إحياء عاشوراء ثابت وأساليبه قابلة للتطوير والتغيير وفق الضوابط
قاسم: الحسين ليس لزمن أو لطائفة بل هو للإنسانية
السنابس - مالك عبدالله
قال الشيخ عيسى أحمد قاسم في كلمته الافتتاحية لمؤتمر عاشوراء السادس إن الإمام الحسين (ع) ليس لفئة من الأمة دون أخرى وليس لمقطع خاص من الزمان إنما هو للزمان على امتداده، هو للإنسانية كلها.
وأوضح قاسم في افتتاح المؤتمر السادس الذي أقيم مساء أمس الإثنين (3 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) في مأتم السنابس بعنوان: «مؤتمر عاشوراء والحراك العاشورائي» أن «الإسلام دين السلام، ليس السلام السطحي الخارجي، بل سلامة العقول والأرواح، سلامة كل الأوضاع المرتبطة بالإسلام».
ولفت إلى أن «غير الإسلام لا يملك مبادىء صناعة السلام على كل هذه المستويات، ولأن هذا السلام مرتبط كل الارتباط بما عليه واقع السياسة في الأرض فإنه (الإسلام) يصر على أن يكون حكم السياسة من جهته»، حيث إن «الإسلام سياسة وسلام».
وأشار قاسم إلى أن «جهودنا يجب أن تتمحور حول قضية واحدة هي التوحيد لا غير، والتوحيد وحده هو الطريق الذي لا طريق آخر بديلاً عنه ولا معه لبناء الانسان ووقايته من شر نفسه وشر الخارج، من أجل خيره وربح حاضره ومستقبله، وصناعة نفسه ومجتمعه الصناعة التي تنأى به عن جميع الأخطار وتحقق له الغاية الكبرى التي كان من أجلها بتقدير الله».
ونوه إلى أن «الإمام الحسين وكربلاء وعاشوراء وكل التضحيات وكل البطولات كل التفكير كل التطوير كل المؤسسات إنما هي من أجل الاسلام من أجل قضية التوحيد».
ولفت إلى أن «الإمام الحسين (ع) ليس لفئة من الأمة من دون آخرى وليس لمقطع خاص من الزمان انما هو للزمان على امتداده،هو للإنسانية كلها»، وشدد على أن «ما يرتبط بالحسين وحياته وباسمه يجب ألا يكون متقوقعاً في إطار ضيق يحد من شخصية الإمام وتأثيره ويتراجع به عن المدى المفتوح لتأثيره».
وأضاف قاسم «عاشوراء الإمام الحسين للأمة كلها لصناعتها لإنقاذها للارتفاع بمستواها لتصحيح أوضاعها لوحدتها والتئام صفوفها»، منوهاً إلى أن أية ممارسة لا تصب في مصلحة الأمة وبنائها ووحدتها هي أبعد ما يكون عن عاشوراء المرتبطة بالإمام الحسين...» لا نفهم عاشوراء غير هذا الفهم ولا نتجه بها إلى غير هذا الاتجاه، ولا نرضى لعاشوراء غير هذا المسار».
وتابع «نحن نهتم بعاشوراء ونرى يوم العاشر من المحرم يوم استشهاد الإمام الحسين يومٌ لا يستغني عنه امتداد التاريخ الإسلامي في استرفاد دروس الثورة منه.
واستكمل «نسأل ماذا نريد أن نطور في عاشوراء؟، الإحياء ثابت ولكن التطوير في الأساليب التبليغية والمؤسسات والخطباء وكل ما يتصل بأساليب الإحياء هو قابل للتغيير وللتطوير».
ونبه قاسم إلى «ضوابط التطوير؛ ومنها أن لا خروج عن الضوابط الشرعية تحت أي شعار من الشعارات، وفي ظل أية حجة من الحجج التي تدعو إلى الحاجة إلى التطوير».
وشدد قاسم على حراسة الثورة الحسينية من كل الشوائب، مبيناً أن «الحفاظ على نقاء الثورة الحسينية من كل الشوائب يحتاج إلى حراسة واعية دائمة تحافظ على نقاء الثورة النقاء الذي يتناسب مع عقل المعصوم ورساليته المثال»، مؤكدا أنه «لا غلبة للشكل على المضمون ونحن نطلب تطوير الشكل ونوع الأداء لا يصح لنا إلا أن نعطي الأهمية الكبرى والوزن الأكبر لقضية المضمون».
واعتبر أن «المضمون هو الأول في الأهمية (...)»، مشيراً إلى أن «التطوير ضروري ومهم ولكن عندما يكون ارتجاليا ومن غير دراسة فقد يشق وقد يصاب بشيء من الانحراف كثير أو قليل»، ونوه إلى أنه «لا شيء من أساليب الإحياء مطلقاً بما فيه المنصوص عليه غير قابل للتطوير؛ فالتطوير يأتي على كل الأساليب المنصوصة وغير المنصوصة بما يحافظ على الهدف ويخضع كل الخضوع للحكم الشرعي، ولأن عملية التطوير يجب أن تخضع للرأي الديني فلابد من جهة دينية كفؤة مشرفة».
وقال قاسم: «في هذا المؤتمر تطرح فكرة مركز للدراسات الحسينية وهي فكرة جيدة، والتفاصيل لابد من خضوعها للدراسة الكافية من أجل مراعاة ما سبق ومن أجل إعطائها فرصة النجاح من الناحية الموضوعية العملية»، مستعرضاً أهمية تطوير المنبر الحسيني والخطيب الحسيني وخصوصاً من الناحية العلمية والثقافية بالإضافة إلى الأداء