من وجب عليه الحج وفرط فيه ارتكب إحدى الكبائر
قاسم: ما يهم السياسة الأميركية أمن «إسرائيل»
الوسط - عبدالله الملا
تطرق خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس قاسم إلى ما دار في «حوار المنامة»، قائلا: «نحن نعرف أن ما يهم أميركا ووزير دفاعها أمن (إسرائيل)، والرعاية الأميركية لـ (إسرائيل) واقع يومي في السياسة الأميركية، ومن هنا كان كلام وزير الدفاع الأميركي في منتدى حوار المنامة قائما على تصوير (إسرائيل) وكأنها حمامة السلام، وأنها الجانب الذي لا ينبغي التوجس منه من الخليج أو العرب، وعلى تصوير إيران بالوحش الكاسر الذي ينبغي الاستعداد له لدرء الموت الأحمر الذي يهددها من هذا العدو».
ولفت قاسم إلى أن الوزير تنبه إلى أن الآخرين يدركون أنه يتحدث عن سلام كاذب من جهة «إسرائيل»، وأنهم يعرفون «إسرائيل» خلاف ما يقول، فقال: «وربما لا توافقون الرأي في ذلك»، وكأن وظيفة الوزير الكبرى في حوار المنامة أنه جاء معلما للمسلمين كيف يحقد بعضهم على بعض، ويحارب بعضهم بعضا، ويقدم دروسا في البغضاء والكراهية بين المسلمين، والحب لـ«إسرائيل» وحاضنتها أميركا.
من جهة أخرى، أكد قاسم أن «من وجب عليه الحج وفرط فيه، ارتكب كبيرة في الإسلام، ولو مات فقد جاء في الأخبار أنه لو لم يتدارك يخير بين أن يكون يهوديا أو نصرانيا، فما أعظم فريضة الحج».
وأضاف «لكن مَنْ حج، أو مَنْ حجت لتفسد الجو الروحي للحج ولتهتك البيت الحرام ولأغراض منافية للحج كتجسس أو ما إلى ذلك، ولمضادة هذا الدين فقد ارتكب عظيمتين، أولهما أنه فرط في الحج، والثانية أنه حارب الله».
وبدأ قاسم خطبته قائلا: «إذا طهر الروح والقلب طهرت الأعمال وصلحت السيرة، ولا يطهر عمل الإنسان ومن ورائه روح قبيحة وقلب خبيث، فحياة الفرد والأسرة والمجتمع والإنسانية كلها إنما تطيب عندما تطيب الروح ويطهر القلب».
وفي ثنايا خطبته، تحدث عن تغييب الإسلام عن الحياة الاجتماعية والسياسية، مشيرا إلى أن الإسلام نعمة كبرى ورحمة للعالمين، وحين يكون الإسلام مغيّبا عن الساحة السياسية، فإن ذلك مسئولية حكومات وشعوب، وكلما غيّب الإسلام في مساحة من المساحات غطى الظلم والظلام تلك المساحة وتحوّلت إلى متاهة يعيش فيها الشخص الشقاء والعذاب، هذا ليس قول الشعر، وإنما هي حقيقة نعرف بمقدارها بقدر ما نعرف من الإسلام وبقدر ما نعرف من المذاهب الأخرى.
وقال: «إن غياب الإسلام عن الساحة الاجتماعية، مسئولية كل فرد وكل جماعة، وكما هي مسئولية حكومات، فهي مسئولية شعوب، وتغيب الإسلام عن الساحة الاجتماعية مرجعه في الكثير إلى تسيب من أبناء المجتمع. وإذا لم نستطع أنْ نغير كثيرا في السياسة، فإن التغيير الاجتماعي طريقه أيسر. فنحن نشارك في تغييب الإسلام اجتماعيا، فيمكن لي من خلال عملي كفرد أنْ أعمل على وجود الإسلام في الساحة الاجتماعية. صحيح أننا نتحمل مسئولية كبرى في الساحة السياسية، ولكننا نتحمل مسئولية أكبر في تغيب الإسلام عن الساحة الاجتماعية».
وأشار قاسم إلى أن «الحضور والغياب للإسلام يساعد عليهما نوع الملبس والمأكل والمسكن، ونوع الجلسات المختلطة أو غير المختلطة بين الرجال والنساء، ونوع الإحياء لمناسبات الزواج والأحزان، المظهر الخارجي من قصة الشعر وغيرها، ونوع التحية عند الملاقاة أو التوديع عند المسلمين، والحياة زاخرة بأمثلة وأمثلة مما يساعد على وجود الإسلام في الساحة الاجتماعية من عدمه».
الجودر: السياحة العائلية أصبحت ضرورة ملحة
قال خطيب الجمعة بجامع طارق بن زياد بالمحرق الشيخ صلاح الجودر: «مازلنا نتحدث عن السياحة العائلية التي أصبحت مطلبا ملحا في هذا العصر الذي كثرت فيه الشبهات والشهوات، ومازلنا نطالب بأن تكون بلادنا بلادا نظيفة آمنة مستقرة، خالية من اللهو المحرم»، شاكرا وزارة الإعلام «على اهتمامها بالموضوع الذي أثير الأسبوع الماضي (فتيات على جسر الملك فهد للترويج للسياحة والفنادق)، ومتابعتها لحل القضايا التي تسيء للبحرين وشعبها».
وأضاف «أن هناك فعاليات يمكننا الإشادة بها من هذا المنبر، تهدف للترويج للسياحة العائلية، وهي المهرجانات التسويقية التي تقام على أرض الوطن، لذا فإننا ندعم مثل هذا التوجه للسياحة العائلية النظيفة، حيث الأماكن العائلية، والبرامج الترفيهية للأطفال والشباب».
وأفاد أن السياحة العائلية تتمثل في المهرجانات العائلية النظيفة، ومهرجانات التسويق والترفيه العائلي، متمنيا من القائمين على هذه المهرجانات والفعاليات الاعتماد على شباب الوطن البحريني وتوظيفهم في هذه المهرجانات والفعاليات، والمحافظة على سمعة الوطن من السياحة المستوردة.
وأشار إلى أن الخطبة العظيمة التي خطبها رسول الله (ص) في حجة الوداع قرر فيها قواعد الدين ومبادئ الإسلام، واستشهد صحابته وآل بيته على البلاغ فشهدوا له بذلك، وبلغوا رسالته لمن بعده، مضيفا أن الرسول حدد في الخطبة الحقوق والحرمات من أجل حياة آمنة سعيدة، ينعم فيها المرء بالعدل والمساواة والحرية في ظل كتاب الله تعالى وسنة رسوله، فقرر حرمة الدماء، وحرمة الأموال، والأعراض، وإبطال ربا الجاهلية، واستوصى بالنساء خيرا، فقد قرر قواعد الدين وبين مبادئ الإسلام.
ونوه إلى أنه في «هذا العام تجتمع لنا مناسبتان، الأولى عيد الأضحى المبارك، والثانية اليوم الوطني وخروج المستعمر من البلاد، لذلك أظهروا فرحكم وابتهاجكم بهذه المناسبات العزيزة على قلوبكم».
طالب جميع الجهات بالجرأة والمكاشفة
الستري: إجابة وزير «العدل» بشأن الدوائر الانتخابية لا تخدم البلد
اعتبر السيد حيدر الستري في خطبة الجمعة (أمس) أن رد وزير العدل في جوابه لسؤال النائب السيد مكي الوداعي بشأن توزيع الدوائر الانتخابية بأنه «تحذلق وتلاعب بالكلمات والألفاظ لا يفيد البلد في شيء»، مطالبا بإبعاد «مصالحنا الفئوية الضيقة وغيرها بمزيد من المسئولية والجرأة الوطنية وأخذ أهمية بناء الثقة بين الحاكم والمحكوم في الاعتبار».
ووجه الستري كلامه لوزير العدل بشأن الدوائر، قائلا : «ان مصلحة الوطن والمواطن أهم من إلقاء الدروس النظرية الطويلة التي يعرف الجميع حقيقة دوافع التمييز التي تكمن وراءها، لافتا إلى أن المسألة ليست من نوع المعادلات الرياضية المعقّدة كما يحلو لسعادة وزير العدل أن يعتبرها، إلى درجة تجاهل التجارب الديمقراطية القريبة جدا من مجتمعنا البحريني كالتجربة الكويتية».
ورأى في غياب العدالة في توزيع الدوائر الانتخابية، وما نتج عنها من تشوهات كبيرة للعملية السياسية، وتحوّلت التجربة النيابية إلى تجربة تعاني الكثير من الإعاقة والشلل، «تأثيرا سلبيا كبيرا على صدقية العملية الديمقراطية في البلد».
وأبرز الستري في خطبته نهج كتلته، بالقول: «ستبقى الوفاق مستجيبة لدعوات الحوار الجادة بين فصائل المعارضة السياسية في البلاد، وستبقى عاملة ما تستطيع من أجل إنجاح هذه الدعوات التي نعتبرها من صميم رؤية الوفاق ومنهجيتها السياسية، ولا بد أن نؤكّد أن الحديث في القضايا الكُبرى يعتبر نقطة أساسية في نجاح مشاريع الحوار لأن فصائل المعارضة لديها الكثير من المشتركات الوطنية ودوائر الاهتمام القادرة على توحيد الكثير من برامجها، والعديد من الجزئيات العملية والإجرائية المختلفة».
لجنة تحقيق
وكشف النائب أن الكتلة تعمل على طلب لجنة تحقيق برلمانية في التمييز الوظيفي، «وهي قضية أخرى مهمة تؤرّق المواطن وتمسّ لقمة العيش، كما أنها ترتبط بجانب الكرامة والمواطنة المتساوية التي يجب أن يكون المواطنون على قدم المساواة في مجال التوظيف»، معتبرا ان استمرار الحكومة في ممارسة التمييز في هذا المجال يعني بوضوح «استخفافها بمسألة الكفاءة والأهلية وسقوط دعاوى القدرة على خلق تنافسية ورفع معدلات الإنتاج في البلد، وتكريس السياسات الخاطئة، والقائمة على أساس الواسطة والمحسوبية، وشراء الولاء، وما يستتبع ذلك من إخفاقات وانهيارات خطيرة في مجال العدالة والاستقرار كما في مجال التنمية».
توفيق: الأعمال الصالحة في هذه الأيّام لها مزيدُ فضلٍ وكرَم وجود
قال خطيب جامع سار الشيخ جمعة توفيق في خطبته أمس: «إنَّ مِن حكمة الله جلّ وعلا تفضيل بعض الأيام على بعض وتفضيل بعض الشهور على بعض وبعض الأماكن على بعض، حكمةٌ من الله، وذاك لتوفيرِ أسباب نيلِ البركات والخيرات، وسبحان الحكيمِ العليم».
وأضاف توفيق «نحن في أيام مباركة وأيّامٍ فاضلة، أيّام عشر ذي الحجة، تلكم الأيّام التي أقسم الله بها في كتابِه العزيز: «وَلَيَالٍ عَشْر» (الفجر: 2)، هذه الأيّامُ للعمل الصالح فيها فضلٌ عن سائر الأيّام. مشيرا إلى أن الأعمالَ الصالحة في هذه الأيّامِ لها مزيدُ فضل وكرَمٍ وجود. الأعمال الصالحةُ تشمل كلَّ عمل صالح يحبّه الله، من: صلاة، تلاوة قرآن، صدقة، بذل للمعروف، صيامها، ذكر الله جلّ وعلا في هذه الأيّام؛ ولذلك قال الله جل وعلا: «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ» (الحج: 28)، فشُرِع للمسلمِ في هذه الأيّام أن يكثرَ مِن ذكرِ الله والثناءِ عليه، كان أبو هريرةَ وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما يخرجان فيكبِّران فيكبِّر الناس بتكبيرهما».
وأوضح توفيق أن في هذه الأيامِ اجتمعت أمّهات الطاعة: الصلاةُ، الصيام، الحجّ، الصدقة. في هذه العشرِ أيّامٌ لها شأنها: يوم عرفة ويومُ النحر، فيوم عرفة من أفضلِ أيام الله، يقول فيه: «خيرُ الدعاء دعاءُ يوم عرفَة، وخير ما قلتُ أنا والنبيّون قبلي يوم عرفة: لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير». وقد سُنَّ للمسلم غيرِ الحاج أن يصومَ هذا اليوم، لقوله: «صيامُ يومِ عرفة أحتسِبُ على الله أن يكفّر السنة الماضيةَ والسنّة الآتية» وهذا من فضل الله علينا أن يكفر سنتين مقابل يوم واحد، أمّا الحاجّ فلا يشرَع له صيام ذلك اليوم؛ لأنه في ذكرٍ ودعاء، ففطرُه يعينُه على دعائِه وذكره؛ ولهذا النبيّ وقف يومَ عرفة مفطرا، شكّ النّاس في فِطرِه أو صومِه، فبعثَت أمّ الفضل له قدحا من لبن، فشرِبه والناسُ ينظرون. هذه أيّامٌ مباركة، فتقرَّبوا إلى الله بما يرضيه من الأقوال والأعمال، وتحرَّ الدعاءَ في هذه الأوقات المباركةِ، فعسى أن توفَّقَ يا عبد الله لقبولِ دعائك.
وخاطب المصلين في جامع سار قائلا: «اعلَموا أنّ الأضَاحي سنَّةُ إبراهيم عليه السلام وسنّة نبيِّكم، عِبادةٌ قديمة تعبَّدَ الله بها الأمَمَ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ، أي: لكلِّ أمّةٍ من الأمم جعلنا منسكا، شريعة في الذبح، إذا فالأضحيّة عبادةٌ لله وقُربة يتقرَّب بها المسلم إلى الله، وقد دلَّت نصوصُ القرآن وسنّةُ محمّد على مشروعِيّتِها وسنّيتِها، قال الله جلّ وعلا: «قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» (الأنعام: 162 و163) والمرادُ بالنّسيكَةِ الذّبيحة، وقال جلّ وعلا لنبيِّه: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» (الكوثر: 2) فكان نبيُّكم كثيرَ الصّلاة كثيرَ النّحر. ونبيُّنا حثَّ على الأضحيّة بقوله وعملَها وأقرَّ عليها، ففي تفضيلها يقول: «ما عمِل ابنُ آدمَ يومَ النّحر عملا أحبّ إلى الله من إراقةِ دَم، وإنه ليأتي يومَ القيامةِ بقُرونها وأظلافِها وأشعارها، وإنّ الدمَ ليقع من الله بمكانٍ قبلَ أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسا»، وقال له زيد بن أرقم: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: «سنّةُ أبيكم إبراهيم»، قال: ما لنا منها؟ قال: «بكلِّ صوفة حسنة»، أيّها المسلم، إنها عبادةٌ لله وطاعَة لله، إنها إراقةُ الدمِ طاعة وتقرّبا إلى الله، مراغَمة لعُبّاد الأوثان الذين يريقونَ الدّماء للقبور والغائبين والأمواتِ. فهذه طاعةٌ لله، قُربة تتقرَّب بها إلى الله. نبيُّكم رفَع شأنَ هذه الأضحيةِ وعظَّمها؛ لأن تعظيمَها من تعظيمِ الله ومِن إقامة شعائر الله، فكان نبيُّكم يحافِظ عليها مدَّةَ بقائِه في المدينة منذ هاجَر إلى أن لقِيَ ربَّه، يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أقام النبي بالمدينة عشرا يضحِّي كلَّ عامٍ. وكان يعلِن هذه الأضحيةَ ويرفَع مِن شأنها، فأخبرنا أنس بنُ مالك (رض) أنَّ النبيَّ (ص) كان إذا صلّى يومَ النّحر دعا بكَبشين أقرنين أملَحين، قال أنس: فرأيتُه واضعا قدَمَه على صِفاحِهما، يسمِّي ويكبِّر، ثم ذبحَهما بيدِه. ولذا قال علماءُ المسلمين: إنّ الأضحية سنّة، وإنَّ ذبحَها أفضلُ من التصدُّق بقيمتها، قالوا: لأنّه حافظَ عليها ولازَمَها ولم يَدَعها أبدا. إذا فهي عبادةٌ وطاعة لله جلّ وعلا وقربة يتقرَّب بها العبد إلى الله. إنّ الله جل وعلا يقول لنا: «لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ» (الحج: 37) فهي قربَةٌ يتقرَّب بها العَبد إلى الله في يومِ النّحرِ وأيّام التشريقِ، يقول الرسول: «أيّامُ التشريقِ أيّام أكلٍ وشرب وذكرٍ لله».
وذكر توفيق أن «شأنَ الأضحية يسيرٌ لمن يسَّره الله عليه، وجمهورُ المسلمين يرَونها سنّة مؤكّدة، بل بعضهم ذهب إلى وجوبها، لكن الجمهور على أنها سنّةٌ مؤكَّدة، ينبغي للقادر عليها أن لا يدَعَها، وأمرُها ميسَّر، ففِي عهدِ النبيّ الرّجلُ يذبَح الشاةَ الواحدة عنه وعن أهل بيتِه كما فعل ذلك النبيّ، فقد ضحَّى بكبشَين قال في أحدِهما: «اللهمَّ هذا عن محمّد وآل محمّد»، وقال في الآخر: «اللهمّ هذا عمّن لم يضحِّ من أمّتي»، فصلوات الله وسلامه عليه. والأضاحي من بهيمةُ الأنعام: الإبل والبقر والغنَم، وقد بيَّن لنا السنَّ المجزِئَ وهي في الإبلِ ما تمَّ له خمسُ سنين، وفي البقر ما تمَّ له سنتان، وفي الضّأن ما تمَّ له ستّةُ أشهر، وفي المعزِ ما تمَّ له سنة. ولا بدَّ أن تكونَ هذه الأضحيةُ خالية من العيوب المانعةِ للإجزاء، وقد بيَّن أصولَ هذه العيوبِ، وجاء أيضا ذِكرُ عيوبٍ أخرى لكنها أقلُّ منَ الأوّل، ففي حديثِ البراء أنّ النبيَّ قام فيهم فقال: «أربعٌ لا تجزئ في الأضاحي: العوراءُ البيِّن عوَرُها، والمريضةُ البيِّن مرَضُها، والعرجاءُ البيِّن ضلعها، والكسيرة التي لا تنقي». والكسيرةَ الهزيلة التي لا مخَّ فيها فإنها لا تجزئ. والأضحية لها وَقتٌ محدَّد في الشرع، وهو من بعدِ صلاة عيدِ يومِ النحر إلى غروبِ شمس اليوم الثالثَ عشرَ من ذي الحجة، هكذا سنّةُ رسول الله، فيذبَح يومَ النحر وأيّام التشريق الثلاثة، وإن كان يومُ النحر أفضلَ، لكنّ المدّةَ مستمرَّة إلى غروبِ شمس يومِ الثالثَ عشر، فوَقتُ الذبح أربعةُ أيام، ولا يجوز التأخُّر عن ذلك ولا التقدُّم، والنبيّ خطب أصحابَه يومَ النحر فقال: «إنّ أوّلَ شيء نبدأ به في يومنا أن نصلّيَ، ثم نرجع فنَنحَر، فمن ذبح على ذَلك فقد أصاب سنّتَنا، ومن ذبح قبلَ ذلك فهو لحمٌ لأهله». فالسنّة دلَّت على أنه لا يجوز ذبحُ الأضاحي إلا بعد صلاةِ الإمام يومَ النحر، بعد صلاة المسلمين وأدائهم لتلك الصلاة، فيصلّون ثم ينحرون، قال الله تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ»، والسنّةُ للمسلِمِ القادر المحسِن أن يتولَّى ذبحَ أضحيتِه بنفسه، وأقلها أن يشهد الذبح.
السّنَّةُ للمسلمين أن يأكُلوا من أضاحِيهِم ويهدوا ويطعِموا، اللهُ يقول: «فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ» (الحج: 28).