خميس البحرين الدامي
فُجعت البحرين الساعة الثالثة من فجر أمس الخميس (17 فبراير / شباط 2011) بسقوط أربعة قتلى على الأقل، ونحو 250 جريحاً، وعدد غير محدد من المفقودين لحد الآن، وذلك بعد أن داهمت قوات الأمن جموع المعتصمين في «دوار اللؤلؤة» في العاصمة (المنامة). كان المعتصمون قد بدأوا مبيتهم في ليلتهم الثانية في الدوار بعد أن انسحبت قوات الأمن في 15 فبراير إثر سقوط قتيلين وذلك بعد أن بدأت مجموعات شبابية تنفيذ احتجاج دعت إليه على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك). وقد بدأت قوات الأمن حسب بيان توضيحي صدر عن وزارة الداخلية أمس باقتحام الدوار عبر إطلاق مسيلات الدموع، وتطور الأمر سريعاً إلى استخدام الرصاص الانشطاري (الشوزن)، لكن شهود عيان رووا قصصاً مروعة لما حدث أثناء الاقتحام حيث كان معظم المعتصمين، وهم من مختلف الأعمار نائمين، ولم يتوقعوا أن تبادر قوات بالهجوم عليهم، ولاسيما أن مؤشرات سابقة كانت توحي بالتهدئة. وفوجئ البحرينيون بانتشار عربات ومدرعات تابعة إلى قوة دفاع البحرين في الشوارع المؤدية للعاصمة منذ وقت مبكر من صباح أمس، ولاحقاً قام متحدث باسم الجيش بقراءة «بيان رقم 1» في بروتوكول غير معهود في تاريخ البحرين. ومنذ الساعات الأولى ليوم أمس أصبح خبر البحرين متصدراً لجميع نشرات الأخبار بكل اللغات وفي كل أنحاء العالم. وعلى صعيد ردود الفعل العالمية، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون موقفاً ناقداً وشديداً لما قامت به السلطات البحرينية. كما صدرت بيانات مماثلة من الأمين العام للأمم المتحدة، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. أما على الصعيد الإقليمي، فقد أعلن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماع استثنائي عقدوه في المنامة مساء أمس عن مساندتهم وتضامنهم الكامل مع الإجراءات التي اتخذتها السلطات البحرينية. وأعلنت جمعية الوفاق انسحابها من مجلس النواب، كما فشل كلٌ من مجلسي النواب والشورى في عقد جلستهما الاستثنائية التي كان مقرراً عقدها أمس. وفي مجمع السلمانية الطبي نظم الأطباء والمسعفون والممرضون احتجاجاً ضد وزير الصحة لمنعهم من مباشرة عملهم في إنقاذ الجرحى والتعرض لأحد الأطباء وعدد من المسعفين بالضرب. وهتف المحتجون «يسقط يسقط الوزير»، وبعد ساعات طويلة أفسح المجال لسيارات الإسعاف دخول منطقة دوار اللؤلؤة التي كانت محاصرة بعد إعلان السلطات إغلاق الشوارع الرئيسية التي تربط العاصمة بمحيطها.