قاسم: منطلق الربيع العربي مخزونٌ من الشعور بالحرمان...المحمود: نقف مع كل مفصول من عمله بغير حق
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (30 ديسمبر/ كانون الأول 2011): «إن منطلق الربيع العربي مخزونٌ من الشعور بالحرمان والتهميش والكبت وفقد الأمن، وكل ذلك من عطاءات النظام السياسي العربي منطلقه هذا المخزون وتلك الصحوة التي بعثت الوعي وأحيت الضمير، وحرّكت الإرادةَ وألهبت الشعور. والنجاحُ الحقيقي لحركات التغيير والإصلاح وتحقيق مستقبلٍ زاهرٍ كريمٍ رائدٍ للأمةِ مرهونٌ باستمرار هذه الصحوة وتعمقها وصدقيّتها في ميزان الدين وشدتها وتوسعها».
وأوضح قاسم أن عددا من الشعوب العربية تحرّك «في سبيل واقعٍ جديد وحاضرٍ مشرّف وغدٍ أفضل ينطلق من إصلاح الوضع السياسي في الأمة وتغييره، ومن تحقيق الانعتاق من حالة التهميش... إذ كل جَنَبات الحياة عند الإنسان يصيبها الضرَرُ والتصدّع والتأثر بسبب سوء الوضع السياسي والخلل الداخل عليه. تحرُّك هذا العدد من هذه الشعوب لاسترداد كرامة الدين والإنسان وحريّته، وإنقاذ الثروات الوطنية من يد العبث والنهب والتلاعب، هو تحرّكٌ لا رجعة فيه، وشعوب الأمة التي لم تلتحق بعد بحَراكِ الإصلاح والتغيير لاحقةٌ به لا محالة، وقطار التغيير مواصلٌ انطلاقته إلى آخر الطريق ولن توقفه قوّة ولا تحايل ولا مكر، ولا كلّ ألاعيب السياسة، ولا موقف دولةٍ صغرى ولا دولةٍ كبرى في الأرض كلّها على الإطلاق».
وذكر أن «ربيع الثورة العربي وحركات الإصلاح إنما وُلد كلّ ذلك من رحم الصحوة الإسلامية التي سرت في روح هذه الشعوب، وكلما حضر الإسلام في وعي شعبٍ وشعوره، كلما امتنع أن يردّ هذا الشعب رادٌ عن طريق العزة والكرامة والحريّة والمطالبة بالحقوق والتغيير الصالح والانعتاق».
وفيما يخص الشأن البحريني، قال قاسم: «لا ينتظر أحدٌ على الإطلاق من الشعبِ أن يعودَ إلى البيوت والمنازل من غير الإصلاح الذي نادى به ويرضاه. السياسة القائمة سياسة تجويع، تغييبٍ في السجون، ترويعٍ للآمنين، بثٍّ للفتنة الطائفيّة، والحق أن يُحاكَم كلّ مسئولٍ عن هذه السياسة»، وأضاف «كلّ نداءات الاعتراف بحقوق الإنسان ورعاية الحقوق الوطنيّة والإصلاح، التي انطلقت وتنطلق من الداخل والخارج لم تلقَ أيّ استجابةٍ جديّة من قِبَلِ السلطة لحدّ الآن، وعملية الالتفاف على مطالب الشعب، والنداءات المتكررة بالاعتراف بالحقوق والإصلاح هي السياسة المتّبعَةُ التي لا دليل على التخلّي عنها من الجانب الرسمي».
وبين قاسم «هناك حلان لمشكلة العلاقة المتوترة بين الشعب والحكومة، حلٌ يعتمدُ العدل ويقوم على إنصاف الشعب ويعيد حقوق المظلومين ويقتصّ من الظالم ويعترف للناس بحرمتهم وعزّتهم وكرامتهم وحقهم في إعطاء الرأي في شئونهم العامة واحترام وجهة نظرهم، وهو حلٌ يتطلب إصلاحاً واسعاً شاملاً جذرياً وبصورة عاجلةٍ قبل فواتٍ الأوان. أمّا الحلّ الثاني فيقوم على الإصرار على تكريس الظلم وإسكات الصوت، والأسلوبُ المُعتمَد لهذا الحلّ هو الأسلوب الأمنيّ، هذا الحلّ وأسلوبه قد تجاوزهما الزمن وأفشلهما ربيع التحرّك العربي المنطلق من رحم الصحوة الإسلامية، وهما مُدانان بكل المقاييس».
المحمود: نقف مع كل مفصول من عمله بغير حق
من جهته، عبر إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين، الشيخ عبداللطيف المحمود، عن وقوفه مع كل مفصول، فُصل من عمله بغير حق، وبشكل مخالف للقانون.
وأوضح المحمود، في خطبته أمس (الجمعة)، أنه «تبين من مجريات الأمور أن هناك من فصل من عمله بغير حق، وكان فصله مخالفاً للقانون، أو لم تتبع القواعد القانونية للفصل، ومثل هذا نقف جميعاً معه لأن فصله كان مخالفاً للقانون الواجب التطبيق، وفيه ظلم لا نرضاه لأي أحد ولو كان خصماً لنا».
وفي سياق خطبته، شكك المحمود في عمل اللجنة المعنية بتنفيذ توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.
وتحدث المحمود في خطبته، عن الابتلاء والامتحان، وقال إن: «الابتلاء والامتحان جزء أساسي من حياة الإنسان، ويبتلي الله الإنسان بالخير ويبتليه بالشر، مقدار الابتلاء يكون على قدر الإيمان». مشيراً إلى أنه «إننا أبناء البحرين قد اُبتلينا هذا العام بفتنة ليست صغيرة بل هي كبيرة، أطرافها متعددة في الداخل والخارج».
ورأى المحمود أن الانتصار على كل المتآمرين على البحرين يكون بـ «قوة الإيمان بالله تعالى، والصبر والتقوى، والتمسك بالحق في مقابلة الباطل، والعمل على الإصلاح في الأرض بدل الإفساد فيها، والتوكل على الله».
وأفاد بأن «العمل على الإصلاح جانب من جوانب القوة لأن فيه رضا الله تعالى ويبارك الله جهود المصلحين، وإننا نرى الصهاينة والصليبيين ومن والاهم ومن على شاكلتهم يعملون للوصول إلى أهدافهم بالإفساد في الأرض وزيادة التدمير واستخدام وسائل العنف والتفرقة والتهويل والكذب، وعلينا أن نقابلهم بالعمل على الإصلاح والتمسك بالحق وقول الصدق ليكون ذلك أرضى عند ربنا وأتقى، وخير لنا في دنيانا وأخرانا وأبقى».
عيد: تحقيق الإصلاحات السياسية صفحة جديدة في تاريخ البحرين
من جانبه، اعتبر إمام وخطيب جامع كرزكان، الشيخ عيسى عيد، أن تحقيق المطالب الشعبية، والإصلاحات السياسية، يمثل «صفحة جديدة في تاريخ البحرين، وأنه إذا ما أريد فتح هذه الصفحة، فلابد من تحقيق تلك الإصلاحات».
وقال عيد، في خطبته يوم أمس (الجمعة)، «سمعنا كلاماً كثيراً، من جهات عدة في الدولة والحكومة، بل ومن أعلى المستويات في الدولة، عن إصلاحات، تنفيذاً لتوصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وعن فتح صفحة جديدة، في تاريخ البحرين الحديث، في العلاقات بين الحكومة والشعب، وفي تعاطي الحكومة مع المطالب الشعبية، إلا أنه وللأسف الشديد لم يتحقق شيء بعد».
وتساءل عيد «أين المحاسبة والمحاكمة العلنية لمن قاموا بالقتل المتعمد لعدد كبير من أبناء الشعب، والتعذيب وانتهاك حقوق الإنسان بالنسبة للسجناء، كما أوصت لجنة تقصي الحقائق في تقريرها».
وأضاف في تساؤله «أين ما وعد به المسئولون في الدولة من إرجاع جميع مفصولي القطاع العام والخاص، حيث الملف مازال يراوح مكانه، وعمليات الفصل والتوقيف مستمرة»، معتبراً أن «المسيرات والاعتصامات المتكررة من قبل المفصولين والموقوفين خير دليل على ذلك».
وحذر عيد في خطبته من «محاولة إشعال نار الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، سواء من خلال الإعلام الرسمي، أو من خلال عدم محاسبة من يقوم بالاعتداء على الآخرين، وترويعهم في قراهم ومحالهم، ما يجعل البحرين في مهب الريح العاتية، ويجعل مستقبلها غامضا».
وفي سياق آخر، تطرق عيد في خطبته، إلى ذكرى ميلاد السيد المسيح (ع)، آملاً أن «يتخذ العالم كل العالم من هذه الذكرى محطة توقف لمراجعة كل الأوضاع السياسية، والاقتصادية، والعقيدية، والأخلاقية، والعلاقات الدولية، التي تخالف مبادئ المسيح (ع)».
وأردف قائلاً: «نعم، الأوضاع القائمة على الظلم والاستكبار على الآخرين، والاستهتار بقيم المستضعفين في العالم، وعلى نهب ثرواتهم وخيراتهم، وعلى الهيمنة على الشعوب الأخرى المستضعفة».
ودعا عيد إلى أن «تتخذ الحكومات من هذه الذكرى محطة محاسبة لسياساتها مع شعوبها، لترى ماذا قدمت لشعوبها خلال عام واحد، وما هي أسباب التخلف والدمار الذي حصل على جميع المستويات، وما العلاجات الناجعة لتفادي تلك الأسباب والمخاطر، ولتقيس مقدار الثقة القائمة بينها وبين شعوبها، التي هي أساس الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي»، مضيفاً «وأن تتخذ البشرية كأفراد من هذه الولادة المباركة نبراسا لتصحيح ما اعوج من أخلاقها، ومعاملاتها، وعقائدها، باعتباره أحد أولئك الأنبياء الذين بعثوا لإنقاذ هذه البشرية من العمى، والهلاك، وخصوصا المسلمين، باعتباره المبشر بالنبي محمد (ص)».
القطان: الوظائف أمانة واستغلالها لكسب المال الحرام خيانة وعمل قبيح
إلى ذلك، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، إن أية وظيفة وعمل «تعد أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة، ولا يجوز أن تجمع الأموال الحرام بسببها»، معتبراً أن «من أعظم الخيانة وأقبح الأعمال، أن يشرفك الله بحمل أمانة من أمانات المسلمين، وأن تتخذ من ذلك العمل مطية للاختلاس والتحايل وأخذ ما ليس لك به حق».
وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس (الجمعة)، أن «الفساد الإداري والمالي قد أضرب أطنابه في أكثر بلاد المسلمين، وأدى بهم إلى التشاحن والتقاتل وفساد الأخلاق».
وذكر أن كثيرا من الناس الذين يجمعون المال الحرام، أضحوا هم صراط الناس، لكثرة أموالهم، مبيناً ان «هذا الفساد أدى إلى تعطيل مصالح العباد في كثير من بلاد المسلمين، وأصبح من يملك الوظائف يحبسها على أهل عشيرته وأقربائه».
وتحدث القطان في خطبته عن الكسب الحلال والحرام، وآثارهما، مشيراً إلى أن «الكسب الطيب والمال الحلال ينير القلب ويشرح الصدر ويورث الطمأنينة والسكينة والخشية من الله، ويعين الجوارح على العبادة والطاعة».
وأضاف: «أما الكسب الخبيث فهو شؤم وبلاء على صاحبه، ويطفئ نور الإيمان ويمنع إجابة الدعاء، وهو مستخبث الأصول».
وقال إن: «من العجب العجاب أن يحتمي البعض من الحلال مخافة الغضب من الله، ولا يحتمون من الناس مخافة الناس».
وأكد القطان أن «للمكاسب المحرمة آثاراً سيئة على الفرد والمجتمع، وهي من أسباب محق البركة في الأرزاق وحصول الأزمات، والشحناء والبغضاء بين الأفراد والشعوب. ومما يؤسف له أن هناك من الناس من لا يخشون الكسب الحرام».
وحذر القطان من الغش والتدليس بقوله: «أيها المسئولون الموظفون العمال والصناع والسماسرة والمقاولون، حق علينا وعليكم تحري الحلال والبعد عن المشتبه فيه، وأوفوا بالعقود، اجتنبوا الغش والتدليس والمماطلة والتأخير»، مؤكداً أن «الحلال ينير القلوب وتصلح به الأحوال وتصح به الأجسام ويستجاب معه الدعاء». ودعاهم إلى اجتناب «ما حرم الله عليكم، اقنعوا بما أحل الله لكم من الطيبات»