قاسم:الأنظمة العربية تعتبر بوش منحازا لـ«إسرائيل» لكنها تتحرك مثلما يريد
الدراز- مالك عبدالله
انتقد الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق بالدراز الحكومات العربية بشأن مواقفهم من القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنّ «مواقفهم عجب عجاب، فهم يعتبرون بوش منحازا فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية لكنهم لا يصادقون إلاّ مَنْ صادق ولا يُعادون إلا مَنْ عادى»، مشيرا إلى أنّ «الرئيس الأميركي جورج بوش يزور «إسرائيل» في الذكرى الستين لاحتلالهم الأرض الإسلامية العربية؛ ليشاركهم فرحتين، فرحة توفرهم على الدولة المغتصبة وفرحة تشريد الملايين من أبناء المسلمين في فلسطين»، وبيّن أنّ «بوش ويؤكّد لهم الموقف الداعم المحتضن الدائم من أميركا للاحتلال وتشريد ما يزيد عن 6 ملايين إنسان من ديارهم وكلّ الجرائم البشعة التي يمارسها الصهاينة في حق أبناء غزّة والضفة الغربية».
و أضاف قاسم «ليطمئنهم كما ينسب له القول إن كل شيء أميركي لـ»إسرائيل» من ترسانة سلاح وغيرها في مواجهتها لأيّ عمل إرهابي كما يسميه والمقطوع به أنّ أي دولة تدخل في مواجهة مع «إسرائيل» هي دولة إرهابية موغلة في الإرهاب في النظر الأميركي»، وبين أنّ «ذلك حتى ولو جرتها «إسرائيل» للحرب جرا والعجب ليس هذا، هذا لو بقي في دنيا السياسة عجب أنّ هذا الرجل الذي تعتبره الأنظمة العربية متحيزا إلى العدو أو الصديق الإسرائيلي في معركته مع الفلسطينيين ومناصر للظالم على المظلوم وممهد له بأسباب الظلم والمحامي الكبير عنه هو الرجل نفسه الذي يقف معه الكثير من الأنظمة في خندق واحد(...) كلما حارب بلدا إسلاميا عربيا أو غير عربي أو عادى جماعة إسلامية أو تدخل في وضع داخلي لبلد من البلدان الإسلامية»، وأردف «بوش عدو في إعلام عدد من الأنظمة العربية في القضية الفلسطينية، ولكنه الصديق والمحامي والمشفق على المسلمين والعرب حينما يقف ضد دولة إسلامية أو جامعة»، مؤكّدا أن «بوش ظالم وموقفه معادٍ للأمّة في القضية الفلسطينية على مستوى إعلام هذه الأنظمة لكنها لا تصدق إلا من صادق و لا تعادي إلا من عادى حتى في دائرة هذه القضية، فحماس والجهاد الإسلامي وكلّ حركة تذهب مذهبهما في المقاومة كلهم مستبعد ومتهم وعباس وحكومته مقربان ولهم الدعم».
وفي موضوع آخر ذكر قاسم أنّ «الجميع يلاحظ كثرة كلام في هذا البلد عن حب الوطن وولائه والإخلاص له وكأنّ الأرض لتهتز بأهلها من كثرة المعادينَ للوطن من أبناء الشعب المتآمرين عليه الداخلين في عمليات بيع له(...) أو كأنّ حب الأوطان مسألة فلسفية جديدة تحتاج إلى دروس مكثفة وتنظيرات تغتال حقائق إسلامية وتطمسها وكأنّ هناك تناقضا بين الإسلام بكل حقائقه الثابتة وبين مصلحة أيّ شبر من أرض الإسلام و أيّ فئة صادقة من أبنائه حتى لا نستطيع تركيز حب الوطن ورعاية مصالحه ودرأ الشر عنه إلا بتشويه الحقائق الإسلامية الكبرى وكل ذلك غير صحيح وغير وارد».
وأشار قاسم في موضوع متهمي أحداث ديسمبر/كانون الأوّل، إلى أنه «لا بناء على باطل في قضايا الفكر، ولا بناء على باطل في قضايا العمل، و لا بناء على باطل في قضايا الجزاءات من مثوبة وعقوبة، هذا ما عليه العقل وهذا ما يحكم به العدل، وهذا ما يذهب إليه الضمير الحي للإنسان وهو ما يحتج به العقلاء من كلّ المشارب وما يبنى على الباطل فهو باطل»، و استشهد قاسم بما نشرته «الوسط» عن اللجنة الطبية المكلفة بالكشف عن متهمي أحداث ديسمبر، منوها إلى انه «جاء عن اللجنة الطبية المكلفة بالفحص على متهمي أحداث ديسمبربحسب ما جاء في صحيفة «الوسط» والتي ذكرت أنّ اللجنة الطبية المكلفة بالفحص على متهمي أحداث ديسمبرالماضي وجود معاناة وآلام وندبات وحروق على أجسام المعتقلين الخمسة نتيجة تعرضهم للأغلال والتعليق والتعذيب بحسب الإدعاءات التي أوردها المتهمون، وذلك لعدم وجود أسباب أخرى لهذه الآثار كما بينت اللجنة لدى استجوابها من قبل هيئة المحكمة الكبرى الجنائية»، واستدرك «وإذا قراءة استجواب النيابة العامّة الذي أجاب عليه الاستشاري علي العرادي عن اللجنة الطبية وجدت أنّ ترجيح اللجنة لما ذكرته صحيفة «الوسط» متكررا في إجابة المستجوب على أسئلة النيابة العامّة»، وذكر أن «ذلك يأتي رغم أنّ معاينة اللجنة الطبية إنما جاءت بعد أشهر من عملية التعذيب التي تعرض إليها الموقوفون وكان الله في عونكم -أيّها الشباب- في معانتكم المرة».
ونوّه قاسم إلى أن «ذلك هو حظ موقوفي ديسمبرمن التعذيب الظاهرة آثاره بعد شهور، فما حظ الدفعة الأخيرة المرتبط إيقافها بحادثة قتل الشرطي الغامضة؟، وما رافقها من تهويل الإعلامي وما رافقها»، مؤكّدا أنّ «التفنن بالتعذيب بألوانه المختلفة هو قاعدة الاعترافات الزائفة التي هي مستند الإدانة والأحكام الجزائية والعقوبات الصارمة المترتبة عليها»، وتساءل «فهل يمكن أن يوثق بشيء من هذه الإدانات والأحكام؟، وهل يمكن أنْ يستقبلها الناس بصمت؟، المطلوب العدالة ولا عدالة في أحكام أساسها الاعتراف تحت آلم السياط وألوان العذاب والحق أنّ المعذب يجب أنْ يُحاكم وتوقع عليه العقوبة هذا لو كنا نملك قوانين عادلة وجهازا تنفيذيا عادلا».