بريطانيا... ماي تواجه صعوبات في حملتها قبل ثمانية أيام على الانتخابات التشريعية
لندن – أ ف ب
قبل ثمانية أيام على الانتخابات التشريعية، تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريز ماي صعوبات يمكن ان تثير شكوكا حول قدرتها في تحقيق فوز كاسح أمام المعارضة العمالية كما كان يبدو قبل قبل بضعة أسابيع.
هل يمكن ان تخسر ماي الرهان الذي أطلقته عندما دعت في نيسان/أبريل إلى انتخابات مبكرة؟ آنذاك كان المحافظون يتقدمون بنحو عشرين نقطة على العماليين في استطلاعات الرأي وكانوا بالتالي في موقع قوة لتعزيز غالبيتهم في مجلس النواب والتي تبلغ حاليا 17 مقعدا.
كانت الفكرة تحقيق فوز مزدوج: من جهة اعطاء ماي تفويضا صريحا لخوض مفاوضات بريكست ومن جهة ثانية القضاء على اليسار المتطرف في حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن.
إلا ان الحملة شهدت عدة عثرات في المعسكر المحافظ. بدأت أولا بعرض برنامج الحزب والذي أثار جدلا حول مشروع اصلاح المساعدات الاجتماعية للمسنين.
مؤخرا، تعرضت ماي للانتقاد حول الاقتطاعات التي أجرتها الحكومة المحافظة على صعيد الشرطة والخدمات العامة منذ العام 2010، حتى ان حزب يوكيب المعادي للاتحاد الاوروبي اتهمها بالمسؤولية جزئيا عن اعتداء مانشستر الذي أوقع 22 قتيلا في 22 أيار/مايو.
اليوم الأربعاء (31 مايو / أيار 2017)، اتهم كوربن ماي بالتهرب من المواجهة بعد أن رفضت المشاركة في مناظرة تلفزيونية مساء الاربعاء عبر "بي بي سي" مع مسئولين سياسيين اخرين انضم اليه كوربن نفسه في اللحظة الاخيرة.
بعد سؤال رئيسة الحكومة مرارا حول الموضوع خلال زيارة الى جنوب غرب انكلترا، ردت دون اقتناع بانها تفضل التحدث الى الناخبين اكثر منه إلى السياسيين.
في استطلاعات الرأي، ترجمت هذه الصعوبات بتقارب بين المحافظين والعمال. وكشف استطلاع اجراه "آي تي في سورفيشن" ونشر الثلثاء ان حزب ماي (43%) لم يعد يتقدم سوى بست نقاط على العمال (37%).
- "لا ثقة في استطلاعات الرأي"- لكن الوضع أسوا بالنسبة الى المحافظين اذ تكشف توقعات موقع "يوغوف" التي نشرتها صحيفة "ذي تايمز" الاربعاء انهم يمكن ان يخسروا 20 مقعدا في مقابل 30 سيفوز بها العماليون.
مع ان المحافظين سيظلون القوة الاولى في البرلمان لكن مثل هذه النتيجة ستحرمهم من الغالبية.
الا ان صحيفة "ذي تايمز" حذرت من هذه التوقعات التي أجريت في غضون أسبوع وشملت نحو 50 الف شخص تتضمن "هامش خطأ كبير"، اذ هناك احتمال آخر بفوز كبير للمحافظين.
كما ان استطلاع "يوغوف" استقبل بتحفظ من المعسكرين. وقالت ماي خلال زيارة الى بلايموث (جنوب غرب انكلترا) ان "الاستطلاع الوحيد المهم هو الذي سيتم في 8 حزيران/يونيو" المقبل.
من جهتها، علقت انجيلا راينر وزيرة الثقافة في حكومة الظل "لا أثق باستطلاعات الرأي".
مع ان الاستطلاع لا يحدد من سيكون الفائز الا انه يكشف الى أي حد بات من الصعب على المحافظين تحقيق فوز كاسح مما يفسر بحسب بعض المحللين التشدد في لهجة ماي ازاء كوربن في الايام الاخيرة.
وعنونت صحيفة "ذي غارديان" الاربعاء "ماي تكثف هجماتها الشخصية مع تقارب النتيجة في استطلاعات الرأي".
وأعربت ماي في زيارة الى ولفرهامبتون (وسط انكلترا) عن شكوكها في قدرة كوربن على مواجهة المفاوضات الصعبة حول بريكست وقالت انه لو أصبح رئيسا للحكومة "فسيجد نفسه وحيدا وغير جاهز في قاعة المفاوضات في الاتحاد الاوروبي".
وعلق كوربن في مؤتمر صحافي في لندن ان هذه التصريحات "في غير مكانها" واتهم ماي بالسعي الى مواجهة مع بروكسل يمكن ان تكلف بريطانيا غاليا.
ويشكل الغموض حول نتيجة الانتخابات التشريعية المبكرة ضغوطا على العملة البريطانية. ويقول ديفاتا تسينغ المحلل لدى "اف اكس برو" ان "استطلاعات الرأي اذا واصلت ميلها نحو العماليين بحلول انتخابات 8 حزيران/يونيو فان القلق ازاء الافاق السياسية والاقتصادية غير الواضحة بعد بريكست سيزداد وسيشكل ضغوطا اكبر على الجنيه الاسترليني".