نفى علاقة تجمع الوحدة الوطنية بـ «تقرير البندر»
المحمود لـ «الوسط»: مستعد لزيارة دوار اللؤلؤة مع الشيخ عيسى قاسم
عراد - حيدر محمد
أكد رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود أنه مستعد لزيارة المعتصمين في دوار اللؤلؤة لنصح الشباب ولكن بصحبة الشيخ عيسى قاسم، كما أكد أنه يدعم تفعيل الملكية الدستورية ولكن بالتوافق بين مختلف الأطراف.
وقال المحمود في حوار أجرته معه «الوسط» أمس الأحد (6 مارس/ آذار 2011): «إن التجمع الوطني تَشكَّل لأنه قد وجدنا أن هناك دعاة في هذا الوقت يريدون تأزيم الموقف والوصول إلى أهدافٍ خاصة وهذا الذي دعانا إلى الاجتماع».
ونفى المحمود أنه اتخذ مواقف مغايرة لموقفه في التسعينيات حين ساند الحركة المطلبية قائلاً: «أنا مازلت عند الخط نفسه. عندما وقفت في التسعينيات مع القضايا المطلبية العادلة والمطالبة بعودة المجلس الوطني كان هذا مطلباً شعبياً للخروج من الأزمة ولإحقاق الحق واليوم موقفي لإحقاق الحق».
وردّاً على إشارة تقرير البندر إلى هذا التجمع، قال المحمود: «أنا لا أعرف عن البندر(...) هذا التقرير وضعه إنسان في وضع خاص حينما طرد من البحرين.لا نعتبره قرآناً منزلاً، ووراؤه أغراض خاصة».
رئيس تجمع الوحدة الوطنية في حوار صريح لـ «الوسط» عن تطورات الأوضاع السياسية
المحمود: ندعم الملكية الدستورية ولا علاقة لنا بالبندر... ومستعد لزيارة الدوار مع الشيخ عيسى قاسم
عراد - حيدر محمد
أكد رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود أنه يدعم تفعيل الملكية الدستورية ولكن بالتوافق بين مختلف الأطراف. وقال المحمود: «إن التجمع الوطني حدث لأننا وجدنا أن هناك دعاة في هذا الوقت ممن يريدون تأزيم الموقف ويريدون إثارة الفوضى في المجتمع والوصول إلى أهدافٍ خاصة وبالتالي شعر الجميع ان هناك خطراً يهدد مستقبلهم ومستقبل البحرين عامة وهذا الذي دعانا إلى الاجتماع».
ونفى المحمود - في حوار صريح مع «الوسط» - أنه اتخذ مواقف مغايرة لموقفه في التسعينيات حين ساند الحركة المطلبية، قائلاً: «انا مازلت عند نفس الخط. عندما وقفت في التسعينيات مع القضايا المطلبية العادلة والمطالبة بعودة المجلس الوطني كان هذا مطلبا شعبياً للخروج من الازمة آنذاك ولإحقاق الحق، واليوم بوقوفي أنا مع هذه الجماهير إنما عبرت عنها لإحقاق الحق وليس بغية الوصول الى السلطة او الخروج من دائرة الوطن».
وأضاف «هناك مطالب كثيرة نتفق عليها ونشعر بالأسى لوجودها، ونعرف أن لها أسباباً أخرى تتعلق بالنظام. ولكن طبيعة الشعب البحريني يحاول دائما أن يحل مشاكله بطريقة سلمية(...) دم المسلم اغلى من الكعبة المشرفة. نحن جميعا مسلمون. دم الشيعي حرام كدم السني لا تمييز بينهم».
ورداً على اشارة «تقرير البندر» إلى هذا التجمع بوصفه كياناً في مقابل كيان آخر قال المحمود: «انا لا اعرف عن البندر، او هذه التصرفات. وضعه انسان في وضع خاص حينما طرد من البحرين. هذا ليس محققا فيه. هي دعوة من شخص معين. لا نعتبره قرآنا منزلا، ووراؤه اغراض خاصة(...) لا اعرف عن التقرير، ولا اعرف صاحب التقرير. انا دعوت الى تأليف القلوب بين اهل السنة. ووصل الحال الى التكفير والتفسيق من بعض الاطراف السنية لبعضها. ولكن جاء الوقت لننضم جميعا تحت لواء واحد». وهنا نص الحوار:
فضيلة الشيخ عبداللطيف المحمود، لماذا تجمع الوحدة الوطنية ولماذا الآن فقط؟ ما هي أهدافه وما هي تطلعاته؟
- في الحقيقة إن التجمع الوطني حدث لأننا وجدنا أن هناك دعاة في هذا الوقت ممن يريدون تأزيم الموقف ويريدون إثارة الفوضى في المجتمع والوصول إلى أهدافٍ خاصة تؤدي إلى إسقاط النظام كما بدا من بعض أحاديثهم. وكانت هناك أطروحات منذ فترة طويلة خلال السنوات الماضية ولكنها لم تصل إلى حد رفع شعار إسقاط النظام وتغيير الوضع بالإضافة إلى أن بعض هذه الأطراف لها علاقات مع جهات أخرى. وبالتالي شعر الجميع أن هناك خطراً يهدد مستقبلهم ومستقبل البحرين عامة وهذا الذي دعانا إلى الاجتماع.
الأمر الثاني إن المطالبات كانت شكاوى يرتفع صوتها أحياناً ويخفت أحيانا أخرى، ولكن الذي حدث بعد ذلك أن هذه المطالبات وصلت إلى التازيم وإلى مرحلة من المراحل تقف ضد رغبات طيف كبير من أطياف المجتمع. هذا الذي جعل الناس تشعر بالمسئولية عن هذا التجمع وتقول: صحيح لديكم مطالبات ولديكم نظام يقف أمامكم وتتحدثون معه، ولكن لا يعني ذلك أن مطالبكم وحيدة، ولايعني ليس هناك مطالبات أخرى. نحن أيضاً طيف موجود، لم يكن لدينا تكتل ولذلك تحركت الكتلة الصامتة تقول: إذا كان هناك من حوار فنحن يجب أن نكون طرفاً فيه. وإذا كان هناك حوار لا بد أن يؤخذ رأينا في هذه الأزمة.
هناك مطالب كثيرة نتفق عليها ونشعر بالأسى لوجودها، ونعرف أن لها أسباب أخرى تتعلق بالنظام. ولكن طبيعة الشعب البحريني يحاول دائماً أن يحل مشاكله بطريقة سلمية. ولكن من خلال الدعوات والمطالبات والاعتصام في 14 لم تكن فقط مطالبات لتصحيح وضع وإنما وراءها نية واضحة للاستفراد بالسلطة. وجدنا دعوات لتهديد السلم الأهلي، وكانت هناك شعارات وأمور أزّمت الوضع كثيراً. وهناك أطراف لها علاقات مع الخارج وهي واضحة ومعروفة.
وتعرفون أن الخليج عليه صراع مصالح بين القوى الإقليمية والعالمية، وهناك نوع من التفاهمات الدولية مع بعض القوى الإقليمية للعمل في هذه المنطقة. وحقيقة هذا يؤسفنا جداً لأن تجربة العراق ماثلة أمامنا ودماء الطرفين من الشيعة والسنة التي سالت كانت تقض مضاجعنا وتؤلمنا كثيراً، فنحن عشنا مئات السنين متحابين، لا نرتضي إسالة أي دم من سني أو شيعي، لذلك كان لابد أن نقول للعالم ولأهل البحرين: نحن أيضا طرف لا يجوز تجاوزه. وقلنا ذلك للنظام أيضاً، ذلك إذا كان النظام لا يتحرك إلا مع طرف واحد، قلنا له لابد أن تعتبرونا وتنظرون في مطالبنا.
في مسألة العلاقات الخارجية البحرين تحتضن الأسطول الأميركي الخامس في الخليج، كما تعتبر بلداً حيوياً في الخليج، هل لديكم قرائن ملموسة على تدخل أجنبي وعلاقات مع الداخل؟ هل لديكم قرائن ملموسة على الدعم الخارجي؟
- نحن لا نتحدث عن الدعم المادي، ولكن الذي يقلقنا هو هذه الحركة التي ظهر منها انها تريد إسقاط النظام والاستفراد بالحكم، وخصوصاً من توجهات واضحة تريد أن تلغي الآخر وعدم الاعتراف بالآخر. وهنا عندما تصبح القضايا السياسية مرتبطة بقضايا دينية تصبح القضية خطيرة جداً. فمع الأسف الشديد استخدمت الإثارة المذهبية وسيلة من الوسائل للوصول إلى الأغراض، وهذا الذي جعلنا في خوفٍ من هذه التحركات.
ثمة من يقول: شتان بين صورة الشيخ عبداللطيف المحمود في صدارة الحركة المطلبية في التسعينات وأول الموقعين مع رموز مثل الشيخ عبد الأمير الجمري وبين صورته الآن؟
- أنا مازلت عند نفس الخط. عندما وقفت في التسعينات مع القضايا المطلبية العادلة والمطالبة بعودة المجلس الوطني كان هذا مطلباً شعبياً للخروج من الأزمة آنذاك ولإحقاق الحق. واليوم وقوفي أنا مع هذه الجماهير إنما عبرت عنها لإحقاق الحق وليس بغية الوصول إلى السلطة أو الخروج من دائرة الوطن، أنا بنفس التوجه ولكن اختلف الموقف فقط.
عندما كان الشعب كله تحت ضغط من قبل الدولة وقفت مع اخواني من الشيعة والقوميين لمنع الضغط، الموقف لم يتغير؛ إحقاق الحق والعمل من أجل مصلحة البحرين. ولكن يمكن أقول إنه اختلفت الأطراف. سابقا الظلم كان يقع من قبل الحكومة واليوم الظلم يخرج من بعض القوى السياسية التي تمارس العنف في مطالبها.
عند الحديث عن العنف، كيف تفسرون الاعتداء في فجر الخميس على المعتصمين على نحو مفاجئ، والذي أسفر عن خمسة ضحايا وأكثر من 200 جريح؟
- لا شك أولاً أن هذا الشيء ليس لنا فيه يد، وإنما حدثت تطورات حصلت من قبل المسئولين وهذا نحن لا نسأل عنه، ولكن نحن قلنا إن هذا خطأ، وللأسف الشديد لو كنا نعلم به لمنعناه من قبل، لأن هؤلاء المزايدين كانوا ينتظرون أن يسقط قتلى وجرحى.
وأنا أستطيع أن أقول إن الدولة قد فهمت الخطأ ولذلك حاولت عدم تكراره، ومن 18 فبراير/شباط 2011 إلى اليوم والدولة تمسك بزمام الأمر من غير محاولة إحداث أي صدام، بل تجنب أي صدام على رغم النبرات العالية والخروج بمظاهر التأزيم.
المشكلة الأكبر إن هؤلاء يريدون الاصطدام مع الناس مثل تعطيل الشوارع من غير سبب في محاولة للاصطدام مع مستخدمي الطريق والاصطدام مع أولياء الأمور والطلاب مع بعضهم، بل للأسف الشديد بعض المعلمين مع الطلبة، ما يحدث محاولة لاستثارة الدولة والأطراف الأخرى.
ولكن دعني أسألك فضيلة الشيخ، كيف يكون تجمعكم تجمعاً للوحدة الوطنية وهو من لون مذهبي واحد؟ هل دعيتم الآخرين ولم يستجيبوا؟ هل التقيتم مع كبار علماء الشيعة؟
- نحن لم نوجه دعوات خاصة، وجهنا دعوات عامة، وقدم الناس من السنة والشيعة والمسيحيين واليهود. صحيح أن الغالبية سنية ولكن ليس هذا طيفا متكتلا بنفسه، وكذلك فإن الاصطفاف اصطفاف طائفي موجود أصلاً، لابد ان نحل هذا الاحتقان الطائفي، وقد وصل إلى أن بعض الناس يبيعون الآخرة ويشترون الدنيا. والله سبحانه يريد من الناس ان تبيع الدنيا وتشتري الآخرة، ونحن لا نعيش للحياة الدنيا، كل اصحاب المذاهب إنما يطلبون النجاة يوم القيامة. هذه الحركة السياسية صرفت الناس عن الآخرة وتركتهم يضحون من أجل دنيا أو مطالب دنيوية، او لكي يتولون مكانة خاصة او يحققوا مطلبا خاصاً.
ولكن القرآن الكريم يقول: «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت»، والإصلاح له آليات مختلفة، الاعتصام أحد الأساليب المشروعة والمتسالم عليها عالمياً؟ أليس كذلك؟
- نحن أيضاً خرجنا في اعتصام بعد ست ساعات. ولكن اعتصام «دوار اللؤلؤة» فيه ستة مسارات رئيسية متعطلة. والتجار اتوني يشكون يريدون استمرار الحركة التجارية، والتجار هم من السنة والشيعة. بل الشيعة اكثر. السوق المركزي متضرر، ولكنهم لا يستطيعون ان يعلنوا ذلك خوفاً من بعض المتشددين.
لو أن الاعتصام في مكانه ولم يؤثر على التجار أو الحركة التجارية والمرورية فذلك سيعد أمرا سلميا ومشروعا. ولكن هناك أجندة تحاول التأثير على اقتصاد البحرين مثل سحب الأموال من المصارف يوم الخميس الماضي، من أجل ماذا؟ هذا دليل على وجود أجندة.
إن غالبية القوى العاملة من الشيعة والسنة، وغالبية التجار من الشيعة والسنة. القضية تؤرق الجميع. القطاع التجاري والساسة واهل البحرين جميعا، والآن تؤرق المنطقة كلها.
لماذا وجد تجمعكم الدعم والترحيب والاحتضان من قبل الدولة؟ عندما يبث تلفزيون البحرين خطابكم لأكثر من مرة، ويحجب خطابات الآخرين، هل يعني ذلك تناغم إرادات التجمع مع السلطة؟
- في حالات الخصومة الكل يبحث عما يقوي موقفه. المتطرفون لديهم 41 قناة تبث الفتنة في البحرين. ولدينا قنوات أخذت عملها للدفاع عن أهل السنة. من لديه قضية يحاول أن يحصل من يقف معه. الدولة ترى في تجمعنا أنه يخدمها، نعم ووجدنا بعض التسهيلات، ولكن لا يعني ذلك ان الدولة تحركنا، بل لنا اجندة خاصة. اليوم نحن ثلاثة اطراف، ونحن كطرف لدينا مصالح مشتركة مع النظام والطرف الشيعي، والطرف الشيعي له مصالح، كل ما يخدمنا نحن نعمل من اجله. دعوتنا أن نبقى ثلاثة أطراف اقوياء (الدولة، السنة، الشيعة). وهذا الذي يجب أن يحدث.
ولكن هذه الدعوة تقسم الشعب على أساس طائفي؟
- الشعب منقسم أصلاً، ولكن كانت عليه غلالة تحجبه. ولكن في واقع حياتنا خلال السنوات العشر الماضية في البحرين بل ومنذ قيام الثورة الإيرانية والاصطفاف الطائفي مستمر في الطائفة الشيعية. ولكن عندما وصلت الأمور إلى مرحلة إما نحن نكون أو لا نكون، قلنا: نحن نكون.
إن دم المسلم أغلى من الكعبة المشرفة. نحن جميعا مسلمون، دم الشيعي حرام كدم السني لا تمييز بينهم، بل نقول دم الإنسان مطلقا له حرمته. أحب أن أشير إلى أن تجمعنا ليس وليداً للدولة، دعونا للاجتماع خلال 36 ساعة بمبادرة ذاتية وانطلقنا من منطق شعورنا بالمسئولية. قبل ما يحدث في الدوار جلسنا كطلبة علم قد يحتاج الامر ان نتدخل ونذهب الى اصحاب الرأي، اجتمعنا وحدنا كطلبة علم ولكن الذي حدث كان الموضوع أكبر من طاقتنا، لذلك استعنا بالشارع.
هناك من يقول إن «تقرير البندر» أشار بشكل واضح إلى هذا التجمع بوصفه كياناً في مقابل كيان آخر، وحدد فضيلتكم بالاسم لتزعّمه، باعتباركم شخصية مؤثرة، كيف تردون على ذلك؟ هل ذلك محض تنبؤ أو جاء في سياق تخطيط؟
- أنا لا أعرف عن البندر، او هذه التصرفات. هذا التقرير وضعه إنسان في وضع خاص حينما طرد في البحرين، والتقرير ليس محققا فيه، هي دعوة من شخص معين، ولا نعتبره قرآنا منزّلاً، بل وراؤه أغراض خاصة. ربما حيث كان يعمل كان يسمع بعض الكلام. نعم أنا جمعت في العام 2004 بعض العلماء من أهل السنة لا لمواجهة المجلس العلمائي، وإنما من باب نظم الأمر، لأن في اوساط السنة حدثت تشققات واتهامات ودعوت الى ما اسميناه تأليف القوب، ولم أنجح حينها في ذلك المسعى، وعدم نجاحنا كان احد اسباب عدم ظهورنا في الساحة، وضعفنا في العمل السياسي جعل الطرف الآخر يقول إننا موتى سياسياً.
أنا لا اعرف عن التقرير، ولا اعرف صاحب التقرير، وإنما دعوت إلى تأليف القلوب بين أهل السنة، بعد أن وصل الحال إلى التكفير والتفسيق من بعض الأطراف السنية لبعضها بعضاً، ولكن جاء الوقت لننضم جميعا تحت لواء واحد.
ما المسائل التي تتفقون فيها والمسائل التي تختلفون فيها مع مطالب اعتصام دوار اللؤلؤة؟
- كل المطالب التي تؤدي الى الفوضى وإسقاط النظام مرفوضة، نحن مع المعتصمين في المملكة الدستورية، نحن مع المطالب التي تتحدث عن مجلس الشورى وعن صلاحياته. وما يتعلق بالحكومة والمجلس النيابي، كل ذلك قابل للنقاش. النظام يبقى ونصحّحه ونمضي. كل المشاكل التي نراها لها اسباب معينة. إذا عالجنا السبب سنصل إلى ما له مصلحة البحرين جميعاً. نحن مسئولون عن كل فرد اليوم وغدا. يجب علي ان اعمل من اجل مستقبل اهل البحرين جميعا ولكن الاطروحات يظهر منها انه يجب أن يذهب النظام كله، وهذا خطر كبير، لأنه خلال هدم البيت ربما يهدم على أهله جميعاً.
ينقل عنك بأنك دعوت إلى إزالة الدوار؟ ماذا تعني بهذه الدعوة؟
- أنا لم أطالب بإزالة الدوار، بل قلت للمسئولين فليبقى أهل الدوار كمظهر من مظاهر الاعتصام السلمي إذا لم يعطل مصالح الناس. ولكن اليوم نرى أن الدوار أصبح دولة داخل الدولة.
وما هو الحل؟
- الحل في الحوار. رب العالمين يقول: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم» وأهل البحرين فيهم من العلماء والحكماء من يدعو ويعمل من أجل تحقيق الوحدة والإصلاح. وأدعو كل عاقل إلى ذلك، ما فائدة أن يموت شخص أو يجرح شخص، لنجلس على مائدة الحوار.
الملكية الدستورية واردة في ميثاق العمل الوطني، الذي نص على نحو واضح بأن البحرين ملكية دستورية على غرار الملكيات العريقة، أليس من حق الناس المطالبة بحكومة منتخبة؟
- المملكة الدستورية نص عليها ميثاق العمل الوطني، ووافق عليها الشعب كله. الخلاف في مفهوم المملكة الدستورية فقط. وحيث ان الميثاق نفسه لم يبين اي معنى معين فهناك مفاهيم أخرى للممالك الدستورية، جلالة الملك كان عنده فهم معين، وربما كانت لنا وللآخرين مفاهيم أخرى.
وهل تعارضون مبدأ انتخاب الحكومة؟
- ليس شرطاً انتخاب الحكومة، نحن في مرحلة حرجة. هناك خطوات كبيرة مثل مسئولية رئيس الوزراء والوزراء. الذي اريد أن أوجّه إخوتي من القوى السياسية إليه: هناك أسباب رئيسية وهناك نتائج، فلنأتِ إلى القضايا الأساسية لنحل المشكلة. والقضية مثل النهر حينما يقل منسوب الماء ننظر إلى ما عطله وسيمضي الماء مجدداً.
هل لديك مانع من تلبية دعوة الشباب المعتصمين لك من أجل زيارة دوار اللؤلؤة؟
- الكثيرون ذهبوا فووجهوا باتهامات وبعنف أيضاً، حتى من قبل القوى السياسية الشيعية. ولكن لدي استعداد كامل لزيارة الدوار مع أهل الرأي والمرجعيات الدينية مثل الشيخ عيسى قاسم والمجلس العلمائي. أهل البحرين سنة وشيعة هم أبنائي. لدي من 900 إلى 1000 طالب تخرج على يدي في الجامعة، لدي يد في كل بيت من بيوت الشيعة. درّستهم والتقيت معهم وحاورتهم وحاوروني. نفسي على كل فرد عرفته او لم اعرفه. ننطلق من منطلق الحضارة الاسلامية، لا بد من تحقيق القسط والعدالة للجميع.
المعارضة اشترطت تغيير الحكومة للدخول في الحوار، وانت في المقابل اشترطت بقاء الحكومة، هل هو صراع إرادات؟
- تغيير الحكومة ما هو إلا واحد من مطالب المعارضة وليس كلها. وكل هذه المطالب تؤدي إلى إضعاف النظام. الأسبوع الماضي حدث تغيير وزاري وجاء بأربعة وزراء من الشيعة، ولا اعتراض لي على بعضهم ولكن الشارع اعترض عليهم لممارستهم الطائفية ومع ذلك لم تقبل المعارضة. إذن القضية اعطونا كل ما نريد دون الآخرين. القضية ليست في المطالب، ربما من حيث المطلب حتى النظام الحاكم يمكن ان يتحدث عن تغيير رئيس الوزراء لو كان في سياق آخر.
مع التقدير لجميع من خدم البحرين، هل المناصب العامة ومنها رئاسة الوزراء حكر على أحد؟
- كلما زادت الثقة بيننا كثير من المشاكل ستحل. النظام القائم يريد ان يستجيب للكثير من المطالب، لو الناس اجتمعوا لوجدوا أن النظام ليس متعصباً ولا يريد ان ينهي الشعب. العائلة الحاكمة لها اكثر من 230 سنة تحكم البحرين والكل أخذ شيء من حقوقه ولكن لاتزال لنا حقوق، البحرين لها مكانة معينة، لأن شعب البحرين حضاري ويعيش الحياة ومتطلع وله مطالب. التطلع للأفضل حق مشروع وهناك كثير من الممارسات التي أرجو أن تذهب ولكن لا أعتقد انها ستذهب بسرعة.
ألا ترون أن مسألة تشكيل مجموعات أمنية أهلية هي دعوة إلى الميليشيات خارج نطاق الدولة؟ بعضهم قيل إنهم حملوا سيوفاً في مدينة حمد...
- أنا لم أرَ سيوفاً، إنما رأيت عصيّا ونحوها مما يستخدمها الإنسان العادي للدفاع عن نفسه. بصريح العبارة قلت لهم: لا تصطدموا مع أحد، وإذا رايتم بوادر اتصلوا بالجهات الامنية، نظموا انفسكم. هي ليست ميليشيات. فالميليشيات التي تدربت على السلاح في أماكن متعددة. بصريح العبارة: ليس الوقت للمجاملات. هؤلاء لا يحملون سلاحا وانما مواد للدفاع عن النفس. إذا أصبح الامر يهدد السلم الأهلي وانا اتحدث بمنطق الفقيه، وهذا الكلام اتفقت عليه جميع المذاهب. هذا الكلام موجود وذكره المحقق ابو القاسم الحلي وهو من من كبار فقهاء الشيعة في القرن السابع الهجري.
ولكن الدولة موجودة، وهي المسئولة عن حماية الناس...
- قلت لهم: عليكم أن تبلغوا الدولة ولكن إذا الدولة لم تستجب من حقكم أن تدافعوا عن أنفسكم. الآن بدأت الاعتداءات. أهل الدوار السابع لم يذهبوا إلى المناطق الأخرى، بل العكس ما حدث.
وما تعليقك على رفع علم «تنظيم القاعدة» في شوارع مدينة حمد من قبل بعض المجموعات التي استجابت لدعوتك؟
- نحن ضد حركة «القاعدة» منذ أن نشأت إلى يومها الحاضر. ونقول لها: كفّي يدك عن البحرين، نحن سنة وشيعة وسنحل مشاكلنا بأنفسنا، ونحن ضد أي تدخل أجنبي.
ما تعليقكم على مبادرة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فليتمان لتقريب وجهات النظر بين الدولة ومختلف القوى السياسية؟
- يؤسفني جدا جدا ان عقلاء البحرين يحتاجون ان يتدخل طرف اجنبي ليصلح بينهم. اين عقلنا؟ اين علماؤنا؟ اين ساستنا؟ لم تتدخل دول اجنبية في دولة الا وعملت على تحقيق مصالحهم؟ الاميركان والانجليز لديهم مصالح، ولكن لماذا نصل بالاحتقان الى من ينصحنا ويقرب بيننا.
هل ترحبون بالمبادرة الأميركية أم ترفضونها؟
- انا لدي مبادرة ولي العهد، ما الذي يجعلني ان اقبل برأي الخارجية الاميركية او اعتبرها موجهة لي. ان ما يحدث وحدث بالنسبة الى لبنان مثال، عندما قبلوا الاصطفاف الطائفي.
ألا تعتقد أنه قد اختلط عليكم الحق بالباطل؟ هل خلطتم بين المحكمات والمتشابهات؟
- كلا، لم يختلط علي الحق والباطل ولم اسقط في التشخيص. لأن القضية واضحة. كانت مطالب سياسية مشروعة ولكنها انحرفت إلى غير ذلك.
ما هي دعوتك للدولة وللشارع في هذا الوضع الحرج؟
- دعوتي للجميع: الدولة والسنة والشيعة، وإذا كان في النظام اكثر من تيار أقول لهم جميعاً: ليس لدينا وسيلة لحفظ البحرين إلا بالجلوس والحوار. وننتظر إلى أن يتنازل بعضنا لبعض ونصحح الأخطاء التي حدثت.
أود أن أؤكد أن لدينا في التجمع موقف مستقل عن الدولة. نحن طرف مستقل. نريد ان يكون الشيعة طرفا قويا ومستقلا، لأن توازن القوى يمنع من الاحتراب الداخلي. ولابد ان نغسل العار الذي حدث في مجتمعنا. وهذا الاحتقان الذي جعل الاخ يقاطع أخاه.
الدولة إذاً لم تستخدمكم ضمن الورقة الطائفية لحرف مسار القضية؟
- نحن انطلقنا بصفتنا علماء دين وكان لابد أن نذهب الى الشارع.
ولكن هناك من يتهم تجمعكم بأنه يصب الزيت على النار؟
- بالعكس، التجمع ساهم في تقويم الوضع. كان هناك الكثير من المتطرفين. وكان لديهم جدول اعمالهم الخاص. تجمعنا ادى الى ترشيد الحركة وكانوا يريدون ان تنتهي حركة البحرين خلال عشرة ايام.
والاعتصام الذي لا يعطل مصالح الناس مظهر سلمي، ولكن اذا عطل مصالح الناس انتفت عنه صفة السلمية. حريتهم متاحة ولكن ليكونوا في جهة معينة، يكونوا في الطرف الآخر في الدوار، والحركة التجارية في الدوار، بالأمس عملوا السلسلة البشرية وكانت مظهرا من مظاهر الإعراب والتعبير عن الرأي الذي لا يعطل حركة السير والمرور ومصالح الناس.
أخيراً، هل أنتم متفائلون من المستقبل؟ هل من مخرج؟
- أنا متفائل جداً، معرفتي بأهل البحرين صغار وكبار، علماء وقوى سياسية، تؤكد أن هذه المرحلة سنعبرها بسلام، لأن هناك أشخاصاً من كل الأطياف يريدون السلام والسلم الأهلي. وبالتالي نقول: تفاءلوا بالخير تجدوه. أحث جميع الأخوة على أن يتفائلوا، والتفاؤل جزء من حياتنا. والخير فيما يختاره الله سبحانه وتعالى.
هذه سحابة صيف ستنقنشع عما قريب. واقول لكل من يستمع إلى قولي أو يقرأ كلامي: القوة في أن نعتصم بديننا ومبادئ ديننا، القوة أن نكون جميعاً أقوياء، لأن على الباغي تدور الدوائر، ومن استعان بغيره صار عبداً له، وهذه وقائع السياسة في العالم.