مؤكدا حرمة التعدي على الأرواح والتعذيب والعقاب الجماعي
قاسم: الحوار العاجل هو المخرج لإنقاذ البلد من «التأزم»
الوسط - عبدالله الملا
أكد الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) بمسجد الإمام الصادق (ع) بالدراز أن «الحل للخروج من الوضع المتأزم هو حوار عاجل يجمع جميع الأطراف»، وقال قاسم: «لابد من طلب مخرج يسارع إليه قبل فوات الأوان لإنقاذ البلد من مستقبل مخيف وأيام سوداء يتنكر فيها كل طرف من حرمة الطرف الآخر وحقه في الدين والإنسانية، ومن فتنة مستعرة. والمخرج الحوار العاجل بنية الخروج من خط الحريق إلى الخط الآمن ولن يكون ذلك إلا أن يكون الحوار جادا مؤديا إلى أوضاع سليمة، وإذا كان الحوار في هذا الخط حسنا، فإن الأحسن منه عودة إلى الإصلاح تخلو معها السجون من الموقوفين السياسيين، وسد باب التجنيس نهائيا حتى صدور قانون بحقه وهو بداية الإصلاح».
وتابع قاسم: «علينا أن نقول إن التعامل مع المطالب الشعبية بالإهمال فضلا عن التنكيل والإثراء الفاحش على حسابه والتمييز بين أبنائه، والتجنيس للإضرار به، وإنزال العقوبات الجماعية والتعذيب الجائر للموقوفين حرام، وإن التعدي من أي مواطن على أي مواطن آخر أو أجنبي حرام، وإن إتلاف الأموال الخاصة والعامة حرام، وأن لا وجه للضغط على الناس لإغلاق محالهم التجارية كلما ارتأى أحدنا ذلك، ثم أن المطالبة بالحقوق المشروعة أمر لابد منه مع استبعاد أسلوب العنف الذي يدخل البلد في متاهات صعبة وقاضية، وإن بقاء أسباب الأزمة المتمثلة في الملفات والقضايا المختلف عليها بلا حل يبقي الأزمة، ويخرج بها عن مساراتها وآثارها المتوقعة إلى ما هو أكثر إيلاما وإذا ما تعم خسائرها الجميع».
وأضاف أن «أخطر خطر أن يصل تبادل التحدي إلى الحد الذي يبل معه فوران النفوس كل الضوابط،وتحترق عند هذا كل الفئات في هذا الطرف أو ذاك كل القيم وتسقط حرمة الدين وفاعليته، وهكذا يحدث في كثير من الساحات عن اشتداد الصراع وعندئذ تكون في غابة أهون عليك من العيش في بلد يعيش الانفلات، وفي كل مكان ترتفع فيه موجة الصراع يضيع الدين وينتهي الخلق وتسقط القيم وترخص النفوس وهذا أثر حتمي يترتب على عدم الانضباط في أي بلد من البلدان. وهذا الوضع ليس في صالح الحكومة وليس في صالح الشعب».
وأوضح «لقد صار الوضع العام في هذا البلد في وضع مخيف، وكل هذا وهو بداية الطريق، وما يتوقع للمستقبل مع تصاعد الأوضاع فهو أسوأ، ومن لم تصل إليه النار اليوم تصل إليه غدا، فما من أحد على ظهر هذه الأرض فهو معني بصلاح الأوضاع وفسادها، وهدوئها وفورانها وما تؤل إليه من خير أو شر. وقد حدث أن رفع شعار الإصلاح، وقد أصيب الشعار بنكسة عملية مبكرة على مستوى التطبيق بدأت بولادة الدستور التي خيبت آمال الكثيرين، ومثلت انطلاقة الخلاف والنزاع المستمر والمتصاعد، وجاءت خطوات ومشاريع عملية وخطط تتصادم وشعار الإصلاح، وكل هذا كان ممن يصب الزيت على النار وكل الدعوات والندوات المخلصة لتفعيل شعار الإصلاح لم تلق آذانا صاغية، وهو ما إلى الواقع المعاش».