العدد 3220 بتاريخ 01-07-2011م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


الغريفي: نرحب باللجنة المستقلة للتقصي والحكم عليها مرهون بنتائجها

أبدى عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، ترحيبه بإنشاء اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق في الأحداث التي شهدتها البحرين خلال الأشهر الماضية، واصفاً ذلك بالخطوة الإيجابية المرحب بها.

وقال الغريفي، في حديثه الأسبوعي مساء أمس الأول الخميس (30 يونيو/ حزيران 2011)، «أن تتشكَّل لجنةٌ لتقصِّي الحقائق في أحداث البحرين الأخيرة خطوة إيجابية مُرحَبٌّ بها، إلا أنَّ الحكم على عملها إيجابًا أو سلبًا فأمرٌ مرهونٌ بما تتوافر عليه هذه اللجنة من نتائج».

وأوضح الغريفي: «إن عبَّرت هذه النتائج عن موقفٍ مُنصفٍ ونزيهٍ، وفاعلٍ وصارمٍ، في كشف الحقائق بلا مُواربةٍ أو مداهنةٍ، أو انحيازٍ أو مخادعةٍ أو تضليلٍ، وكذلك في ملاحقةِ ومحاسبةِ ومحاكمةِ كلّ المتسبِّبين في إلحاق الأذى والضَّررِ، بأيٍّ من أبناء هذا الشعب، أو بأيِّ وضعٍ من أوضاع هذا الوطن، إذا كان الأمر كذلك، فلا إشكال أنَّ عمل هذه اللجنة سوف يكون عملاً تاريخيًا، ومثمَّنًا كلّ التثمين في الداخل والخارج».

ونوّه أنه: «أمّا إذا كانت النتائج لا تعبِّر عن إنصافٍ ونزاهةٍ وواقعيَّةٍ، ومحاسبةٍ، ومحاكمةٍ، فالموقف منها - بالطبع - سوف يكون سلبيًا ومرفوضًا، ومُدانًا محليًّا ودوليًّا، وسوف يؤول الأمر إلى مزيدٍ من الإحباط والقلق والتأزُّم والاحتقان».

وفي جانب آخر من حديثه، تفاءل الغريفي في أن يكون لمناسبتي الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف، «أعظم الأثر والعطاء على البحرين، حيث يعيش هذا الوطن أعقد الأزمات في وضع راهن أنتج الكثير من العناء والتعب والقلق والتوتّر».

وتمنى الغريفي أن: «تكون هاتان المناسبتان منطلقًا لترميم وإصلاح كلّ التصدّعات التي أحدثتها الأوضاع الراهنة في داخل القلوب».

وتساءل الغريفي: «كم نحن في حاجةٍ إلى أن نصنع واقعًا جديدًا لا تسكنه صرخات الثَّأر والانتقام، ودعوات المواجهة والصِّدام؟ فما أجملَ أن يكون خطابنا الديني والوطني خطابًا مُوحِّدًا، مُوشِّجًا، مُآلِفًا، مقارِبًا، مُلاحِمًا لا خطابًا مفرِّقًا، مباعِدًا، مشتِّتًا، مخاصِمًا».

وأوضح أن «هذا ما يريده يوم الإسراء والمعراج، وهذا ما يريده يوم المبعث النبوي، إذا كنَّا صادقين في التعاطي مع هاتين المناسبتين الكبيرتين في تاريخ هذه الأمَّة التي أكَّد الربُّ تعالى أن تكون أمَّة واحدة، وأن لا تكون أمَّةً متفرِّقة».

وتطلع الغريفي إلى أن تكون «هاتان المناسبتان الكبيرتان، منطلقًا لزرع الأمن والأمان في هذا الوطن، إنَّنا نطمح إلى وطنٍ لا عنف فيه، ولا قمع، ولا بطش، ولا ملاحقات، ولا تسريحات، ولا اعتقالات، ولا سجون، ولا زنزانات، ولا إعدامات».

وتابع: «إذا كانت مناسبة الإسراءِ والمعراجِ قد ملأت قلوب المسلمين أمنًا وأمانًا، وتصديقًا، واطمئنانًا، وإذا كانت مناسبة البعثة النبوية قد فرشت دنيا الإنسان بالخير، والرَّحمة، والعطاء، فما أحوج المسلمين في كلِّ عصرٍ وزمانٍ أن يستلهموا من هاتين المناسبتين ما ينتج لأوطانهم كلَّ الخير، وكلَّ الرَّحمة، وكلَّ الأمن، وكلَّ الأمان، وكلَّ الاطمئنان، وكلَّ العطاء».

وأكد الغريفي في حديثه على «ونحن في هذا الوطن الصغير في أرضه وسكَّانه، والكبير في تاريخه، وقِيَمه، وإيمانه، نؤكِّد أنَّنا في حاجةٍ إلى استلهام المناسبتَين العظيمتَين بكلِّ ما تحملان من معاني الحبِّ، والأمن، والخير». وأوضح أنه: «لابد من الاعتراف بوجودِ مُشكلٍ سياسي في حاجةٍ إلى أن يُبحث عن مخرجٍ له، وإلا فسوف تتيه الحوارات والتفاهمات، وسوف ترتبك الخيارات، كما لابد من وجود النيَّةُ الصادقة في معالجةِ المُشكِلِ السِّياسي».

ورأى الغريفي أنه من الضروري: «اعتماد آليّاتٍ صحيحةٍ للتفاهم والحوار، مع توفير كلِّ المناخات، وأسباب النجاح، فمن الخطر كلّ الخطر أن يبدأ الحوار فاقدًا لمكوِّنات النَّجاح»، مشيراً إلى أنه: «يجب اعتماد الحلول الواقعيَّة القادرة على إنقاذ الوضع وإلا بقي المُشكلُ بكلِّ منتجاته المأزِّمة».

وختم الغريفي حديثه بقوله: «لن يُنقِذ هذا الوطن إلا مشروعُ إصلاحٍ سياسي تتعاون في إنتاجِهِ، وفي إنجاحِهِ كلُّ القِوى المخلصة كلَّ الإخلاصِ لهذا الوطن ولهذا الشعب»



أضف تعليق