قاسم: لا يمكن الاتحاد بين الدول دون استفتاء شعوبها... والقطان: الاتحاد الخليجي مطلب شرعي وغصّة في حلق كل متربّص
الوسط - محرر الشئون المحلية
رأى إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم أنه لا يمكن لأي دول أن تتحد فيما بينها، دون أن تستفتي شعوبها، وتأخذ رأيهم بكل حرية واستقلالية، بعيداً عن كل التأثيرات والتأثرات.
وقال قاسم إن عزل الشعوب عن اتحاد الدول «وإسقاط رأيها نهائيًّا وإلغاء إرادتها وتمرير إرداة الحكومات بلا مراجعة الشعوب في مسألةٍ مصيريّة بهذا الحجم، لا يكون إلّا لأنّ الأمر لا يعنيها في شيء».
وأكد قاسم، في خطبته أمس الجمعة (18 مايو/ أيار 2012)، أنه «لا يسقط حقّ أيّ شعبٍ في إعطاء رأيه في هذه المسألة التي تمسّ حاضره ومستقبله في الصميم، وأنّ أيّة دولةٍ في العالم صارت تؤيّد الاتّحاد أو تختلف معه، فبغضّ النظر عن رأي أيّة دولةٍ بهذا الشأن موافقاً كان أو مُخالفاً، فإنّه لا يسلب حقّ الشعوب في إعطاء رأيها الذي تتخذه بكلّ حريّةٍ واستقلاليّةٍ».
وذكر أن «الاتّحاد أوّلُ ما يعني الشعوب، وهو مرتبطٌ بكلّ شدّةٍ وتأكيدٍ بمصالحها ومضارِّها، واعتبارها وإلغائها، وحريّتها وعبوديّتها، والعدل والظلم المُمارَسِ في حقّها، ولا يمكن في ميزان الحقّ والعدل أن يتمّ وراء ظهرها ورَغماً على أنفها».
وفي سياق خطبته؛ أكد قاسم أنه لا يمكن التخلص نهائياًّ من استحقاق الديمقراطية أو تطويل عمر الديكتاتورية، مشيراً إلى أن الشعوب في العالم تتعلق بالديمقراطية، بعد أن أخذت موقعها في نفوسهم، وهي أمل المستضعفين، بحسب قول قاسم.
وتحدث قاسم عن هدم المساجد، قائلاً: «كأنّ هدمَ المساجد في بلاد الإسلام والإيمان والقرآن الكريم والسنّة المطهّرة شرفٌ لا غنى عنه، وقربةٌ من قربات أهل الإيمان إلى الله سبحانه وسبب عزّةٍ وكرامة، وممّا تُشترى به خواطر المؤمنين وتطيب أنفسهم، ولذلك عادت الدولة وبصورةٍ سافرة تهدم المساجد كما حدث لمسجد أبي طالب».
وقال: «إمّا أن ترى الحكومةُ هذا الرأي وهو معصيةٌ كبرى، وإمّا أن ترى أنّ هدم المساجد مضادّ للإسلام وخروجٌ على القرآن والسنّة واستخفافٌ بحُرماتِ الله واستفزازٌ للضمير المؤمن واستثارةٌ للمسلمين، وهذا الرأي له ما له من دلالاتٍ خطيرةٍ وخطيرة لا يمكن أن تقبل الحكومة بها وإن كانت هي دلالات لازمةً لهذا الرأي».
القطان: الاتحاد الخليجي مطلب شرعي وغصَّة في حلق كل متربّص
اعتبر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، أن الاتحاد الخليجي مطلب شرعي، ومكسب سياسي، وأنه «غصَّةٌ في حلقِ كلِّ مُتربِّصٍ وشانِئٍ»، مبيناً أن «من أهم عوامل قيام أية أمة من الأمم الاتحاد، فبالاتحاد تنال الأمة مجدها، وتصل إلى مبتغاها، وتعيش حياة آمنة مطمئنة، وتكون مرهوبة الجانب، مهيبة الحمى، عزيزة السلطان... فالاتحاد بين المسلمين واجب شرعي، بنصوص الكتاب والسنة».
وقال القطان، في خطبته أمس (الجمعة) إن: «الوحدة والاتحاد مطلبٌ شرعيٌّ، ومكسَبٌ سياسيٌّ، وقوةٌ اقتصاديةٌ، وحصانةٌ أمنيَّة، لابد ولا مناص منها، وخصوصاً في هذه الفترة العصيبة التي يموج فيها خليجنا العربي بأوضاع سياسية لم يشهدها من قبل، إلى جانب مواجهة الدول الخليجية للتحديات الصادرة من دول الجوار وتهديداتهم المتكررة المستفزة، ومن الدول الكبرى المتآمرة عليها والتي تزعم بأنها حليفة لها».
وشدد القطان على أن «لا بديل عن هذه المبادرة، فهي طموح وأمل تنشده جميع شعوب دول الخليج العربي من غير استثناء، نرجو المسارعة في تطبيقها وتنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع، حتى تنعم المنطقة وشعوبها بالأمن والأمان والاستقرار»، واصفاً دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنها «دعوةٌ مُبارَكة، ونداءٌ مُخلِصٌ، ومبادرةٌ مُوفَّقة، يجب على كل حاكم ومسئول أن يتقي الله تعالى في هذه الشعوب المتلهفة للوحدة والاتحاد، ويُساهِمَ ويسارع في تحقيقِها بلا تردد ولا تخوف ولا وجل، ويُذلِّلَ من عقَبَاتها، ويبنيَ ما استطاعَ من صَرحِها؛ فمن رأى فرحةَ تلك الشُّعوبِ بمشروعِ الاتحاد لم يهُنْ عليه التخاذُلُ في تحقيقِه».
وذكر في سياق خطبته التي تحدث فيها عن الاتحاد والوحدة، أن «التاريخ يشهد أن من أهم أسباب سقوط الدول على اختلاف عقائدها ومللها، التفرق والاختلاف، سقطت الخلافة العباسية، بعد أن تفرقت الدول الإسلامية في ذلك الوقت، فنشأت الدولة البويهية، والمماليك، ودويلات الشام، ولم يبقَ للخلافة العباسية، إلا مزع متفرقة متناثرة من العالم الإسلامي...».
عيد: الطريقة الحالية لعلاج الأزمةm لا تصب في مصلحة البحرين
قال إمام وخطيب جامع كرزكان الشيخ عيسى عيد إن الطريقة التي تتخذها الجهات الرسمية حالياًّ في علاج الأزمة في البحرين، لا تصب في مصلحة البلد.
وبيّن عيد، في خطبته أمس (الجمعة) أن «المتتبع لأوضاع البحرين السياسية والأمنية، يجد أن طريقة المعالجة التي تتبعها الجهات الرسمية، لا تصب في مصلحة البلد أصلاً، بل تزيد في تعقيدها».
وأشار إلى أن «المساجد التي هُدمت بين عشية وضحاها، وبجرة قلم عابرة، معلومة الهوية العامة، ومجهولة الهوية الخاصة، تنتابها حالة من البطء الشديد في إعادة بناء ما قرر بناؤه منها، وهي نسبة ضئيلة جدا بالنسبة إلى المساجد التي هدمت، وتنتابها حالة من الإصرار على عدم إعادة بناء بقية المساجد، وهدم ما يحاول المواطنون بناءه منها، كما تنتابها حالة من الإصرار على منع المسلمين من أداء الصلاة في مواقعها»، لافتاً إلى أن المسجد لا تنتفي مسجديته بهدمه.
وتساءل عيد: «ما علاقة هدم المساجد التي هي بيوت الله تبارك وتعالى بالقضية السياسية القائمة؟، ودعوى انها مخالفة للقانون، دعوى لا أساس لها، حيث توجد الإدارة المسئولة عنها وعن بنائها، فهل روجعت قبل الهدم أو استشيرت؟ وهل كانت خطوة لحل المشكلة السياسية؟، وما معنى أن تقوم جرافات البلديات بحماية قوات الأمن بهدمها من دون علم إدارة الأوقاف الجعفرية، أو اخذ رأيها؟». وفي موضوع آخر، قال عيد: إن «حملة الاعتقالات بين صفوف المواطنين، وعمليات الضرب والتعذيب التي يتعرض لها المعتقلون، والانتهاكات التي يواجهونها، وتعمد تكسير وتخريب الممتلكات الخاصة، التي تحصل بصورة يومية تقريباً، وتعمّد إغراق المناطق السكنية بالغازات السامة ليلا ونهارا، هل كل هذا يدخل في عملية الحل لهذه المشكلة؟ وكيف تريدون من الناس قبول هذه الأمور والرضوخ لها، والسكوت عنها، أم أنّ مثل هذه الإجراءات لا تصب في مصلحة الوطن أصلاً؟».ولفت عيد إلى أن «ملف المفصولين والموقوفين لم ينتهِ بعد، فما زالت هناك أعداد لم ترجع إلى أعمالها، وهناك من أرجعوا إلى العمل وما زالوا يقاومون عملية الإذلال وتدوير الوظائف ويساوَمون على قبولها، وإلا كان نصيبهم الفصل. فهل هذا يصب في مصلحة الوطن؟».
المحمود: الاتحاد الخليجي دواء شافٍ وناجحٍ للدفاع عن دولنا وشعوبنا
رأى إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود أن الاتحاد الخليجي «هو الدواء الشافي والناجح للدفاع عن دولنا وشعوبنا»، معتبراً في الوقت نفسه أنه «واجب ديني وعقلي وسياسي».
وأوضح المحمود، في خطبته أمس (الجمعة) أن «قيام الاتحاد بين هذه الدول اليوم هو العلاج الناجح للدفاع عن دولنا وشعوبنا وتحقيق مصالحهم ودرء الخطر عن دولهم وعن شعوبهم...، بعد أن وعينا الدرس من مؤامرة الاحتراب الطائفي وتمزيق الأوطان التي مررنا بها وما زالت ذيولها باقية، وأن المؤامرة لم تكن على البحرين فقط وإنما كانت البحرين بداية التحرك على دول مجلس التعاون الخليجي».
وقال المحمود: «إذا نظرنا إلى مكانة دول مجلس التعاون الخليجي من الجانب الديني والجانب العروبي؛ فإن الاتحاد يصبح واجباً دينياًّ، يأثم من يتركه وهو قادر عليه، وهو بالنسبة لدولنا اليوم واجب سياسي وواجب عقلي حتى إذا أغفلنا الجانب الديني».
وبيّن أن «للاتحاد منافع كثيرة، أهمها قوة المواقف السياسية والاقتصادية والعسكرية لدول الاتحاد ولحماية المصالح، وهو اليوم واجب لحماية الدول والأفراد من مؤامرات الأعداء، ولطالما نادت شعوبنا بالاتحاد لكن لم تجد هذه الصرخات آذاناً واعية من السياسيين لأنهم لم يكن يجمعهم إيمان بالقضية».
وأفاد بأن «الاتحاد طريق سلكته الدول الكبرى لتحقيق أكبر قدر من المصالح ودرء أكبر قدر من المخاطر السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، فلماذا نغفل عنه ولا نعمل به».