فيما تناول الشرقي دور القرآن في نهضة الأمة
قاسم: الغرب يسعى إلى خلق إسلام يتوافق وهواه
الوسط - حيدر محمد
تطرق الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الصادق(ع) بالدراز إلى ذكرى مرور خمسة عشر عاما على رحيل الإمام الخميني، وقال قاسم إن الإمام الراحل «كان قائدا قرآنيا مجاهدا في الله، عنيدا في الحقّ، طالبا للآخرة، معلمّ أمة، ومخرّجا لأجيال على طريق الكفاح، ومدرسة هادية للحياة (...) السيد الإمام ما كانت أميركا بإغرائها لتشتريه، فضلا عن الشاه الذي كانت عروضه العريضة مبذولة للسيد الإمام».
وتناول قاسم المحاولات التي تقوم بها بعض الدول الغربية لتمييع صورة الإسلام وحركته بقوله: «هناك إسلامٌ والصياغة سماوية. وهناك إسلامٌ والصياغة بشريةٌ أرضية. هناك تحضير واسع في أميركا وأوروبا ودولٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ لإسلام بديل، إسلامٍ على الكيف العلماني والمسيحي المحرّف، ليحل محل الإسلام الأصيل، إسلام القرآن الكريم والسنة المطهرة».
مضيفا «فأميركا قبل اشتغلت على إعداد أئمة جماعة وجمعة لتحل محل أئمة جمعةٍ وجماعةٍ سابقين فيها لأداء هذه الوظيفة، وإنجلترا اليوم قررت جدا هذا الإعداد والاستبدال، وفرنسا تفرض على المسلمين إسلاما يتنكر للحجاب ويعدّه تخلفا مقيتا، ودولٌ عربية وإسلامية تسابق أميركا وأوروبا في استحداث إسلام من تصميم وصناعة غربية، وتعد مناهج دينية جديدة خالية من غير المسموح به غربيا، وتعدّ مبلغين وعلماء من طراز يتماشى وطموحات الخطة الأميركية لتثبيت الإسلام الأميركي التقدّمي في أرض المسلمين، بل في عقولهم وأفئدتهم، ويأتي ذلك ركنا مهما في مخطط الهيمنة الشاملة».
داعيا جماهير الأمة المسلمة إلى «أن تحمي إسلامها فكريا وثقافيا من عمليةٍ تزويريةٍ كاذبةٍ تستهدف الإسلام، وتمكن للعلمانية الفاجرة وتحوّل الأمة إلى أمّة ذيليةٍ خاسئة». وكان قاسم ألقى كلمة في الاحتفال التأبيني بمناسبة الذكرى ذاتها في مسجد مؤمن بالمنامة مساء أمس الأول بحضور السفير الإيراني محمد فرازمند.
كما أشار قاسم إلى الحكومة العراقية الجديدة التي أنشئت بعد حل مجلس الحكم العراقي، شارحا مدى القدرة التي تتمتع بها الولايات المتحدة في بسط نفوذها، وتأثير ذلك على المستقبل العراقي والمنطقة.
من جهته استعرض رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان تجربة المجلس الوطني بمناسبة قرب انتهاء دور الانعقاد التشريعي الثاني، وشرح سلمان بالتفصيل سلبيات هذه التجربة النيابية.
فعلى الجانب التشريعي قال سلمان: «للمجلس ثلاث مهمات رئيسية هي التشريع والرقابة السياسية والرقابة المالية. وبخصوص التشريع يلاحظ على المجلس صوغ قناعات أعضائه على شكل رغبات وليس قوانين، ولعل السر في ذلك هو قناعة الجميع بعدم وجود آلية تشريعية حقيقية. كما أعطت الحكومة الأولوية لمشروعاتها على حساب مشروعات العناصر المنتخبة وحتى المعينة، علاوة على أن الحكومة لجأت إلى مسألة التأخر في صوغ القوانين المقترحة من قبل أحد المجلسين ووضعت على الرف رغبات النواب» مقارنا ذلك بالتجربة البرلمانية السابقة ذات الصلاحيات الأوسع.
كما أكد سلمان أن المجلس قام بفتح عدد من الملفات المهمة، ولكن للإثارة فقط، واستطاع المجلس في أحيان أخرى تجاوز مرحلة الإثارة إلى المساءلة كملف التأمينات والتقاعد، الذي استطاع فيه النواب إرجاع بعض الأموال التي سرقت، لكنهم أرجعوها من موازنة الدولة لا ممن سرقها.
وبدوره تناول خطيب جامع يوسف كانو بمدينة حمد الشيخ جلال الشرقي الدور الذي يلعبه القرآن الكريم في نهضة الأمة واستلهام قوتها إذ قال: «لقد أيقن أعداء الأمة بأهمية القرآن الكريم في نهضة الأمة وانه سر وحدتنا ونبض حياتنا حتى سارعوا إلى معاداته وطلبوا من الدول الإسلامية المختلفة إغلاق مراكز التحفيظ (...) وإذا ما أردنا العزة والكرامة والنصر فعلينا بتحكيم كتاب الله سبحانه وتعالى فينا وتطبيق أحكامه وتعاليمه» متسائلا «فمتى نحن نعي هذا الأمر؟!».
كما استعرض الشرقي أهمية استغلال الوقت واستثماره بالوجه الصحيح وخصوصا من قبل شبابنا الذين هم عماد الأمة ومرتكزها، ومستقبل امتنا مرهون بهم، مبينا أهمية خلق الوعي في استغلال الوقت الذي هو نعمة ثمينة ، مستدلا بما دعا إليه الرسول الأعظم (ص) من ضرورة استغلال الصحة والفراغ.
مضيفا «في الواقع ان شبابنا يتمتعون بهاتين النعمتين، وخصوصا أننا على أعتاب العطلة الصيفية التي هي على الأبواب» داعيا الشباب إلى أن يستغلوا فرصة العطلة في طاعة الله وتعلم كتابه المجيد قراءة وحفظا وتدبرا والاستفادة من مراكز التحفيظ المنتشرة في ربوع المملكة»