مواجهات عربية مرتقبة في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا
القاهرة - د ب أ
تشهد الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات (دور الستة عشر) لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم أكثر من مواجهة عربية منتظرة، فضلا عن العديد من اللقاءات الأخرى المرتقبة التي ستؤثر نتائجها على شكل المنافسة في المجموعات الأربع بنسبة كبيرة.
وتشهد المجموعة الرابعة صداما عربيا ملتهبا بين الأهلي المصري وضيفه الوداد البيضاوي المغربي، إذ يرى البعض أن تلك المواجهة ستستحوذ على الاهتمام الأكبر خلال مباريات تلك الجولة، بالنظر إلى التقارب الشديد في مستوى الفريقين اللذين توجا ببطولة الدوري في بلديهما هذا الموسم.
ويتربع الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد ثمانية ألقاب، على صدارة المجموعة برصيد أربع نقاط، متفوقا بفارق هدف على أقرب ملاحقيه زاناكو يونايتد الزامبي، المتساوي معه في نفس الرصيد، في حين يحتل الوداد المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط، ويقبع القطن الكاميروني في مؤخرة الترتيب بلا نقاط.
ويخوض الأهلي اللقاء منتشيا باحتفاظه بلقب الدوري المصري للموسم الثاني على التوالي، إذ يتطلع للتركيز الآن في مهمته الأفريقية بعد غلق الملف المحلي، للمضي قدما في المسابقة القارية الغائبة عن خزائنه منذ العام 2013.
وعلى رغم البداية الهزيلة للأهلي عقب تعادله السلبي مع ضيفه زاناكو في الجولة الأولى بالمجموعة، إلا أنه سرعان ما استعاد اتزانه، وتغلب على مضيفه القطن 2-صفر في الجولة الثانية.
وقدم الفريق الملقب بـ(نادي القرن في أفريقيا) أفضل أداء له منذ فترة طويلة بالمسابقات الأفريقية أمام بطل الكاميرون، وكان بمقدور لاعبيه الفوز بعدد قياسي من الأهداف، لولا سوء الحظ الذي صادفهم في الكثير من المناسبات.
ويخوض الأهلي المباراة بدون نجم هجومه الإيفواري سليماني كوليبالي، الذي سافر إلى العاصمة البريطانية لندن دون إذن مسبق من النادي، وبات على أعتاب الرحيل نهائيا من الفريق، لاسيما بعدما تبادل الطرفان شكوى بعضهما البعض في الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
كما تحوم الشكوك أيضا حول مشاركة صانع ألعاب الأهلي عبدالله السعيد في المباراة، في ظل معاناته من إصابة حالت دون مشاركته في مباراة الفريق الأخيرة بالدوري المصري أمام مصر المقاصة، وربما يتواصل غياب المدافع الدولي أحمد حجازي، الذي ابتعد فترة ليست بالقصيرة عن الملاعب بداعي الإصابة.
ومازال الأهلي يبحث عن انتصاره الأول على الوداد في ملعبه، بعدما فرض التعادل نفسه على لقائيهما السابقين بمصر في البطولة، إذ تعادلا 3-3 ضمن مرحلة المجموعتين للمسابقة العام 2011، قبل أن يتعادلا مجددا بدون أهداف في الدور نفسه بنسخة البطولة الماضية على ملعب برج العرب بمدينة الاسكندرية، الذي سيستضيف مباراة الفريقين يوم الأحد المقبل.
في المقابل، يرغب الوداد في تحقيق نتيجة إيجابية لكي ينعش حظوظه في التأهل للأدوار الإقصائية، خاصة عقب خسارته المفاجئة صفر-1 أمام مضيفه زاناكو في الجولة الماضية، والتي شكلت ضربة موجعة له، لاسيما وأنها جاءت بعد بدايته القوية في المجموعة عقب فوزه 2-صفر على ضيفه القطن في الجولة الأولى.
ويدرك الحسين عموته مدرب الفريق المغربي ضرورة حصد نقطة التعادل على أقل تقدير، إذا أراد الوداد الحفاظ على آماله في التأهل لدور الثمانية للبطولة التي توج بها العام 1992.
ويسعى الوداد للثأر من خسارته صفر-1 أمام الأهلي في مباراتهما الأخيرة بالمسابقة التي جرت بملعب الأمير مولاي عبدالله بالرباط في شهر يوليو/ تموز من العام الماضي، إذ ترى جماهيره أن الفرصة ربما تكون مواتية للفريق لرد الدين الأهلي، الذي سيخوض المباراة على ملعبه وأمام جماهيره.
ويمتلك الوداد العديد من الأوراق الرابحة القادرة على قلب الأمور في المباراة في مقدمتهم النجم الليبيري وليام جيبور، هداف الدوري المغربي هذا الموسم برصيد 19 هدفا، الذي يمتلك خبرة اللعب أمام الأندية المصرية بعدما سبق له الدفاع عن ألوان فريق طلائع الجيش.
ومن المرجح أن يفقد الوداد خدمات مدافعه مرتضى فال في المباراة بعدما فشلت مساعي الجهاز الطبي في تعافيه من الإصابة التي عانى منها مؤخرا.
وتشهد المجموعة أيضا مواجهة ليست بالسهلة بين زاناكو وضيفه القطن، حيث يطمح الفريق الزامبي في حصد النقاط الثلاث للانفراد بالصدارة حال تعثر الأهلي أمام الوداد، فيما يسعى القطن لتفادي الخسارة للإبقاء على حظوظه الضئيلة في الاستمرار بالبطولة.
ويأمل النجم الساحلي التونسي في تعزيز صدارته للمجموعة الأولى والاقتراب خطوة أخرى نحو التأهل للدور المقبل، عندما يستضيف الهلال السوداني في مواجهة عربية خالصة، فيما يحل المريخ السوداني ضيفا على فيروفيارو دا بيرا الموزمبيقي بالمجموعة ذاتها.
ويتصدر النجم، الذي توج باللقب العام 2007، المجموعة برصيد ست نقاط، وهو الفريق الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة حتى الآن في المجموعات الأربع، بفارق أربع نقاط كاملة أمام أقرب ملاحقيه الهلال، فيما يحتل المريخ وفيروفيارو المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد نقطة واحدة.
وحقق النجم انطلاقة مثالية بالمجموعة عقب فوزه الكاسح 5-صفر على ضيفه فيروفيارو في الجولة الأولى، ثم انتصاره 2-1 على مضيفه المريخ في الجولة الثانية.
من جانبه، أخفق الهلال، الذي صعد لنهائي البطولة العامي 1987 و1992، في تحقيق أي انتصار بعدما تعادل 1-1 مع منافسه التقليدي المريخ، وبدون أهداف مع فيروفيارو، ليصبح مطالبا بتجنب الهزيمة أمام النجم.
ويأتي هذا اللقاء، ليعيد إلى الأذهان مواجهة الفريقين بالدور قبل النهائي لنسخة البطولة العام 2007، والتي انتهت بفوز النجم الساحلي 4-3 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، ليستكمل الفريق الملقب بـ(جوهرة الساحل) مسيرته في البطولة ويتوج بها للمرة الوحيدة في تاريخه حتى الآن.
ويلعب المريخ لقائه مع فيروفيارو تحت شعار (لا بديل عن الفوز) من أجل المحافظة على آماله في التأهل لدور الثمانية.
ولن تخلو المجموعة الثانية من المواجهات العربية أيضا، إذ يستضيف الزمالك المصري فريق اتحاد العاصمة الجزائري، فيما تشهد المجموعة لقاء آخر يجمع بين كابس يونايتد الزيمبابوي وضيفه أهلي طرابلس الليبي.
وتبدو أوراق المجموعة مبعثرة، إذ مازالت جميع الفرق الأربعة تملك حظوظا وفيرة لمواصلة مسيرتها بالبطولة.
ويأتي الزمالك على قمة المجموعة برصيد أربع نقاط، بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه اتحاد العاصمة، الذي يتفوق بفارق الأهداف على كابس يونايتد، صاحب المركز الثالث، المتساوي معه في رصيد ثلاث نقاط، فيما يتذيل أهلي طرابلس الليبي المجموعة برصيد نقطة واحدة.
ويسعى الزمالك واتحاد العاصمة للعودة إلى نغمة الانتصارات التي غابت عنهما في الجولة الماضية، حيث تعادل الفريق المصري، الفائز باللقب في خمس مناسبات كان آخرها العام 2002، بدون أهداف مع مضيفه أهلي طرابلس، فيما تكبد اتحاد العاصمة خسارة مباغتة 1-2 أمام كابس يونايتد.
وبدا واضحا تراجع مستوى الفريقين في الجولة الأخيرة بالمجموعة، بعد المستوى اللافت الذي قدمه كل منهما في بداية مشوارهما بمرحلة المجموعات، عقب فوز الزمالك 2-صفر على ضيفه كابس في الجولة الأولى، واتحاد العاصمة على ضيفه أهلي طرابلس بثلاثية بيضاء في المجموعة ذاتها.
ويضع أهلي طرابلس نصب عينيه ضرورة الحصول على النقاط الثلاث في لقائه مع مضيفه كابس يونايتد، للإبقاء على آماله في حجز إحدى بطاقتي التأهل عن هذه المجموعة لدور الثمانية، على رغم صعوبة المهمة التي يواجهها الفريق الليبي، في ظل توقف النشاط الكروي في بلاده بسبب الظروف السياسية التي تعيشها ليبيا حاليا.
وفي المجموعة الثالثة، يخوض الترجي التونسي مواجهة من العيار الثقيل، حينما يحل ضيفا على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي (حامل اللقب)، في حين يلتقي سان جورج الإثيوبي مع ضيفه فيتا كلوب الكونغولي الديمقراطي بنفس المجموعة.
وعقب الفوز الكبير للترجي 3-1 على ضيفه فيتا كلوب في الجولة الأولى، إلا أنه سقط في فخ التعادل السلبي مع مضيفه سان جورج في الجولة الثانية، ليتقاسم صدارة المجموعة مع صن داونز، الذي بدأ مشواره في المجموعة بالتعادل بدون أهداف مع ضيفه سان جورج، قبل أن يفوز في الجولة الماضية 3-1 على ضيفه فيتا كلوب.
ويأمل الترجي، بطل المسابقة العامي 1994 و2011، في رسم البسمة مرة أخرى على وجوه جماهيره، بعد خيبة الأمل التي شعرت بها، عقب خروج الفريق من الدور قبل النهائي لبطولة كأس تونس، إثر خسارته أمام اتحاد بن قردان يوم الأحد الماضي.
ولكن لن تكون مهمة الفريق الملقب بـ(شيخ الأندية التونسية) سهلة في اجتياز عقبة الفريق الجنوب أفريقي، الذي سيتسلح بمؤازرة عاملي الأرض والجمهور.
وتعد هذه هي المواجهة الثالثة بين الفريقين في المسابقة، بعدما سبق أن التقيا في مرحلة المجموعتين بنسختي البطولة عامي 2000 و2001.