موسى ينتقد البيان... والأمم المتحدة ترجئ اجتماعاً بشأن تشكيل القوة الدولية
مجلس الأمن يأسف لضحايا مجزرة قانا ولا يدين «إسرائيل»
الأمم المتحدة - وكالات
تبنى مجلس الأمن بالإجماع أمس الأول إعلانا عبر فيه «عن أسفه الشديد لمقتل مدنيين أبرياء» في القصف الإسرائيلي على بلدة قانا في جنوب لبنان - الذي أدى إلى مقتل أكثر من خمسين مدنيا، ما أثار استياء كبيرا في العالم - لكنه لم يدن هذا القصف بسبب معارضة الولايات المتحدة. كما رفض دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان من أجل هدنة فورية. وأرجأت الأمم المتحدة إلى أجل غير مسمى اجتماعا دعا إليه عنان بشأن البدء في التخطيط لقوة دولية جديدة لحفظ السلام في لبنان.
وقال النص الذي تلاه رئيس المجلس السفير الفرنسي جان مارك دولا سابليير أن المجلس «مصدوم وقلق جدا لقصف قوات الدفاع الإسرائيلية مبنى سكنيا في قانا ما تسبب في مقتل عشرات المدنيين وخصوصا من الأطفال وأدى إلى جرح كثيرين آخرين». وعبر المجلس في إعلانه عن «أسفه الشديد لمقتل هؤلاء الأبرياء ومقتل مدنيين في النزاع الراهن» وكلف «عنان أن يقدم له تقريرا خلال أسبوع عن ظروف هذا الحادث المأسوي». وأعرب المجلس عن «قلقه حيال التهديد بتصاعد العنف الذي قد تنجم عنه عواقب جديدة خطيرة على الوضع الإنساني». وقال انه «يدعو إلى وقف العنف ويؤكد الضرورة الملحة لتأمين وقف دائم ويمكنه أن يصمد، لإطلاق النار». وأكد المجلس «تصميمه على العمل من دون أي تأخير على تبني قرار من أجل تسوية دائمة للأزمة مستوحيا من الجهود الدبلوماسية الجارية». وكما حصل في منتصف الأسبوع الماضي بعد مقتل أربعة من مراقبي الأمم المتحدة في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، وبإلحاح من الولايات المتحدة ألغيت من الإعلان عبارات أشد حزما كانت واردة في صيغ أولية للإعلان وصفت القصف على قانا بأنه «عمل غير مقبول».
وقال السفير الأميركي جون بولتون في تصريح صحافي «نعترض على كل صيغة تستخلص نتائج مبكرة بشأن ما حصل». كذلك حملت واشنطن التي تريد منح «إسرائيل» مزيدا من الوقت لضرب حزب الله بقوة، المجلس على شطب فقرة من الإعلان تطلب «وقفا فوريا للأعمال الحربية». وأعرب عدد من الدبلوماسيين عن أسفهم لخلو الإعلان من صيغة أشد حزما.
وفي وقت سابق حث عنان خلال اجتماع عام المجلس على إدانة الهجوم والدعوة إلى نهاية فورية للعنف. وقال عنان «أشعر باستياء بالغ لأن دعواتي السابقة لوقف العمليات العسكرية على الفور لم تلق استجابة». وأضاف «أكرر مرة أخرى هذه الدعوة من هذه القاعة وأناشد المجلس أن يفعل الشيء نفسه».
وقال مندوب «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة دان جيلرمان أن قانا كانت «معقلا لحزب الله» وان «إسرائيل» نصحت سكان البلدة الواقعة بجنوب لبنان بالمغادرة قبل الهجوم. وأضاف جيلرمان «أناشدكم ألا تتخذوا أي إجراء يعود عليهم بالنفع وألا تقدموا لهم ما يسعون إليه بينما هم يضحون بشعبهم كدروع بشرية وكضحايا».
من جانبه، انتقد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى موقف مجلس الأمن تجاه العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقال تعليقا على البيان «هذا بيان غير كاف وكان يجب على المجلس أن يقوم بمسئولياته بصرف النظر عن مواقف الدول الأعضاء ولو كانت دول دائمة العضوية، لأن المجلس يعاني الآن من أزمة ثقة في دوره وهذا موضوع خطير لأنه الفرع الرئيسي للنظام الدولي الخاص بحفظ الأمن والسلم الدوليين». وأكد الأمين العام أن مجلس الأمن سقط في هذا الاختبار بدرجة مذهلة.
إلى ذلك، أرجأت الأمم المتحدة إلى أجل غير مسمى اجتماعا دعا إليه عنان بشأن البدء في التخطيط لقوة دولية جديدة لحفظ السلام في لبنان. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الاجتماع الذي كان مقررا أن يعقد ظهر أمس أرجئ «حتى يتوافر قدرأ كبر من الوضوح السياسي» في مسار الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
ويأمل منظمو الاجتماع أن يتحدد موعد جديد في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلا أن هذا التوقيت لا يزال غير مؤكد.
في الوقت نفسه يستعد مجلس الأمن كي يوافق في وقت لاحق على أن يمدد لثلاثين يوما أخرى تفويضا لمهمة حفظ السلام الحالية في جنوب لبنان وهي قوة مؤقتة للأمم المتحدة قوامها ألفا فرد في لبنان. وقال أعضاء مجلس الأمن أن هذا التمديد القصير سيتيح لهم متسعا من الوقت للبحث في تشكيل القوة الجديدة