250 غارة و4000 قذيفة على الجنوب وحزب الله يجدد رفضه وقف النار مع وجود الاحتلال
فشل عملية إنزال إسرائيلية في صور ومقتل وإصابة 12 جندياً
بيروت، القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز
ذكرت تقارير إسرائيلية أمس أن جنديين إسرائيليين قتلا في معارك جنوب لبنان بينما اصيب 10 أفراد من الكوماندوز البحري خلال عملية إنزال فاشلة شمالي مدينة صور ووصفت إصابة اثنين أحدهما ضابط بالخطرة. وقالت الشرطة اللبنانية في صور: «إن القصف الجوي والمدفعي العنيف المتواصل منذ العملية هو الأعنف منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان، إذ شنت 250 غارة وسقطت 4000 قذيفة».
وقتل ستة أشخاص في الغارات والقصف الإسرائيلي بينهم ثلاثة سودانيين وجندي لبناني كما أصيب 32 بجروح. بينما أعلن حزب الله أنه أطلق أربع دفعات من الصواريخ على شمال «إسرائيل» وأكد إصابة ستة جنود إسرائيليين في مواجهات في قرية عيتا الشعب الحدودية. فيما جدد وزير الطاقة اللبناني محمد فنيش - أحد وزراء حزب الله - رفض الحزب أي وقف لإطلاق النار مع وجود القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.
وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «إن أفراداً من الكوماندوز رقم 13 في سلاح البحرية حاولوا القيام الليلة قبل الماضية بعملية إنزال استهدفت منزلا وسط صور يعتقد انه كان يستخدم كمقر قيادة لوحدة إطلاق الصواريخ بعيدة المدى لحزب الله، لكن وحال نزول القوة اشتبكت مع أفراد المقاومة اللبنانية ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين تم إخلاؤهم على الفور إلى مستشفى رمبام في حيفا».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هدف عملية الإنزال الفاشلة كان محاولة ضرب وحدة المقاومة اللبنانية التي أطلقت أمس الأول ولأول مرة صواريخ بعيدة المدى على مدينة الخضيرة وهي أبعد نقطة يصل إليها قصف المقاومة اللبنانية داخل «إسرائيل» منذ بدء العدوان.
وقالت الصحيفة: «إن الكوماندوز تعرضت لنيران كثيفة من مقاتلي المقاومة ما أدى إلى إصابة 10 جنود إسرائيليين بينهم ضابط وجندي وصفت إصابتهما بالخطرة». ونفى حزب الله مقتل أي من أفراده خلال العملية.
إلى ذلك، قالت الشرطة اللبنانية في صور: «إن وتيرة القصف الجوي والمدفعي على الجنوب عموماً وعلى منطقة صور خصوصاً هي الأعنف منذ الثاني عشر من يوليو/ تموز الماضي». وأضافت أن «مختلف مناطق الجنوب من الناقورة غربا حتى مزارع شبعا شرقا شهدت 250 غارة جوية إضافة إلى سقوط ما يقارب أربع آلاف قذيفة مدفعية من البر أو من البحر».
وأوضح المصدر أن «250 غارة توزعت على كل المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وتركزت خصوصاً على قرى جنوب وشرق صور التي تلقت وحدها نحو 150 غارة». وأشار إلى أن «بلدة عيترون في القطاع الأوسط تلقت الحصة الكبرى من هذا القصف وأصيبت بدمار كبير». وقال: «إن الإسرائيليين ينفذون تدميرا منهجيا للمنازل في نحو 15 قرية حدودية».
وأسفر القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية في جنوب لبنان التي خلت من غالبية سكانها، عن إصابة 16 مدنيا بجروح في قرى جنوب صور وشرقها. بينما قتل ثلاثة سودانيين عندما دمرت الغارات الإسرائيلية فجر أمس (السبت) بشكل كامل مبنيين في حي ماضي في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله.
وفي صور قتل جندي لبناني وأصيب آخر بجروح في قصف قامت به مروحية إسرائيلية خلال عملية الإنزال الفاشلة. كما قتل مدنيان في غارة نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية على طريق تقع شرق المدينة. وأسفر القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية في جنوب لبنان التي خلت من غالبية سكانها، عن إصابة 16 مدنياً بجروح.
كما أصيب خمسة مدنيين بجروح عندما أصاب صاروخ سيارة عند مدخل طوارئ مستشفى الشيخ راغب حرب مجاور للنبطية. وأصيب ثمانية مدنيين بجروح في قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على القرى الواقعة بمحاذاة نهر الليطاني جنوب - شرق صيدا كبرى مدن جنوب لبنان. كذلك أصيب مدنيان بجروح في منطقة إقليم التفاح الجبلية شرق صيدا.
وجاء في بيانات متلاحقة أصدرتها المقاومة الإسلامية أن أربع دفعات صواريخ استهدفت شمال «إسرائيل» وذكرت مصادر إسرائيلية أن ثلاث إسرائيليات قتلن في انفجار صواريخ أطلقها حزب الله. في حين أحصت الشرطة الإسرائيلية سقوط 75 صاروخاً. كما أعلنت المقاومة أن ستة جنود إسرائيليين أصيبوا بجروح في عيتا الشعب في القطاع الغربي من الحدود الجنوبية اللبنانية. وأكدت أن «مقاتليها هاجموا قوة متمركزة في القرية واجبروها على التقهقر والتراجع عن النقطة التي سبق أن تمركزوا فيها». وأوضحت أن «مقاتليها نصبوا كمينا محكما لقوة إسرائيلية عند الطرف الشمالي للبلدة ولاذ إثره جنود العدو بالفرار حاملين معهم ستة إصابات».
من ناحية أخرى، نفت المقاومة الإسلامية «ادعاء العدو الإسرائيلي بشأن مقتل سبعة من المجاهدين في الإنزال الفاشل في صور» من دون أن تعطي أية حصيلة.
ومن جانب آخر، قال فنيش للصحافيين ردا على سؤال عن موقف الحزب من قرار محتمل لمجلس الأمن بوقف النار: «حزب الله في موقف الدفاع عن النفس. إذا أوقفت (إسرائيل) عدوانها فسنتوقف شرط ألا يكون هناك أي جندي إسرائيلي على الأراضي اللبنانية». وأضاف «لن نقبل أن يبقى الإسرائيليون في لبنان».
بينما قال المسئول في الخارجية الإسرائيلية جدعون مائير في لقاء مع شبكة «سي. إن. إن»: «إن الجيش الإسرائيلي سيواصل تقدمه داخل لبنان حتى إذا تم إصدار قرار بوقف إطلاق النار من مجلس الأمن حتى تضمن (إسرائيل) أنها في وضع يحقق لها تطبيق القرار رقم 1559»