت الوظائف، وكثرت الجرائم، كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي وكفران النعم، والمجاهرة بذلك من الداني والقاصي، وترك الأوامر والنواهي».

وبيّن القطان، في خطبته أمس الجمعة (8 يونيو/ حزيران 2012)، «لقد انتهكت حرمات الله عز وجل في هذا الزمان، واقترفت كبائر الذنوب الجالبة لسخط الله في كثير من المجتمعات، فقد فشا فيها الربا والزنا والرُشا، والظلم، وشُرِبت الخمور والمسكرات، وأدمنت المخدرات، وانتشرت الفواحش والمنكرات، وكَثُر أكل الحرام، وتنوعت فيه الحيل، شهاداتٌ باطلة، وأيمانٌ فاجرة، وخصومات ظالمة، وفسادٌ إداريٌ وماليٌ وأخلاقي، فشت رذائل الأخلاق ومستقبح العادات، في البنين والبنات، وكثرت المغازلات والمعاكسات، وتساهل البعض في شأن الصلوات والزكوات، وعم الفسق والفجور وانتشر الفساد في البيوت والشوارع والأسواق ووسائل الإعلام، إلا من حفظ الله، كل ذلك من غير نكير ولا تغيير».

وأضاف «بل حتى عادت بعض الذنوب اليوم مما يفاخر به بعض الناس، إلى غير ذلك من المنكرات والمخالفات التي لا عد لها ولا حصر، ولا حول ولا قوة إلا بالله! فما أوسع حلم الله على عباده! فإلى متى الغفلة عن سنن الله؟! ونعوذ بالله من الأمن من مكر الله».

وأوضح «ليس في الدنيا ولا في الآخرة شر ولا داء ولا بلاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، وما عذبت أمة من الأمم إلا بذنوبها، ففي كل آية عبرة، وفي كل مثل من الأمم السابقة بلاغ وذكرى، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد».

ونوّه الى أنه «مازلنا في خيرٍ من الله بديننا وفضلِ الله علينا، لكن النُّذُر الإلهية مذكِّرةٌ لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد، فحِفظُ النِّعم، وتفادِي النِّقم، لا يكون إلاّ بطاعةِ الله ورسوله، ومَن خالف جَرَت عليه سنَّةُ الله. وإنَّ ما يُصيب المسلمين اليومَ من مصائب وابتلاءات وفتن ومحن وخوف وحروب، لهي نذُرٌ إلهيّة، لئلاَّ ينسى الناسُ ربَّهم، ليعودَ الشارِد، ويتنبَّه الغافِل، ويستغفرَ المذنب».

واعتبر القطان أن «الذنوبَ والمعاصي شؤمٌ وعار وشرٌّ ودمار وخزي ونار، إنها تبدِّل صاحبَها بالعزّ ذُلاًّ، وبالنِّعم حِرماناً، وبالأمنِ خَوفاً، وبرَغَد العيش جُوعاً، وباللّباس عُريَاً، وبالبركات محقاً وذهاباً، وبالغِنى فقراً، وبالعفاف فجوراً، وبالحياءِ استهتاراً، وبالعقل والحِلم خِفَّة وطيشاً، وبالاجتماع فُرقة واختلافاً، وبالاستقامةِ زَيغاً وفساداً، وبالتوادِّ والتراحم كراهية ونُفرةً وبغضاً، وبالجنّة في الآخرة ناراً، وبالفَرَح بالطاعة هماً وغماً، وبالحياة الطيبة معيشة ضنكاً... ألا فليعتنِ اللبيبُ بنفسه، وليعلم المسلم أن طاعتَه لربِّه فضلٌ من الله ومنَّة، وليعلَمِ الإنسان أن العصيانَ خذلانٌ من الله تبارك وتعالى للعبد، وعقوبةٌ في العاجل والآجل، وعقوبة الذنب واقعة إلا أن يعفو الله تبارك وتعالى».

واستطرد القطان في حديثه عن الذنوب والمعاصي، قائلاً: «ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا كُشف إلا بتوبة، وإن ذنوبنا كثيرة وعظيمة، وإن تقصيرنا شديد وكبير، وإن شؤم الذنوب والمعاصي لعظيم وخطير»، متسائلاً: «ألم نقصِّر في الإيمان والعبادة والإخلاص والتقوى؟! ألم تظهر الفواحش والمنكرات، وتعمّ المحرمات، وتنتشر الموبقات في كثير من المجتمعات؟! أما هذه الصلاة فقد طاش ميزانها عند كثير من الناس وهي ثاني أركان الإسلام؟! أما هذه الزكاة المفروضة فقد بخل بها كثير من الناس وألهاهم التكاثر والتنافس في الأموال عن إخراج حق الله فيها! أما هذه الموبقات والجرائم من القتل والزنا والربا والسرقة والرشوة والاختلاس، وشرب الخمور والمسكرات وتعاطي المخدرات فموجودة في كثير من المجتمعات!».

ورأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «المسئولية لصد وباء الذنوب وعواقبها الوخيمة على ديننا ومجتمعاتنا تقع على عاتق كل مسلم رجالاً ونساءً، حاكماً كان أو محكوماً، راعيا ورعية، (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) كل يقوم نفسه، ويحفظ أسرته، ويربي أولاده على حب الطاعات والخيرات وترك الفواحش والمنكرات، ويسعى بحسب قدرته واستطاعته لتطهير مجتمعه ومحيطه من أدران الذنوب والمعاصي، والله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه، حفظ أم ضيع».


عيد: المشكلة البحرينية «سياسية» حلها تحقيق مطالب الشعب

من جهته، اعتبر إمام وخطيب جامع كرزكان الشيخ عيسى عيد أن المشكلة البحرينية «سياسية»، وحلها يكمن في تحقيق مطالب الشعب، مؤكداً أن حل المشكلة لا يأتي عبر «تكميم الأفواه، وقطع الألسن، واعتقال الرموز والحقوقيين، والإصرار على حل الجمعيات السياسية، بل هذه الأمور وغيرها تزيد في تعقيد المشكلة، وتبتعد بها عن الحل».

وأوضح عيد، في خطبته أمس الجمعة، أن «المشكلة في البحرين واضحة منذ بدايتها ومعروفة معالمها وحدودها، فهي مشكلة سياسية، وحركة مطلبية، ذات مطالب معروفة، ومحددة، وحلها يتلخص في تحقيق المطالب التي يطالب بها الشعب».

وتساءل «كيف يكون هناك حل للمشكلة السياسية القائمة في البحرين، والحقوق النقابية فيها غير مضمونة ومضيعة، كما جاء في تقرير الاتحاد الدولي للنقابات؟، والانتهاكات الحقوقية مازالت قائمة على رغم توصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وتوصيات بسيوني إلى الآن لم ينفذ معظمها، وقضية المفصولين مازالت تسير ببطء شديد، كما ذكر الأمين العام لاتحاد نقابات عمال البحرين».

وأضاف في تساؤله «من المسئول الأول عن الحل في أي مشكلة؟ لا اشكال أن الحل لأي مشكلة يكون بيد من عنده أزمّة الأمور، ولا شك أن الحكومة هي التي بيدها مفاتيح الحل، وبيدها آليات الحل إذا أرادت».

وقال: «لذا، نحن بانتظار كيف تتعامل الحكومة مع توصيات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لنعلم هل هي جادة في إيجاد الحل للمشكلة القائمة أم لا؟»، مطالباً في الوقت ذاته «بتشكيل لجنة محايدة تماما تمثل جميع أطياف الشعب، لمتابعة توصيات مجلس حقوق الإنسان».

وتساءل عيد أيضاً «إلى متى سيبقى الوضع في البحرين على حاله؟ وهل يا ترى توجد مشكلة بلا علاج؟ والجواب كلا ثم كلا، فمستحيل أن تخلق مشكلة ولا علاج لها، إذا فالمشكلة في البحرين ليست استثناء من هذه القاعدة، فما من مشكلة إلا ولها حل، فلماذا تبقى المشكلة في البحرين أكثر من 15 شهراً من غير حل؟ ومن أين يبدأ الحل؟».

وقال: «لا أظن أحدا يجهل أن الحل لأي مشكلة بعد تشخيصها، وتحديدها تحديدا دقيقا يبدأ من الإرادة الحقيقية، والنية الصادقة لحلها، وهذا يؤدي بالطبع إلى الاستماع إلى الأصوات المخلصة المطالبة بالحل، ومن ثم إلى دراسة المشكلة وأبعادها، وعلى ضوء ذلك يبدأ بالعلاج عبر الخطوات الصحيحة».


مطر: أخطر أنواع الكذب هو الكذب على الله ورسوله

من ناحية أخرى، حذر إمام مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر من الكذب بمختلف أنواعه حيث يهدي الكذب إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، لافتاً إلى أن أخطر الكذب هو الافتراء على الله وعلى رسوله (ص).

وقال مطر لقد حذَّر نبينا (ص) أمته من الْكَذِب بأنواعه؛ فقال في الحديث المتفق على صحته: «إيَّاكُم والكذبَ، فإنَّ الكَذبَ يَهْدِيْ إلى الفُجُورِ وإنَّ الفجورَ يهدِي إلى النار ولا يزالُ الرجلُ يكذِب ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتَب عند الله كَذَّاباً». وأضاف أن «من أخطر وأعظم أنواع الكذب؛ هو الكذب على الله تعالى والكذب على رسوله (ص). قال الله سبحانه: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ» (النحل: 105)، فقد أخبر تعالى بأن من يفتري الكذب على الله تعالى وعلى رسوله (ص) هم شرار الخلق الذين لا يؤمنون بآيات الله تعالى، وهؤلاء توعدهم الله بعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة وعذاب الآخرة أشد».

وأوضح أن الكذب والتقول على الله ورسوله جرأة عظيمة وظاهرة غريبة وقع فيها البعض إما تعمدا للطعن في الدين وتشويهه أو لطمع دنيوي زائل؛ فيبيع دينه بعرض من الدنيا، أو جهلا، أو عدم مبالاة أو استهانة بحرمات الله تعالى... وغيرها من الأسباب، ويدخل في هذا الكذب والافتراء تحليل شيء مما حرم الله، أو تحريم شيء مما أحل الله، أو تأويل آيات القرآن على غير مراد الله تعالى كما تفعل طوائف من أهل البدع كالباطنيين وغيرهم، أو ابتداع بدعة وخرافة ثم تُجعل ديناً وشرعاً وعبادة، ويدخل في هذا الباب من يُفتي ويقول على الله بغير علم، أو يتقول على النبي (ص) بشيء لم يقله ولم يفعله.

وأبدى مطر استغرابه من توقف بعض هؤلاء عن التدخل في الطب أو الهندسة أو الكمياء أوالفلك ويقولون هذا تخصص، أما الفتيا في الدين والتحليل والتحريم فمباح والله المستعان. وقال: إن الرسول (ص) حذر من الكذب عليه وتعمد رواية الأحاديث المكذوبة عنه، فقد قال (ص): «مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، داعياً مطر المسلم إلى «التحري والتثبت من صحة ما ينقله وينسبه إلى الرسول (ص) من أحاديث وخصوصاً فيما يتم تناقله في وسائل الاتصال الحديث»، مشدداً على أن «الكذب على الله ورسوله ظلم عظيم وخطيئة كبيرة، ومظهر من مظاهر النفاق والخذلان، وتطاول على الله تعالى، وإضلال للعباد، وصدٌّ عن دين الله الحق، وقد أخبرنا نبينا (ص) أن من أشراط الساعة قبض العلم وظهور الجهل، والجهل سبب من أسباب الكذب على الله والافتراء على دينه وشرعه، والكذب على الله ورسوله، والفتيا بغير علم، والجهل بدين الله كلها من الأسباب المؤدية إلى الاختلاف والتفرق والابتعاد عن الحق ورده».



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 8 | نعم 6:14 ص نعم اصاب الشيخ عيس قاسم ، هناك اتجاه لحل وتجريم بعض الجمعيات السياسية ويمكن ان يتطور الامر الى اسقاط الجنسية والترحيل من البحرين رد على تعليق