العدد 2315 بتاريخ 06-01-2009م تسجيل الدخول


الرئيسيةعاشــوراء
شارك:


في حديثه بمناسبة «عاشوراء» بالمنامة أمس... طالب الأمة بوقفة شجاعة مع غزة // البحرين

قاسم: إعادة جسور الثقة مع الشعب ضرورة للحفاظ على الوضع الأمني

الوسط - محرر الشئون المحلية

طالب الشيخ عيسى أحمد قاسم في كلمته التي ألقاها في المنامة أمس، بمناسبة ذكرى عاشوراء، الحكومة بإعادة مد الجسور وتصعيد درجة من الثقة تبقي على الوضع الأمني في البلد وذلك بحلحلة الملفات العالقة والقضايا المحلية.

وتحدث قاسم بخطاب لم يخل من التشاؤم بشأن تراكم الملفات المحلية وتزامن ذلك مع تصعيد في الخطاب التحريضي لجهات لا تنوي الخير، وقال: «يجب أن نعمل جميعا على تجنيب الوطن تلك المحن الثقيلة الباهظة الكلفة التي لا تكاد تبقي ولا تذر... من أجل هذا الوطن من أجل دينه ومصلحته، من أجل أمنه واستقراره ووحدته، لابد أن تكف ألسن السوء عن تغذية الصراعات».

وحذر قاسم في كلمته من الوصاية على دور العبادة، قائلا: «إن للمسجد تشريعاته وحرمته والوصاية على دور العبادة من أخطر ما يهدد حاضر الإسلام ومستقبله وبكل قوة».

وتطرق قاسم إلى ما يجري في غزة من عدوان إسرائيلي متواصل، فقال: «في غزة معركة أمة لكنها تأخذ صورة مصغرة من صورة كربلاء، الإمام الحسين (ع) كان يخوض معركته مع الجاهلية عن الأمة كلها، وللأمة كلها، لحاضر الأمة، لدنياها لدينها، لكرامتها لتقدمها، كم الذين وقفوا معه... لا يساوون شيئا من مجموع الأمة... اليوم غزة تتعرض لمثل هذا الأمر ...

خذلان... تآمر ... إعانة للعدو، وتمرير للوقت لتنفيذ المشروع الصهيوني انطلاقا من غزة ومن هزيمة غزة ومن حرق غزة ... ومن نسف غزة ... إلى إذلال أمة بكاملها والهيمنة الساحقة الشاملة عليها».

وأوضح أن «الحرب ليس مع غزة وإنما مع جبهة الصمود، مع الدول التي تقف في وجه المخطط الاستكباري العالمي، جربوها في لبنان وعلى حد ما هو الهدف هناك، وعلى حد ما هو الطموح هناك، يجربونها اليوم في غزة ومن المنطلق نفسه».

وقال «إن المسئولية مسئولية أمة، لا تقل إني في البحرين والقضية قضية غزة أو قضية فلسطين، نحن طائفيون ولسنا جغرافيين ولا نقبل غير الإسلام وبالإسلام عزتنا وفي الإسلام كرامتنا، ولا بد أن تبرهن جماهير البحرين على وقفة رجولية إسلامية شجاعة مع معركة غزة».

وأضاف «أرى الآن أن أمتنا تفتك بنفسها، تقتل نفسها تمرغ نفسها في التراب، من خلال موقفها المتخاذل المتآمر الداعم للعدو على غزة، هذا الموقف من الأمة، الموقف السلبي والموقف اللامسئول أذل الأمة بقتل الحسين ذلا طويلا إلى اليوم، وتضاف مثل هذه الهزائم التي هي هزائم أمة، تضاف إلى الرصيد الذي يحفر في نفس الإنسان المسلم وفي عقليته ويأخذ به بعيدا عن الاعتزاز بإسلامه ومجده وكرامته، ستعاني الأمة إن لم تكن انتفاضات طاغية وكبيرة بعد هزيمة غزة، لا سمح الله إلى ذل جديد، وإلى هوان جديد إنه نصر الجبهة الاستكبارية العالمية في أرض الإسلام».

وذكر في كلمته «إن حتى نصرة الحناجر من الشعوب الإسلامية في غزة تواجه بالسجن، بالجرح، بالقتل وبلا رحمة، كانت المنافذ ومازالت تفتح على الفتنة الطائفية في العراق تغذيها، ويدخل المال والسلاح والرجال، واليوم تحكم الحدود حتى لا يدخل رجل واحد ولو من الأطباء لإنقاذ المثقلين بالجروح والمهددين بالموت في مستشفيات غزة».

وبشأن العراق، قال قاسم «إن مأساته هي مأساة جهل وباسم الإسلام، مبينا أن هذا منبع من منابع الخطورة الكبرى على الأمة وعلى الجماعات والبلدان وهو أن نفهم الإسلام خطأ وأن نصوغ لنا إسلاما من ثقافتنا الخاصة، ومن عندياتنا ومن مطالعاتنا المحدودة».

وقال: «إن هذا الإسلام أدى بجماعة من المسلمين قد يكونون غيارى على إسلامهم، كما كان الخوارج غيارى على إسلامهم في داخلهم، أدى بهم إلى أن يقتلوا إخوتهم في الدين ويذبحوا الطفل الرضيع والشيخ الكبير والمرأة العجوز في حال من الغبطة والسرور والارتياح والهناء، ثم خطوا الخطوة الثانية فصاروا يقتلون وبلا رحمة إخوتهم في المذهب وكل المجتمعات وكل الأديان وكل المذاهب مهيأة لذلك إذا فهم دين الله مقلوبا».

وعن عاشوراء، قال قاسم: «حين يقول الحسين (ع) هل من ناصر وتقول أنت: لبيك يا حسين، نداءات الحسين (ع) من أي لسان تأتيك، هل تأتيك ندءات الحسين بأقرب صدق لكلمة الحسين، بأكبر إخلاص يقترب من الحسين، بأكبر أمانة تقترب من أمانة الحسين، تأتيك على أي لسان؟ أو تأتيك من ألسنة من نصبهم الأئمة خلفاء بعدهم، زنوا، أنصفوا، إنما «لبيك يا حسين» تأتي كما ينبغي إذا كان النداء نداء إسلام ونداء من له الولاية الحق على المسلمين وهم الفقهاء العدول».

وأضاف «حتى لا نقتل الحسين في امتداداته الرسالية مرة وثانية وأخرى، وحتى ننتصر له وننصره، وهما متغايران، فننتصر للقضية ولكن ليس بأسلوبها ولا بأخلاقياتها ولا بفقهها ولا برؤاها ومفاهيمها وإن كانت شعاراتي هي شعارات القضية... هذا انتصار ولكن فيه هزيمة القضية فيه سحقها، فيه طمس معالمها».



أضف تعليق