العدد 2325 بتاريخ 16-01-2009م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: نرفض الوصاية على المساجد والهيمنة على الوظيفة الشرعية

الوسط - عبدالله الملا

جدد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم رفض رجال الدين للوصاية التامة على المساجد، والهيمنة على وظيفتها الشرعية التي يرتضيها الله. جاء ذلك على هامش تعليقه على أحد منشورات «الفتنة الطائفية التي تنال من إحدى الطائفتين الكريمتين».

وتابع «هذا بعض تعليق، أولا الظرف هو الإعصار العاتي في غزة، وهذا البلد منها سنة وشيعة مع غزة الممتحنة، وهذا غريب ولكن غير مستعصٍ عن التفسير. ثانيا: ما هو المصدر؟ ليس مهما أن يخاض في محاولة تشخيص. ثالثا: المنشور بمنزلة إعلان حرب وإشعال فتنة كبرى في هذا الوطن المتآخي الحبيب، ماذا تفعل هذه اللغة لو تكررت، ماذا تفعل هذه اللغة لو تبودلت، وتصاعدت، ولو فعلت ولو في دائرة صغيرة فليجب كل من يريد لهذه الأرض الخير ولا يريد لها الشر من عاقل أو شبه عاقل. أرضنا ضيقة المساحة ولا تحتمل فواصل عازلة بين أحيائها الصغيرة والمشتركة، ولا مدارس في كل مكان خاصة بهذا وذاك، ولا مستشفيات كذلك، وهناك عوائل متداخلة».

وأضاف «إن كان منطلق المنشور فيما ذهب إليه من مؤذى دينيا، فهولا يستقيم مع الدين في شيء لا عقيدة ولا فقها ولا أدبا بغض النظر عن الأصالة للمذهب الجعفري في شدة توحيده لله تعالى، وتأكيده على التقوى فإن المذاهب الإسلامية كلها تجمع على حرمة دم ومال وعرض كل ناطق بالشهادتين وكان من أهل الحج والصلاة في ظاهره. ودم المسيح له حرمة، واليهودي له حرمة، فلا تحل قطرة دم إنسان إلا بحق، وحتى دم الحشرة غير المؤذية لا يعطي الإسلام للمسلم أن يعتدي عليه، فأين فكر المنشور من هذا الفكر».

وقال قاسم:» أما مسئولية هذه الفتنة وأمثالها، فتقع على الحكومة بحكم مسئولية الموقع، وإذا أريد لمثل هذه المؤامرات التي لا يمكن ضبط نتائجها المدمرة أن تكون مدخلا لتقييدات مرفوضة على الخطاب الديني البعيد عن هذه الصبيانيات فهو تقدير بعيد عن الحكمة. ثم إن من آمن أن الآجال بيد خالقها، ووحد الله توحيدا شاملا، وأن كل إرادة وفعل مرجعه إلى الله ولا نفاذ له إلا بأذنه، فإنه لا يضطرب بالتهديد والوعيد ويكفيه أن يفوض أمره إلى الله جاهدا في أن لا يخالف له أمرا ولا نهيا».

ونوه «وعن حرمة عرض الأمهات المؤمنين من زوجات رسول الله (ص) كلهن، فقولنا ثابت، أن من تعدى عليه فقد خالف الله ورسوله، وإذا مس عرض أي مؤمنة بكلمة خادشة بغير حق فكيف بعرض رسول الله (ص) وزوجاته كلهن. لقد علمنا الأئمة أدب الإسلام ورعاية الأعراض العادية، فكيف بعرض رسول الله (ص). ومن كان لغته لغة السب والشتم لصحابة رسول الله (ص) فليذكر بالاسم ثبت على العلماء تخطئته وإلا تحمل عند المسئولية عند الإصرار بنفسه».

وانتقل قاسم للحديث عن الأوضاع الدامية في غزة، قائلا: «الأمة العربية فضلا عن الأمة الإسلامية، أمة مزقتها الزعامات، وإن مئة زعامة يمكن أن تعني مئة أمة، وألف زعامة يمكن أن يعني ألف أمة سياسية ومعسكرا ومصلحة ورؤية هما وولاء، وأمة العرب وأمة الإسلام قادتهما الأحداث إلى تعدد الزعامات والكيانات والسياسيات والمصالح، وغيرها، وهناك أمم توحدها المحن وأمة واحدة في ظل نوع من الزعامات تبقى أمم وشراذم ووجهات نظر يناقض بعضها بعضا، وأمتنا اليوم من النوع الأخير والأسف لهذا شديد».

ولفت «من الأمم ما هي ضعيفة عند المحنة ولو اجتمعت كلمتها، ومنها كأمة اليوم والأمس إنما يضعفها تفرق الرؤى والمصالح والسياسات لدى قادتها وولاة الأمر فيها، وهو ما يجعل كيد بعضها على بعض قبل أن يكون لها كيد على العدو المشترك، وحرابها موجهة إلى داخلها، وحربها على بعضها بعضا دون أن تكون لها حرب على آخر. إن محنة غزة، ومحرقة غزة، وطوفان غزة، ومآسيها التي استفزت كثيرا من أبناء العالم لم يكف كله لعقد قمة متفق عليها في إطار أمة العرب فضلا عن أمة المسلمين فألف تحية وألف عز وألف هيبة لهذه الأمة في ظل زعاماتها الحاضرة، وهنيئا لها بأهل هذه الزعامات المنقذة».

وأضاف «مشاعر الاشمئزاز لجرائم الصهاينة تعذب الأمم الأخرى خارج دائرة الأمة الإسلامية، وتعبر عن نفسها في صورة قبضات مرفوعة وصرخات مدوية ضد ما يجري في غزة من مآسٍ ومظالم واستعداد النفس للتضحية من أجل الفلسطينيين وغزة ومن أجل الضمير الإنساني. أما الضمير الرسمي العربي فيحول بين نفاذ صرخات المفجوعين والثكالى واليتامى والجوعى والمرعوبين واستغاثات النساء والصغار والشيوخ من أهل القبلة».



أضف تعليق