رواية باللهجة الدارجة : الزوجة الرابعة
زهراء المبارك
ام معتوق قعدها ولدها الصغير عباس من الصبح بصياحة ، جابت غرشة منقوع فيها حلبة وعلوچ وسقته اياه و صخ شوي ونام ، سليمة سوت الريوق وحطته في الليوان .
ام معتوق حطت جاهلها على مرقده وراحت لابو معتوق تقعده يتريق .
ابو معتوق يتقلب وشال لحافه من عليه : ولدش يخلي احد ينام ؟ .
ام معتوق : ما ادري ويشو حل عليه ؟ بطنه يطبل طبال ، ما ادري هو مغص لو أرياح ؟
قام ابو معتوق دش الحمام وطلع غسل وجهه وبوزه في البرچة وجاء تربع صوب صينية الريوق .
ام معتوق تقطع له الخبز وهو يغمس في الچاي : ابو معتوق اليوم معتوق بروح يقص چتاتي للعراق ، وما رديت عليي اروح لو ما اروح ؟
ابو معتوق : لا تروحين ، ياهلش بعده صغير ، لا ينحمل ولا يتخلى ، وانا تخليني على من ؟ على بتش وولادها الاباليس ؟ لو على سليمة الا ما تمر البيت الا من الشهر مرة ؟
مالش روحة يا مرة .
مرزوقه تتصوخ وايدها في لثياب تغسلهم ، استبشرت شوي : عجل اني باروح وياهم ، قولي لاخويي اماه يوديني .
ام معتوق : تبيني اقول له ، احشمي اخوش واحشمي مرته ، حتى يرضى يوديش ، مو تروحين و تضايقين المرة وتعطينها داك للسان . ولا تطالعين ويشو يايب ليها وويش ماخد .
مرزوقة : شايفتني اماه ويه ؟ ويشو قايله ليها اني ؟ ولا سويت فيها شي .
ام معتوق : و ولادش من بعابلهم؟
مرزوقة ، ولادي ويا خيلانهم وباوصي عليهم سليمه او بيت ابوهم ، لا تحاتين اماه بتصرف فيهم .
ام معتوق قالت لولدها يودي اخته بدالها .
وصالحة سكتت خايفة ، مو قادرة تتكلم
وجاء معتوق البيت وكلم بناته ، قعدهم في الحجرة عقب الغداء : اسمعي يا مسعده ، تدرون ان انا ومرت ابوكم بنروح العراق ، تحملي بخواتش وبالبيت ، وناموا عند يدتكم ولا تغربلونها .
شهر واحنا رادين .
نطت عيايينها مسعده : واحنا ؟ ولاد العبدة ؟ ، صالحة ومرزوقة مو احسن منا .
ابو معتوق : يا بتي انا ما اقدر اوديكم كلكم ، كل مرة باودي وحدة
مسعدة : اني ودني باروح وياكم ، الحين عطلة .
معتوق : هالمرة باودي فوزية ، وانتين قعدي تحملي بالبيت ، انتين العودة .
وقفت مستحمقه وتصارخ على ابوها : اني ما ليي شغل ، اذا ما وديتوني باكسر البيت ، تودي مرتك وعمتى وفوزية واحنا تخلينا ؟ عندك فلوس بس ليهم ؟
وياخد بيالة الچاي صوبه ويفلتها عليها ، صادت رجولها : ما تستحين تكلمين ابوش كذا ، استحي على وجهش ، وكيفي باودي الا اباه ، وانتين لو صايرة مرة تحترمين الا اكبر منش وتسمعين الكلام ، انچان وديناش ، لكن اعرفش مو آدمية .
طلعت مسعده وهي تهمز في رجولها وخواتها وراها : لكن اني الا باراويكم ، انچان ما قلبت البيت فوق راسكم .
ويروحون حجرتهم ، وشافت فوزية وحطت الحرة فيها : روحي قعدي وياهم الاويه ياية ويانا ؟ روحي ليهم يحبونش احنا ما يحبونا .
نطت اختها عاتقة : كل منش فوزية انتي الا شوشتين ابويي .
فوزية متسندة على الباب وخايفة تقعد وياهم : والله العظيم اني ما علمت ابويي ، ولا شفته ، اني كل وياكم .
وهو الا قال بوديني ، لاني اساعد مرته واغسل فيابه ساعات مال الورشة .
وقعدت على الباب وهي خايفة منهم .
يوم ثاني طلع معتوق من الصبح رايح المكتب يحجز چتاتي للسفر .
وجاء الظهر وعنده التذاكر وعطاهم صالحة : صالحة ، تعالي اخدي الچتاتي مال السفر ، سفرنا يوم الفلافة ، خشيهم زين اما زين عن البنات ، تسويها مسعده تاخدهم وتحرقهم .
جاء يوم السفر وتلبس وتخنن وتعقل معتوق وراح لمرته بعدهي تحوس في الشنطة : برزي باسش وباس فوزية وانا باروح لاختي باجيب باسها .
فوزية متلبسة ومتعدلة وقاعده صوب مرت ابوها ، والبنات واقفين متحرمصين ، لو ما الخوف من ابوهم انچان فلتوا اغراض مرت ابوهم من الدريشة .
مسعدة : والله يايتني حرة ، لو مو ابويي انچان نتفتكم فنتينكم .
وخواتها واقفين وياها في صف .
جاء ابو معتوق ، من على الباب : يالله صالحة هاكو الموتر على الباب .
بسرعة بسرعة تقوم تتلبس و تحط شنطتها وشنطة فوزية على الباب .
معتوق دش لبناته يسلم عليهم ويحضنهم : في امان الله يا بنات ، تحملوا بروحكم ،
-سلم على مسعده غورت عنه وراحت حجرتها تشطف .-
طلعوا برا اخوته وامه وابوه ، والجيران وقافية صوب السيارة يسلمون عليه : فمان الله معتوق ، قلناكم الدعاء والزيارة .
ام معتوق تصيح : سلموا على حبيبي الحسين وقبلوا اعتابه .
اخوه يوسف يتطنز عليه : عاد جيب غنمة لامك من هناك يبو البنات
ومشى الموتر وتيسروا .
وطلعت مسعده من حجرتها ويا خواتها و تكسر اغراض المطبخ من الحرة .
جدتهم تسمع حس تكسرهم و تجي ليهم ، تصارخ عليهم : مسعده ، مسعده ، والاخير وياش ، صيري ادمية لا اكسر عليش قلم القدو .
طلعت ليها مسعده نافخة روحها : ما لش خص يدتي ، خليني ، الحرة بتاكلني ، هم احسن منا بويش ؟ هم يسافروا ويستانسوا واحنا نقعد بروحنا ؟.
ام معتوق : كل منش ومن شطانتش وطول لسانش ، لو صايرة مرة انچان ودّوش ، ياطايحة الحظ .
صيري ادمية واني باقول له مرة فانية يوديكم .
صلي على النبي يا بتي ، والتفتي لخواتش
اتسبحوا وبدلوا فيابكم وتعالوا قعدوا ويايي في البيت .
طاوعوا جدتهم وراحوا قعدوا عندهم في البيت .
وصلوا الزوار كربلاء وبانت القبة وضلت صالحة تصيح وتدعي الله بحق الحسين يعطيها ذرية .
مرزوقة دموعها تتخارص وتسلم على الامام الحسين : السلام عليك يا ابا عبد الله .
فوزية تطالع ومستانسة من حلاوة المكان .
ارتاحوا في الليل ومن الفجر راحوا الحرم يصلون كلهم جميع ، دشوا النسوان بروحهم ووقفت صالحة صوب الضريح تصيح وتنتخي ونذرت : يالله بحق الحسين المظلوم ان عطيني اولاد الا ابيع الولد لبدوية سنتين (مراخة )
وخلصوا صلاة وقعدوا يتسمعون الادعية ، و طلعوا من الحرم ومعتوق ينطرهم لا يتغوون .
إلى اللقاء في الحلقة السابعة