في خطب الجمعة أمس
قاسم: الشعب يريد أن يأمن على حقوقه... الجودر: أهل الفلوجة يسطرون ملحمة
الوسط - سلمان عبدالحسين
قال الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام الصادق في الدراز انه «ما من حكومةٍ إلا وتريد أن تأمن على كرسيّها». وأضاف «في المقابل، ما من شعبٍ إلا ويريد أن يأمن على معيشته وحقوقه، ويهمه أمنه وكرامته، وما من أهل دينٍ أو مذهبٍ إلا ويريدون أن يأمنوا على سلامة دينهم ومذهبهم واستقلاليته في أي وطنٍ كانوا من الأوطان، والعلماء يدركون كل هذا، ويهمهم ما يهم غيرهم من أبناء الشعب من الحفاظ على الحقوق، والتأمين على مستوىً معيشيٍ كريمٍ للشعب، وأن يأمن أهل الأديان السماوية وأهل المذاهب على أديانهم ومذاهبهم، فلا تصادر حرية الشعائر، فتكون رعاية مصالح الأديان والمذاهب بغير يد أهلها، وعلى خلاف نظرها».
وأوضح قاسم «أن العلماء والرموز السياسية وعموم الشعب، مستعدون تماماً - فيما أرى - أن يطمئنوا النظام الحاكم في البلد بأنهم لا يستهدفون زعزعته والتأثير السلبي على أمنه، وقد قدموا البرهان على ذلك فعلاً بتصويتهم على الميثاق، وما أعقب ذلك من إعلان الناس لأفراحهم، وليس داخلاً في حسابهم أن يناهضوا وجود هذا النظام الرسمي».
إلا أنه عاد وأكد مسئولية الحكومة تجاه الشعب، إذ قال: «بقي على الحكومة أن تطمئن الشعب على اهتمامها فعلاً بأمر معيشته، ورعاية حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها، وتطمئن أهل كل دينٍ على دينهم، وأهل كل مذهبٍ على مذهبهم، ولن تجد من حرية المذاهب واستقلالية قرارها في رعاية شئونها ومصالحها الدينية ما يضر بأمنها».
وتابع كلامه عن مسئولية الحكومة فقال: «بينما - وللأسف الشديد - يقوم الفساد الإداري والمالي، والبطالة، وغياب التأمين المعيشي للعاطلين والعاجزين، والتجنيس والتهميش السياسي للشعب، على مستوى الدستور، والتدخل في الشئون المذهبية، ومضايقة الشأن الديني عامة، وهذه شواهد حية صارخة على عدم وفاء الحكومة بتعهداتها إلى الآن».
ودعا قاسم الحكومة إلى أن تفرق بين أمرين، بين المطالبة بالحقوق المتفق عليها والتي لابد منها وبين تهديد النظام، فلا ترتقب من الشعب أن ينام عن حقوقه، ولا فخر في حكم شعبٍ لا يعي حقوقه ولا يطالب بها، وأمَّا تهديد النظام - كما قال - فلا أراه من نية حتى أكثر المتشددين في المطالبة بالحقوق.
وأوضح قاسم أنه لو شذّ شاذ في هذا المجال - ولا أراه - فإنه سيبقى على شذوذه ولشذوذه، وقد أعطى الناس التطمين الكافي من هذه الجهة في قضية الميثاق، وما أعقبه من مسيرات التأييد والتأكيد كما تقدم، ومازال الناس مستعدين أن يعطوا التطمين من هذه الجهة.
وشدد قاسم على أنه «ليس على الناس وغير مطلوب منهم أن يعتقدوا في داخلهم بأن النظام الفلانيّ منزلٌ من عند الله» مؤكداً أن ذلك غير حاصلٍ من الشيعي ولا من السني بالنسبة لكل الأنظمة الوضعية على الإطلاق، فكما أن الشيعي لا يعتقد بأن النظام الوضعي الذي يحكمه هو نظامٌ قرآنيّ، منزلٌ من عند الله، كذلك السنيّ لا يعتقد بأن النظام الوضعي منزلٌ من عند الله، وأنه نظامٌ قرآنيّ.
أما في الظروف العادية - كما قال - فإنه كما يمكن للسنيّ أن يتعايش مع الأنظمة القائمة بإذنٍ من مذهبه، فكذلك يمكن للشيعي أن يتعايش مع الأنظمة القائمة بإذنٍ من مذهبه، وفي سيرة المعصومين (ع) حجةٌ قاطعةٌ، وهي ثابتةٌ في هذا المجال.
رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، تحدث في خطبته التي ألقاها في جامع الإمام الصادق في القفول عن مسئولية الدولة تجاه جامعة البحرين، معتبراً أن الهدف من التعليم الجامعي هو اللحوق بما وصل إليه التطور العلمي، لتوفير ما يلزم لحل المشكلات التي نعاني منها، والاحتياجات التي نحتاجها في مختلف الأصعدة، وخلق قيادة تكنوقراطية حرفية لقيادة المستقبل، والخروج من حال التبعية الغربية في هذا المجال. وأوضح سلمان أن على الدولة توفير الموازنة الكافية للبذل على التعليم الجامعي، وكذلك توفير الإدارة الجامعية المناسبة التي توفر الأجواء الجامعية المطلوبة، وتوفير الكادر التعليمي البحريني وفق خطة واضحة، وتوفير الجو المحتشم والعفيف المناسب للتحصيل العلمي والأكاديمي من خلال بعض الضوابط والقوانين.
وعن الموقف من الفصل بين الجنسين، قال سلمان: «لا نجد أن هناك أي داع أو مبرر للاختلاط في طلب العلم، فلا يتوقف تفوق الطالب أو الطالبة على ذلك، والدين لا يدعو للاختلاط غير المبرر، ولكنه إن فرض الاختلاط يدعو للاختلاط المحتشم، حين لا تكون هناك ضرورة، نفضل دائماً أن لا يتم الاختلاط وخصوصاً في المرحلة الجامعية التي يكون فيها الطالب أو الطالبة في مرحلة تؤجج الشهوة». ولفت سلمان إلى أن الإسلاميين لو كانوا في بداية تأسيس الجامعة، لطالبوا بالفصل بين الجنسين كما هو الحال في الإمارات والسعودية، ولكن الاختلاط دام لثلاثين عاماً تقريباً، المطالبة بالفصل الآن - بحسب سلمان - صارت أكثر تعقيداً من مجرد شعار مرفوع.
إلا أنه في المقابل، دعا إلى تفعيل قانون الحشمة في الجامعة حتى لا يتم خلق الأجواء التي تجر للانحراف بشكل طبيعي أو إيحائي، معتبراً أن الجامعة تعيش حالاً من الحشمة، ولكن بدأت هناك بعض الأجواء التي تتندر أو تنتقد الاحتشام، فحين لا تحترم الطالبة المحتشمة بسبب احتشامها من قبل بعض الطلبة أو الأساتذة أو الإداريين بالقدر الذي تحترم به الطالبة غير المحتشمة فهذه دعوة غير مباشرة لترك الاحتشام، وكذلك حين يجري ذلك بحق الطالب الملتزم فهذه دعوة غير مباشرة لترك الالتزام، داعياً إلى تفعيل هذا القانون حتى لا تتحول الجامعة إلى ساحة كرنفالات أو عرض أزياء، وتسابق على العادات الغربية.
وفي حديثه عن اليوم العالمي لمكافحة الفساد أوضح سلمان ان مركز الفساد هو السلطة السياسية، مبيناً أن الفساد مرتبط عكسياً بالديمقراطية، فكلما زادت نسبتها قلت نسبته، والعكس بالعكس، كما اعتبر أن الحل الأساسي للفساد هو فصل السلطات، مؤكداً في الوقت نفسه الحاجة للشفافية التي تعني الوضوح التام في الموازنة العامة، وفي أرقام الناتج المحلي، وفي أرقام البطالة وأرقام العمالة الأجنبية، إضافة إلى الوضوح التام في مناقصات الدولة، والإعلان المناسب عن وظائف الدولة الرسمية، وترقي خدمات الدولة من إسكان وتعليم وغير ذلك.
أما الفساد بحسب سلمان، فيعني غياب الذمة المالية للموظفين الرسميين وأعضاء المجالس النيابية، ومشاركة الوزراء في العمل التجاري، وتوزيع المناصب بحسب الأسماء والقبائل وبغير كفاءة واستحقاق، والتملك غير المشروع للأراضي، وسرقة المال العام بعنوان الخصخصة.
وعن الاعتصام أمام بيت الأمم المتحدة لتدعيم واقع حقوق الإنسان في البحرين، الذي أصبح - بحسب سلمان - أفضل بكثير من واقع دول الجوار ودول العالم العربي والإسلامي بعد مجيء الملك للحكم، فأكد أن اعتصام اليوم (الأمس) هو من أجل الحفاظ على هذا الواقع وتطويره للحفاظ على حرية التعبير، ومن أجل المحافظة على مستوى الحريات الموجودة.
ومن جانبه تحدث الشيخ حسين النجاتي في جامع الحياك في المحرق عن موضوع الاختلاط بين الجنسين في الجامعات، وقال «ان الإسلام ينظر الى الامور بنظرة شاملة متوازنة، فهو يهتم بصيانة الاسرة و حفظها و يهتم بصيانة وحفظ الشابة و الشاب من ان تستهدفهما الأطماع و الأهواء و الأغراض الشريرة و من ان تقع فريسة للفاسدين، الإسلام يريد ان تكون هناك حدود و حرم بين الرجل الأجنبي و المرأة الأجنبية كي لا يتعرض المجتمع البشري للإنحلال الخلقي، و ليس المقصود فعلاً الحديث عن فلسفة الإسلام في ذلك و إنما الإشارة الى مجمل الأهداف التشريعية للدين في هذا الحقل». وقال ان «الإختلاط بين الجنسين في حدّ نفسه ليس بحرام إذا لم يؤد الى الإضرار برعاية الحدود الواجب رعايتها بين الجنسين، لكنه إذا كان يؤدي الى تجاوز الحدود فلا بد من منع ذلك الإختلاط، فكل اختلاط يخاف منه ان يؤدي الى تجاوز الحدود الشرعية يكون حراماً و على أولياء الامور منع ذلك واتخاذ التدابير اللازمة بشأن ذلك».
وفي سياق الخطب الوعظية، تكلم خطيب جامع يوسف أحمد كانو في مدينة حمد الشيخ جلال الشرقي عن عذاب القبر، فذكر أن الدنيا دار مرور، وسماها الله متاع الغرور، والمتاع هو الشيء الذي يزول وينتهي، أما الحياة الآخرة - كما قال - فهي دار القرار، أي الدار الدائمة التي تقر فيها العين في كل شيء إن كانت من أهل الجنة، داعيا إلى العمل لما بعد الموت، كما نبهنا القرآن إلى ذلك، عندما تتحدث آياته عن الجنة والنار، والآيات عن الجنة والنار كثيرة.
وأشار الشرقي إلى أن أول منزل من منازل الآخرة هو القبر، ذاكراً قصة عثمان بن عفان (رض)، إذ كان ينظر إلى القبر ويبكي بكاء شديداً، فقيل له: يا عثمان تسمع الآيات عن النار، فلا تبكي، وتنظر إلى القبر فتبكي، فقال: إنه أول منزل من منازل الآخرة، فمن سلم في القبر، فما بعده أهون.
وأشار الشرقي إلى أن عذاب القبر حق، وأن أرواح المؤمنين بعد الموت تكون في عليين، أي في السماء عند الله، أما أرواح الكفار، فتكون في سجين، في بطن الأرض السابعة لافتاً إلى وجود دليل مادي على عذاب القبر، ذكره الشيخ الزنداني في إحدى محاضراته: بأن فريقاً علمياً من الروس كانوا يحفرون الأرض في سيبيريا، ويريدون الوصول إلى طبقات الأرض السفلى، وعندما أدخلوا أجهزة تصنت، تأتي لهم بأصوات المعادن الذائبة في بطن الأرض على عمق 2500 متر، ذهل هؤلاء العلماء لأنهم سمعوا أصوات صراخ بشر، وكأن هناك أناس يعذبون، ويصيحون من شدة العذاب.
وأضاف «أذاعت الإذاعة الروسية هذا الأمر العام 1988، ولما خاف الروس على رجوع الناس إلى ربهم بسبب هذه القصة، تكتموا على الخبر، ومنعوا هذه اللجنة العلمية من إخراج أية أخبار عن هذا الاكتشاف، إلا أن أحد العلماء الذين هربوا إلى أميركا، أظهر هذا الأمر في ولاية كاليفورنيا، وأذيع صوت هذا العالم في إذاعة كاليفورنيا، ولما علم المسئولون في المنطقة، أمروا بالتكتم على الخبر».
من جهته، قال خطيب جامع أبوعبيدة ابن الجراح الشيخ صلاح الجودر في حديثه عن الوضع في العراق والفلوجة «نظراً للأوضاع المأسوية التي يعيشها إخواننا في أرض الرافدين في العراق، وخصوصاً في الفلوجة، ونظراً للمعارك الدائرة على أرض العزة والكرامة، فإنه من حق إخوانكم هناك أن نقف معهم وقفة عز وإباء».
وأوضح الجودر أن الأخبار التي ترد في الفضائيات بشأن الفلوجة هي أخبار ملفقة وهدفها قذف الإحباط في نفوس الناس، لأنها موجهة أميركياً، مبيناً أن الأخبار التي ترد من الفلوجة تشير إلى أن وطيس الحرب قد حمي، إن الاحتلال يعيش حالاً من الإحباط والشلل التام، وأن أهل الفلوجة يخوضون ملحمة سيسجلها لهم التاريخ بأحرف من نور.
وختم حديثه بالقول: «العالم كله أدرك أن أميركا كانت كاذبة في حربها على العراق واتهامه بأنه يملك أسلحة الدمار الشامل، وأن أميركا لم تجلب لنفسها سوى الكره من الشعوب جراء هذه الحروب، وأن ما استفادته الأمة من درس أفغانستان والعراق هو الجرأة»، فقبل غزو الجيش الأميركي للعراق - كما قال - لم يتجرأ أحد على مجرد التفكير في معاداة أميركا، أما اليوم، فإن النمر الأميركي لم يكن سوى نمر من ورق.
أما خطيب مركز جامع الفاتح الشيخ جمعة توفيق، فكان حديثه يوم الجمعة عن الصلاة، إذ قال في بداية حديثه: «لقد رزئت الأمة الإسلامية بتقاليد وأعراف وعادات كثيرة، امتدت إلى دائرة العقيدة والعبادة، ولا يخلو الأمر من المنكرات والبدع والتقاليد البالية، حتى اختلط الأمر كما قال على الناس، فأصبحوا لا يفرقون بين ما هو عادة، وما هو عبادة، وما هو مشروع، وما هو ممنوع، فدخلت بسبب جهل بعض المسلمين الأخطاء في الدين بسبب العادة التي استشرت عليهم وتطبعوا بها.
ونبه توفيق أنه في حال التفكر في مصائب الأمة وحاجة الفرد إلى الإصلاح والتقوى، والقرب من المعروف والابتعاد عن المنكر، نجد عبادة من أهم العبادات تعيننا على ذلك، ألا وهي الصلاة، فهي تنهي عن الفحشاء والمنكر، ولكن هل صلاة المسلمين تنهاهم فعلاً عن الفحشاء والمنكر؟ والجواب: لا، لأن الصلاة - كما قال - ليست هي الصلاة.
وأكد توفيق أن الصلاة عبادة يجب أن تؤدى على الوجه المشروع، بأن يتعلم المسلم كل ما يتعلق بأحكام الصلاة، حتى يؤدي العبادة على الوجه الصحيح، لأن في الصلاة على هدي رسول الله الرحمة لصاحبها، منبهاً إلى أن الصلاة عبادة وليست عادة درج عليها الناس