الإسرائيليون يفرون من الشمال إلى مستوطنات الضفة
فر مئات الإسرائيليين الذين يسكنون شمال «إسرائيل» من منازلهم خوفا من الصواريخ التي يطلقها حزب الله على مناطقهم واحتموا بالمستوطنات الإسرائيلية الأكثر أمانا في الضفة الغربية.
ووفرت بلدية مستوطنة عفرات التي يسكنها سبعة آلاف مستوطن وتقع بالقرب من مدينة بيت لحم الفلسطينية، الملجأ للفارين من صواريخ حزب الله منذ بدء النزاع في 12 يوليو/ تموز الماضي. وصرح مساعد رئيس بلدية عفرات حنا ميتزغر «إن الوضع الأمني لدينا أفضل ولذلك فقد اقترحنا على سكان الشمال المجيء إلى هنا والبقاء حتى انتهاء الحرب».
وبدأ الهجوم الإسرائيلي على لبنان بعد أن أسر رجال حزب الله جنديين إسرائيليين وقتلوا ثمانية آخرين. ومنذ ذلك اليوم، سقطت آلاف الصواريخ على شمال «إسرائيل» من المناطق اللبنانية ما أسفر عن مقتل 29 شخصا.
وفي مركز نيفيه شامول يشيفا الديني وسط المستوطنة، تم وضع 280 شخصا في الغرف التي عادة ما يشغلها الطلاب الذين يقضون عطلة حاليا.
واللاجئون من مناطق كرمئيل وهاتزور وبار يوهاي الشمالية التي تتساقط عليها صواريخ الكاتيوشا يوميا، غير مستعجلين للعودة إلى منازلهم.
ويقول موردخاي شيموني «لماذا أعود مع أطفالي وأغلق على نفسي في ملجأ في الوقت الذي أستطيع أن أعيش فيه حياة طبيعية في عفرات؟».
ووصل موردخاي وأطفاله العشرة إلى قرية بار يوهاي في شمال الجليل قبل ثلاثة أسابيع مع مجموعة من 35 عائلة رغم مخاوفهم من العيش في الضفة الغربية.
وقال «لقد كنت خائفا في البداية (...) فبالنسبة لنا، عفرات تعني التعرض لإطلاق النار عليك أثناء قيادتك السيارة وتعني انك قريب من القرى الفلسطينية ومن الانتفاضة. ولكننا نفضل البقاء هنا لان كل شيء هادئ».
وتحدثت تعومي فدوراه (32 عاما) وهي أم لخمسة أطفال عن الخوف الذي عاشته في الأيام الأولى من الحرب داخل الملاجئ قبل أن تأتي برفقة زوجها وأطفالها إلى عفرات. وقالت «لقد كان الأطفال يبكون طوال الوقت، لقد كانوا يعانون من الصدمة (...) ولذلك اعتقدت انه سيكون من الأفضل أن أتوجه للعيش في جنوب البلاد».
ونظمت بلدية عفرات نشاطات للأطفال من بينها النزهات. ويتمتع الإسرائيليون المهجرون بالوجبات الجاهزة والبطانيات والأغطية النظيفة وخدمات تنظيف الملابس.
وتقول فدوراه وهي تحتضن طفلها «لقد أتينا إلى هنا لبضعة أيام ولكن ما زلنا هنا حتى بعد ثلاثة أسابيع. إنها جنة».
وغدا سينتقل عدد من القرويين من سكان بار يوهاي إلى مستوطنة أخرى في كارنيه شومرون الواقعة بين بلدتي نابلس وقلقيلية.
وقال موردخاي «لا أعرف أين تقع هذه المستوطنة ولكنهم قالوا لي إنها قرب كفر سابا» في تل أبيب.
وطبقا ليائير وولف نائب رئيس كتلة مستوطنات غوش عتصيون التي تضم 20 مستوطنة، يوجد حاليا 600 من سكان شمال «إسرائيل». وتقدر السلطات عدد من فروا من شمال البلاد منذ اندلاع العنف بنحو 250 ألف شخص. ويضاف إلى ذلك عشرات العائلات التي لجأت إلى أقارب أو أصدقاء لها.
وستشهد مستوطنة عفرات اليوم الأحد تدفق أعداد جديدة من العائلات التي فرت من الحرب. ولكنهم لا يأتون هذه المرة من الشمال بل من الجنوب الغربي ومن سديروت ومن النقب التي تستهدفها صواريخ المسلحين الفلسطينيين من قطاع غزة بسبب قربها من الحدود. ومن المناطق القريبة من غزة إذ تشن القوات الإسرائيلية حملة عسكرية ضارية ضد الفلسطينيين لاستعادة جندي إسرائيلي أسرته مجموعات فلسطينية، إلى وسط الضفة الغربية ستحل العائلات القادمة من سديروت محل الجماعة القادمة من بار يوهاي في المكان الذي كان يخشى الإسرائيليون من المنطقتين القدوم إليه في السابق.
أ.ف.ب