العدد 1011 بتاريخ 12-06-2005م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


الشيخ علي سلمان في مجلس الجودر بالمحرق:

لا يجوز إقحام الإطار المذهبي في العمل السياسي ولا نخفي أجندة خاصة

المحرق - محرر الشئون المحلية

أجمع المشاركون في محاضرة "سبل معالجة النزعة الطائفية" التي ألقاها رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان مساء أمس الاول في مجلس صلاح الجودر بالمحرق على نبذ الطائفية كممارسة ضد أي طرف، وضرورة خلق حوار مستمر بين الطائفتين من اجل تقريب وجهات النظر ومعالجة الترسبات السيئة لمن يمارسها ويضر بحقوق المواطنين، وتوطيد العمل المشترك بين جميع المواطنين بغض النظر عن طوائفهم من اجل الوصول إلى المملكة الدستورية.

وقال الشيخ علي "البحرينيون صوتوا بغالبية ساحقة على ميثاق العمل الوطني للوصول الى مملكة دستورية تناهز الديمقراطيات العريقة ولا علاقة لهذه المطالب برؤية سنية أو شيعية، إذ لا ينبغي أن نقحم الإطار المذهبي في العمل السياسي، وينبغي أن تدخل المعارضة مع الحكومة في دفع سياسي من دون إقحام الأطر الدينية لتحقيق الانتصارات".

وأضاف "أن الكراهية المذهبية محدودة في البحرين وتحكمها القضايا المحيطة مثل تأثيرات الحرب العراقية الإيرانية التى صورها البعض بـ "حرب السنة ضد العجم المجوس"، وكذلك مع نشوء المذهب التكفيري وزيادة مساحته في العالم الإسلامي الذي يرتكز على مفهوم رؤية الصواب المطلق في تفكيره مقابل تخطئة الآخر بشكل مطلق، وهو ضد ما كان يدعو إليه الشهيد حسن البنا في الرؤية الصحيحة التي تحتمل الخطأ والتعاون في ما يتفق عليه، وعلى رغم عدم وجود هذا الفكر أو قلته في البحرين فإن له تأثيرات، وكذلك هناك تأثير للاحتلال الأميركي للعراق وما نتج عنه من حوادث وهو ما لم يرض به السنة ولا الشيعة، اذ تتأثر الساحة المحلية بأية أوضاع طائفية هناك، ونحن مطالبون بعدم التفاعل السلبي "الطائفي" مع المتغيرات الدولية، ولا دخل لنا بها فلم نصنعها نحن وبالتالي لم نحمل بعضنا بعضا نتائجها؟! بل على العكس تماما ينبغي أن نستحضر النماذج الإيجابية في الوحدة الوطنية هناك".

وتابع "نحن بحاجة إلى حوار حقيقي وصادق بين الطائفتين وأن ندع الجدل التاريخي للغرف المغلقة بين المختصين، وألا نردد كلمات ومقولات وفكرا صدر قبل تأسيس المطابع والتقنيات وفتح أبواب الحوار في شبكة الانترنت بشكل مذهل، لابد للحوار أن يؤسس لفهم الآخر بشكل واقعي، كما اننا بحاجة إلى علاج تربوي يعترف بوجود الطوائف كأمر واقع لا ان يلغى هذا أو ذاك، ومصيبة أن يتم تلقين الأبناء بأن نزول طامة على الطائفة الأخرى أفضل!، فهؤلاء إخواننا المسلمون ماداموا يتلفظون الشهادتين ويؤمنون بالمعاد، اذ يجب أن تتعمق هذه الثقافة في البيت والمدرسة والصحافة الخاصة والرسمية، وتتطلب قوانين خاصة تعالج الأداء الطائفي".

وردا على سؤال عن موقف جمعية الوفاق من إلغاء ندوة للجنة ضحايا الإرهاب في مجلس بالمحرق، قال الشيخ علي "إدارة الجمعية لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن ولا يحق لها إلغاء ندوة هنا أو هناك فهي حرية تعبير متاحة للجميع، وان الناطق الرسمي للجمعية هو رئيسها وهو لم يتحرك بهذا الاتجاه بل على العكس، وهذا ينطبق أيضا على ما يقال عن موقف الجمعية من انتخابات جمعية مدينة عيسى الاستهلاكية إذ لم تقم الوفاق بدعم أية جهة".

وعما يثار أخيرا بشان مطالبات من أعضاء الوفاق بعدالة توزيع الدوائر الانتخابية قال الشيخ علي سلمان: "إن هذا المطلب يعتبر وطنيا ولا علاقة له بالشيعة ولا السنة، إذ إن الواقع الحالي يفضي الى أن نصيب المواطن في المحافظة الجنوبية أفضل من نصيب المواطن في مدينة الحد وهذا ظلم لا يرضي الشيعة ولا السنة، وبالتالي فإن المطالبة بعدالة توزيع الدوائر أو مقترحات أخرى في هذا الشأن تصب في المطالبة بأبسط اطر العدالة، وأنا أتبنى مقترح الدائرة الواحدة لكل البحرين الذي يعطي عدلا للجميع بمن فيهم الأقلية الذين يستفيدون من أصواتهم في مختلف المحافظات، نحن بذلك نقتل الطائفية والقبلية في منظومة عادلة تكرس لكل مواطن صوتا واحدا فقط".

وعن مقولة تنسب للتيار الوفاقي بأن الإصلاحات كانت ثمرة انتفاضة التسعينات للشيعة فقط، قال رئيس جمعية الوفاق: "إن ما وصلنا إليه من حرية يرجع فضله بعد الله إلى النضالات المتراكمة لشعب هذا الوطن منذ الخمسينات والستينات وهي فترة لم يكن للتيار الإسلامي وجود ملحوظ كما هو الآن وتلتها التضحيات حتى فترة الانتفاضة".

وردا على مقولة إن هناك تخوفا من أطماع شيعية في حال الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية وإذا حصلوا على ما يستحقون من كراس تمثلهم، قال سلمان: "ان الشيعة في البحرين لا يخفون برنامجا يقصدون به إيذاء أحد، بل إن المواطنين جميعهم يريدون معا الوصول إلى ديمقراطية حقيقية وأن يتخلصوا من سياسة التهميش في إدارة شئونهم بغض النظر عن مذاهبهم. فما يجري الآن لا يسرهم جميعا من التخبط في السياسة والاقتصاد وتفشي البطالة، ولا يوجد تمييز في تقديم الخدمات والعاطلون اليوم باتوا من كل الأطراف وبالتالي فإنه لا يوجد أفضل من الإطار الديمقراطي من اجل مصلحتنا جميعا والأجيال القادمة. دعونا نقاطع الانتخابات النيابية مدى الحياة ولكن أعطوا البرلمان صلاحياته التي يستطيع وفقها العمل لخدمة كل المواطنين، لقد بات المتنفذون يستقطعون الأراضي والسواحل في كل مكان في الشمالية والمحرق وغيرها بينما الناس تتكدس في القراقير، هل للمذهب علاقة؟". وعن الاتهامات المتبادلة بشأن الاستحواذ على أراضي المساجد قال الشيخ علي: "لا علاقة لأي من الطوائف بهذا النزاع، فالمسئول هي الجهة الرسمية التي توزع وتخصص هذه الأراضي لأي من الطائفتين ونحن بحاجة لإطار قانوني ينظم عملها ليكون بشكل عادل ومنصف".

وردا على سؤال يتعلق بالمعركة الانتخابية البلدية السابقة في دائرتي مدينة عيسى قال رئيس الوفاق: "الجمعية رشحت اثنين من كوادرها لهذه المناصب وقمنا بدعمهما وحضرنا في مقراتهما من أجل تأكيد الدعم كمرشحين سياسيين ولكنني كنت أول من باركت للطرف الآخر حينما أعلن فوزه وهذه هي الديمقراطية"



أضف تعليق