قاسم: تحقيق مطالب الإصلاح السياسي حل لا بديل عنه لأوضاع البحرين
اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، أن تحقيق مطالب الإصلاح السياسي في البحرين، هو الحل الوحيد للأوضاع، وأصبح ضرورة حاكمة بها.
ورأى قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (22 يوليو/ تموز 2011)، أن: «هناك مطالب إصلاحية واضحة، أعلنتها المعارضة، هي من أقل المطالب الإصلاحية في حركة الشعوب العربية هذه الأيام، ودون مستوى الزمان، والشعب يكبرها ولا تكبره، وقد طال صبره عنها، وصارت الضرورة حاكمة بها، فالحل فيها لا في غيرها».
وبدأ قاسم خطبته السياسية، متحدثاً عن الحوار، وتساءل: «الحوار الذي أقامته الحكومة لماذا؟، إن كان للإصلاح فهو على خلاف ذلك، حيث الاتجاه فيه إلى إبقاء ما كان على ما كان، إذا لم يكن التقهقر به إلى سالف الزمان، ولم يأتِ تصميمه إلا ليرسخ هذا الاتجاه ويؤكده ويجعل كلمته هي العليا ورأيه هو القاطع».
وأوضح قاسم أن: «أهم مسألة تتسبب في صداع دائم لهذا الوطن، وينبعث منها الفساد والتصدعات هي المسألة السياسية، وقد اختير المحاورون ليقولوا بأن كل شيء في المسألة السياسية على ما يرام، ولا يكون أحسن مما كان»، متسائلاً: «إذا كان الوضع السياسي بهذا القدر من التقدم والسبق والامتياز، فما موقع الإصلاح؟!».
وبيّن قاسم: «لا يتمشى أن يكون هدف الحوار الإصلاح، مع فرض أن الوضع السياسي القائم هو أفضل وضع، أو أكثر الأوضاع تقدما في هذا العالم».
ونوّه بأنه: «في ظل سيادة هذا الفهم والتخطيط من أجل أن يكون هو الحاكم لجو الحوار، يكون الهدف الصحيح للحوار هو التأكيد على ما كان وإبقاؤه وتثبيته وترسيخه، لأن أي تغيير - بعد فرض أن وضعنا السياسي هو الأفضل أو الأنسب أو الأولى ـ سيكون من التراجع والخسارة والإفساد لا الإصلاح.
وأضاف: «أقول للمتحاورين لا تتحاوروا، لأنه وبعد فرضكم أن الوضع السياسي القائم هو الأفضل أو الأولى، يكون حواركم سببا للتخلي عن هذا الوضع السياسي الأفضل وفي ذلك فساد لا صلاح».
وأردف قاسم قائلاً: «إن كان الحوار لإقناع الخارج، فالخارج الذي يمكن طلب إقناعه إما داعما أو محايدا، والداعم للحكومة أساسا ومسبقا لا يحتاج إلى إقناع، والمحايد لا يمكن أن يغرر بمثل هذا الحوار أو يخدع به».
وقال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، «إن كان الحوار لإقناع الموالاة في الداخل، فالموالاة لا تحتاج إلى إقناع كذلك، ومنها من يرى أن تشدد الحكومة في موقفها من الشعب تساهلا، وهو يطالب بالمزيد من عنف الدولة. وإن كان لإقناع المعارضة، فكيف يرجى له إقناعها وهو يواجه كل مطالبها المهمة بالرفض والإدانة وقد خطط من أجل إفشالها؟»