العدد 2248 بتاريخ 31-10-2008م تسجيل الدخول


الرئيسيةمحليات
شارك:


قاسم: لسنا مع العنف نهائيّا لكن نريد حلاّ للملفات العالقة

الوسط - عبدالله الملا

طالب خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس بضرورة البحث عن قنوات لحل المشكلات العالقة بين الحكومة والمعارضة، وقال: «لسنا مع العنف نهائيّا، لكن نريد حلاّ للمشكلات، ليست مشكلة واحدة ولا اثنتين بل إن المشكلات تترادف وتتراكم».

وأضاف «على رغم ذلك سيقال إننا ندعو إلى العنف، وهو أمر مستغرب».

وبدأ قاسم خطبته مستفسرا «إلى أين اتجاه السياسة عندنا؟... لحياة التقدم والرقي والتلاحم الإنساني في المجتمعات طريق، ولما هو العكس طريق آخر، والنتيجتان لا تلتقيان كما أن الطريقين لا يلتقيان، وكل طريق تؤدي إلى ما اتجه بطبيعته إليه لا إلى ما دعا إليه الإعلام المزين له، ومنهج العلم والطريق القويم له نتائجه في النفوس والأوضاع، ولمغايره نتائج أخرى».

وتابع «إن سياسة تؤزم المجتمعات، وسياسة تعمل على حل الأزمات واستقطاب المفترقين عنها نتائجها إيجابية مختلفة، ولا استقطاب من كلمة ساحرة خالفها فعل، إلا أن يكون المخاطب مغفلا، فكيف إذا جاء الفعل والكلمة منفرين. وفي كل الأحوال تعد العلاقة السلبية التشنجية بين الحكومات وشعبها من أكثر الأسباب لتدمير المجتمعات، وهو شيء مطلوب عكسه، وهناك مآخذ عدة تؤزم الوضع لدينا في البحرين، ومنها عدم عدالة الدستور، والتمييز الذي طال حياة السياسة والمال والتعليم والإعمار بما فيها جنبة الشعائر والعبادة، وهناك التجنيس الذي يضايق حياة الناس، ومطاردة شرسة لدور العبادة تستهدف استئصال شعائر دينية ذات طابع متأصل عرفه الوطن بكل جلاء، والإشاعة لمظاهر التفسخ الخلقي، واستشراء الفساد الإداري والمالي الذي ينهك البلد، والاستيلاء على العنصر الرئيس وهو الأرض بصورة مخلة بحقوق الشعب وموقعة لهم في الحرج الشديد في حياته، وذلك من قبل أقلية متنفذة».

وتابع «هناك تشدد أمني لا يكتفي بمعاقبة مواقف الاعتراض، وعلى مستوى عقاب جماعي يطول صاحب الكلمة الناقدة التي لا تخالف القانون، وإعلام يفاقم المشكلات ويثير الفتن ويجمع ذلك كله تطبيق حرفي بل ربما مبالغ فيه لما كشف عنه التقرير المثير للجدل. وهو تطبيق قائم إلى اليوم على قدم وساق(...) ويقولون إن المجلس النيابي قناة قانونية، وهذه القناة غير فاعلة بل حتى توصياتها غير محترمة، والملفات الحساسة يهدد من يهدد أنها ستواجه زلزالا لو طرحت في المجلس، والحوار سعى له العلماء، وبذلت له الجمعيات مساعيها ولم تحقق مآربها، ولتبحث الحكومة عن قناة نتخلص فيها من المواجهات نهائيا».

وانتقل قاسم إلى ما عنونه بـ «فتنة وآيات» موضحا «توجد معادلة إلهية في الأرض تقوم على الافتتان والابتلاء وعلى بقاء حال الاختيار، بحيث لا ترتفع حال الاختيار عند الإنسان أو لا تضايق إلى الحد الذي يكاد الإنسان يفتقد اختياره، بحيث تكبر الضغوط على الأكثرية الطاغية من الناس حيث لا يمكنهم الوقوف أمام التيار والاحتفاظ بشيء من الإيمان، وقد تتضاعف الفتن بما يضعف الإنسان عن الاختيار. ولا يتحمل الاختبار إلا العدد القليل(...) إن الحضارة المادية طغت وتعملقت وامتدت وطالبت، وأبهرت واستقطبت وأجنت الناس، دوخت العقول، وصارت لها أضواء مادية خاطفة، وطال الوقت وهنا يخاف على الناس أن يخسروا أنفسهم ويتحولوا إلى لعبة صغيرة في يد المستكبرين».

وقال قاسم: «هنا لابد من تدخل للغيب، للرحمة الإلهية إنقاذا للعالم... تعملق في المال والاقتصاد والقدرة العسكرية والسياسة والعمران والزراعة، يقابله تخلف في الجانب الإسلامي، في الأمة التي تؤمن بالله وبدين الله، وتستمر الشيوعية عملاقة وتستمر الرأسمالية عملاقة، ويتساقط الكثيرون على طريق الإيمان، إذا لابد من درس وأكثر من درس، تؤدب المستكبر وتعلم المستضعف وتكون حجة على الطرفين.

ولفت « يتفكك الاتحاد السوفياتي وترسانته العسكرية قائمة، إن الله يريد أن يقول لك لا دائم إلا الله، ولا غني إلا الله. لذلك، سقط الاتحاد السوفياتي، ينتصر حزب الله، وتتراجع العلمانية في أميركا، وتهتز أوروبا وأميركا لعابر محنة أولية، لإنذار إلهي أولي يتمثل في خلل مالي. كم درس أمامنا في سنوات معدودات، لنرجع إلى الله ونقول لا إله إلا الله. وحتى لا ينسى أهل الأرض إلههم، ويعبدوا حضارة الطين، وفي أقل من 30 سنة تحدث هذه الأحداث الهائلة».

وعرج قاسم على الاتفاقية الأميركية العراقية، موضحا أن «هذا الاتفاق يكشف عن مساعي للسيطرة على العراق، ولتدخله مع محيطه العربي والإسلامي في نزاعات ومواجهات تزيد من تفتيت الأمة وتضاعف ويلاتها واستنزاف خيراتها، لحساب الغازي الأميركي ومطامعه في المنطقة».

وقال: «على الشعب العراقي أن يرفض أي اتفاقية تذله وتجعله رأس حربة في محيطه ومجتمعه، وتعطي الأميركي اليد الطولى وهو أمر محرم شرعا».



أضف تعليق