أكد أن القائمة تطول من التجنيس إلى التمييز...قاسم:المشكلات تتفاقم ولاحلول حقيقية لها
الوسط - عبدالله الملا
أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة (الجمعة) أن مشكلات البحرين تتفاقم دون إيجاد حلول لها، فالقائمة تطول من التجنيس إلى التمييز والإسكان وشح العيش، منوها إلى أن «إصلاحا لا يستقيم مع وجود أناس في السجون».
وبدأ قاسم مما عنونه «الانتخابات الأميركية دلالات ودروس» قائلا:» الواقع يتحدث عن اهتمام عالمي وشعبي على مستوى المشفق على بوش وسياسته، والمعادي لبوش وسياسته، ومن كان على خط بوش. إن الموضوعات الانتخابية في أميركا مطروحة على نحو متعدد، مطلوب انتخاب أعضاء مجلس البرلمان، الشيوخ، رؤساء لولايات، من يملأ كرسي الرئاسة العامة للولايات المتحدة... مشاركة انتخابية مكثفة لم تشهدها أميركا منذ أمد طويل، بيض من رجال ونساء، يصوتون لرجل أسود منحدر من إفريقيا ومن أصل مسلم وإن كان هو مسيحيا في نفسه».
وتابع «نسبة عالية من النجاح عالية جدا لأوباما الأسود في جو عاش العنصرية المقيتة على مدى طويل. وهناك دلالات، فلماذا الاهتمام الأميركي العالمي بتلك الانتخابات، إنها مسألة الإمامة، والإمامة مرة تكون إمامة بلد صغير ضعيف مهمل لا تأثير له، ومرة تكون إمامة بلد قوي مؤثر في الوسط العالمي، خذها نقطة واحفظها، هناك إمامة شعب وإمامة أمة وإمامة عالم وهي أوزان، إمامة أربع سنوات وعشر سنوات وإمامة مطلقة من حيث الزمن. إمامة دنيا، وأخرى إمامة دين، وثالثة تكون إمامة دين ودنيا معا».
وأضاف «مرة يكون الرجل المختار للإمامة عليه أن يقود المحيط الذي اختير له إماما على مسار أطروحة سطحية، لا تحتاج لفهمها إلى عناء كبير، ولا تربية روحية مشعة، ومرة تكون الأطروحة عظيمة في كل الأبعاد، وكبيرة في كل الأبعاد وتتطلب فهما عاليا، روحية متميزة ونفسا عالية... والإمامة في الإسلام أوسع وأثقل إمامة وزنا على الإطلاق. وفي أميركا كان الطرفان كل يحبس أنفاسه، الطامعون في خليفة من نوع بوش، ويخافون أن تتحول الأمور في خط الإمام، وأصحاب الرجل الأسود وكثير من المستضعفين، وبدافع تصوراتهم الخاصة، خوفا من أن يقفز لأميركا خليفة بوش، وأن يستمر خط السياسة الأميركية الجائرة الذي ينشر الفساد في الأرض. فكانت أميركا وكان العالم في نظر أولئك كلهم على كف عفريت، وحاش الله في النظر الذي نراه صائبا أن يترك أمر دين الناس بالكامل ودنياهم لاحتمالات يحكمها كف عفريت».
ولفت قاسم إلى أن «هذا اختصار وليس درسا(...) وماذا وراء المشاركة الواسعة واختيار أوباما، وهذا دليل على ظهور النتائج للسياسات الطائشة التي اعتمدت سياسات الإرهاب ودعم الأنظمة الدكتاتورية الظالمة. المشاركة الواسعة واختيار أوباما إنما هو تجربة من التجارب التي تبحث عن النجاة من غرق جارف، تتسبب فيه الفلسفة المادية للحياة وغياب القيم والقيادات المتعطشة للدم والظلم. نعم إن الناس في كل مكان يبحثون عن عدل وسلام وإنقاذ وإنسانية وقيادة متزنة. مرة يتعلقون بهذه الخشبة ومرة بتلك الخشبة ولو أملوا في قشة لاستمسكوا بها، وهذا نموذج عملي صارخ ولسان ناطق بليغ أن الناس في انتظار يوم العدل الإلهي الذي يعم الأرض ويأخذ بخط الحياة والعدل، والناس يتعطشون للمنقذ والمخلص وإن كان بعضهم عرفه من دين الله ومن لم يعرفه».
وقال: «إن الفوز الساحق لأوباما دليل على أن العالم على استعداد لأن يكفر بكل أوثان الظلم، إذا عرف نظاما عالميا صادقا وقيادة رشيدة تنشد سعادة كل الأقوام والأمم، وهذا النظام إنما يقدمه الإسلام، وأن تكون القيادة على النهج الرباني الصادق. فوز أوباما إنما هو تعبير عن الغضب على النظام السياسي السابق، ولو لم تكن في أميركا أجواء ديمقراطية تعبر عن هذا السخط العارم، لآل أمر أميركا إلى بحور من الدم القاني طلبا للخلاص. ما كانت أميركا مع استمرار سياسة بوش وانسداد الطريق للتغيير إلا على طريق فتنة عامة تفرضها الأوضاع القاسية الجائرة والجاهلية المتعجرفة التي كانت ترتكبها السياسة الأميركية».
وقال قاسم: «إذا خسرنا الإسلام وحاكميته المنقذة العادلة، وهو الحل الأمثل فلنا أن نغبط الشعب الأميركي من خلال صلاحياته الديمقراطية أن يسقط من مارس نظام الظلم، في حين أن شعوبنا ليس بإمكانها أن تسقط وزيرا متآمرا ولا حتى وكيل وزارة ولا أن ينقذوا مساحات من أراضيهم الصغيرة من يد المتنفذين ولا أن ينقذوا مشروعا إسكانيا. ولا شك في أن الأنظمة التي تلتقي مع بوش ستكون في حال ترقب وتوجس بغيابه وكون خليفته غير مضمون التوجه نفسه، عندها لحد الآن، أو أن الظاهر من شعاراته خلاف ما تتمناه بعض الشيء، وإن كان أول ما بدأ به الرجل من التعيينات لا يبشر بخير إذ اختار رجلا يهوديا متعصبا لملء مركز كبير موظفي البيت الأبيض. ومن جهة أخرى ينقل الإعلام العربي مجريات العملية الأميركية ويراها حلالا طيبا، وترى بعض الأنظمة أن المطالبة بأبسط الحقوق تعتبر من الحرام والخيانة وتستحق العقوبة».