العدد 2801 بتاريخ 07-05-2010م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


في افتتاح فعاليات الملتقى مساء أمس الأول

قاسم: المحدِّث السماهيجي شخصية يعتز بها الإسلام وثبتت على طريق الحق

سماهيج - علي الموسوي

جانب من الحضو

اعتبر الشيخ عيسى أحمد قاسم أن المرحوم المحدِّث الشيخ عبدالله بن صالح السماهيجي، شخصيّة يعتز بها الإسلام، وقد ثبت على طريق الحق، وأنه أعطى في ميادين الحياة المختلفة، ما تيسر له من الله عزّ وجل، مشيراً إلى أن «إحياء ذكرى السماهيجي، ليس لأنه من سماهيج، وإنما لكونه شخصية يعتز بها الإسلام».

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الشيخ عيسى قاسم في افتتاح ملتقى المحدِّث الشيخ عبدالله السماهيجي، مساء أمس الأول (الخميس)، الذي تنظمه هيئة الوسيلة ومؤسسات قرية سماهيج. ويعتبر الشيخ السماهيجي من علماء البحرين البارزين قبل 3 قرون. وولد في سماهيج العام 1086 للهجرةالموافق 1675م، وتوفي في مدينة بهبهان في إيران العام 1135 للهجرة الموافق 1723م.

واختتمت مساء أمس (الجمعة) أعمال المؤتمر بورقتي عمل، الأولى قدمها الباحث التاريخي سالم النويدري بعنوان «الشيخ عبدالله السماهيجي... تاريخ حافل بالعطاء في المعارف الدينية والمواقف الرسالية»، أما الورقة الثانية فقدمها الشيخ محمد الخرسي بعنوان «السماهيجي... مصنفاته ومؤلفاته».

هذا وذكر قاسم أن الشيخ السماهيجي من الشخصيات العلمائية التي وقفت في الصف الأول من جبهة الدفاع عن الدين، «الدين الذي يحتاج إلى حصون وقلاع ومدافع وجبهة قوية، والصف الأول من هذه الجبهة والحصن الحصين للدين، هم علماء هذه الأمة الحقيقيون، والفقهاء المصلحون، ومنهم الشيخ السماهيجي».

وأضاف: «فهؤلاء العلماء لا يشترَون بمال أو جاه، ولا يفرون من الزحف حين يتطلب الموقف الثبات».

وقال: «لقد حمى السماهيجي عقلية الشعب وروحه ونفسيته ومصالحه، وأسهم كما أسهم الكثيرون قبله، في الحفاظ على الدين».

وبيّن قاسم: «لولا علماء فقهاء مجاهدون، كانت قد أحيوا هذه الأرض وأنعشوا تاريخها، لما بقيت البحرين ولا غيرها على الخط الذي تفخر به اليوم».

ولفت إلى أنه «لا توجد قرية صغيرة في هذا البلد، إلا ولها عالم أو أكثر، يسهم فيما أراد الله سبحانه وتعالى، وتاريخ البحرين كتاريخ أي بلد، يواجه الصعوبات والتحديات (...)».

وشدد على أنه «لابد من فقهاء للمستقبل، وأن يهتم الحاضر بفقهاء كبار ومجاهدين عظماء، وكل قرية مسئولة عن استعادة تاريخ أمجادها، وعليها أن تخلد سماهيجيين من نوع المحدث الشيخ عبدالله وأكبر».

ونوّه إلى أن «الشغل الشاغل لأميركا وأعداء الدين، هو استهداف أي شخصية دينية صادقة وقادرة على التأثير في الرأي العام، والاستهداف إما أن يكون معنوياً أو مادياً»، مبيناً أن «أميركا تضع الخطط المدروسة لإسقاط العلماء، وتستهدف معنوياً كبار العلماء، وهذا أكبر ما يحرص عليه أعداء الدين بالأمس، واليوم وغداً». وأفاد بأن «المؤمن والجماعة والأمة المؤمنة، لا تنظر إلى القديم بما هو قديم، ولا إلى الجديد بما هو جديد، وتنظر إلى الشخصية في وزنها، والقضية بمعناها، وليست لنا عداوة مع قديم أو جديد»، مضيفاً «ربما كان جديد خيراً من ألف قديم، وربما العكس». وأكد قاسم: «لا نعادي حتى ما يأتي من أميركا على الإطلاق، ولا نصادق ما يأتي من أقدس الأماكن صداقة مطلقة، فالإسلام علمنا البحث عن الحقيقة، وعن كل رمز للحق، والتمسك بأية قضية تخدم الدين والإنسان».

وقال قاسم: «إذا كبر علماؤنا الماضون والباقون منهم بالعلم، فإنهم قد كبروا بالإيمان لدرجة أكبر، وإن السماهيجي وغيره من علماء هذا البلد الطاهر، ما كان ليكون شأناً في التاريخ، وما كانوا ليجدوا وزناً، لو كانوا علماء بلا إيمان»، مشيراً إلى أن «ما يعطي العلماء مكانتهم الخاصة، هو أن إيمانهم عن علم، وعلمهم يستظل بالله عز وجل». وخلافاً لذلك، أوضح قاسم أن «هناك علماء مصطنعون، وعلماء وجدوا أنفسهم على طريق، وأن هذا الطريق بما فيه من نزاهة وعفة وصبر على الجهاد، وجدوا أنفسهم فيه غرباء، فعاشوا اسم العلم لكن بنفسية أخرى، إلا أن المجتمع سرعان ما يكشفهم ويعرفهم».

وبيّن أن «العلم والإيمان قرينان، يزيّن كل منهم الآخر، ويستكمل به، وإيمان بلا علم قد يتحوّل إلى خرافة وبدع وضلالة، وعلم بلا إيمان ربما يتحول إلى قوة شيطانية ظالمة، تأتي على الأخضر واليابس من حياة الناس (...)». وبيّن أن «ذود العلماء عن الدين، هو ذود عن الأمة والحياة، فالعلماء لا ينفصل همهم عن صلاح الحياة، ولا يفكرون في صلاح الآخرة قبل الدنيا، وهم أوعى من أن يغفلوا هذه الحقيقة». وتابع قاسم «صلاح الآخرة يبدأ بصلاح الدنيا، وفساد الآخرة يبدأ بفساد الدنيا». من جانبه، قال نائب رئيس اللجنة المنظمة للملتقى عبدالزهراء عبدالحسن: إن البحرين زخرت منذ أعوام طويلة بالعلماء، وأنجبت علماء تستحق حياتهم الدراسة، وما ملتقى المحدث السماهيجي، إلا إحياءً لحياة هؤلاء العلماء، وللمواقف المشرفة، والجهود التي بذلوها طوال مسيرتهم لحفظ الدين. وبيّن أن الملتقى «لم يكن ليرى النور لولا جهود المؤسسات الأهلية في سماهيج، والتي حملت على عاتقها إبراز هذا الملتقى الذي يحمل اسم أحد العلماء البارزين في البحرين، والذين كان لهم دور في رفد الحركة الفكرية والثقافية والدينية والفقهية.


المحدِّث السماهيجي في سطور

اسمه ونسبه:

الشيخ عبدالله بن صالح بن جمعة بن علي بن شعبان بن أحمد بن ناصر بن محمد بن عبدالله السماهيجي.

ولادته:

ولد الشيخ السماهيجي في قرية سماهيج في العام 1086 للهجرة، 1675م

وفاته:

توفي في التاسع من شهر جمادى الثانية من العام 1135 للهجرة ،1723م، في مدينة بهبهان في إيران.

من مؤلفاته:

- جواهر البحرين في أحكام الثقلين.

- المسائل المحمدية في ما لابد من المسائل الدينية.

- مصائب الشهداء ومناقب السعداء.

- الرسالة العلوية.

- رياض الجنان.

- منظومة تحفة الرجال وزبدة المقال.

- الرسالة البهبهانية.

من أساتذته:

- الشيخ سليمان الماحوزي، المعروف بالمحقق البحراني.

- الشيخ أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني.

- الشيخ محمود بن عبدالسلام المعني.

من تلامذته:

- الشيخ ياسين البلادي.

- الشيخ ناصر الجارودي الخطي.

من أقوال العلماء فيه:

قال فيه السيد عبدالله الجزائري: «كان عالماً فاضلاً محدثاً متبحّراً بالأخبار، عارفاً بأساليبها ووجوهها، بصيراً في أغوارها، خبيراً بالجمع بين متنافياتها وتطبيق بعضها على بعض، له سليقة حسنة في فهم الروايات وأنس تام في معانيها». وقال فيه الشيخ يوسف البحراني: «كان الشيخ المذكور صالحاً عابداً ورعاً، شديداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جواداً سخياً كريماً، كثيراً لملازمة التدريس والمطالعة والتصنيف، لا تخلو أيامه من أحدها، له جملة من المصنفات ذكرها في إجازته».

وقال فيه الشيخ علي البلادي في «أنوار البدرين»: «وهذا الشيخ من أكابر العلماء العاملين، والفقهاء الورعين».


النويدري: السماهيجي عاش التاريخ المؤلم للبحرين إبان حياته

قال الباحث التاريخي سالم النويدري: «إن الشيخ عبدالله السماهيجي كانت له هجرة مبكرة عن البحرين، إذ كان عمره في أول هجرة 23 عاماً، أعقبته هجرة أخرى بعد أن عاد إلى البحرين».

وذكر في ورقة عمل قدمها في ملتقى المحدث السماهيجي مساء أمس (الجمعة) تحت عنوان «الشيخ عبد الله السماهيجي... تاريخ حافل بالعطاء في المعارف الدينية والمواقف الرسالية»، أن «مؤلفات الشيخ السماهيجي تدل على الفترة التي كان خلالها خارج البحرين، والمؤلفات التي كانت في البحرين».

وأوضح أن «هجرته الأولى كانت في العام 1109 للهجرة الموافق 1697م، ومؤلفاته تدل على ذلك، بعد ذلك عاد إلى البحرين، واستمرت مؤلفاته في البحرين إلى العام 1120 للهجرة الموافق 1708م».

وأضاف «هاجر السماهيجي بعد ذلك في العام 1127 للهجرة الموافق 1714م، ولم خروجه من البحرين حينها هرباً، بل لترتيب الأوضاع قبل الغزو العماني للبحرين آنذاك».

وأشار النويدري إلى أن « الشيخ السماهيجي لقّب بشيخ الإسلام، وهذا اللقب يعطى للقاضي العام في البحرين آنذاك».

وذكر «عاش الشيخ السماهيجي الوضع التاريخي المؤلم الذي كانت عليه البحرين إبان حياته».

وأفاد النويدري بأنه «ولد الشيخ السماهيجي في قرية سماهيج في العام 1675 ميلادية، وتوفي في بهبهان في العام 1723، حيث استقر هناك بقية حياته».

وبيّن النويدري «أنتج السماهيجي 72 عنواناً، غالبيتها في الفقه، إذ بلغ عدد مؤلفاته في الفقه 50 مؤلفاً، وفي أصول الفقه عنوان واحد، وفي الحديث وعلومه 8 مؤلفات، أما في الخطب فلديه مؤلف واحد، وفي الدعاء مؤلف واحد، والنحو كذلك، وفي الشعر ديوان واحد».


الخرسي: السماهيجي أصدر46 مصنفاً طوال حياته

ذكر الشيخ محمد الخرسي أن المرحوم الشيخ عبدالله السماهيجي أصدر خلال حياته قرابة 46 مصنفاً، غالبيتها عبارة عن رسائل وليست كتباً، وقد تنوّعت واختلفت، فبعضها كان عبارة عن جمع للأدعية، ومثال ذلك كتابه «الرسالة العلوية»، والتي كانت على غرار «الصحيفة السجادية».

وبيّن أن «للشيخ السماهيجي عدداً من الكتب التي لم يكتمل تأليفها، وعدداً من الكتب التي جمع فيها الأخبار، وأبدى فيها رأيه، ومنها (جواهر البحرين في أحكام الثقلين)».

وقال الخرسي: «إن للسماهيجي باعاً طويلاً في الحياة العلمية والفقهية والحوزوية، والمعروف في حياته العلمية أنه أخذ العلم وتعلم فنون العلم في قريتي النعيم والماحوز».

وأضاف «كما كان تحصيله العلمي في قرية أبوصيبع، واتخذ منها منزلاً، لأن الحوزة العلمية كانت قائمة في أبوصيبع آنذاك، وفي الوقت نفسه كان يتردد على النعيم والماحوز في ذلك الوقت».

وأضاف الخرسي في ورقة عمل قدمها في الملتقى بعنوان «الشيخ السماهيجي... مؤلفاته ومصنفاته» أن «الشيخ السماهيجي أخذ علم الحديث وتعلمه على يده أستاذه الشيخ سليمان الماحوزي البحراني، وهو علم أسانيد الرواية ودلالاتها».

وبيّن الخرسي «يبدو أن حضور السماهيجي عند شيخه الشيخ محمد بن يوسف النعيمي، كان حضوراً في علم الحديث».

وذكر الخرسي أن «للشيخ ال



أضف تعليق



التعليقات 8
المعلم البحراني | رحمه الله بواسع رحمته ... 1:59 ص رحمة الله عليك يا شيخ عبدالله السماهيجي ...
رحم الله من قرأ لروجه سورة الفاتحة رد على تعليق
زائر 1 | اين ذكره 2:30 ص مع الاسف البحرين كانت ومازالت بلد العلم و العلماء
ولكن اين ذكرهم

اين المستفيات او المساجد او الماتم التي يطلق عليها اسماءهم وحتى الطرق و الشوراع
يعني الان سماهيج لو اطلق اسم الشيخ السماهيجي على شارع من شوارعها و يضع امامه تعريف مصغر عنه حتى الاجيال القادمة تعلم من هو السماهيجي

وشكرا للباحث سالم النويدري على جهده و على جهاده المتمثل بما اخرجته يده من كتب تحكي سيرة البحرين
بارك الله فيه و رحم الله والديه
ومبروك خطوبة ولده البكر عبدالله رد على تعليق
زائر 2 | رحمه الله 2:37 ص نعم هذه هي البحرين أرض العلم والعلماء، يشار لها بالبنان في كل محفل من محافل العلم والعطاء، فمتى تعود كما كانت. رحم الله جميع العلماء المتوفين وحفظ الباقين. رد على تعليق
زائر 3 | الله يرحمك برحمته 1675م يعني بحراني اصيل 3:31 ص اصل وفصل البحارنه ونعم فيهم رد على تعليق
زائر 4 | اين نحن من اخلاق الاوائل؟ 5:39 ص يا ليت ابناء هذا الزمان يتخلقون بما تخلق به الاوائل من العلماء الافذاذ الذين كانوا ينادون ويعملون على وحدة الناس والقيام بالحفاظ على الدين بالشكل اللائق واتباع ما امر به الدين وما جاء به القرآن ففي هذا الزمن نرى العجب العجاب واختلاط الامور على العامة من الناس فلذا نسأل الله السلامة للجميع رد على تعليق
زائر 5 | الرشد 6:03 ص الله يحفظ سماحة الشيخ عيسى احمد قاسم للامة السلامية ويدحر العدا رد على تعليق
زائر 6 | بلد الاسلام والعلماء 7:09 ص البحرين منذ عقود وهي تزخر بالعلم والعلماء ومن زمن عبد القيس الحظة لاولى لدخول الاسلام الى الان وهي تخرج العضماء فهنيا لترابك الطاهر ياوطني ان حظنت فقهاء بذلو انفسهم في حفظ دين الله رد على تعليق
زائر 7 | بهبهان 11:43 ص توفي في بهبهان في العام 1723، حيث استقر هناك بقية حياته رد على تعليق