توفيق يحذر من الانجرار خلف الممارسات الطائفية
قاسم: الاستعانة بالخارج نضع أمامها ألف إشارة حمراء
الوسط - حيدر محمد
انتقد الشيخ عيسى أحمد قاسم موقف اللجوء إلى الخارج لحل المشكلات الداخلية، وقال في خطبته في جامع الإمام الصادق "ع" بالدراز "إن المعارضة قد تختلف مع الحكومة في بعض مشاريعها وقوانينها ولابد أن تختلف معها في ما تراه ضارا للشعب غير مستقيم مع الدين ". .." لكن اختلافها معها ينبغي ألا يعني منها أبدا اختلافا على النظام يهدف إلى أية مشاركة في إسقاطه".
ورأى "أن التفكير في الاستعانة بأميركا أو بأية قوة خارجية إسلامية أو غير إسلامية فيما يتعلق بالقضايا الوطنية نضع أمامه ألف إشارة حمراء من وعي الرشد والحكمة والحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين". ورد قاسم على اللافتات المشبوهة وأكد أن هدفها إثارة البلبلة وزرع الفتنة في صفوف الشعب الواحد.
وأضاف "إيماننا راسخ جدا بأن المشكلات الداخلية حلها داخلي وخيارنا المطالبة السلمية والحوار لا الاحتراب ويؤسف جدا أن خيار الحوار معطل من جانب الدولة وحلها ليس صعبا إذا تراجعت الحكومة عن تصلبها، وهو خيار الحكماء".
إلى ذلك وجه الشيخ جمعة توفيق في خطبته في جامع سار دعوة "إلى أبناء الشعب البحريني كافة إلى عدم الانجرار وراء الممارسات الطائفية التي هي آخذة في التزايد من بعض الفئات" مؤكدا ضرورة "تغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة الوطنية العليا لمعالجة القضايا الوطنية بوعي وحنكة وبصيرة".
توفيق يحذر الشعب من الانجرار وراء الممارسات الطائفية في خطب الجمعة
قاسم: خياراتنا المتصلة بالشأن العام في وطننا كانت وستبقى حرة مستقلة
الوسط - حيدر محمد
أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم ان القرارات الوطنية المتعلقة بالشأن العام "نرفض استيرادها من أية قوة خارجية اسلامية أو غير اسلامية" ورأى ان معالجة المشكلات الداخلية يجب ان تكون داخليا أيضا. وعبر قاسم بشدة عن رفضه لما اسماه باللافتات المشبوهة التي تهدف الاساءة الى الوطن.
الى ذلك حذر الشيخ جمعة توفيق من مغبة ما اسماه بـ "الانجرار وراء الممارسات والاطروحات الطائفية المنتشرة في البحرين" داعيا الشعب الى اليقظة وعدم اللهث وراءها.
انتقد الشيخ عيسى أحمد قاسم موقف اللجوء الى الخارج لحل المشكلات الداخلية، وقال في خطبته بجامع الإمام الصادق "ع" في الدراز إن المعارضة قد تختلف مع الحكومة في بعض مشاريعها وقوانينها ولابد أن تختلف معها في ما تراه ضارا للشعب غير مستقيم مع الدين ولابد من مطالبتها بخلافه. لكن اختلافها معها ينبغي ألا يعني منها أبدا اختلافا على النظام يهدف إلى أية مشاركة في إسقاطه، أما التفكير في الاستعانة بأميركا أو بأية قوة خارجية إسلامية أو غير إسلامية فيما يتعلق بمثل هذا الأمر - وهو أمر إسقاط وتفتيت حالة الأمن، فنحن نضع أمامه ألف إشارة حمراء من وعي الرشد والحكمة والحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين، وإيماننا راسخا جدا بأن المشكلات الداخلية حلها داخلي وخيارنا المطالبة السلمية والحوار لا الاحتراب ويؤسف جدا أن خيار الحوار معطل من جانب الدولة وحلها ليس صعبا إذا تراجعت الحكومة عن تصلبها.
وانتقد قاسم تصريحات نائب وزير الخارجية الاميركي بشان رغبة الادارة الاميركية في اختيار علماء اتراك معتدلون وفقا لما أوردته إحدى الصحف العربية، راى قاسم ان مقصد الاعتدال هو مخالفة الحدود الاسلامية والسعي الى تحصيل الدولار الاميركي او اية عملة اخرى تقوم مقامه. متطرقا الى كادر الائمة والمؤذنين الذي اعلنت عنه الدولة اخيرا.
وقال قاسم: "ومحليا رأيي أن ربط صلاة الجماعة بالرواتب الرسمية سيعود حتما بالضرر على الدين فكلي تحذير وأنا طالب علم لاخوتي العلماء وطلاب العلوم الدينية وهم أتقياء أبرار طاهرون ألا تدفع أحدهم الحاجة إلى مثل هذا الأمر سواء كان مشروع الحكومة يحمل نوعا من التوجه غير المرضي أو لا يحمل ذلك ولكن المشروع بطبيعته مؤد حتما إلى ما لا يستقيم مع أمر الدين".
ورد قاسم بقوة على انتشار ما وصفها باللافتات المفترية التي انتشرت في بعض مناطق المملكة والتي اتهمته باستيراد التعليمات من الخارج، وقال قاسم: "لافتات مفترية مضمونها أن المتكلم قد تلقى أوامر من الخارج تتصل بالشأن العام في المشاركة في الانتخابات المقبلة وفي الإقبال على عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وانتهاز المسألة السياسية والفاعل هو أدرى الناس بافترائه، ويبدو أنه لا يخاف الله، سامح الله الجهة المفترية إن لم تقصد إلا الاضرار بي شخصيا، ولا قصد لها للإضرار بالدين ولا بالشعب ولا الوطن، وإنه كان لي موقف غير معلن من مسألة الانتخابات السابقة، للحاظ الظروف الموضوعية الخاصة بها، والتي قد لا تتكرر ولا تنسحب لا هي ولا حكمها على الانتخابات القادمة، وإذا كان الافتراء المشار إليه من أجل ترك المسألة السياسية جملة وتفصيلا فالحاكمية في هذا الأمر للدين وليس لمثل هذه الفقاعات الخاوية، وإذا كان من خلق موقف سياسي معين، فالأمر مثل سابقه وهذه المحاولات البائسة لا تقدم ولا تؤخر في رسم الموقف، وإذا كان لإحداث بلبلة سياسية شعبية عند فئة من المواطنين، فالمواطنون واعون وحراس الوعي موجودون نابهون كل النباهة وإذا كان لخلخلة طائفية فالاتجاه الشيعي والسني العام يراد له أن يكون أوعى مما يريد به المتلبسون بالإسلام سوءا وبالشعب والوطن، وإذا كان للإضرار الشخصي فالخيار غبي جدا وحساباته غير دقيقة، وإني لأقولها غير متبجح ولا مستخير لا لأحد ولا مزك لنفسي ومستعينا بالله لموتة السيف أشرف من موتة الفراش أقولها وأنا من أحرص الناس على وئام وسلام وإني لعالم بأنه لا أحد غير الله يملك من أحد رزقا ولا أجلا ولا نفعا ولا ضرا".
وأضاف قاسم: "وإذا كان لحبسي نفسي في البلد لا أغادره لزيارة ولا علاج ولا انفتح على توسع في دين وثقافة في أي بلد من البلدان فكل ذلك لن أفعله مختارا، ولن أعطيه لنفسي ولن أحرمها حقا يتمتع به كل مواطن ولا يسيء إلى أحد ولا يريد لأحد إضرارا، وإن خياراتنا وقراراتنا المتصلة بالشأن العام في وطننا كانت وستبقى حرة مستقلة لا ترتبط بأية سياسة خارجية ولا تتلقى أوامرها من أحد وكفاءتنا في ذلك كافية ونتمنى لقرارات كل الجهات الأخرى أن تتمتع بالدرجة التي نتمتع بها من استقلالية القرار وحريته ومراعاته لمصلحة الوطن والمواطنين واعتماده التقديرات الموضوعية الدقيقة محاولين بنزاهة وقصد الإخلاص بتوفيق الله مستهدفين الإصلاح على الإفساد ونفع الجميع لا الإضرار لأية جهة من الجهات". مؤكدا ان الافتراء "اختبار فاشل في حقي وحق المواطنين ولا أقيم له وزنا وهو شيء كأنه لم يكن".
من جانب آخر، انتقد قاسم ضمنيا جهاز الوعظ والإرشاد الذي أعلنت عنه وزارة الشئون الإسلامية قائلا: "إن الوعظ والإرشاد والأمر والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل واجبات شرعية مخاطبة بها الأمة كاملة هي مسئولية من مسئولياتها الثابتة لاستمرار الإسلام. ومن أجل أن تنشئ الحكومة جهازا من هذا النوع تابعا لها، يتحتم عليها أنه أولا وقبل أية خطوة لإنشائه أن تعلن التزامها بحرمة الخمر ومنعه استيرادا وبيعا وشراء وتعاطيا، وتعاقبه عليه بالحد الذي فرضته الشريعة المقدسة، وأن تمنع بتاتا الحفلات الراقصة المختلطة وحفلات الشذوذ الجنسي، والربا المحرم وأن تلتزم بالشريعة الإسلامية في كل مرافق الحياة لتتأهل بذلك لوظيفة الوعظ والإرشاد ويطمئن إلى جديتها فيها وعدم تسييس هذه الوظيفة والخروج بها إلى أضرار أخرى بعيدة عما يشير إليه العنوان، فإن مثل الواقع القائم، المخالف للشريعة في كثير من جنبات الحياة لا يطمئن أبدا بصحة المسار وخلو العملية من توجهات تراعي السياسة أكثر مما تراعي مصالح الدين وهذا أمر لا يختلف عليه باختلاف المذاهب".
توفيق: لا للإطروحات الطائفية
ومن جانبه حذر خطيب جامع مركز سار الإسلامي الشيخ جمعة توفيق من خطورة الانجرار وراء الممارسات الطائفية التي تهدف الى تقسيم المجتمع الواحد.
وقال توفيق: "لقد منا الله علينا أهل مملكة البحرين بنعمة الأمن فلا يوجد في بلادنا سلسلة من وتيرة أعمال العنف والقتل ومشاهد الموت اليومية وعمليات تدمير المنشآت والبيوت ولا نرى - ولله الحمد - جثثا في الشوارع ولا نسمع دويا القنابل أو أزيز الطائرات فوق رؤوسنا. وهذه نعمة افتقدها الكثير من الناس في العالم بل تميزت بلادنا بما يسمى بالديمقراطية أو بالحرية في التعبير حتى خرجت المسيرات والاحتجاجات ورفعت شعارات كثيرة طالبت العمل وطالبت الإسكان، وطالبت رفع الأجور وغيرها من القضايا الوطنية وبين الحين والآخر تكتب الصحف والمجلات العالمية شهادات في حق البحرين لما توصلت إليه من تقدم ورقي والحمد لله حتى أصبح الكثير من الناس يرغب في العيش على أرض بلادنا "..." ولكن كل هذه النعم تحتاج إلى حفظ ومتابعة، فمن خان الأمانة أو قصر أو حارب الدين أو دعا بدعوى لا ترضي الله تعالى فقد رفع علم تبديل النعمة".
وانتقد توفيق ما أسماه بالاطروحات الطائفية بشدة قائلا "فلا تخلوا بلاد من بلاد العالم من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى أرقى وأكبر الدول ولكن نحن في البحرين وبنعمة الأمن توجهت إلينا أنظار الحاسدين وبثت في أرجائها أفكار المنحرفين المشوشين وأقلام الحاقدين ليبدلوا نعمة الله كفرا وليبدلوا نعمة الأمن إلى خوف ونعمة الألفة إلى تمزق ونعمة الغنى إلى فقر، أناس يريدون أن يفرقوا بعد جمع ويسودوا بعد بياض ويقنطوا بعد رحمة وهي ما نسميه بمشوشات الأفكار ومدمرات أمن المجتمع، فلمصلحة من تقام ندوة معارضة في لندن إلا تشويه صورة البلاد، ولمصلحة من تعلق لافتات تثير الحزبية والطائفية بين الناس وتفرق الصفوف وتشتت الجهود الوطنية وتفتت اللحمة الوطنية".
واختتم توفيق حديثه قائلا: "يسعد الناس حينما لا يكون هناك ما ينغص عليهم عيشهم ويتناسوا الطائفية في البلاد، فهذا في جمعيته يناضل وهذا في مؤسسته يكافح والكل لمصلحة البلاد والخبيث والأشر المبتور هو من يحاول أن يدمر الجهود المبذولة من