«إسرائيل» تواصل سحب جنودها وتحذر النازحين من العودة للجنوب
الجيش اللبناني يبدأ الانتشار جنوب الليطاني غداً
بيروت - رويترز، د ب أ
قال مصدر سياسي لبناني رفيع أمس إن الجيش سيبدأ الانتشار في جنوب نهر الليطاني نهار يوم غد (الخميس) تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة 1701، وقال إن القوة البالغ قوامها 15 ألف جندي بدأت في التجمع في قيادات الألوية في ثكنات الجيش. وفي الوقت ذاته واصل الجيش الإسرائيلي انسحابه وتوقع أن يكتمل خلال 10 أيام.
وذكر مصدر عسكري لبناني أن «هذا الانتشار يعني توسيع سلطة الدولة» مضيفاً أن «الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش تبذلان قصارى جهدهما للتعجيل بتلك العملية». وقال ضابط بارز بالجيش» سيكون الانتشار أساساً في الجنوب وسيشمل مناطق شمال وجنوب نهر الليطاني». وقال «سننتشر بجانب قوات الأمم المتحدة بمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في جنوب لبنان».
واصطفت ناقلات الجنود المدرعة قرب الحواجز العسكرية في بيروت كما يجري إعداد شاحنات أخرى. وقال المصدر العسكري «هذا جزء من استعداداتنا كي نغادر بيروت لحظة صدور الأوامر».
في الإطار ذاته، قال مسئول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان - ماري غيهينو إن المنظمة تأمل أن تتمكن طلائع القوات التي ستعزز صفوف قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) من الوصول إلى جنوب لبنان «في غضون عشرة أيام».
وأضاف «سأكون مرتاحاً في حال وصلت الطلائع في غضون عشرة أيام. سيشكل ذلك إشارة جيدة جداً». وأشار إلى وجود بعض «المشكلات اللوجستية» لكنه شدد على أن «المشكلة الفعلية هي سياسية وهي قرار كل دولة بوضع قوات لها تحت إمرة الأمم المتحدة» في جنوب لبنان.
وقال مسئولون إن ضباطاً من الجيش الفرنسي وصلوا إلى الأمم المتحدة لبدء التخطيط لتشكيل قوة حفظ سلام تساند الجيش اللبناني وتتسلم مواقع إسرائيلية في منطقة عازلة من جنوب لبنان.
على صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قبيل توجهه إلى بيروت، أن «الوقت يضيق» بالنسبة لنشر الجيش اللبناني.
من ناحيته، أعلن متحدث عسكري إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي واصل الثلثاء سحب قواته من جنوب لبنان بعد 24 ساعة على وقف المعارك مع حزب الله، رافضاً توضيح حجم هذا الانسحاب الذي بدأ الاثنين وتحديد التاريخ المتوقع لانتهائه.
من جهته، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس أن عملية نقل الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان إلى الجيش اللبناني تستلزم «أسبوعا إلى 10 أيام». وفي الوقت ذاته، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحذر فيها المدنيين النازحين من العودة إلى منازلهم قبل نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية في المنطقة.
يذكر أن قوافل النازحين بدأت منذ صباح الاثنين بالتدفق على الجنوب وواصلت قوافل العائدين الثلثاء توجهها إلى المنطقة. وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن الطرقات المؤدية من بيروت إلى جنوب لبنان لاتزال تشهد زحمة سير خانقة مع عودة آلاف النازحين إلى قراهم. وبات اجتياز المسافة الفاصلة بين بيروت ومنطقة صور يستغرق 6 ساعات بدلاً ساعة واحدة في الأحوال العادية.
وبحسب الوكالة ذاتها، بدأ ناشطو حزب الله «ورشة عمل» في منطقة صور تشمل توزيع المساعدات ورفع الأنقاض وإجراء مسح للأضرار تمهيدا لاستئجار مساكن للمواطنين الذين دمرت منازلهم.
وبالمقابل أعلنت الهيئة العليا للإغاثة الحكومية أنها ستبدأ «فوراً» دفع مساعدات مالية لم تحدد قيمتها «لعائلات الشهداء والجرحى والمعوقين» من جراء الهجوم الإسرائيلي الواسع.
وقال منسق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة يان ايغلاند في مقابلة مع صحيفة «كومرسانت» الروسية نشرت أمس إن الوضع الإنساني في لبنان «على شفير الكارثة»، مضيفاً أنه كان «الأحرى (بالإسرائيليين) أن يفكروا» قبل قصف المدنيين.
كما أفادت وكالات الأمم المتحدة بأن المساعدات الإنسانية تتدفق على الجنوب منذ وقف القتال لكنها توزع ببطء بسبب تدفق النازحين العائدين إلى ديارهم والحصار الإسرائيلي