قاسم: الوحدة واجبة شرعا وعقلا وواقعا
الوسط - محرر الشئون المحلية
ذكر الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق بالدراز أن «الوحدة الإسلامية واجبة شرعا وبكل وضوح واطمئنان، ومن ناحية عقلية فإن حفظ مصلحة الإسلام وحفظ كيان الأمة والرقي بمستوى الأمة والتقدم بها وصون الإسلام من العدوان الخارجي كل ذلك واجب شرعي وهو متوقف على وحدتها فتكون الوحدة واجبا في العقل».
وأضاف قاسم «توجد هناك الضرورة العملية، فهناك عدوان شرس على الأمة بكل مذاهبها وهناك عملية سحق خارجي، هناك عملية محو لوجود هذه الأمة، استيلاء عليها، استعبادا لها، سلبا لحريتها»، مشيرا إلى أن «هذا العدوان الشرس وهذه الهجمة الظالمة لا يدرؤها شيء، كما هي الوحدة فالضرورة قاضية بالوحدة بين المسلمين هذا فيما هو الواجب».
وأردف قاسم «أما فيما هو الواقع فأتصور أنه يمكن للأمة أن تكون متحدة ويمكن لها أن تكون مفترقة ويمكن لها أن تكون محتربه والاتحاد قوة والافتراق ضعف أما الاحتراب فانتحار وإذا كان هذا هو التصور فإن واقع الأمة بين أمرين بين الافتراق والاحتراق»، موضحا أن «الافتراق المذهبي والقومي والطبقي وعلى أساس حكام ومحكومين كاد يستولي على الساحة الإسلامية بكاملها»، مؤكدا أن «الاحتراب بدأ ينشط ويتحول إلى ظاهرة تتمدد وتتوسع لتستوعب الساحة الكبرى لحياة المسلمين». وأضاف في جوابه عن أسباب الاحتراب «يظهر لي أن من أقوى الأسباب لهذا الواقع المرير المهترىء والمستعر والمدمر هو فتح باب الاجتهاد بصورة مبتسرة ووجود اجتهادات قاصرة ومجتهدين صغار كثر» وقال: «حتى الإخوة السنة الذين كانوا يسدون باب الاجتهاد أصبح الاجتهاد عندهم مفتوحا على مستوى طالب جامعي حتى إنسان غيور على الدين ليست له عقلية فقهية تؤهله للاجتهاد»، منوها إلى أن «الاجتهاد صار من ناحية عملية حقا حتى عند المثقفين العاديين (...)، وقصر النظر العملي الموضوعي لهؤلاء المجتهدين، وهناك من يعطي لنفسه حق الاجتهاد من غير أن تصبح لديه بصيرة عملية ولا يعرف تشابكات الواقع وما تنتجه فتواه من واقع ونتائج مدمرة للأمة بكاملها».
وأكد قاسم أنه «لابد أن ندخل في حسابنا هنا التربية السيئة، أصحاب المصالح السياسية التي يذهب بهم الجشع والطمع والدنيوية إلى حد التضحية بالأمة وبكل مقدس وبكل غالٍ حفاظا على مصالحهم السياسية والمادية» مشيرا إلى تأثير «العملاء الأجراء للأجنبي على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات، والدور التخريبي المباشر للأجنبي وهيمنته السياسية على البلاد الإسلامية وقدرته على فرض آرائه وسياسته على هذه الحكومة وتلك الحكومة»، متسائلا «ما هي الأمة المسلمة المؤمنة؟، أهي خصوص أهل المذهب الشيعي، الحنبلي، المالكي، غيرهم أم هي أوسع من ذلك؟ الأمة التي خوطبت بالوحدة وخوطبت بالتعاون على الخير وخوطبت بحفظ حقن الدماء وحفظ الأموال والأعراض وهي مسئولية ملقاة على عاتقها، ما هي هذه الأمة؟».