سفير خادم الحرمين الشريفين في المنامة عبدالمحسن بن فهد المارك
مسيرة مباركة بين السعودية والبحرين تنبع من روابط المودة بين القائدين
المنطقة الدبلوماسية - منصور الجمري
وصف سفير خادم الحرمين الشريفين في المنامة عبدالمحسن بن فهد المارك العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بأنها قائمة على المحبة والاحترام المتبادل بن القيادتين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات.
وقال إنه وفقا لهذه الأسس المتينة والمتميزة، فإنها ستستمر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، اللذين يحرصان على ازدهارها وتطورها على الصعيد الثنائي، وعلى صعيد مجلس التعاون الخليجي، حيث تمر العلاقات حاليا بين البلدين بأزهى مراحلها، الأمر الذي سينعكس على المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين.
وتناول السفير المارك في حديث لـ «الوسط» بمناسبة الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الحديث عن محاور متعددة في مسيرة العلاقات بين البلدين، مشيرا الى أن هذه العلاقة تعتبر مثالا يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية - العربية؛ لأنها نابعة من رؤية صادقة ومخلصة من خادم الحرمين الشريفين وجلالة ملك مملكة البحرين ـ حفظهما الله ـ في ازدهار بلديهما وبلدان منطقة الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية ورفاهية المواطنين وزيادة التواصل بينهم في كافة الجوانب مما ينعكس على البلدين الشقيقين تقدما وازدهارا... وفيما يأتي نص الحوار:
الوسط: كيف ترون زيارة خادم الحرمين الشريفين لمملكة البحرين الشقيقة ومدى أهمية العلاقات بين البلدين؟
- العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة علاقات ممتازة ومتميزة للغاية نابعة من الأخوة الصادقة بين القيادتين الرشيدتين والشعبين النبيلين وقائمة على المحبة والاحترام وتشكل أنموذجا للعلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة المتحابة وما يدل على متانة هذه العلاقات القائمة بينهما من قديم الزمن وتأصلها منذ الدولة السعودية الأولى والثانية حتى قيام كيان المملكة العربية السعودية على يد المؤسس ـ المغفور له بإذن الله ـ الملك عبدالعزيز رحمه الله.
وهنا يبدو جليا عند زيارة ـ المغفور له ـ الملك عبدالعزيز للبحرين العام (1348هـ - 1930م) ووفقا لهذه القاعدة المتينة والمتميزة التي سوف تستمر بإذن الله في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجلالة الملك حمد بن عيسى اللذين يعملان على ازدهارها وتطورها على الصعيد الثنائي وعلى صعيد مجلس التعاون الخليجي حيث تمر العلاقات حاليا بين البلدين بأزهى مراحلها الأمر الذي سينعكس على المصلحة المشتركة بين البلدين الشقيقين كما أن هذه العلاقة تعتبر مثالا يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية - العربية، حيث انها نابعة من رؤية صادقة ومخلصة من خادم الحرمين الشريفين وجلالة ملك مملكة البحرين ـ حفظهما الله ـ في ازدهار بلديهما وبلدان منطقة الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية ورفاهية المواطنين، وزيادة التواصل بينهم في كافة الجوانب مما ينعكس على البلدين الشقيقين تقدما وازدهارا وعلى الأمتين العربية والإسلامية.
وتعتبر العلاقات بين البلدين قائمة على المحبة والاحترام المتبادل بن القيادتين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات, ولا يفوتني أن أشيد بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين المملكة ومملكة البحرين الشقيقة القائمة على الود الخالص والمحبة الصادقة بين القيادتين والشعبين، وعلى ما تلقاه السفارة من رعاية وتقدير كريمين من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى لقوة الدفاع - حفظهم الله- ومن جميع المسئولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مملكة البحرين الشقيقة.
الشراكة التجارية الأولى
الوسط: كيف ترون العلاقات والتبادل التجاري بين البلدين في المستقبل؟
-المملكة العربية السعودية تعد الشريك التجاري الأول للبحرين، وقد كان لتوجهات قيادتي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم هذا التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي، وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين مما ساهم في تعدد المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الشقيقين، والتي تعززت بشكل كبير بعد افتتاح جسر الملك فهد العام.
واصبحت الاستثمارات السعودية تستحوذ على النصيب الأوفر من السوق الاستثمارية البحرينية إذ بلغت الاستثمارات السعودية في مملكة البحرين حتى أكتوبر/ تشرين الثاني من العام 2005 ما يزيد على 700 مليون دينار، أما نسبة الاستثمارات المملوكة من الشركات السعودية المسجلة بمملكة البحرين فبلغت أكثر من مليار دينار بحريني فيما بلغ عدد الشركات الفاعلة التي فيها استثمار سعودي حوالي 315 شركة، بينما بلغ عدد الشركات السعودية العاملة والمسجلة في مملكة البحرين 43 شركة، وهذه آخر إحصائية موثقة علما بأن الاستثمارات خلال السنوات الأخيرة تضاعف، مما يعكس مدى متانة العلاقات الاقتصادية السعودية البحرينية وتطورها، والتبادل التجاري الذي يعتبر في أفضل حالاته بين البلدين حاليا ونتوقع بمشيئة الله أن يكون في المستقبل أفضل كذلك.
البلدان ومسيرة مجلس التعاون
الوسط: ما هي نظرتكم إلى مسيرة مجلس التعاون ودور البحرين وبلادكم فيها؟
- مسيرة مجلس التعاون المباركة تأتي تحقيقا لأهداف قادة دول مجلس التعاون الخليجي في توطيد المسيرة الأخوية المباركة بين دول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تأتي في إطار العلاقات المتميزة بينهم وبين شعوبهم، وتلقى كل اهتمام وعناية، وليس أدل على ذلك من التقاء الأشقاء في قممهم، والتأكيد على مواصلة هذه المسيرة المباركة، ودور المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة فيها تنبع من روابط المودة التي تربط بين خادم الحرمين الشريفين وأخيه ملك مملكة البحرين الشقيقة شخصيا، وبين الأسرتين الكريمتين والبلدين والشعبين الشقيقين، وللتشاور فيما بينهما لدعم العلاقات الثنائية والخليجية وتنميتها في جميع المجالات بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين وشعبيهما، وعلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمتين العربية والإسلامية.
وضع جسر الملك فهد بالأرقام
الوسط: يُعتبر جسر الملك فهد شريانا حيويا بين البلدين، لكن هنالك تكدس وازدحام من وإلى البلدين في أيام الإجازات وكذلك للشاحنات فهل هنالك خطط لحل هذه الاشكالية؟
- عدد المسافرين عبر جسر الملك فهد بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ازداد خلال العام 2008 بنسبة 8,94 في المئة ليصل عددهم إلى17 مليونا و743 ألفا و495 مسافرا بمعدل يومي قدره 48 ألفا و612 مسافر، مقارنة بـ 16 مليونا و278 ألفا و743 مسافرا العام 2007، ليبلغ إجمالي عدد المسافرين عبر الجسر منذ افتتاحه وحتى نهاية العام (2008) نحو 170 مليونا و944 ألفا و518 مسافرا. ووفقا للتقرير السنوي الـ23 الذي أصدرته إدارة الجسر عن أنشطتها خلال العام المالي (2009)، فقد بلغ عدد المركبات والشاحنات التي عبرت الجسر خلال العام 2008، 8 ملايين و646 ألفا و724مركبة وشاحنة، بمعدل 23 ألفا و690 مركبة يوميا، وذلك بنسبة زيادة قدرها 20,3 في المئة عن العام 2007 الذي شهد عبور 7 ملايين و187 ألفا و920 مركبة وشاحنة، وبذلك يصبح مجموع المركبات التي عبرت الجسر منذ افتتاحه في العام 1986 وحتى نهاية العام 2008، 70 مليونا و783 ألفا و892 مركبة.
وأعلن أخيرا عن زيادة عدد الكبائن من 10 إلى 18 مسارا في بعض المناطق وفي المنطقة المحايدة الضيقة تمت زيادتها إلى 6 مسارات، وهنالك خطة تتضمن زيادة أعداد مواقف موظفي المؤسسة وموظفي الجمارك، ونظام حريق متكامل تحسبا لأي طارئ، ونظم أمنية للأسواق ولوحات إرشادية إضافية، وتم تصميم الكبائن على أساس طولي، والكبينة تحمل شخصين احدهما يخدم الجانب الأيمن والآخر يخدم الجانب الأيسر مما يساعد على زيادة عدد المسارات.
وحديثا، بدأ التشغيل الفعلي للكبائن منذ أسبوعين، وفيما يختص بالشحن تم عمل خطة قصيرة لتوسعة مسارات الشحن لمدة أربعة أسابيع وتنظيم الساحات وتوسعة مداخل ومخارج الشحن للجانبين، حيث كانت في البداية تحتوي على مسارين والآن خمسة مسارات في الجانب السعودي، أما الجانب البحريني فسينتهي المشروع قريبا، ومن ضمن مشاريع الشحن ترصيف منطقة لدول مجلس التعاون لمنطقة انطلاق الشاحنات بدلا من الطريق المؤدي إلى الجسر فتم التنسيق مع وزارة النقل بتخصيص منطقة ربع كيلو خصصت لانتظار الشاحنات بدلا من انتظارها على الطريق العام وقد بدأ المشروع. وخطط المؤسسة العامة للجسر قصيرة المدى إنشاء بنية تحتية جديدة تخدم كلا الجانبين، ولجميع الأجهزة والإدارات المعنية لكلا الجانبين. هذا يؤكد للجميع أهمية الجسر وفاعلية الإجراءات المتخذة والأهمية التي يحظى بها هذا المنجز الضخم من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ويعكس بالتالي أهميته الاقتصادية المتعاظمة في زيادة التجارة البينية وتدفق الاستثمارات ودافعا لتسهيل الإجراءات وسرعة التواصل .