الشيخ عيسى قاسم (2)
بعد أن كتبتُ عن الشيخ عيسى قاسم خطيب وإمام مسجد الصادق بالدراز، في العدد السابق بتاريخ (6 مايو/ أيار2012)، حتى وجدتُّ التغريدات الجميلة في شخصي من فئة المتمصلحين، وقد ابتعدوا كثيرًا عن الرسالة وركّزوا على المُرسل.
وللعلم؛ فإنّنا تحدّثنا عن الشيخ عيسى قاسم، وكنّا نوضّح بعض الترّهات التي قيلت في الشيخ، وكنّا نود أن تصل الرسالة إلى من يهمّه الأمر، ليحلّلها ويعمل على الأخذ بها، فالأعمال الطفولية في مسألة تجنيس الشيخ ما هي الاّ «خراطيش» فارغة، لا تغني ولا تسمن من جوع لحل الأزمة الموجودة في وطننا الأم البحرين. فالشيخ عيسى قاسم كان عضوًا في المجلس التأسيسي والمجلس الوطني، الذي كان يحظر على المتجنِّس أن يكون عضوًا فيه، فكيف حدث ذلك؟!
فئة المتمصلحين يجدون طريقهم دومًا في سب وشتم الناس، ومن بعد ذلك في التحدّث عن أعراضهم وأنسابهم، وخلق تشويه فكري لصورهم، ولا يعلمون بأنّ ما يقومون به ما هو إلاّ ألعاب أطفال، وأنّ المشكلة الحقيقية، والحل المثالي لأزماتنا هو مواجهتها، لا التصيّد على الآخرين، فهذا دليل ضعف في موقفهم وشخصيّاتهم، وليس في من تكلّموا عنهم.
وما زلنا نتشبّث بالتوافق الوطني، والحوار الحقيقي، والمصالحة ذات الطريق الصحيح، فهذا المثلّث لابد له أن يرى النور، شئنا أم أبينا، لأنّ البحرين تحترق ومشكلاتها أعمق من الترَّهات التي يحدثها بعض المتمصلحين على حساب الأزمة!
إن كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ، وإن كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ، فإن كنّا لا ندري بمدى ما يقوم به المتمصلحون على حساب الوطن؛ فتلك مصيبةٌ، وإن كنّا ندري بما يقومون به ونساندهم؛ فالمصيبة أعظمُ، وما حديث النميمة والاغتياب والطعن في أصول النّاس، إلاّ غوغاء منتشرة هذه الأيّام، بعيدة كل البعد عن الطموح الذي نرجوه من أجل البحرين، فما نرجوه حاليًّا؛ هو درء الفتنة، والبُعد عن الأحقاد، والالتفاف حول الحاكم، والنظر في أمر المشكلات والأزمات، ومحاولة تصحيح الأمور من دون تذييلها، ولكن للأسف، تتحدّث مع مَن حتى يقارب تفكيره ليصل إلى ما نرجوه جميعنا للبحرين.
ولنا في تجارب نلسون مانديلا نموذج في التسامح والعمل على تغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية، على رغم المرارة التي تجرّعها هو وشعبه، خلال عشرات السنين، إلاّ انّهم استطاعوا أن يعبروا حاجز التمييز والكراهية والحقد، أما نحن فلم نصل بعد إلى مرحلة شعب جنوب إفريقيا ولن نصل؛ لأنّ فئة المتمصلحين هي فئة قليلة، لا تشكّل ولا تمثّل الشعب البحريني، ولكن بحكمة قيادتنا وشعب البحرين الأصيل، سنجتاز هذه المحنة بإذن الله تعالى، إلى غدٍ نعالج فيه مشكلاتنا المتراكمة ونحقق الإصلاحات الحقيقية التي لا تخفى على أحد.