قاسم: الإرادة الحرة للشعب هي صورة المستقبل السياسي... ومطر يدعو إلى ضبط النفس
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (13 يناير / كانون الثاني 2012): «إن المستقبل السياسي للبحرين يتمثل في أربع صور، تتمثل في أن يكون متراجعاً عن ماضي تجربة المشاركة الشعبية الأولى، أن يكون صورة من تلك التجربة وفي حدودها، صورة من الحاضر بما هو عليه من ظلم وقهر، صورة جديدة ناطقة بالإرادة الحرة للشعب».
وأضاف «يوجد في البحرين مصطلح السلطات الثلاث على مستوى التسمية، فنسمع عن السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية، أما على مستوى الواقع فلا وجود إلا لسلطة واحدة، الوجود الفاعل هنا للسلطة التنفيذية لا غير، ما يسمى بالمجلس النيابي بغالبيته العظمى تابع إلى السلطة التنفيذية، مشجع لها على سياستها، متخندق معها، ويختفي في البحرين تماماً اليوم طريق الانتخاب الحر ومرجعية الشعب وكونه مصدر السلطات، ولا إصلاح لهذا الوضع بحسب ما استقر عليه عالَم اليوم إلا بأن يكون الشعب هو مصدر السلطات (...) منطلق الإصلاح اليوم إنما هو دستور تضعه الإرادة الشعبية الحرة، لا مجموعة من الإجراءات الشكلية البعيدة عن روح الإصلاح ووظيفته وأهدافه.
وتحت عنوان: «مستقبل البحرين»؛ أوضح قاسم أن «تجربة أول مجلس تأسيسي في البحرين أتاحت فرصة لمشاركة شعبية في رسم الخط السياسي لها، وأنتجت دستوراً فيه بعض بصمات للإرادة الشعبية، وجاءت من بعدها تجربة المجلس الوطني وكان للإرادة الشعبية حضور فيه، ما اضطر الحكومة عندما اصطدمت إرادة نواب الشعب بإرادتها في تمرير قانون أمن الدولة المضر بالمواطنين والمصادر لإرادتهم إلى أن تتخلى عن دعوى ديمقراطيتها علناً وتحل المجلس، من غير أن تستطيع أن تمرر كل ما تريد باسم النواب كما هو متاح لها اليوم».
وذكر قاسم أن «إنسان اليوم في هذا الوطن في تقدم مطرد ـ إن شاء الله ـ علمه في ازدياد، إيمانه في تعمق، صحوته في انفتاح، رؤيته في توسع، طموحه في تصاعد، نشاطه في حيوية، إرادته في اشتداد، عزمه في توثب، بذله في سخاء، وهذا الطريق لا يمكن أن يرجع بالأوضاع إلى الخلف، ولا يمكن أن يقف بها عند حد من التطور الإيجابي، هذا الطريق هو طريق التصحيح والإصلاح والتغيير الإيجابي والتقدم والبناء والإبداع والإعمار، ولا يمكن أن تأتي نتائجه عكسية على الإطلاق، وحركة الشعوب كلها اليوم إلى الأمام ولا حركة للخلف، كل الأنظمة عليها أن تعدل، كل الحكومات عليها أن تصلح، وإلا فلا مكان لها في المستقبل، هذا هو منطق الواقع الجديد لإنسان الأمة وشعوب الأمة وكل شعوب العالم، وهذه هي الحتمية المترتبة على الصحوة والثورة العارمة في وعي الأمة وإرادتها والمتولدة من وحي الحياة الجديدة في إيمانها بربها وإسلامها».
من جانبه دعا إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، إلى ضبط النفس، والابتعاد عن التصرفات الخاطئة في التعامل مع الآخرين، معتبراً أن سبب الكثير من الخلافات والخصومات التي تحدث بين الناس، هو عدم ضبط النفس.
وأوضح مطر في خطبته يوم أمس الجمعة (13 يناير/ كانون الثاني 2012)، أن «ضبط النفس يكون بمنعها من التصرف الخاطئ، وخاصة في المواقف الطارئة والمفاجئة، التي تتطلب قدراً من الحكمة وحسن التصرف والنظر في العواقب، وإن كان هناك استفزاز من أطراف، أو استدراج من جهات، وشائعات وأكاذيب من هنا وهناك. فيجب أن نتحكم في أعصابنا وتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا».
وبيّن أن «لضبط النفس أهمية بالغة داخل الأسرة بين الزوجين، ومع الأولاد، وبقية الأقارب والأهل، ومع الجيران والزملاء، وفي الشارع، ومع الموظفين والمراجعين، مع المدرسين والطلبة ومواقفنا مع كل المتغيرات الاجتماعية والسياسية والمعيشية والاقتصادية، وفي جمعياتنا السياسية».
وذكر مطر أن «كثيراً من جرائم القتل والضرب والقذف، والخصومات والمشاجرات، والسب والاتهام والتحريض والطعن والتشكيك والدعوة إلى الانتقام، وحتى غالبية حالات الطلاق سببها عدم ضبط النفس».
وأضاف أن «كثيراً من البلدان التي أصابها الخراب والدمار وحل بين أبنائها الفرقة والتشرذم، إنما بسبب تصرفات ارتجالية هوجاء، كانت تحتاج إلى علاج وقائي أساسي بسيط واحد، ألا وهو ضبط النفس».
وأكد ضرورة أن «نتحلى بالحكمة وبُعد النظر، ونتسلح بالصبر والعلم، فضبط النفس مظهر من مظاهر القوة، وليس علامة على الضعف كما يظن البعض».
وأفاد مطر بأن من سلبيات عدم ضبط النفس «سرعة التأثر والغضب والانفعال والتهور، وردود أفعال متسرعة بغير دراسة ولا تفكير، ومن دون تبصر، تكون عواقبها وخيمة، وتصرفات تجر إلى ويلات ومصائب، فعلينا أن ننتبه لأبنائنا وشبابنا وأن نوجههم ونأخذ بأيديهم».
القطان يدعو المعلمين إلى مراعاة الطلبة والعدل بينهم
على صعيد آخر ، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، الطلبة إلى الاجتهاد والمثابرة والمذاكرة المستمرة للامتحانات النهائية المقبلة، في حين وجه المعلمين والمعلمات إلى مراعاة الطلبة والعدل بينهم في الدرجات.
وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (13 يناير/ كانون الثاني 2012)، إن: «في هذه الأيام يعيش أبناؤنا وفلذات أكبادنا من الطلبة والطالبات في زحمة الاختبارات، وخضم الامتحانات، ويعيشون أياماً لو سألتهم عنها لزعموا أنها أبغض أيامهم إليهم، ولصارحوك بأنهم ودّوا لو لم تكن من أعمارهم وإنهم ليستبطئون أيامها، ويستطيلون ساعاتها، حتى لكأن ساعتها يوم، ولكأن يومها شهر! ولهم في ذلك شيء من العذر، فإن ما يقاسيه الطالب ويجده من شدة المذاكرة والاعتكاف على الكتب والانهماك وسط الأوراق ليس بالشيء القليل، فكيف إذا أضفت إلى ذلك النفسية القلقة، والخوف الدائم من أن لا يوفق الإنسان في إجابته؟».
واعتبر القطان أن «العلم تاج ووقار، ويحتاج إلى صبر وتحمل وعمل، وطلب العلم بذل واجتهاد والراغب فيه عليه التنازل عن الكثير من مرغوباته»، مشيراً إلى أنه «لا تحقق الأهداف والآمال إلا بالبذل والجهد والنصب، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم».
وحث القطان الطلبة «خذوا بأسباب النجاح والفلاح، ولابد أن تعلموا بأن لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله، وتفويض الأمور كلها إلى الله. فالذكاء وحده ليس سبباً للنجاح».
ووجه القطان في خطبته نداءً إلى المعلمين والمعلمات بقوله: «رفقاً بالأبناء والبنات، والامتحانات مسئوليات وأمانات وتبعات، كونوا معهم حازمين بدون عنف ورحماء دون ضعف، اعدلوا بين أبنائكم وأبنائنا. والاختبار لا يقصد به التعجيز أو تحميل الطالب ما لا طاقة له عليه».
وأضاف «الطلاب والطالبات يدخلون إلى الامتحان والاختبار بنفوس مهمومة، وقلوب مغمومة، فيها من الأكدار، وفيها من الأشجان والأحزان ما الله به عليم، فامسحوا على رؤوسهم عطفًا وحنانًا، وأكرموهم لطفًا وإحسانًا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً... يا معاشر المعلمين والمعلمات درجات الاختبار أمانة، فاتقوا الله في أبنائكم الطلاب، وبناتكم الطالبات، أعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالعدل والقسط فإن الله يحب من عدل، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين».
وطرح القطان تساؤلات عدة «أين بركة تعلمنا؟ ما سبب النسيان السريع للعلم؟ لأن ما تعلمناه بسرعة، يذهب بسرعة، وبقاء العلم يكون بالمذاكرة المستمرة».
ورأى القطان أن «الواجب على كل أب وأم أن يزرعا في ابنهما ثمرة التفوق، لأنه مصدر إنتاج في العالم الإسلامي ومشعل تستنير به الأمة في هذا الظلام الدامس. وعلينا أن نحيي في نفوس أبنائنا وبناتنا بأنهم القوة التي ننتظرها والحصن الحصين للبلاد».
وأردف القطان قائلاً: «الكل قد هم واهتم وترقب، من الآباء والأمهات والأبناء والبنات، للامتحانات الدراسية، ألا يستحق الاهتمام بامتحان الآخرة أكثر من امتحان الدنيا؟».
وتساءل: «هل استعدينا ليوم الامتحان الأكبر؟ يوم السؤال عن الصغيرة والكبيرة».
عيد: الأزمة البحرينية محلية لا صلة لها بالخارج
من جهته قال إمام وخطيب جامع كرزكان، الشيخ عيسى عيد، إن الأزمة البحرينية محلية ولا صلة لها بالخارج أصلاً، معتبراً أن «أهدافها وشعاراتها خير دليل على ذلك. كما أن المجتمع الدولي بات يعي بأن قضية البحرين قضية محلية لا صلة لها بالخارج أصلاً».
وتطلع عيد إلى أن «يعي الجميع إلى أن سلاح الطائفية الذي يحاولون إثارته لتمزيق المجتمع لم يعد يجدي نفعاً. وأن حقيقة الأمور باتت جلية واضحة، وأن الناس عرفت الحقيقة».
وطالب عيد في خطبته يوم أمس (الجمعة)، بأن «تكون محاكمات المتورطين في قتل الأبرياء عادلة شفافة، متركزة على معرفة المتسبب في القتل والقاتل، كما أوصت لجنة تقصي الحقائق، كما نطالب بإيقاف عمليات الفصل التعسفي، والتوقيف، وحل قضية المفصولين والموقفين في أسرع وقت ممكن، تجنيباً للبلاد من مخاطر هذا الملف وتداعياته الاجتماعية والسياسية».
وتحدث عيد في خطبته عن الحركات الإصلاحية والسياسية، وقال: «عندما نستقرئ أحوال الحركات الإصلاحية، والتغيرات الاجتماعية والمبدئية والسياسية وغيرها، نجد أن الحكومات وأهل الحل والعقد التابعين لها في أي مجتمع، ومنذ القدم قد أصيبوا بمرض نفسي مزمن، أثّر على مستوى التفكير وتقليب الأمور لانتقاء أحسنها، فنراهم يرفضون فكرة أي تغيير في نظام الحكم، أو أي تحول على مستوى المبدأ والعقيدة».
وأضاف «بل نراهم يحاربونها وبشتى الوسائل والأساليب، والإمكانيات المتاحة لهم. ويستعينون بالقوى التي تتفق معهم في المبدأ والسياسة والأهداف وإن كانت خارجية، ويتحدون مع من يختلفون معهم في بعض القضايا»