قاسم: التجنيس ضار بكل المواطنين
الوسط - عبدالله الملا
انتقد خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس سياسة الحكومة في التجنيس، والتعامل مع الملفات المؤرقة، موضحا أن التجنيس سبب رئيس في الاضطرابات وضار بجميع المواطنين.
وانطلق قاسم مما عنونه «دولة عصرية وبلا قانون» قائلا: «المدعى أن البحرين دولة عصرية، وهذا الوصف له إيجابياته وسلبياته، ومن إيجابياته أن من معاني الدولة العصرية هي دولة للقانون. ومع نقص كل التشريعات الأرضية، إلا أن تشريع المجالس النيابية الحرة الأقرب إلى العدالة، ولو فوضت المجالس النيابية قضية التشريع إلى الفرد لسقطت قيمتها وفقدت حكمة وجودها وعاد التشريع في حقيقته إلى الإرادة الشخصية».
وتابع «كلما كان مورد التشريع أكثر أهمية، وأبلغ في التأثير في المنفعة أو المضرة على أوضاع الناس، تحتم أن يكون التشريع تاما بعيدا عن الثغرات والمنافذ التي تسقط قيمته أو تقللها، ومن ذلك مسألة التجنيس، وخصوصا في بلد ضيق المساحة وشحيح الموارد. والباب في المسألة مفتوح لتجنيس صار يمثل تهديدا لهذا البلد، ومن الغريب أن يدعى في ذلك أن البحرين دولة عصرية».
ونوه قاسم إلى أن «التجنيس القائم ضار بكل المواطنين، وإن أصرت عليه الحكومة، وهو يمثل مؤثرا رئيسا في اضطراب البلد، وقد جاءت توصيات ندوة الجمعيات الست لتعبر عن نوع من مواجهة المشكل المؤرق ومضاعفاته الخطيرة في حاضر ومستقبل الوطن، وهي توصيات موفقة يجب تفعيلها بقوة وأن تنال الدعم الشعبي، وقد جاءت كل التوصيات قانونية».
وعرج قاسم على عنوان «مقدمة العدل تعذيب ظالم» قائلا: «لا يترك تقرير اللجنة الطبية المكلفة بمعاينة المتهمين في قضية كرزكان، لا يترك شكا في أن أولئك الشباب يعانون من حالات تعذيب، بعضها أتت الفاصلة الزمنية على آثارها، وبعضها لم يمحها الزمن، فظلت آثار التعذيب ظاهرة على أجسادهم إلى اليوم كما يقول تقرير اللجنة الطبيبة، وهذا التعذيب القاسي هو مقدمة أحكام الإدانة والأساس الذي ستبنى عليه تلك الأحكام، وبالتالي ستكون تلك العدالة المحكمة، نزيهة بكل المعايير، الأمر على عكس ذلك تماما... أي جريمة تقع على الأرض فهي مدانة، ولكن تجريم أحد بحاجة إلى مثبت شرعي، لا اعترافات تؤخذ من أصحابها تحت وطأة التعذيب الأليم». وانتقل قاسم للحديث عن المؤسسات الإسلامية، موضحا أن «مؤسساتنا الإسلامية السياسية والثقافية والاجتماعية، تمثل ضرورة لمصلحة الدين والوطن، وتقوم بالدور الفاعل الذي لا تقوم به جهود الأفراد المفترقة. ومن مسئولية المجتمع أن يتولى مسئولية هذه المؤسسات وأن يضخ فيها عناصر ملتزمة بصورة مستمرة احتياطا لمستقبلها وتمكينا من أداء دورها ورفعا لمستواها، وزيادة خبراتها من جهة، ودمج هذه العناصر في العمل المؤسسي وتنظيم الجهود وإكسابا لهذه العناصر لمزيد من الخبرة من أجل الصالح العام».
وأضاف «وفي مقدمة المؤسسات المحلية التي نعتز بها، المجلس الإسلامي العلمائي، الذي يتميز بدور للحافظ على الصبغة في المجتمع المنتمية إلى الفكر الإسلامي والولاء للإسلام والاهتمام بقضايا المجتمع في البعد الدنيوي والأخروي، والارتفاع بمستوى الإنسان في كل الأبعاد في إنسانيته. وتأتي أهمية هذه المؤسسة، بالدرجة العالية من كونها مؤسسة علمائية تضم عددا من علماء الحوزات وخريجي الحوزات الأم، ولأنها المؤسسة التي انتظرها المجتمع كثيرا ويعلق عليها الآمال». كما تحدث قاسم عن ذكرى وفاة الإمام محمد الجواد (ع) التي صادفت يوم أمس (الجمعة)، مشيرا إلى أن «هذا اليوم هو ذكرى وفاة الإمام محمد الجواد (ع)، والإمام علم من أعلام الإمامة، وحجة جلية وبرهان ساطع من براهين العصمة، فقد تولى الإمامة في السن المبكر، وحمل كل أعبائها بالكفاءة التي يحملها المعصومون (ع) بعد اشتداد عودهم من ناحية السن. وهو يبرهن أن الإمامة في أهل البيت (ع) وأنهم مؤهلون تأهيلا خاصا من الله سبحانه وتعالى»