رواية باللهجة الدارجة : الزوجة الرابعة
زهراء المبارك
طلعوا من الحرم و معتوق ينطرهم ، يمشون و عياينهم حايرة في صحن الحرم و الساحة الا حوالي الحرم المتروسة من البياييع والاوادم و يتلفتون يمين ويسار ، وكل شوي وقفوا صوب البسطات والدكاكين ، ومعتوق ما قصر عنهم الا يبونه اخده ليهم ، وما وصلوا البيت الا محملين بالأچياس .
وصلوا السكن و فلتوا روحهم في الحجرة متكسرين من لفرارة .
مرزوقة رمت بروحها رماي ومعتوق راح يشوف مته ريوقهم .
صالحة راحت تلبق اغراضها وتحطهم في الخريطة الكبيرة .
مرزوقه تزعق على فوزية ، راحت تبدل فيابها : فوزوه ، يا حبيبة عمتش ، تعالي همزي ريايلي ، تكسرت من الطريق ، وايد بعيد الحرم .
فوزية : الحين بايي عمة .
وقعدت تهمز فيها ، ومرزوقه ما عندها الا آه وآه : بعد فوق يا بتي صوب الركبة ، اي هنا آه آه ، خوش تهميز فوزية ، الله يبلغني فيش يارب ، ما بعرسش الا اني ، بدور لش صبي زين غني وعنده خير .
استحت فوزية ، جت صالحة : يالله حماتي برزوا رحكم للريوق .
خنفست مرزوقة : اني ما فيي شدة اقوم من مكاني ، انجان يصير إييبون الريوق الغرفة ، خل معتوق اييب لينا
صحفة فيها صحنين وچاي وبقصم .
جاء معتوق : يالله يا جماعة لبسوا بشوتكم واطلعوا في القاعة الكبيرة للريوق .
مرزوقة : اخويي ييب لينا صحفة هنا ، بنتريق في الغرفة ماني قادرة اقوم .
معتوق : يختي تونا اول يوم ويا الجماعة بعدين بقولوا ديلا متجبرين علينا ما يقعدوا ويانا ، يالله البسي بشتش وقومي و يا مرت اخوش وبت اخوش تريقوا ويا الجماعة ، ترى هالايام ما تعود .
طاوعت وهي مستثقلة الطلعة : ييبي بشتي بت اخويي خلنا نقوم نتريق وياهم ، ويش نسوي بعد ؟
وطلعوا القاعة الا طربال الريوق من بداية القاعة لآخرها متروس نسوان وجهال ، ما خلوا بلاليط ولا بيض ولا كيمات ولا جبن ولا چاي ولا حليب ولا بقصم ولا جام ولا قيمر ، خيرات الله واجد ، والشغاغيل واقفين على روسهم لا ينقص شي .
سفرة حليوة وناس من كل مكان فيهم الزين والشين وفيهم الطيب وفيهم المزوح ، استانسوا في هالسفرة .
دلوا الدرب و تعودوا يروحون بروحهم .
وصباحية الجمعة طلعوا للحرم وردت صالحة ويا رجلها ، وفوزية وعمتها ما ردوا وياهم يبون يفترون في السوق .
الدكاكين واجد وكل شي حليوي ، لثياب ، المواعين ، النعلة ، الالعاب ، الخلاقين ، الحلاوات ، المكسرات .
مرزوقة تفتر وتشتري وفوزية تحمل الاغراض ما خلوا دكان ما شفوا عليه ، فلتت مرزوقه اچاسها تحت رجولها ووقفت تحوس في بوكها .
فوزية : الاوية واقفة عمتي ؟
مرزوقة : بشوف اذا عندي بيزات بعد ، حتى امر چم دكان .
فوزية : عمتي تعبنا و يت الظهر ما تريقنا ، خلنا نرد البيت والعصر كملي اغراضش .
مرزوقة : ما أخذت العاب لليهال .
فوزية : العصر بايي وياش .
مرزوقة : يالله عيل نرد البيت ، قبل ما يخلصوا الريوق .
وحملوا حمايلهم كل چيس ويش فقله ، يمشون شوي ويقعدون شوي .
فوزية تطالع الشوارع : عمتي ، هذا مو طريقنا ، اول مرة أشوف هالطريق ، شوفي احنا نطوف على شارع المسابيح ، هذا الشارع كله فياب ومواعين .
مرزوقة تتفحص الطريق : احنا نطوف على هالدرب لكن نفتر من شارع المسابيح اول ، الحين بنطلع يمين صوب بيت ابو الليتات وبنوصل لشارع المسابيح .
فوزية : يالله عمتي عيل قومي لا نتأخر .
وقف صوبهم حمالي : زيارة مقبوله خالة .
مرزوقة : منا ومنك .
الحمالي : تريدون حمالي خاله ؟ اوصلكم للسكن .
مرزوقة : بيتنا بعيد يا حجي .
الحمالي : ولا يهمك خالة كله لجل لحسين والعباس ، هسه انتو ضيوف الامام ، واحنا بالشوفة خاله شماتريدين انا خادمچ .
فوزية : يالله عيل عمة قومي خل يحمل الاغراض اخف لينا .
قامت مرزوقة والحمالي حط الاغراض في العربانه ، وكل ما مشوا مشى وراهم ، مرزوقة تمشي وتطالع لدروب تلف على المكان مرتين ثلاث .
الحمالي : خالة وين سكنكم ؟ هاذي المرة الرابعة نرجع لهالمكان .
فوزية : قلت لش عمتي هذا مو دربنا ، ما صدقتين .
مرزوقة داخت من لفرارة : ويش دراني اني ،
وقعدت على عتبة الدكان .
الحمالي : هسة بيأذن خالة ، شرايچ اوصلكم الحرم تصلون وبعدين اوصلكم للبيت .
مرزوقة : لا يا حجي ، الحين الجماعة يدورونا متهوسين علينا .
خلنا نروح من هالدرب نشوف ، احنا طريقنا في بسطات مال مسابيح .
الحمالي : يا حجية البسطات هوايه هني يمين بيه بسطات وشمال بيه بسطات ، آني شمدريني بطريق سكنكم .
معتوق وصالحة وقفوا برا السكن ينطرونهم .
معتوق : والله تغربلت وياهم ، لكن كل مني انا طاوعتهم وخليتهم بروحهم .
نسوان ما ينهدون ، انچان ما خطفوهم .
طلع راعي الحمله وياهم برا يسالهم : لالحين ما ردوا ؟
معتوق وجهه صاير اصفر : لا لالحين يبو احمد ، ما ادري ويشو يسووا لهالحزة الناس صلت وتغدت ، وهم ماليهم حس .
ابو احمد : يمكن اكلوا ليهم من المضيفات و اذن عليهم ودخلوا يصلوا .
معتوق : هاكو النسوان الا راحوا الحرم محد منهم شافهم .
انچان ما دعمهم بست او خطفوهم .
تغدوا الجماعة ، و عمال الحملة و معتوق وصالحة يدورون في الاسواق بلا غدا ، معتوق فلت روحه صوب باب الحرم يطالع الرايح والجاي واذا شاف سعوديين او بحارنه سال عنهم .
جت العصر وبتغرب الشمس ومرزوق يدور من شارع لشارع ، حس الدعاء في الحرم قبل الاذان ، عجز معتوق وبرد البيت ، الا فوزية تنفلت على ابوها من بعيد : هاكو ابويي و صالحة ، قومي عمة .
شافهم ورمى بروحة على عتبة بيت : العن ابوكم لابو الا يابكم ، دوختوني وخرعتوني وما خليتون قطرة دم فيي .
هادي سوايا تسووها ؟ ما تحسون ؟ اخر مرة تروحون الحرم ، الله ياخد روحي وافتك منكم ومن بلاويكم .
الحمالي راح ورد رجع ليهم وضلوا قاعدين عند عتبة بيت من بيوت كربلاء .
طلع معتوق البوك وعطاه حقه : تيسر حجي رحم الله والديك سامحنا .
الحمالي : خادمكم حجي وما يحتاج تكلف على روحك .
حملوا اغراضهم ويمشون ويتدوفعون من التعب والجوع والمحاتاة ومرزوق منقهر عليهم : في احد ياخد هالاغراض ؟ ما خليتون شي في السوق ، ما بتخلص الاغراض انچان صبرتون باوديكم ، العن ابو الساعة الا جبتكم فيها ، قايل لامي ما باودي احد ، قالت اختك وما حد ليها ، والخت مو صايرة نفس النسوان .
ما وصلوا السكن الا تلقوهم الزوار يتحمدون ليهم بالسلامة .
قزرها معتوق وياهم حرارة بمرارة ، وردوا من السفر ، وصلوا الديره ، وضربوا لهرانه من بعيد و الاهل والجيران تحاولوا السيارة ينطرون بركة الزوار ، معتوق و جماعته مستانسين بشوفة البنات والاهل .
و مسعدة وخواتها تجمعوا ويا فوزية يبطلون شنطتها ويدورون صوغتهم .
صالحة توحمت ، وحمدت ربها بس خايفة يموت الجاهل مثل كل مرة ، و خبرت رجلها ،
استانس معتوق : ان شاء الله ياصالحة يتوجب نذرش ودا ببركة زيارة الايمة ، لا تحاتين هالمرة ثابتة ان شاء الله .
انقهرت مسعدة و نطرت مرت ابوها تروح بيت اهلها واجتمعت ويا خواتها يخططون حتى يسقطونها : اسمعوا يا بنات ، لا تقصروا فيها من تشوفوها طلعت اطلعوا وراها
وضربوها ودزوها على الارض ، ان يابت اولاد بياخدون فلوس ابويي وبخلوكم بلا شي .
فوزية ساكتة ، ومن جت مرت ابوها تخششت وراحت قالت ليها ، دشت لخالتها وصكت الباب عليهم : خالة ، تعالي بقول لش شي خطير ، خواتي متفقين عليش يبوا يسقطوا الياهل .
صالحة خافت : قولي ليي فوزية ويشو اسوي ، والله خايفة يقتلوا الياهل و ما اقدر اقول لابوش ، بيقتلهم من الضرب .
فوزية : انتبهي خالة لا تطلعين بروحش او قدامهم ، اني باقول ليدتي حتى تستحمق عليهم .
وراحت قعدت ويا خواتها ما حسوا بها ، ونطرت يغفلون وراحت لجدتها وقالت ليها ، استحمقت جدتها : انا لله وانا اليه راجعون ، الله وجب نذرها بنت الاوادم ، الاويه يحطون بالهم على هالفقيرة ؟ ويش مسويه فيهم ؟ الله يغربلهم من بنات ما طلعوا على امهم ، خدوا اطباع عمتهم ، لكن اني الا بوقف ليهم .
إلى اللقاء في الحلقة الثامنة..