ستة قتلى وعشرات الجرحى في تفجيرات خلال جنازة في كابول وسط توتر شديد
كابول - أ ف ب
قتل ستة أشخاص على الاقل وأصيب نحو 90 بجروح اليوم السبت (3 يونيو/ حزيران 2017) في كابول في تفجيرات نفذت خلال تشييع نجل سياسي أفغاني قتل خلال تظاهرة مناهضة للحكومة احتجاجا على تردي الأوضاع الأمنية الجمعة، ما يضاعف التوتر السائد في المدينة المضطربة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة وحيد مجروح لوكالة فرانس برس "حتى الساعة، نقل ستة قتلى و87 جريحا الى مستشفيات كابول".
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش أفاد سابقا على موقع تويتر "ما زلنا نجهل سبب الانفجارات".
وأفاد شهود عن وقوع ثلاثة انفجارات في موقع دفن سليم عز الديار الذي قتل الى جانب ثلاثة آخرين الجمعة خلال مواجهات بين قوى الأمن ومتظاهرين غاضبين اطلقت الشرطة الرصاص الحي لتفريق المئات منهم.
ونقلت التلفزيونات المحلية صور جثث دامية وأطراف بشرية في المقبرة الواقعة على تلة، وقال شاهد لوكالة فرانس برس أن بعض الضحايا "تناثروا أشلاء" من شدة الانفجارات.
وشارك في التشييع مسؤولون حكوميون كبار بينهم رئيس الوزراء عبدالله عبدالله الذي لم يصب بأذى على ما أكد مكتبه لوكالة فرانس برس.
وتشهد العاصمة الأفغانية كابول تدابير أمنية مشددة السبت تخللتها حواجز أمنية مسلحة ودوريات آليات مدرعة في الشوارع لتفادي تكرار تظاهرات الجمعة.
واصطدم مئات المتظاهرين المطالبين باستقالة الرئيس أشرف غني مع الشرطة الجمعة وردت قوى الأمن بالنيران التحذيرية والغاز المسيل للدموع ومدافع الماء.
وعبر المتظاهرون عن الغضب اثر اعتداء بشاحنة مفخخة أسفر عن 90 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى في الحي الدبلوماسي بالعاصمة الافغانية الاربعاء، في أفظع اعتداء تشهده كابول منذ 2001.
اغلقت السلطات الطرقات في وسط المدينة السبت لتفادي استهداف الحشود.
وقال قائد حامية كابول غول نبي احمدزاي قبل تفجيرات السبت "لدينا تقارير استخبارية بأن أعداءنا يحاولون مجددا تنفيذ هجمات على تجمعات وتظاهرات"، معربا عن امله في "ان يبتعد السكان عن التظاهرات".
لكن العشرات تجمعوا السبت في خيمة قرب القصر الرئاسي مطالبين باستقالة حكومة غني، في تحرك ظل سلميا بأغلبيته.
وقال المتحدث باسم المتظاهرين آصف اشنا ان "أي محاولة للحكومة لقطع تظاهرتنا المنصفة والعادلة ستثبت تواطؤها مع مجموعات ارهابية ومنفذي هجوم الاربعاء".
وتابع "من واجب الحكومة ضمان أمن المتظاهرين...وتتحمل الحكومة مسؤولية أي عمل عنيف".
"استغلال الغضب"
ويسود توتر شديد العاصمة الافغانية منذ الاعتداء الذي أبرز قدرة المسلحين على تنفيذ ضرباتهم حتى في الحي المحاط بحراسة شديدة في العاصمة ويشمل القصر الرئاسي والسفارات الاجنبية المسورة بجدران الاسمنتية الواقية من الشظايا.
ونسبت أجهزة الاستخبارات الافغانية تنفيذ الاعتداء الى شبكة حقاني المسلحة المتحالفة مع حركة طالبان والتي تقف وراء عدد كبير من الهجمات على القوات الاجنبية والأفغانية. ونفت حركة طالبان التي تخوض هجومها السنوي التقليدي في الربيع، أي تورط لها في الاعتداء.
وطالب المتظاهرون الحكومة بإجابات على ما اعتبروه تقصيرا في الاستخبارات أدى الى حدوث الاعتداء، ما يسلط الضوء على انعدام الامان المتفاقم في افغانستان.
واعتبرت منظمة العفو الدولية ان الحكومة الافغانية ردت في شكل "مفرط ودام" على التظاهرة، فيما اعربت الامم المتحدة عن "قلقها البالغ" ودعت الى جانب الكثير من الحلفاء الدوليين الى ضبط النفس.
وقالت السفارة الاميركية في بيان ان "العدو يسعى الى استغلال غضب الناس وحزنهم لزرع الشقاق وانعدام الامان".
أضافت "الآن وقت الوقوف متحدين والاعلان للأعداء ان الأفغان (...) لن يسمحوا للجبناء بأن يثبطوا عزيمتهم في بناء وطن مستقر يعمه السلام. يجب أن لا ندع أعداء أفغانستان ينتصرون، ولن ينتصروا".