الجودر يدعو للوسطية والاعتدال وحفظ كيان الأمة
قاسم: لا نريد مواجهات ومصادمات في هذا الوطن ولا نشجّع عليها أبداً
الوسط-عبدالله الملا
انتقد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى احمد قاسم مجموعة القوانين المعروضة على مجلس النواب ومنها قانون مكافحة الإرهاب وقانون التجمعات بقوله: «قانون جمعيات يكبل العمل السياسي، وقانون تجمعات يكمم الأفواه ويخنق الصوت الحر، وقانون إرهابي فتاك باسم محاربة الإرهاب، وقانون يفتح الطريق للتغريب وإقصاء الشريعة الإسلامية واللعب بمساحة تمس الأعراض والأنساب». وأشار قاسم إلى وجود «تجنيس إضراري، تقاسم لليابسة والبحر يحول المواطنين إلى غرباء لا يجدون قطعة أرض يقيمون لهم عليها مأوى». وذكر قاسم أن هناك «صحافة تسب وتشتم فقهاء الأمة، وعلماء الشعب ورجالاته وأحراره ومحروميه كل صباح، وتثير روح الطائفية النتنة، وتزرع الأحقاد البغيضة بين أبناء الشعب الواحد وصفوفه، وعدوانية صارخة بأسلوب مفزع موغل في الهمجية والانحدار الديني والخلقي والأمني في مثال سيئ قبيح بالغ القبح مس شرف كل مواطن غيور في تعرض مهين لأمن وشرف مواطن بريء لا يعرف الناس مسئولاً عن ذلك التعرض غير الجهة الرسمية». وأوضح قاسم «أننا لا نريد مواجهات ومصادمات في هذا الوطن، ولا نشجع عليها أبدا، لأننا دعاة إعمار لا خراب، وإصلاح لا فساد، ولأن المصادمات والمواجهات فيها حرق الإنسان والأرض، لكن الحكومة التي تضرب بإرادة الشعب عرض الحائط، وتتنكر لضروراته وحاجياته ومقدراته ومقدساته، وتلاحقه بقوانين جائرة، وتحاصره بمشروعات مناهضة لمصلحته، وتضايقه في لقمة عيشه، ومأواه، ودينه وقيمه، وتستخف بكرامته، وتتهدده في أمنه لا مسئول قبلها فيما يولده كل ذلك من تأزمات»، منددا قاسم في خطبته بإيقاف الناشط السياسي جلال فيروز عن عمله. كما جدد قاسم موقفه الرافض تمرير قانون الأحكام الأسرية من دون ضمانات دستورية، واصفاً تمريره من دون ضمانات بالخطوة الاستفزازية. من جانب آخر، استحوذت الحوادث الجارية على الساحة المحلية على معظم أحاديث صلوات الجمعة، إذ أكد خطيب جامع الحياك الشيخ حسين النجاتي ضرورة إيجاد حل لمشكلة البطالة، والوفاء بالاستحقاقات الوطنية. كما تطرق إلى تصريح وكيل وزارة الشئون الإسلامية بشأن رفع مقترح قانون الأحوال الشخصية إلى مجلس النواب، معتبراً أن هذا الإجراء يتناقض مع رأي غالبية المواطنين. أما خطيب جامع طارق بن زياد في المحرق فقد دعا إلى الوسطية والاعتدال والبعد عن الفرقة، كما نوه إلى أهمية التصدي لآفة الإرهاب التي تسوق إلى تكفير المسلم لأخيه المسلم. وركز خطيب جامع سار الشيخ جمعة توفيق على تردي أحوال الأمة بسبب غرقها في الفواحش والذنوب.
النجاتي يدعو لحل مشكلة البطالة والوفاء بالحقوق الوطنية
دعا خطيب جامع الحياك في المحرق الشيخ حسين النجاتي إلى ضرورة التعجيل في الوفاء بالحقوق الوطنية في الحقول المختلفة، ومنها حق العمل ومعالجة مشكلة البطالة. وأبدى النجاتي تخوفه من أن ينفر الناس من الإسلاميين عموماً ومن دون استثناء بينهم، لما يلاحظونه من الاختلاف بينهم وعدم التنسيق والتعاون، ولما يلاحظونه من التنافس والتشاجر بينهم، وفي ذلك خطر كبير. وعرج النجاتي على تصريح وكيل وزارة الشئون الإسلامية يوم الاثنين الماضي والذي جاء فيه إن الوزارة تنوي رفع مقترح قانون الأحكام الأسرية السني والشيعي إلى البرلمان، وثم التعقيب عليه، وقال: «إن ذلك يتناقض مع رأي غالبية علماء الشرع من أتباع أهل البيت (ع) كما يتناقض مع رأي غالبية المواطنين، وبناء عليه فاقتراح هذا القانون على البرلمان لا مجال لعده شرعياً ولا ديمقراطياً». وأضاف «ثم قرأنا تصريحاً آخر لوكيل الوزارة عبر فيه عن الثقة في ان مجلس النواب سيراعي الرغبة الشعبية ورأي جميع العلماء والفقهاء المختصين في رفض أو قبول مشروعي القانون السني والجعفري للأحوال الشخصية». لكننا نقول: مع رفض غالبية العلماء والمواطنين لهذا القانون فما معنى عرضه على البرلمان كي يقبل أو يرفض، وهل توجد وزارة لدولة ديمقراطية في العالم تقترح المقترحات المرفوضة من ناحية غالبية المواطنين.
الجودر: الاعتدال في المنهج وحفظ كيان الأمة
ودعا خطيب جامع طارق بن زياد في المحرق الشيخ صلاح الجودر إلى الوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو والتنطع في الدين، وترشيد الناس إلى عدم تصنيف الأمة وفرزها إلى جماعات وأحزاب وفرق يلعن بعضها بعضا. وقال الجودر: «قبل أيام قليلة، نظمت إدارة الأوقاف السنية ورشة عمل للخطباء والأئمة وطلبة العلم، وهذه الخطوة المباركة جاءت لتعالج ظاهرة خطيرة في الأئمة وهي خلط المفاهيم وتغيير الحقائق وتبديل المسميات، فالقتل والتدمير والتخريب أصبح لدى بعض الناس جهاداً ودفاعاً عن النفس، والمقاومة المشروعة تحولت إلى عنف وإرهاب، والانتساب لمذهب معين تعصباً ودفاعاً عن الطائفة، لذلك فقد اتسمت هذه الورشة بالطرح الهادئ لمفهوم الأمن والإيمان في الأمة، والوسطية والاعتدال في المنهج». وأضاف «جاءت هذه الورشة لمعالجة مجموعة من القضايا المهمة وعلى رأسها الالتزام بمنهج الأنبياء وخاتم المرسلين بالدعوة إلى التوحيد، والدعوة إلى علاج أدواء الأمة، من تناحر واقتتال وفرقة بالرجوع إلى الكتاب والسنة وأهل العلم المعتبرين، والدعوة إلى التصدي لفتنة العصر (الإرهاب) والتي تمارس باسم الدين، والدين منها براء، هذه الملوثات التي تبدأ بتفسيق المسلم لاخيه المسلم، ثم تتحول إلى تكفير ولاة الأمر والعلماء والمجتمع، حتى تبلغ إلى ثقافة العنف والقتل والتدمير».
توفيق: الغرق في الفواحش سبب تردي الأمة
أما خطيب جامع سار الشيخ جمعة توفيق فركز على آثار ارتكاب الذنوب على الأمة، وقال: «تأملوا إلى صنيع الذنب، يحرم صاحبه من الرزق وكم في الأمة والأفراد من الذنوب؟ هذا يأكل الربا والآخر مرتشي والثالث لا يصلي أو مضيع للصلاة والرابع سليط اللسان... إن الأمة ارتكبت الفواحش وأعلنت بها حتى طالب بعضهم بتقنين الفواحش والسماح لهم بالمعصية وإعلانها وعقوبتهم فشو الطاعون والأوجاع التي لم تكن في الذين من قبلهم، وكم في الأمة من أموال وفي المقابل كم هو عدد الذين يخرجون الزكاة؟ وكما قيل لو أنفق لأغنياء من زكاة أموالهم لما بقي في الأمة فقراء ولكن الطمع وحب الدنيا ملأ قلوبهم فحرصوا فماذا كانت العقوبة؟ محق البركة ومنع القطر من السماء نعم منع الزكاة يمنع المطر».