خطباء الجمعة يؤكدون على الوحدة ويحذرون من «المخطط الأميركي»
الجودر يحذر من «الفكر التفكيكي»... وقاسم: هناك قضايا كبرى يجب أن نتوحد عليها
الوسط - مالك عبدالله
أكد خطباء الجمعة يوم أمس على ضرورة الوحدة ففي جامع طارق بن زياد في المحرق حذر خطيب الجمعة الشيخ صلاح الجودر من «الفكر التفكيكي»، مشيرا إلى أن «المخطط الأميركي لتمزيق الأمة قد اتضحت معالمه، فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان والسودان والصومال، إنها قائمة طويلة تعتمد في الأساس على زرع الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وهو ما يعرف (بالفكر التفكيكي)». بينما أكد الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز على الحاجة الماسة للوحدة، مشيرا إلى أن «هناك قضايا كبرى جدا يمكن أن نتوحد عليها ويجب أن نتوحد عليها(...)».
الجودر: المخطط الأميركي اتضحت معالمه
حذر خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد في المحرق الشيخ صلاح الجودر من الفكر التفكيكي مشيرا إلى أن «الجميع يشاهدون الفتن الكثيرة كقطع الليل المظلم، فما أن ننتهي من أزمة حتى تكون التي بعدها أشد منها، ما يحتم على كل صادق ناصح أمين، وعلى كل مسئول أن يقوم بواجب المسئولية»، مضيفا أن «المخطط الأميركي ؛لتمزيق الأمة قد اتضحت معالمه، فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان والسودان والصومال، إنها قائمة طويلة تعتمد في الأساس على زرع الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وهو ما يعرف (بالفكر التفكيكي)».
وشدد الجودر على وجوب الحذر من هذا الفكر المنحرف الذي يدعو إلى تصنيف الأمة وفرزها بأساليب العنف والغلو والإرهاب، مؤكدا أن «عملية الإصلاح التي ننادي بها يجب أن تبدأ بإصلاح الذات، من خلال تجديد الخطاب الديني، التجديد الذي يدعو إلى التمسك بما كان عليه محمد (ص) من التوحيد والدعوة والأخلاق، التجديد الذي يؤكد وسطية الأمة واعتدالها، التجديد الذي يؤكد تسامحها ومحبتها للآخرين، التجديد الذي يزيل ما ألصق بها من نعوت الإرهاب والتطرف والعنف».
وأكد الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز الحاجة الماسة للوحدة الوطنية والإسلامية الجامعة، مشيرا إلى ان «الامة تحتاج إلى نداء الوحدة وإلى شعار الوحدة الصادق وإلى عمل جاد دؤوب على طريق الوحدة» متسائلا وما هو متعلق الوحدة كما تظن؟ أن نتحول كلنا الى شيعة، أن نتحول كلنا الى سنة، مجيبا أن «ذلك مطلب ليس دونه خرط القتاد وإنما دونه حصد الرقاب (بحسب تعبير الفقهاء) لا يمكن بأي حال من الأحوال وتحت أي ضغط أن يتحول العالم الإسلامي كله إلى شيعة أو أن يتحول إلى سنة».
واوضح قاسم «إذا أردنا الوحدة على أساس تفاصيل العقيدة ؛فإن الصحابة كما سبق لم يكونوا على رأي واحد في هذا الأمر وإذا أردنا وحدة إسلامية على مستوى الفروع الفقهية ،فالصحابة إذا لا يشكلون أمة واحدة»، مردفا «والمذاهب السنية الأربعة لا تشكل أمة واحدة، والمذهب الشيعي في اجتهاداته المختلفة لا يشكل أمة واحدة».
ونوه قاسم إلى أنه «إما أن نقبل بأننا نشأنا أمما، وبقينا أمما، وسنبقى كذلك، وذلك مع قبول الاختلاف الفقهي وفي بعض تفاصيل العقيدة أو في دقة الرؤية التوحيدية أو عدم دقتها واما أن يكون علينا أن يحصد أحدنا الطرف الآخر إلى آخر واحد»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن يكون متعلق الوحدة هو العقيدة في بعض دقائقها وإلا فنحن أمة واحدة في الخطوط العريضة للعقيدة، الموحدون الشيعة ليسوا على فهم واحد للتوحيد والموحدون السنة - أنا على يقين - أنهم ليسوا على فهم واحد للتوحيد (...)».
وأضاف قاسم: «لكن تبقى قضايا كبرى جدا يمكن أن نتوحد عليها ويجب أن نتوحد عليها، فالحفاظ على الأمن الوطني لكل بلد من بلدان الإسلام قضية تهم الجميع وفقدها يضر بالجميع ولا أمر يقتضي الاختلاف على هذه القضية وإقامة العدل في أرض الإسلام والأخذ بالمساوات بمعناها الدقيق في الحقوق والواجبات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومواجهة الظلم والفوضى من أي مصدر سواء أكانت من حاكم أم محكوم من سني أم شيعي هذا كله يمكن أن نتوحد عليه»، مردفا «كما يمكننا التوحد في حماية الدين والأمة من الأجنبي فهو أمر يهم الجميع وغيابه يضر بالجميع ولا عائق إذا أنصفنا يعوق عن الأخذ بالوحدة في هذا المجال»، مؤكدا أن «التقدم بمستوى الأمة وبلدانها وحل مشكلة الجهل والفقر والمرض - هي مشكلات تضايق الجميع وتضر بالجميع - مسئولية الجميع والتوحد عليها لا يعوقه عائق».