برنامج «حروف» يعيد إلى الذاكرة الإعلامي ماجد الشبل
الوسط - محرر منوعات
عندما كان يطل عبر برنامجه الرمضاني «حروف» كان المشاهدون يتسمرون أمام الشاشة عصراً، ليبدأ ذلك المذيع الوسيم بشد الانتباه إليه منذ كلماته الأولى، وأسلوبه القريب من إلقاء الشعر، الذي كان يبرع فيه بشكل متفرد ومميز، وليمر على هذا البرنامج أكثر من مذيع حتى مع إعادة إنتاج برنامج «حروف» هذا العام، تبقى الذاكرة ترسم ملامح الإعلامي الراحل ماجد الشبل، الذي التصق به هذا البرنامج بشكل كبير. امتاز الإعلامي ماجد الشبل بسلامة النطق وإجادته التحدث باللغة العربية الفصحى، إلى جانب وضوح مخارج الحروف عنده، ما جعل برنامج «حروف» الرمضاني، واحداً من أهم البرامج في خريطة هذا الشهر، وتناوب على تقديمه إعلاميون كثر، منهم إبراهيم القاسم، وغانم الصالح، وغالب كامل، وعرض في عام 1408هـ، واستمر حتى 1415هـ، ويتوقف عامين ويعود، ويتوقف حتى تم إحياؤه مرة أخرى هذا العام، ليحدث مفاجأة عند مشاهدي القناة الأولى، الذين عادوا إلى زمن الشبل وزملائه. بقي الشبل واحداً من الشخصيات التي لا يمكن أن تغادر ذاكرة المشاهد السعودي والعربي، ويعد واحداً من أبرز الإعلاميين الذين امتازوا ببرامجهم الحوارية والثقافية، ولا يزال الرقم الصعب في إلقاء الشعر، وبرنامجه «شاعر وقصيدة» الذي بث عام 1402هـ، والبرنامج الإذاعي «همس النسيم»، إضافة إلى برامجه الحوارية.
ولا تغادر أسماع مشاهدي الزمن الجميل، صوت الإعلامي الراحل الشبل، وهو يبدأ نشرة الأخبار بإعلان ثبوت هلال شهر رمضان، وبصوته الرخيم وموسيقاه الخاصة يبارك للمسلمين دخول الشهر الكريم، وفي الآونة الأخيرة تحول صوته وهو يعلن رمضان رسالة للتهنئة ترسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليحيا بعد أعوام صوت الشبل اللافت، وذلك وفقاً لصحيفة الحياة السعودية.
ويختتم المشاهدون البث التلفزيوني المحلي بأدعية السحر في شهر رمضان بصوت الشبل، الذي لا يتجاوز أن يكون نغمة من أنغام العزف الصوفي، إذ يلامس بدعائه قلوب المشاهدين، ويودعهم ليعلن انتهاء البث التلفزيوني هذا اليوم، وعلى رغم أن تلك الابتهالات تبث صوتاً فقط من دون وجه ملقيها، فإنها بقيت أعواماً إحدى المحطات المهمة التي خلدت صوت وصورة الإعلامي الراحل. أصيب الشبل بجلطة، نقل على إثرها إلى المستشفى، وأمر الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز بعلاجه في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وغادر صاحب الصوت الماسي والكاريزما الخاصة الحياة في 2016، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر ناهز 81 سنة، ونعاه زملاؤه بألم، كما بكاه معجبوه بحرقة.