المفتاح يدعو الأمم الإسلامية إلى التسامح ونبذ الطائفية
قاسم: من يسعى لإشعال الفتنة الطائفية يريد مخرجاً للتحكم في الأوضاع
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس الجمعة (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011)، بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز: «إن من يسعى لإشعال الفتنة الطائفية، فإنما يريد إشعال حريق شامل يجد منه مخرجاً للتحكم في الأوضاع، غير مبالٍ في نفوس الناس ومالهم من أرضٍ ومال».
وأضاف في خطبته أن هناك من لا يريد الخير للوطن، وقال: «هناك من يريد لكم يا أبناء الشعب سنة وشيعة أن تدخلوا في حربٍ مفتوحة لا تستثني مالاً ولا عرضاً ولا دما، ولا تحترم أخوة ولا تاريخاً ولا ديناً ولا خلقا».
وتابع قائلاً: «من له شيءٌ من عقل، شيءٌ من دين، شيءٌ من ضمير، شيءٌ من إنسانية، شيءٌ من غيرة، شيءٌ من حياة لا يُحرق وطنه، أهل وطنه، ثروة وطنه، أخوة مواطنيه، دينه، أخلاقه، إنسانيته، أمنه، حاضره، مستقبله... وكل ذلك تحرقه الفتنة الطائفية التي يضيع فيها العقل، ويغيب الدين والضمير، وتعطل الكوابح، وتقفز على الحواجز وتتجاوز الحواجز».
ووصف الفتنة الطائفية بـ «أنها جريمة السياسة القذرة في حق الوطن والمواطنين، بأن يعمد أحدٌ إلى إحداث فتنة طائفية، إنها عملية استهتار، وسحق للدين والقيم والإنسانية وكل حرمة من الحرمات».
وقال «إن هناك من يريد احتراق الوطن، من يريد لكم يا أبناء الشعب سنة وشيعة أن تقتتلوا، أن تسفكوا دماءكم، أن تدخلوا في حربٍ مفتوحةٍ لا حدود لها، ولا تستثني مالاً ولا عرضاً ولا دما، ولا ترعى حرمةً من الحرمات، ولا تحترم أخوة ولا تاريخاً ولا ديناً ولا خلقا. أما أنتم، فلا تُحرقوا البحرين، ولا تقتتلوا، ولا تدخلوا حرباً جاهليةً لا يرضاها الله ورسوله ولا المؤمنون، ولا تلقوا بأنفسكم إلى تهلكة دنيا وآخرة... كونوا عقلاء أذكياء كآبائكم وأجدادكم الذين افشلوا مثل هذه المحاولات من قبل، واثبتوا وعياً سياسياً متقدما، وأخوة دينيةً ووطنيةً قوية، واجتمعت كلمتهم على مطالب سياسيةٍ موحدة».
وفي الشأن العربي قال قاسم: «إن الليبيين لم يُحصدوا على يد القذافي السني لأنهم شيعة، ولم يُحصد المصريون على يد حسني مبارك السني لأنهم شيعة، ولم يُحصد أهل صنعاء وعدن على يد صالح السني لأنهم شيعة، حُصد كل أولئك وهم سنة من الحاكم السني بذنبٍ واحدٍ مشترك هو المطالبة بالحقوق والإصلاح والحرية والكرامة، ولم تشفع لهم أخوةٌ دينيةٌ ولا مذهبيةٌ ولا وطنيةٌ يشترك الحاكم معهم فيها. إن السياسة الدنيوية لا تعرف وزناً لدين ولا مذهب ولا قيم ولا اعراف، كل القيمة عندها للكرسي والسلطة والدنيا».
وأكد أن السياسة الدنيوية لا تفتقر الحيلة والمكر الذي يوقع أبناء الشعب الواحد في الاقتتال حفاظاً على السلطة بل على كل ما تغتصبه من الشعوب وتصادره من ثروة وحرية وكرامة الأوطان ظلما، والمداخل لهذا المكر متوافرة دائماً والفرص ميسورة.
وذكر أن هناك التعدد الديني، التعدد المذهبي، التعدد القومي، التعدد اللوني، التعدد القبلي، التعدد المناطقي، التعدد الطبقي، التعدد اللغوي،،، كل هذه التعدادات وكثير منها يتواجد في الوطن الواحد والشعب الواحد، أي شعب يخلو من هذه التعددات ومن غيرها حتى لا تجد السياسة الظالمة مدخلاً تلجه للفرقة وتفتيت الشعب الذي تحكمه واحتراب أبنائه؟
وحول الأساليب التي استخدمت في البلدان العربية للفتنة، بين قاسم أنه في مصر استخدمت ورقة التعدد الديني، وفي ليبيا استخدمت ورقة التعدد القبلي والمناطقي وكذلك في اليمن، أما ورقة الاتهام والورقة الرابحة في البحرين، فقال إنها ورقة الطائفية.
وأما ورقة الاتهام بالتآمر والعمالة للأجنبي والخيانة، فهي ورقة مشتركة استخدمها المصري والليبي واليماني، وهي مستعملة في سورية وفي كل مكان.
واعتبر أن السياسة التي لا تقدس إلا الدنيا، لا تستثني أي أسلوبٍ دنيء إجرامي في سبيل الحفاظ على مصالحها، ومن أبشع هذه الأساليب دناءةً وإجراما تمزيق الشعب الواحد، وزرع روح الكراهة بين أبنائه، وإثارة الأحقاد والريبة والبغضاء بين صفوفه، والانتهاء به إلى حربٍ داخليةٍ طاحنة لا تلتفت إلى دينٍ ولا قيم ولا مصلحة وطن.
ولفت إلى أن أي شعبٍ يكون ممتحناً امتحاناً قاسياً في دينه وعقله وبصيرته وخبرته أمام مثل هذه المحاولات، قائلا «أنتم اليوم ممتحنون أمام فتنةٍ يراد لكم أن تلجوا بابها الخطير، وتدخلوا نفقها المظلم الذي لا ينتهي إلا بنهايةٍ مآساوية... وعلى هذا الشعب الكريم بسنته وشيعته أن يبرهن على تفوقٍ في الذكاء والدين والنباهة والبصيرة وهو يتعرض لهذا الاختبار، وأن يسجل الفشل على كل محاولة تستهدف تفتيته، وإثارة الفتنة تلو الفتنة بين صفوفه، وتأجيج الروح الطائفية».
وشدد قاسم أن العلاج يكمن في الاستجابة لإرادة الشعب وتحقيق مطالبه العادلة، والتراجع عن ذلك هو ضارٌ بالوطن، لا حلول سطحيةً وبعدها تفتت اللحمة الوطنية، ويُحرم الناس من لقمة العيش.
من جهته، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ فريد المفتاح في خطبته أمس (الجمعة) الأمم الإسلامية إلى استغلال موسم الحج للتسامح ونبذ الطائفية، وأكد المفتاح أن الطائفية والفتن بدأت تتسرب إلى الأمم الإسلامية، مشيراً إلى أن حتى الأوطان الآمنة لم تسلم من الاستهداف والفتن.
واستنكر المفتاح انتشار الكذب والتشدد، مبيناً أن كل ذلك انتشر باسم الدين، متسائلاً: «بأي المقتضيات يتم التنازع ونشر الطائفية».
ودعا المفتاح إلى التآلف والرحمة والتسامح ووقف الهتافات الطائفية. منوهاً إلى أن لا يوجد مجال للتفاخر في موسم الحج، إذ إن الجميع متساوون.
ودعا المفتاح إلى عدم استغلال هذا الموسم بنشر الطائفية ونشر الأفكار التي تحمل الحقد. لافتاً إلى أن الأمم الإسلامية بحاجة ماسة وخصوصاً في ظل انتشار الطائفية إلى أخذ العبر من الحج مع التخلص من ثقافة الأنانية والارتقاء بالنفس إلى مستوى أعلى