انتقد إهمال هذه الفعاليات ودعا إلى الالتحام بالعظماء لصنع الحاضر وتصحيحه
قاسم: مؤتمر «العلامة العصفور» خطوة لاستنهاض الحركة الإيجابية الصالحة
الوسط - محرر الشئون المحلية
اعتبر الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أمس مؤتمر «العلامة الشيخ حسين العصفور ... الرسالة والموقف» الذي يفتتح غدا (الأحد) «خطوة مباركة ورائدة وهادية ومدشنة وموفقة ـ إن شاء الله ـ على طريق الاستجابة الطبيعية لمقتضى وعي هذا الشعب وإحساسه بقيمة تاريخه وحاجته لاستنهاض دور العلم والإيمان والحركة الإيجابية الصالحة في المشاركة الفعالة في صنع الحاضر وتصحيحه والتقدم به والتمهيد للرشد الصاعد الحي والوعي المتفجر الذي ينبغي أن يزخر به المستقبل».
واستدرك قاسم «للشهادة فإن المؤسسات الثقافية الإسلامية الشعبية عندنا وقعت في تأخر وتأجيل وتقصير في هذا المجال وكان عليها أن تفعل الكثير». كما ألمح إلى أنه «جرت محاولة قبل عشرات السنين لهذا الشأن وووجهت بالقوة».
وقال: «إن فقيهنا الكبير كان له أوسع درجة من التقليد لآرائه الفقهية من بين بقية الآراء في البحرين وعموم المنطقة ولمدة زمنية طالت جدا ولايزال تقليد آرائه الفقهية قائما إلى اليوم، ولقد ملك الشيخ في جملة شخصيته قلب هذا الشعب وصار من ضميره وعمر في شعوره الكريم فذا كبيرا لزمن طويلٍ وسيبقى كذلك».
وسأل قاسم: «ماذا يقدر الناس إذا لم تقدر في مثل هذا الرجل الكريم صفاته من علم وإيمان وتقوى وفضائل وجهاد؟ وانه لتحتاج الحركة الدينية العلمية والعملية حتى تشتد وتصح وتحتفظ بأصالتها وتثبت على الطريق ولا تصاب بالاهتزاز أو الميل للالتحام بإضاءات الماضي الوضيء وسيرة عظماء الأمة معينا لها ذلك للانشداد بمحورها الأول ومنارتها الأصل من كتاب الله المجيد وسيرة رسوله الكريم وأهل بيته المعصومين (عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام)».
ولفت قاسم في خطبته أمس إلى أن «للبحرين هوية لا تنكر، كتَبها تاريخ إسلامي مجيد ورجالات عظام كثر وجماهير مؤمنة غفيرة، وهوية هذا البلد هوية علم وإيمان وتقوى وحركة جهادية متواصلة صابرة، وقد عرفت خطها الإيماني مبكراَ وآمنت به وثبتت عليه رغم الصعاب والمحن». وأضاف أن «سماحة الفقيه الكبير العلامة الشيخ حسين العصفور (رحمه الله وعطر مرقده) واحد من الذين مثلوا هذه الهوية بحق في أبعادها المختلفة والتحم بها والتحمت به، فالحديث عن الشيخ وأمثاله حديث عن هذا البلد الطيب والهوية الكريمة والتاريخ المجيد وهو صفحة من صفحاته المشرقة وعلم من أعلامه الذين كتبت لهم الحياة لا الموت». ورأى أن «الحديث عن التاريخ ورجالاته إنما هو لاستنهاض الحاضر وتعزيز الثقة بالانتماء، وفيه شهادة بالحق وتأكيد على الأصالة وتذكير بالقدرة وبعث للهمم والاستفادة من إضاءات الماضي وإشراقته في حركة أكثر تقدما وأكبر طموحاَ تشغل الحاضر وتستشرف بخطوات قاصدة آفاق المستقبل». واستطرد «إذا فتح الحاضر بعض الصفحات المظلمة في تاريخ أمة أو بلد فإنما ذلك للعظة والعبرة وتجنب تجارب السوء ورموز الانحدار، وما من أمة نابهة وشعب واعٍ يتعامل مع تاريخ أمجاده ورجاله الصالحين بإهمال وعدم مبالاة ويعيش مبتورا عن حركته الحضارية الكريمة التي أسست لحاضره وكتبت له القوة والصمود، ووعي هذا الشعب لا يناسبه هذا الإهمال الذي طال وقتا كثيرا». وعلى صعيد ذي صلة قال قاسم: «يريد البعض أن يفصل الدين عن السياسة ويصر على ذلك وينكر على الإسلاميين تدخلهم في ميادينها، بينما كان الإسلام جادا كل الجد في قرآنه العظيم وعلى يد رسوله الكريم على معالجة القضية السياسية معالجة إسلامية وحل مشكلاتها حلا إسلاميا عادلا وبطريقة إسلامية إلهية بعيدة عن هوى البشر وأنانيتهم الشخصية، وقد أقام الرسول (ص) دولة الإسلام المباركة في المدينة المنورة على مرأى من العالم كله وحكم أربعة بعده (ص) باسم الإسلام، بل أن الحكم الأموي وكذلك العباسي (...) كانا يرفعان شعار الإسلام والخلافة الإسلامية، فالحكم الإسلامي صدقا أو زيفا استمر لعدة قرون».
وفي الشأن الدولي تحدث قاسم عن القضية الفلسطينية تحت عنوان «إسرائيل تهزأ» قائلا: ذهب العرب والسلطة الفلسطينية بعيدا في التنازل لإسرائيل في ظل موقف متعجرف ومستعلن منها وشعور بالقوة اتكاء على السلاح النووي والدعم الأميركي المفتوح ماليا وسياسيا وامنيا والاحتضان الدافئ من أميركا وأوروبا والضمان الأميركي للأمن الصهيوني وتكرار الوعد بالوقوف معها بأي ثمن والضغط المتواصل على الجانب العربي حتى زاد استئساد الصهاينة وشذاذ الأرض فصاروا يتعاملون مع الأنظمة الرسمية العربية بالهزي والسخرية. وذكر قاسم أنه كلما أبدت هذه الأنظمة تنازلا وتقدمت مسافة على خط التنازل للرغبات الصهيونية والحل الذي يرضي إسرائيل ودفعوا بالسلطة الفلسطينية على هذا الطريق المذل كلما طغى التعنت الإسرائيلي وعبر عن نفسه ساخرا من الطرف العربي بإعلان المزيد من مشاريع الاستيطان ووضع عراقيل جدية محرجة للسياسة العربية الرسمية في تنازلاتها، فما هي إلا أيام مضت على إعلان العودة من الجانب الرسمي العربي والسلطة الفلسطينية لمحادثات لما يسمى بالسلام غير المباشرة، وفي ظل وجود المبعوث الأميركي الكبير ـ كما يقولون في المنطقة ـ في مهمته التقريبية أو التغريرية النزيهة يعلن الجانب الإسرائيلي عن ألف وستمئة وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية إرغاما لأنف العرب.
سيطرح الباحثون فيه 18 ورقة عمل في 7 محاور
غدا انطلاق مؤتمر «العلامة العصفور» بمقابة
الوسط - محرر الشئون المحلية
أعلنت اللجنة الإعلامية لمؤتمر العلامة الشيخ حسين آل عصفور انطلاق فعاليات المؤتمر غدا (الأحد) وتستمر حتى (الثلثاء) المقبل تحت شعار «الرسالة والموقف» الذي ينظمه مجلس الحاج منصور آل عصفور، مفيدة بأن باحثين من داخل البحرين وخارجها سيقدمون 18 ورقة عمل في 7 محاور تشمل الفقه والتاريخ وعلم الكلام.
وقال الأمين العام للمؤتمر أحمد المرزوق: إنه من المقرر أن يبدأ برنامج المؤتمر في الساعة 9:00 من صباح غدٍ بكلمة الافتتاح وكلمة أسرة آل عصفور للشيخ أحمد العصفور، وكلمة يقدمها الشيخ محمد محسن العصفور عن مجلس الحاج منصور بن إبراهيم آل عصفور، وستكون هناك كلمات لكل من: السيد محمد حسين فضل الله (بالنيابة)، الشيخ عيسى قاسم، الشيخ علي الكوراني والشيخ حسن الصفار، وسيكون المقرران لهذه الجلسة كل من محمد علي الحجيري وزكريا رضي.
وأوضح أنه سيترأس جلسة العمل الأولى رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري ومقرراها كل من محمد الأعضب وجعفر كاظم، وتشمل ثلاث أوراق عمل هي العلاقة الثقافية بين البحرين والنجف لمحمد حسين الصغير، فيما يقدم مستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية محمد علي الستري ورقة عمل بعنوان: «مدرسة البحرين الفقهية... المباني العامة المرجعية: الشيخ يوسف والشيخ حسين والشيخ عبدالله نموذجا»، أما السيد حسن النمر فسيقدم ورقة عمل بعنوان: «إمامة أهل بيت النبي بالنص الجلي والخفي... مؤلفات الشيخ حسين نموذجا».
وفي جلسة العمل الثانية التي يترأسها محمد حسين الصغير ومقرراها كل من جاسم محمد وجعفر محمد حسين، فسيقدم فيها الشيخ محمد عسيران ورقة عمل بعنوان: «العلاقة بين طريقتي الاستدلال في مدرسة أهل البيت من وجهة نظر العلامة الشيخ حسين»، وسيقدم الباحث أكبر نذاد استعراضا لمخطوطات العلامة الشيخ حسين في أنحاء العالم الإسلامي.
وبشأن جلسات يوم بعد غدٍ (الإثنين) ثاني أيام المؤتمر، قال المرزوق: إن الشيخ ناصر العصفور سيترأس الجلسة الأولى ويقررها كل من عبدالجبار ابراهيم وحسن علي علي، ويتحدث فيها سالم النويدري في ورقته: «كتابة السيرة عند الشيخ حسين وخصائصها الفنية»، فيما يتناول سيروان عبدالزهراء ورقة عمل بعنوان: «الأساس الفكري لتوظيف القواعد النحوية في مؤلفات الشيخ حسين»، وستكون ورقة الشيخ فاضل عبدالجليل الزاكي مخصصة لتلامذة العلامة الشيخ حسين آل عصفور، ويترأس جلسة العمل الثاني عيسى الوداعي ويقررها كل من عيسى حسن، وجعفر نعمان، ويتحدث فيها فرح موسى حول الإمامة بين هشام بن الحكم والشيخ حسين آل عصفور، أما القاضي محمد جواد الطريحي فسيقدم ورقة عمل عن فقه العامل التجاري عند الشيخ حسين آل عصفور، وستخصص جلسة العمل الثالثة التي يترأسها الشيخ عبدالنبي الدرازي ويقررها محمد الأعضب وزكريا يوسف ورقة عمل لعلي خضير بعنوان: «الشيخ حسين آل عصفور واتجاهاته الحديثية»، فيما يتناول صباح عباس عنوز ورقة عمل بعنوان: «الشيخ حسين آل عصفور... رؤى نقدية».