ساعة تسوية الحسابات السياسية حانت في «إسرائيل»
حيفا، القدس المحتلة - وفا، بنا
كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن 80 في المئة من الإسرائيليين يعتبرون أن «إسرائيل» لم تنتصر في الحرب على لبنان، ويفضلون الخيار الدبلوماسي على توسيع نطاق العمليات البرية. وأشار 43 في المئة من أولئك، إلى أنه في مثل هذه الحرب لا يوجد منتصر ولا مهزوم وفق ما جاء في استطلاع رأي أجراه معهد «ديالوج» بإشراف كميل فوكس من جامعة تل أبيب أمس الأول واليوم الذي قبله.
وبين الاستطلاع، أن شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت هبطت من 75 في المئة إلى 48 في المئة، وكذلك وزير الأمن عمير بيريتس انحسرت شعبيته بشكل لافت من 68 في المئة إلى 37 في المئة، في حين أبدى 73 في المئة من الإسرائيليين عدم رضاهم من معالجة الجبهة الداخلية المتعلقة بالمدنيين. وأكدت «هآرتس» في قراءتها لنتائج الاستطلاع، أن استمرار الحرب ووقوع إصابات كبيرة في صفوف الجانب الإسرائيلي وتساقط «الكاتيوشا» و«حرب الجنرالات»، أدت إلى تآكل شعبية أولمرت وبيريتس وأعادتهم إلى حالهم غير المتألقة قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
الإسرائيليون يشككون في الانتصار
في المقابل، حافظت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على شعبية واسعة (61 في المئة) إضافة إلى رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، الذي أعرب 58 في المئة من الإسرائيليين عن رضاهم عن أدائه. وأشارت الصحيفة، إلى أن نتنياهو حافظ طيلة الشهر الأخير على دعم الحكومة وامتنع عن توجيه انتقادات لها، على رغم وجودها، مبينة أن نتنياهو حاز شعبية فاقت شعبية قائد أركان الجيش دان حالوتس بـ 11 في المئة، على رغم حال الحرب الراهنة.
واعتبر 53 في المئة من الإسرائيليين، أن وجه الحرب كان سيبدو مختلفاً لو اعتلت قيادات ذات تجربة أمنية سدة الحكم في «إسرائيل»، وأن مكانة الجيش انخفضت في عيون الإسرائيليين، إذ عبر 59 في المئة فقط عن رضاهم عن أدائه.
وكانت «يديعوت أحرونوت» نشرت استطلاعاً خاصاً بها، عكس صورة مختلفة وايجابية دعا فيه 71 في المئة من الإسرائيليين الحكومة إلى احتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، فيما أكد 94 في المئة منهم ثقتهم في الجيش. واتفق الاستطلاعان على استياء غالبية ساحقة من طريقة معالجة الحكومة للجبهة الداخلية المتعلقة بالمدنيين خلال الحرب.
وفي سياق متصل، ذكرت «إذاعة إسرائيل» أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يوافق على أن تتوجه وزيرة الخارجية إلى نيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان على لبنان. وقالت إنه كان من المقرر أن تجتمع ليفني مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وأن تلقي كلمة أمام المجلس. وقالت «هآرتس» إن الخلاف بين اولمرت وليفني برز حينما أظهرت ليفني «استقلالية» في الفترة الأخيرة، إذ قام رئيس الوزراء بإبعادها عن الدائرة القريبة منه كليا وصادق على سفر القائم بأعمال رئيس الوزراء شمعون بيريز إلى نيويورك ليكون شريكاً في تجهيز المسودة الأميركية بدلاً منها.
وكانت ليفني عارضت اتساع الحملة البرية على لبنان على رغم أنها صوتت إلى جانب القرار، وعاتبت حينها قادة الجيش لعدم إنهائهم المرحلة الأولى من الحملة العسكرية.
وقالت «هآرتس» إن ليفني صوتت ضد ضرب مركز حزب الله في الضاحية الجنوبية خوفا من تصاعد حدة العنف، لكنها ومنذ ذلك الوقت صوتت إلى جانب القرارات غير أنها حافظت على الهدوء. وأضافت «هآرتس» أن أولمرت اقتنع منذ مساء الاثنين الماضي بأن لا طعم باتساع الحملة العسكرية البرية وخصوصاً أن الخطة التي قدمها الجيش لم تعجبه قط وخصوصاً أنه يعتقد أن الجيش كذب عليه على مدار ثلاثة أسابيع عندما تم إخباره بأن الجيش سيطر على بلدة بنت جبيل في وقت تستمر فيه المعارك الطاحنة داخل البلدة وتكبد فيها الإسرائيليون خسائر جسيمة.
وقالت الصحيفة إن تخبطات كبيرة حدثت من رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه جراء ذلك ما دفعه إلى الاجتماع مع وزير الحرب الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز الأسبوع الماضي، إذ أكد له موفاز إمكان أن يحرز الجيش أهدافه بطريقة أسهل من تلك التي اقترحها وزير الحرب