العدد 3178 بتاريخ 20-05-2011م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: الإصلاح الجدي خطابنا السياسي الثابت منذ سنوات

أكد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، أن الأوطان لا غنى لها عن الإصلاح، وأن سياسة العنف تدفع بكل وطن نحو التصعيد الذي يحرق الوطن بأكمله. وقال قاسم في خطبته يوم أمس الجمعة: «منذ سنوات وخطابنا السياسي ثابت في أسسه، واضح في معالمه غير متردد، وجاءت أحداث العالم العربي وشعوبه من خلال معاناتها المرَّة، وكان ما كان من ثورات وانتفاضات وتحركات وسقوط بعض الأنظمة وارتفاع حرارة الأحداث، والخطاب هنا لم يتغير وبقي الخطاب في أسسه ومعالمه واحداً، قبل الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011 وبعده، وأيام الدوار وبعدها»، لافتاً إلى أن «المناداة كانت ثابتة بإصلاح جدي قادر على إيجاد مناخ من الرضا والتوافق المنقذ للوطن والأخذ بالأسلوب السلمي في المطالبة لا غير».


مناداتنا بالنهج السلمي ثابتة لم تتغير... قاسم:

لا غنى لأي وطن عن الإصلاح... والعنف يدفعه إلى تصاعد يحرقه

أكد إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، أن الأوطان لا غنى لها عن الإصلاح، وأن سياسية العنف تدفع بكل وطن نحو التصعيد الذي يحرق الوطن بأكمله.

وقال قاسم في خطبته يوم أمس الجمعة (20 مايو/ أيار 2011): «منذ سنوات وخطابنا السياسي ثابت في أسسه، واضح في معالمه غير متردد، وجاءت أحداث العالم العربي وشعوبه من خلال معاناتها المرة، وكان ما كان من ثورات وانتفاضات وتحركات وسقوط بعض الأنظمة وارتفاع حرارة الأحداث، والخطاب هنا لم يتغير وبقي الخطاب في أسسه ومعالمه واحداً»، لافتاً إلى أن «كانت المناداة ثابتة بإصلاح جدي قادر على إيجاد مناخ من الرضا والتوافق المنقذ للوطن والأخذ بالأسلوب السلمي في المطالبة لا غير».

وشدد بقوله: «عن طريق الإصلاح فإنه قد اختار هذا الخطاب طريقاً للإصلاح، هو الطريق الذي تنادي به كل الدنيا اليوم، وهو طريق الديمقراطية التي لا تهمل رأي الشعب، ولا تهمشه ولا تلتف عليه، ولا تدير ظهرها له، ولا تسكته بالقوة وتشتيت الرأي، وإيجاد الفتن في صفوف المجتمع وطوائفه وشرائحه».

ونوّه بأن «صدر السياسة أضيق من أن يحتمل أهدأ الأساليب السلمية، ولم يعد أي أسلوب سلمي قابل للاعتراف وخارج دائرة العقوبات».

وأوضح قاسم، أنه «محال أن يستغني وطن عن الإصلاح، ويتعذر أن يسلم مجتمع من الفتن الحارقة أو ينأ عن حرائق الداخل ونزاعات الخارج، أو أن تكون له قدم رقي وتقدم وأن يهنأ بالأمن والاستقرار وهو يرفض حركة الإصلاح، ويستبدل حماته عنها بالعنف والبطش والإرهاب والتنكيل».

وفي حين شدد قاسم على نهج السلمية والتأكيد عليها، تساءل: «نطرح هذا السؤال على العقلية العالمية والضمير العالمي، وعلى عقل كل عاقل، وضمير كل ذي ضمير، ودين كل ذي دين، وإنسانية كل ذي إنسانية، هل السلمية ليست مطلوبة إلا من الشعوب فحسب، أما الحكومات فلها أن تفعل ما تشاء، وتضرب ما تشاء، وتفتك وتبطش كيف تشاء، وترعب وترهب كيفما ترى؟».

وقال: «إن ساحتنا العربية كلها تجارب حية، تفيد بأن سياسة العنف لا تولد إلا عنفاً، وتزايد البطش لا يدفع بأوضاع الأوطان الملتهبة إلا إلى تصاعد حتى يكاد الوطن يحترق كله، هذا مع ما تفتحه الصراعات العنيفة المنفلتة من أبواب على مصراعيها، لتدخل أجنبي أكثر وهو أكبر ما يضر بالأوطان، وما تخلقه من الأرضية المناسبة لتمكين التدخل الأجنبي لما تلح الحاجة إلى الاحتماء به من طرف أو أكثر، وفي هذا أخطر الخطورة التي ينبغي أن يدرأ كل مواطن وطنه عنها».

وأضاف «لو استطاع العنف والقتل بالمئات والألوف، مع التعديات المروعة الأخرى التي يمارسها النظام الرسمي ـ ألف أو باء في ساحتنا العالمية ـ أن يسكت شعبه إلى وقت، فإنه لابد أن يتوقع الانفجار بدرجة أقوى في كل لحظة من لحظات المستقبل، وعليه في ظل هذا الترقب الدائم أن يضع كل ثروة الشعب وكل الوقت وكل الجهد وإمكانات الوطن في حراسة أمنه الخاص، والإضرار بالشعب وإضعافه وتفريقه وأخافته، بدل أن يعيش معه في أمن مشترك وثقة متبادلة وتعاون مثمر يصب في صالح الوطن كله وبنائه وعزه وهيبته».

وأردف أن «البطش الذي يستخدمه عدد من الأنظمة، أسلوب لأن سكتت عليه الحكومات القوية، رعاية لمصالحها المادية التي لا تساوي كل القيم المعنوية والدينية والأخلاق الإنسانية بإزائها شيء، فإن الشعوب المحايدة في كل العالم ـ وإن كانت بعيدة ـ ترى فيه ما ينقص قيمتها ويهدد مصيرها، ولذلك لابد أن تدينه بقوة من منطلق هذه الرؤية، ومن منطلق ضميرها الإنساني»



أضف تعليق