انتقد النواب الذين ينوبون عن الحكومة بدلا من الشعب...
قاسم: الذين ترتفع أصواتهم دائما ضد المعارضة يتبعون عصبية عمياء
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أمس إن «الذين ترتفع أصواتهم في كل مسألة يُختلف عليها بين المعارضة والحكومة في الأمور التي تحرص عليها الأخيرة بصورة جدية وترتفع أصواتهم مع كل مطلبٍ من مطالبها ودعايةٍ من دعاياتها ضد المعارضة وما تريد أن توجه الرأي العام إليهم بصورةٍ لا مسئولة في متابعة عصبيةٍ عمياء، يُسأل هم نواب حكومةٍ أو شعب؟ والجواب واضح».
وأضاف «في الدولة الديمقراطية تكون الحكومة من اختيار الشعب والمجلس النيابي ممثلا للشعب ومن اختياره حقيقة، لا أن تُتخذ العملية الانتخابية غطاء ظاهريا وراءه تدبير للأمر بليلٍ أو حتى على المكشوف». مستدركا «أما بعد أن تكون الحكومة معينة ونصف السلطة التشريعية معين ورئيس المجلس الوطني شبه معين وما يزيد عن نصف المجلس النيابي صوته خالص لمصلحة الحكومة، فماذا يبقى من الديمقراطية؟».
وفيما يتعلق بذكرى المولد النبوي الشريف بيّن قاسم أن يوم ذكرى المولد النبوي الشريف يوم يثير الحس بالألم والمرارة للجريمة الكبرى التي ارتكبها طغاة هذه الأمة ومازالوا يرتكبونها في الابتعاد بها عن خط نبيها الكريم (ص) ومنقذها الأعظم، آخذين بها من جاهليةٍ إلى أخرى ومن مستنقع حضاري إلى آخر ومن ذلٍ إلى ذل ومن خزيٍ إلى خزيٍ وهوان. وأضاف «هو يومُ يثير الحس بالمسئولية الكبرى بعودة الأمة إلى أحضان خط الرسالة والرسول التي أخرجها من الظلامات إلى النور وأسراها وبعث إنسانها حيا بعد موت وأعطاها العزة والكرامة والمجد وولد فيها روح الحركة وعزم النهوض وشوق الرقي ووضع بيدها وسائل النهضة ووفر لها عوامل الصعود ودفع بها في معراج الكمال إلى مسافاتٍ ومسافاتٍ شاسعةٍ بعيدة وأيقظ ضمير الإنسانية في أوسع الدوائر... ووجّه العقل والقلب في كل الأمم إلى الله وأطلق الطاقات الإنسانية على طريق الإنتاج المثمر ونادى صادقا بأخوة الإنسان للإنسان وبالتعاون على البر والتقوى وركز قاعدة التعامل بالعدل والإحسان في إطار الإنسانية كلها ووصل من نور حركته إلى كل أبعاد الأرض».
ورأى قاسم أن يوم الذكرى «ينبغي أن يتخذ من الأمة يوم توبة وأوبة للإسلام ونبي الإسلام ولرب الإسلام أولا وبالذات، إنه يوم لتصحيح الواقع وللخروج من المأساة ومن المستنقعات الجاهلية القذرة والمنزلقات الخطيرة التي وقعت فيها الأمة، كمنزلق التبعية الذليلة التي اختارها كثيرٌ من الأنظمة الرسمية في الأمة لأعدائها من الجهلة المستكبرين ومنزلق الميوعة والتحلل ـ الظاهرة التي فشت وسط الأمة ذكورا وإناثا لما لم يعرفها تاريخها من قبل ـ ومنزلق الفكر التكفيري واستباحة دماء الأبرياء من المسلمين وغيرهم باسم الإسلام والتقوى والجهاد والعمل الصالح ومنزلق التغريب الفكري والثقافي الشامل».
وتابع «إنه يومُ لثورة الأمة على ذاتها انتصارا لدينها وعزتها وكرامتها وخيرها وأصالتها وشموخها وموقعها الريادي الهادي الذي أهّلها الإسلام لتحمل أمانته وتكلف أعبائه».
كما شدد على أن «ذكرى يوم المولد الشريف ليست للتصفيق والغناء وحفلات الطرب واللهو والعربدة ولا للاحتفالات الرسمية الكاذبة المغررة ولا للاحتفالات الشعبية الباردة، إنه يومُ الإرادة الجادة والعزم الأكيد الراسخ العنيد على عودة العقل والقلب والإرادة والمنهج والشروق إلى خط المرسل والرسالة والرسول».
وقال: «كفى بُعدا عن الإسلام وهجرا لخط الرسالة وانفصالا عن قيادة الرسول (ص)، فمن أين كانت لدولة من خمسة ملايين صهيونيٍ ويهوديٍ ـ زادت أو نقصت عن ذلك ـ أن تتصرف بحرية في واقع ومصير أمة مليار ونصف المليار مسلم؟ وتستذلها وتهين كرامتها وتمتد يدها الطويلة إلى رجالاتها في البلاد المسلمة نفسها وتطلق تهديداتها الواسعة الجريئة كل يوم بشن الحرب عليها، بعد أن كانت هذه الأمة ـ أمتنا ـ تصوغ تاريخ الإنسان على الأرض، تصوغه مجيدا كريما صاعدا وتأخذ به حثيثا على خط الاستقامة، كل هذا ما كان يحصل منه شيء وما كانت الأمة لتفقد موقعها الريادي من بين الأمم وتخسر شيئا من هيبتها وقوتها وعزتها وهداها واستقامتها وشموخها لو بقيت على خط الله سبحانه وفي أحضان فكر النبوة وقيادة الرسول (ص)». وختم بالإشارة إلى أن «يوم ذكرى المولد الشريف يوم للرسالة والرسول لابد أن يُجعل الحجة الإلهية القاطعة على هذه الأمة التي تبحث عن كرامتها المضيعة وعزتها المنهوبة ومجدها... وقوتها المهدورة» .