على الحكومة أن تعطي درسا للشارع في عدم الانفعال الذي يجر للأخطاء الكبيرة
قاسم: مؤتمر «الوفاق» ما كان فيه جديد مثير... والضجة مفتعلة وفوق العادة
الوسط - محرر الشئون المحلية
قال الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبته بجامع الإمام الصادق بالدراز أمس: «قرأت بيان الوفاق في مؤتمرها الأخير قراءة عادية فما لفت نظري فيه شيء وما كان فيه جديد مثير، وإن تضمن نقاطا مهمة، أعقبته ضجة إعلامية واسعة مضادة ترميه باختراق الميثاق والدستور والتعدي على الأشخاص والعوائل، وخلطت ذلك بكلام عن ولاية الفقيه محذّرة ومتوعِّدة ومشرِّقة ومغرِّبة».
وتابع «جعلني ذلك أعيد القراءة ممعنا لأجد الجديد المثير في البيان، فلم أجد له عينا ولا أثرا، وجدته ـ كما هو ـ يتناول التعددية السياسية، والدستور التوافقي ونبذ التمييز والتوزيع العادل للثروة والخدمات الإسكانية والصحية والتعليمية التي تليق بمواطن(...)، واعتبر البيان أن هذا هو الأفق الذي تسعى له الجمعية ووصف المسار في ذلك بأنه طويل ولكن عزم الجمعية هو المضي على الطريق بالاشتراك مع كل القوى الأخرى المؤمنة بهذه المطالب».
وأضاف قاسم أن «مرجع البيان في كل ذلك مقررات الميثاق الوطني وكون الشعب مصدر كل السلطات والتوجه المعلن للديمقراطية العريقة والوعود المؤكدة والتفسيرات الرسمية المذاعة قبيل التصويت على الميثاق». وقال: «من أراد أن يرجع إلى بيان الوفاق فليرجع، فإنه يستحيل عليه أن يجد فيه كلمة نابية هابطة أو جرما وتعديا على شخص أو عائلة، ولو حدث للأمين العام للوفاق أن ذكر كلمة نابية أو شاتمه لما كان يرضى منه بذلك وهو أبعد من هذا الأمر»، مستدركا «أما المطالب المذكورة فهي مطالب متكررة لمرات على لسان المعارضة والقوى المختلفة وليس من وفاق أو غيرها وليس في أمرها من جديد».
وأشار قاسم إلى أنه «حين تكون ضجة واسعة وهجمة شرسة من طرف على طرف من غير أن يكون لها موضوع في الخارج يبررها يصح وصف هذه الضجة بالمفتعلة. لماذا هي مفتعلة؟ لأنك تبحث عن موضوع حقيقي لها فلا تجد. والضجة هنا فوق العادة، فقد شهدت استنفارا عاما من قبل الدولة شمل مختلف المؤسسات والرموز الكبيرة وكل الأنصار».
كما لفت إلى أن «افتعال الضجة والمبالغة فيها إلى حدٍ نادر يطرح سؤالا عن الأهداف الحقيقية الخفية وراءها. وعلى رغم الدهشة والحيرة وصعوبة التفسير للمفاجأة يقوم أكثر من احتمال، لا أتناول كل الاحتمالات ولكن أسأل: هل تريد هذه الهجمة أن تلجم الكلمة السياسية العلمية المتزنة وتكمم الأفواه وتسد باب المطالبة الشعبية بالإصلاح حتى عبر الوسائل السلمية الهادئة؟ أصبح ذلك صعبا جدا وممتنعا لأكثر من لحاظ، ومن ذلك تقدم كل الشعوب على هذا الخط وهذا الشعب من أبرزها».
وذكر أنه «ينبغي للحكومة ألا تستثار لحد فقد الأعصاب ـ كما في الحالة الراهنة ـ للغة التي تتحدث عن الحقوق التي يقررها الميثاق الذي قدمته بنفسها للتصويت والديمقراطية التي أعلنتها والملكية الدستورية التي ارتضتها وأن لا تضيق ذرعا بميثاق صاغته بيدها ودعت الشعب ورغّبته في التصويت عليه». مردفا «ان اكبر انضباط يطلب من المعارضة هو أن تكون مطالبتها بالحقوق قانونية وتستند إلى المواثيق والعهود المتوافق عليها بلا سبٍ وشتمٍ وتهريج، والخطاب الذي استفز الحكومة لم يخرج عن هذا السياق، فلِمَ كل هذه الضجة الكبرى المفتعلة؟ إن هذا ليسيء الظن».
وسأل قاسم: «كيف يحسن من الحكومة أن تطالب الشارع الذي يشعر بالمظلومية من تمييز وتجنيس وغيرهما بالانضباط وهي تخسر أعصابها في عددٍ من المرات بلا شيء وبلا سبب معقول؟» مبينا أن «على الحكومة وهي في موقعها المسئول أن تعطي درسا عمليا واضحا ومؤثرا للآخرين في التريث وعدم الانفعال الذي يجر للأخطاء الكبيرة والمزالق المتكررة، وألا تسعى لاختلاق المشكلات والأزمات في وسط الأجواء المختنقة والمشبعة بالمثيرات والمتفجرات. وهو الشيء الذي ينبغي أن يأخذ به الجميع».
ورأى أن «كل الحكومات تمتلك آلية إعلامية ضخمة مسيّرة لا تسأل عن تنفيذ ما تؤمر بتنفيذه أنه حق أو باطل، وخيرٌ أو شر، ومجرد إشارة من مالك هذه الآلة تحركها لصناعة رأي عام تجاه أية قضية من القضايا التي تهتم بها الإشارة وكيفما يريد المشير، وتحريك هذه الآلة في الحكمة إلى تدبر كثير وإمعان في النظر لأن كثيرا ما يسيء التحريك غير المحسوب لها يسبب كوارث للشعوب والأوطان وكل مكوناتها، وإذا حاولت الشعوب أن تمتلك مثل هذه الآلة أو شبيها لها وأسيء الاستعمال، وقعت التصادمات الخطيرة وعمت فوضى الكلمة والهرج والمرج والفتن العمياء المظلمة، على أن الشعوب في ردها الإعلامي على الحملات الظالمة لا تحتاج اليوم وحتى الأمس إلى من يستأجرها إلى ذلك كما تحتاج الحكومات إلى الاستئجار. الآلة الإعلامية عند الحكومات مستأجرة، الواقع الإعلامي عند الشعوب غير مستأجر ومفتوح، وإذا توجه إلى المواجهة فهو أكبر».
وختم قاسم حديثه في هذا الشأن بالقول: «بعيدا عن كل الانفعالات والاعتداد بالنفس من أي طرف من أطراف الساحة الوطنية في أي موقع من المواقع وعن أي تبجح من أي مكون من مكونات الواقع الوطني، تحتاج الأوضاع إلى إصلاح جدي سريع، ولا بديل عن ذلك باستعادة الثقة وراحة الجميع وخير الوطن».
المعاودة: على السلطات التنفيذية معالجة الأخطاء بالحوار وليس بردود الفعل
الوسط - محرر الشئون المحلية
دعا خطيب جامع عيسى بن علي بالمحرق الشيخ عادل المعاودة، في خطبته أمس، «السلطات التنفيذية إلى معالجة الأخطاء بالتواصل والحوار بالاحترام المتبادل وليس بردود فعل قد تكون أحيانا تهييجية أكثر منها تصويبية». كما دعا «المعارضة بجميع ألوانها وبالمسميات التي تحلو لها إلى أن تجتمع على هم المواطن الذي شبع خُطبا ومظاهرات واعتصامات ومؤتمرات ولكن مازال ينتظر تحسين مستوى المعيشة وزيادة المدخول وتحسين التعليم وحل مشكلة الإسكان والانتهاء من مشكلة البيوت التي كانت آيلة للسقوط وانتقلت بعضها من آيلة إلى ساقطة، ومع ذلك لم نر تحركا جادا لإنهاء المشكلة».
وقال المعاودة: «لكل إنسان حق التعبير عن رأيه وقناعته، وهذا حق كفله الدين قبل الدستور والنظام، ولكن الشرع والدستور وما تعارف عليه الناس فإن إبداء الرأي يجب أن يكون بالتي هي أحسن وللتي هي أقوم». محذرا من «أي مساس بالنظام وبالقيادة التي تنعم في ظلها البحرين اليوم»، واستدرك «مع أننا نرى أن هناك قصورا لكننا لن نسمح لأحد أن يمس كياننا ووحدتنا المتمثلة بالقيادة التي تضمنا وتمثلنا»، كما نبه أنه «علينا أن نعتبر بمن حولنا ممن لا ينعمون بالأمن ولا بالاستقرار». وفي ما يتعلق بالوضع المعيشي في البحرين سأل المعاودة: «لماذا تكون شركة يدفع لها مئات الملايين وما يتعلق بحياة المواطن دائما ما يقع في خانة التسويف والتأخير والتعطيل؟، فمثلا لو تم التعامل مع البيوت الآيلة كطيران الخليج لما بقي بيت واحد»، ثم سأل كذلك: «أين الزيادة في الموازنة التي قدرت على أساس سعر البرميل الواحد بأربعين دولارا ثم ارتفع إلى ثمانين دولارا؟، فدخل النفط ارتفع إلى الضعف، فأين ذهبت الزيادة؟ ما نصيب المواطن منها؟ ما نصيب البيوت الآيلة؟ ما نصيب الإسكان؟ ما؟ ما؟ ما؟».
دعا إلى تجديد الخطاب الديني وتنقية التاريخ الإسلامي مما زج فيه من تشويه
الجودر: ما تروج له الفضائيات والمواقع الإلكترونية من عنف ليس من الإسلام
الوسط - محرر الشئون المحلية
تحدث خطيب الجمعة بجامع الخير في قلالي الشيخ صلاح الجودر عن ذكرى المولد النبوي الشريف، وقال: «إننا اليوم في حاجة ماسة للعودة إلى النبع الصافي بالتمسك بسنة رسول الله(ص)، فما يتم الترويج له اليوم عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية من إرهاب وعنف وتطرف وغلو ليس من دين الإسلام بشيء، حتى وإن تخفت بلبوس دينية أو بخطابات وفتاوى إسلامية، فديننا يرفض هذا التشوية المتعمد».
وأضاف «اليوم في هذه الذكرى فإننا ندعو لإعادة قراءة التاريخ الإسلامي، فهو ليس غزوات حروب وفتوحات فقط، بل هو كذلك دعوة وإصلاح وتسامح وتعايش ومحبة، لذلك يجب تجديد الخطاب الديني وتنقية التاريخ الإسلامي مما زج فيه من تشويه، علينا أن ننتهز المناسبات الدينية والوطنية والإنسانية لإرسال رسائلنا الخاصة والعامة لجميع البشر دون استثناء بأننا أمة محمد نرفض العنف والقتل مهما كانت أسبابه أو مبرراته، فنحن أمة التسامح... لذلك يجب أن يعم التسامح سائر البشر لأنه دين ابينا إبراهيم ومحمد وملتهم السمحة».
وكان الجودر استهل خطبته أمس بالقول: «عباد الله، لقد من الله تعالى على المؤمنين إذ جعلهم أمة واحدة، فيما يقولون وما يفعلون، وما يأتون وما يذرون، فربهم واحد، ودينهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، وعبادتهم واحدة، وقبلتهم واحدة، ألّف بين قلوبهم، ونزع العداوة من صدورهم، وزيّن الإيمان في قلوبهم، ووقاهم حمية الجالية الأولى بعد أن بعث فيهم نبيا من أنفسهم يعرفون حسبه ونسبه وصدقه وأمانته». وأردف «السيرة النبوية الشريفة لا تستوعبها خطبة أو حديث، ولكن يكفينا اليوم أن نقف عند خصلة واحدة من الشمائل المحمدية لحاجتنا لها بعد أن ابتلي العالم بسموم الكراهية والبغضاء والتنافر والحقد والانتقام، إنها صفة التسامح. لقد أكد رسول الله (ص) على مبادئ التسامح في الكثير من المواقف، ليس فقط مع أصحابه وآل بيته، بل مع سائر الناس، حتى مع أولئك المختلفين معه، فقد تسامح مع الظالم لنفسه، وتسامح مع من آذاه، وتسامح مع من حاربه، حتى قال هرقل ملك الروم: لئن كانت هذه صفاته فلسوف يملك ما تحت قدمي هذه».
القطان: الطعن في أهل البيت والصحابة طعن في الرسول (ص)
الوسط - علي الموسوي
قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، إن الطعن في أهل بيت الرسول (ص)، يعد طعنا فيه، مشيرا إلى أن «مما يلحق بمكانة ومقتضيات محبة الرسول، معرفة مكانة أهل بيته وصحابته، ومعرفة فضلهم». واعتبر القطان أن سب أهل البيت أو الصحابة «أمارة الخسران».
وقال القطان في خطبته يوم أمس (الجمعة): إن «العرب قبل الإسلام كانوا في جاهلية جهلاء، وظلام مطبق، فهم قبائل متفرقة تعيش على رعي الأغنام، وتتبع مواقع القَطر، يعبدون الأصنام ويأكلون الميتات، ويشربون الخمور، ويسيئون الجوار»، وأضاف: «قبل الإسلام كان القوي يأكل الضعيف، وتقام الحروب والخلافات في حياة الناس لأتفه الأسباب، إلى أن أرسل الله سبحانه وتعالى الرسول (ص)، رحمة للعالمين، وهو أفضل البرية وأشرف الخلق».
ووصف القطان النبي (ص)، بأنه «الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، فما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار إلا به، فكان رسول رحمة من الله للأنام ورسول الهدى، وهو الحامل الأول لراية الإسلام»، لافتا إلى أن «الله أخرج به العباد من الشرك والظلام، إلى النور والهدى، وبشّر به في الكتب السماوية المنزلة، إذ إنه أخشى الخلق لله وأتقاهم له، وكان يعفو عن من ظلمه، ويقابل السيئة بالحسنة».
وأفاد القطان: «لقد بلغت الدنيا يوم المعراج مبلغا عظيما، إذ خص الله سبحانه وتعالى النبي بالمقام المحمود، وأعطاه الوسيلة والمنزلة التي لا تنبغي إلا له، وأكرم الله به الأمة الإسلامية، وجعلها خير أمة (...)».
وأكد القطان: «لم يترك الرسول (ص) باب خير إلا ودل الأمة الإسلامية عليه، ولا باب شر إلا وحذّر منه، فما أحوجنا في هذه الدنيا إلى رجل كالنبي الأكرم».
واستعرض القطان عددا من الشهادات والمقولات التي جاءت على لسان المثقفين والفلاسفة الغربيين، وامتدحوا فيها النبي (ص)، مبينا أنه ومع كل الشهادات التي أتى بها الغربيون، إلا أنه (ص)، لم يسلم من الأذى حتى الآن، إذ مازالت هناك جماعات تشوّه صورته وتصفه بالمتوحش والسفاح.